حديث (من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة..)
فضائل الأعمال في الصحيحين جمعا و تعليقا علي بن يحيى الحدادي إمام و خطيب جامع عائشة - الرياض -
حديث (من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة..)
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم مقاماً محموداً الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة" رواه البخاري .
معاني المفردات:
النداء: الأذان. الدعوة التامة: كلمة التوحيد. الصلاة القائمة: أي الصلاة التي يدعى للقيام إليها والقيام بها. الوسيلة : فسرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر حيث قال" ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو" رواه مسلم الفضيلة: المرتبة الزائدة على سائر الخلائق. ابعثه مقاماً محموداً: اعطه واجزه مقاماً يحمده الخلائق عليه يوم القيامة والمقام المحمود هو الشفاعة العظمى عند أكثر العلماء. الذي وعدته : أي في قوله سبحانه (عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً) .
من فوائد الحديث:1- الحث على المحافظة على هذا الدعاء عقب الأذان. 2- النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم شرع لنا أن نصلي عليه، وأن ندعو له بهذا الدعاء عقب النداء، فكيف يدعى من دون الله ويستغاث به تعالى الله أن يكون له شريك في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته. 3- فضل النبي صلى الله عليه وسلم على الخلائق حيث خصه الله بما لم يعط أحداً غيره وهو المقام المحمود، وهو الشفاعة الكبرى يوم القيامة فإن الناس يوم القيامة يجدون شدة عظيمة في أرض المحشر فإذا طال بهم المقام سألوا آدم أبا البشر أن يشفع لهم عند الله للفصل بين العباد وإراحتهم مما هم فيه فيعتذر ، ويحيلهم إلى نوح عليه السلام، فيعتذر ويحيلهم إلى إبراهيم عليه السلام فيعتذر، ويحيلهم إلى موسى عليه السلام فيعتذر ويحيلهم إلى عيسى عليه السلام فيعتذر ويحيلهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا جاؤوه قال (أنا لها أنا لها) فيقوم فيسجد تحت العرش ويثني على الله ويحمده حتى يقال له يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع. 4- إثبات الشفاعة والشفاعة لله تعالى وحده لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، ولا يشفع إلا لمن رضي الله أن يشفع له، قال تعالى (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) قال تعالى (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) فمن أراد أن يشفع له النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء والأولياء والصالحين فليسأل ربه ذلك كله يقول اللهم شفع فيّ نبيك وملائكتك وعبادك الصالحين ونحو ذلك. وطلب هذه الشفاعة من المخلوق شرك مخرج من الملة والعياذ بالله قال الله تعالى عن المشركين ({وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} (3) سورة الزمر .