مصادر الشركة ردت غياب بن سلامة عن اجتماع "الإجماع" الى عدم مواكبته للمفاوضات مع أفريقيا 16/02/2010
خلافات داخل مجلس أدارة "زين" حول صفقة بيع عملياتها في أفريقيا
السهم يتوقف عن التداول لـ 6 أسابيع لحين إنجاز الفحص النافي للجهالة
مصادر "زين" تؤكد لـ "السياسة": لا علاقة لاستقالة البراك بصفقة بيع "أفريقيا"
مليارا دولار إجمالي ديون المجموعة في أفريقيا... والعملاء سيتراجعون بنسبة 58 في المئة
كتب - بلال بدر - محمود شندي - محمد المملوك:
علمت "السياسة" من مصادر مقربة ان ثمة خلافات تفجرت داخل مجلس ادارة مجموعة "زين" على خلفية صفقة بيع زين لاصولها في افريقيا عدا المغرب والسودان مؤكدة ان لا علاقة لاستقالة العضو المنتدب المستقيل د. سعد البراك بموعد انجاز الصفقة مستدلا على ذلك بأن الشركة تلقت عروضا عدة لشراء زين افريقيا ورفضتها الشركة لعدم جدواها.
وفيما نفت مصادر مسؤولة ما تردد عن وجود الخلافات المشار اليها اكدت مصادر مقربة ذات صلة ان الرئيس التنفيذي الجديد للشركة نبيل بن سلامة لم يحضر اجتماع "زين" اول أمس بشأن اتخاذ قرار الموافقة على البيع... وهو ما يشير الى وجود هذه الخلافات ويدعم هذا الرأي عدم اصدار زين لاي بيانات رسمية عقب اجتماعات مجلس ادارتها كما جرت العادة بمثل هذه الامور.
الى ذلك افادت المصادر ان تمسك ادارة البورصة بوقف سهم زين عن التداول يعود الى اصرارها على الحصول على بيانات وتفاصيل كاملة عن العرض المقدم من الشركة الهندية بهارتي لشراء زين افريقيا وخصوصا الافصاح عن قيمة الارباح المتوقعة من الصفقة وتأثيرها على الارقام والنتائج المالية للشركة.
ولفتت الى انه من المتوقع ان يستمر وقف تداول سهم زين الى حين انجاز الفحص النافي للجهالة والذي قد يستغرق مدة تزيد عن 6 أسابيع ان لم يكن اكثر من ذلك.
ونوهت الى ان زين لا يمكنها ان تقدم في هذه الفترة ارقاما دقيقة لادارة سوق الكويت للاوراق المالية عن الارباح المتوقع تحقيقها من هذه الصفقة, ذلك ان قيمة الارباح المحققة تحكمها نتائج الفحص النافي للجهالة, وهو ما يعني ان "زين" لا يمكنها تقديم اي ارقام لارباح متوقعة الا بعد انجاز هذا الفحص وتوثيقه رسميا.
وكانت لجنة السوق بالبورصة طلبت صباح امس من ادارة زين موافاتها بالاتي: قيمة العرض, وشروطه, والاطار الزمني لهذا العرض, وما هي الجزاءات في حالة تراجع المشتري عن الصفقة, وما قيمة الارباح المتوقعة من الصفقة وتأثيرها على الارقام والنتائج المالية بها ورغم ايقاف تداول سهم زين خلال اليومين الماضيين في سوق الكويت للاوراق المالية ومطالبة ادارة السوق مجموعة زين بضرورة الافصاح عن حجم الصفقة وارباحها والعائدات التي ستحققها الا ان ادارة زين التنفيذية مازالت غير قادرة على تحديد بيانات الصفقة نظرا لعدم الوصول لاتفاق نهائي بشأنها الامر الذي يضع "زين" في موقف صعب للغاية امام اعارة تداول السهم وامام عروض لاتمام صفقة غير واضحة المعالم رغم وجود مستشارين من الطرفين البائع والمشتري وما يؤكد ان عدم افصاح زين للبيانات المتعلقة للصفقة للبورصة هو مؤشر قلق جديد حول حجم الصفقة وقدرة المشتري المالية على اتمامها وفق رغبة ملاك زين للسعر الايجابي للسهم وهل ما اذا كان ال¯ 11 مليار دولار تلائم الملاك من عدمه? اسئلة متعددة مطروحة وتخوف من مجلس ادارة زين من عدم اتمام الصفقة التي ينتظرها السوق المحلي بحرارة نظرا لضخامة حجمها المالي والسيولة القوية التي سيتم ضخها في البورصة وايضا دعم الملاك لسداد بعض الديون المستحقة جراء اتمام الصفقة فهل باتت الصفقة هي الحل السحري لانتشال البورصة من التدهور الحالي?
