الكويت هي المكان الوحيد الذي تتعاون فيه الدولة - من النواب - لسرقة الشعب تحت حجة الإنقاذ.. سعد المعطش يدعو الله أن لايديم من يطالب بالإنقاذ وينسى قروض المواطنين
02:33:16 ص 27/01/2009
الراي
الحُطيئة في قاعة عبدالله السالم
من المؤكد أن كل شخص لديه صديق وقريب ممن يطلق عليه اسم «طويل البال»، وكثيراً ما نسمع من يصفهم بأنهم لو «كانوا الموت كان ما مات أحد»، وذلك بسبب برودهم المنفر في غالب الأحيان. شخصياً أعرف صديقاً ينطبق عليه الوصف الذي ذكرت، ومن بيننا صديق مشترك كثيراً ما نتندر عن برود صديقنا الثالث، وكنا قد تخيلنا أنه قد عاش في زمن الشاعر الحُطيئة الذي قام بهجاء نفسه، حين لم يجد من يهجوه. لقد تخيلناه قد ترك شاعرنا يعيش حتى هذا اليوم فَمنْ الذي سيهجوه الحُطيئة الآن؟
لقد تنبأ صديقنا المشترك أن القصائد الهجائية ستنهمر على حكومتنا وعلى أعضاء مجلس الأمة بسبب المديونيات الصعبة، وشراء مديونيات المواطنيين، و«الداو كيميكال»، و«أمانة» للتخزين، وأخذ يعدد الكثير من الأمور حتى أصبحت قهوتي الحلوة جداً من دون سكر.
منذ أعوام ونحن نعاني في الكويت لعبة اللصوص والحرامية، فمجلسنا يتهم الحكومة بسرقة المال العام، وحكومتنا تتهم النواب بالتكسب من خلال الضغط عليها لتمرير ما يريدون من منافع انتخابية أو مالية، ولكنني قاطعته وراهنته أنه لو كان الحُطيئة حياً لتمكن أصحاب المصالح من الحكومة والنواب، والذين سيستفيدون من صندوق إنقاذ البورصة، من احتوائه ولجعلوه شاعر بلاط قاعة عبدالله السالم.
نحمد الله أن الحياة والموت بيد الخالق عز وجل، وإلا لضاقت الكويت بلصوص العالم منذ الدولة الأموية، مروراً بالعباسية إلى باقي الأزمنة، فالكويت هي المكان الوحيد الذي تتعاون فيه الدولة - من النواب - لسرقة الشعب تحت حجة الإنقاذ. أدام الله من يريد إنقاذ الكويت من لصوص المليارات ولا دام يطالب بالإنقاذ وينسى قروض المواطنين...
سعد المعطش
كاتب كويتي
Saadq8@msn.com
جريدة الان