تحليل اقتصادي
لماذا تشتري «القرين» 29% من «سدافكو»؟
الاثنين 4 نوفمبر 2013 خاص ـ «الانباء»
مع شراء شركة القرين لصناعة الكيماويات البترولية 29% من اسهم الشركة السعودية لمنتجات الالبان والاغذية (سدافكو) عن طريق صفقة مع شركة الصناعات المتحدة، تكون «القرين» قد دخلت في استراتيجية جديدة في عملها، سيظهر تأثيرها لاحقا. ويمكن تحليل هذا الاتجاه الجديد وابعاده في 4 عوامل رئيسية:
1 ـ ذروة البتروكيماويات:لطالما اعتبرت «القرين» في تصريحات سابقة لمسؤوليها ان دورة صناعة البتروكيماويات وصلت الى ذروتها.
وكان الاعتقاد أن هذه الصناعة ستبدأ في التراجع اعتبارا من العام الماضي، لكن الصناعة تماسكت في العام الماضي على عكس توقعاتها، غير ان الشركة ترى ان ذلك التماسك لن يدوم طويلا، وستبدأ الصناعة في التراجع عاجلا أو آجلا، لذا رأت انه من الضروري الاتجاه الى تنويع محفظة الاستثمارات لديها والاتجاه الى قطاعات جديدة قبل فوات الاوان.
2 ـ تنويع محفظة الاستثمار:ان شراء حصة 29% في شركة سدافكو يعتبر دخولا في استثمار جديد مختلف كليا عن الاستثمار الذي تركز «القرين» فيه، وهو قطاع البتروكيماويات، وهو ما يعني أن «القرين» لم تعد فقط شركة اسثتمارات بتروكيماوية وانما شركة استثمارية لديها تنوع في اسثتماراتها يشمل الان صناعة الاغذية.
وتعتبر صناعة الاغذية من الصناعات الواعدة في المنطقة، نظرا للنمو السكاني الهائل في المنطقة والطلب الكبير على المنتجات الغذائية، خصوصا المنتجات التي تصنعها سدافكو والشركات السعودية المنافسة كالالبان والاغذية على أنواعها.
ويبدو خيار الدخول في صناعة غذائية خيارا جيدا، اذا ما افترضنا انه آخذ في الصعود، في وقت ستتجه صناعة البتروكيماويات نحو الهبوط، أي ان هذا يعوض ذاك.
3 ـ توزيع المخاطر الجغرافية:معظم استثمارات «القرين» تتركز حاليا في الكويت، واتجاه «القرين» نحو «سدافكو» السعودية هو تنويع جغرافي له مدلولاته، اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان السوق السعودية مرشحة للنمو حسب اغلب التقارير الاقتصادية العالمية، لذا فإن توزيع المخاطر الجغرافية ربما يصب في مصلحة «القرين» بدل تركزها في مكان واحد.
4 ـ تقليل المخاطر وتنويع الايرادات:حصلت القرين أخيرا على سيولة جاءتها من استثماراتها في شركة ايكويت، ومن بيعها لأسهم خزينة لشركة ايكويت، ويبدو أن «القرين» اختارت الاستثمار في شركة لديها اصول تشغيلية وتوزيعات مستقبلية، مما يوفر عليها الدخول في شركات في طور التأسيس والتشغيل، وبالتالي تقليل مخاطر الدخول في شركات جديدة وقطاعات غير واضحة المصير.
كما يمكن ذلك «القرين» من تنويع ايراداتها بدل تركزها في قطاعات واحدة، خصوصا مع عدم الوضوح من مصير مشروع الاولفينات 3 الذي لا يبدو أن «القرين» سيكون لها نصيب في الاستثمار فيه، كما هو الحال في مشاريع سابقة لـ«ايكويت» التي استفادت منها «القرين» من دون اغفال ان بعض هذه المشاريع لم يحقق لها النتائج المتوقعة لأسباب متعلقة بسياسات الدعم من مؤسسة البترول الكويتية.
لكن رغم كل ذلك تبقى الاشارة الى أن لكل استثمار كبوته، فإذا كانت العوامل الاربعة لصالح «القرين» يبقى اداء «سدافكو» في السوق السعودية في ظل المنافسة القوية والمبلغ الذي دفعته لقاء الحصة الجديدة محط الانظار لمعرفة الى اي مدى صوابية قرار «القرين» من عدمه، وهذا ما ستكشفه النتائج المالية لـ «القرين».