مصادر مطلعة اكدت ل¯ "السياسة" ان قياديي زين فضلوا ادارة الصفقة في سرية تامة ورفضوا الافصاح عن اي بيانات او معلومات حتى اتمام الامر الذي يجعل الباب موصدا امام الاعلان الرسمي للصفقة او غير ذلك.
واضافت المصادر ذاتها ان المتوقع من نتائج ايجابية للصفقة ينحصر في تحقيق عائدات تتجاوز الملياري دولار وهذا هو محل الخلاف بين ادارة البورصة وادارة زين في موضوع الافصاح وعرض حجم الصفقة التفصيلي وقيمتها الاجمالية وسعر السهم والعائدات الناتجة عنها حيث ان "زين" رفضت تحديد العائد على الصفقة ضمن بيانات الافصاح التي تقدمها لادارة البورصة من اجل اعادة تداول السهم, وهو ما جعل البورصة مستمرة في ايقاف التداول للسهم حتى تقديم زين جميع المعلومات التوضيحية والمفصلة عن الصفقة.
خبراء اكدوا ل¯ "السياسة" ان عدم افصاح زين عن حجم وعائدات الصفقة انما ينطلق من وجود علامات استفهام حول قيمة الصفقة وان هناك مناقشات ومباحثات مازالت تجري بين الطرفين البائع والمشتري قد تنتهي بالايجاب ورغم ان بعض المصادر المقربة من مسؤولي "زين" اكدوا ان الخطوات في صفقة افريقيا افضل من التي اتخذت في صفقة بيع ال¯ 46 في المئة من اجمالي اصولها والتي باءت بالفشل, مشيرة ان "بهاراتي" المشتري تعتبر من الشركات الاكثر جدية ورغبة في الاستحواذ على الصفقة لاتمام برنامجها التوسعي في الاسواق الناشئة خصوصا عقب استئناف مساعيها للقيام بعمليات شراء حصص في افريقيا والاسواق الناشئة عقب فشلها مع "ام. تي. ان" لصفقة الاندماج المقترحة في الماضي.
ولفتت المصادر الى ان "بهاراتي" تقدمت مرات عدة لشراء حصص في زين وكانت تتنافس في السابق للاستحواذ على بعض الحصص التي استحوزت عليها زين, مبينا ان تلك الدوافع الرئيسية والتي تعزز من ايجابية اتمام الصفقة وتعليقا على ما قد ينتج حال فشلت الصفقة افادت مصادر مسؤولة في زين ان هناك شروطا جزائية لا يمكن الافصاح عنها في الوقت الراهن وهي تعتبر ارباحا ل¯ "زين" حتى اذا لم تتم الصفقة.
وزادت المصادر ان مجموعة "زين" قد تحقق خطوات ايجابية للتحوط من فشل الصفقة خصوصا عقب تجربتها السابقة في صفقة ال¯ 46 في المئة التي تمت مناقشتها مع كونسورتيوم هندي ماليزي انتهى بانسحاب فيفندي الفرنسية من مفاوضات شراء الحصة.
مصدر اخر اكد ان سوق افريقيا هو الاقل اختراقا من حيث نمو العمليات للهواتف المحمولة والذي يوفر فرصا كبيرة للشركات العالمية المشغلة للهواتف النقالة ما يؤكد مضي بهاراتي في اتمام هذه الصفقة مع زين.