دورة المؤشرنت للتحليل الفني
50 دينار كويتي
كلمة الرياض
النعي الأخير لسوق الأسهم!!
يوسف الكويليت
ارتفعت أسعار النفط في الشهور الماضية إلى ما يقارب مائة وسبعة وأربعين دولاراً للبرميل، وكانت الأسواق العالمية تسير في الاتجاه العادي، وشركاتنا وبنوكنا ومؤسساتنا تعلن أرباحها، وميزانية الدولة واستثماراتها، ومعها دخول المستثمر الأجنبي، وبمعنى أشمل كل المؤشرات كانت تعطي أن يرتفع سوق الأسهم إلى ما يتناسب وهذه الأحوال الدولية، والداخلية، لكن نفاجأ بالسقوط المستمر، وهناك من يقول إن السوق أُشبع بالمساهمات الجديدة، وإن طاقته الاستيعابية غير قادرة على تحمل الجرعة الكبيرة، وقبِلنا بالرأي رغم تبسيطه للأمور..
ثم جاءت العواصف الحادة التي أزالت عروش المال الكبرى لتبدأ الكارثة في العالم حين تساقطت الشركات والصناعات وأعلنت حالات إفلاس وكساد، وقلنا، قبل أن نتأكد من الأضرار التي لحقت بناء إننا جزء من حزمة عالمية، لكن تكشّف أن المملكة أقل المتضررين، لكن سقوط أسعار النفط، غير المتوقع، فرض على الدول المنتجة، في اجتماعين غير متباعدين، تخفيض الإنتاج إلى أربعة ملايين ومائتي ألف برميل، لكن النزول واصل انحداره، بالمقابل جاء صدور الميزانية بأرقام هائلة، وكنا نعتقد أن أول المستجيبين لهذه النتائج هو سوق الأسهم، لكنه فيما يبدو ملحق بأسعار النفط والسوق العالمي، وليس بطبيعة اقتصادنا وسياساتنا النقدية ومشاريعنا المغطاة تكاليفها بالكامل..
أغرب سوق في العالم لا ينفع معه جلب السحرة، والبصّارات، ولا من يقرأ الكف، أو يفسر الأحلام، هو سوق أسهمنا، لأن الحيرة تأتي من واقعٍ كلّ يقرأه بصورته المعاكسة، وفي هذه المتاهة الكبيرة، صرنا نستعين بالصبر وحده، أمام الشريط الأحمر، ونسينا جملاً غير مفيدة في الأسباب التي تعبّر عن جني الأرباح، أو عدم الشفافية، أو بيع أسهم المقترضين من قبل البنوك، والأفكار والآراء تمتد إلى مرض مجهول النسب والفصيلة والبيئة التي ولد فيها وانتشر من خلالها إلى كل الجيوب، ليصبح المفلسون، من الطبقات المتوسطة والفقيرة في أدنى سلالم المجتمع المبتلى بالصدفة غير الحسنة في دخول شبكة الأسهم، التي بخرت الأحلام، وأعاقت التنمية وضاعفت أعداد المرضى بكل الأنواع القديمة والحديثة، لأن الغبن لم يأت من شيء معلوم، وإنما من مجهول في تعقيداته وعالمه السري..
ليس لدينا (مافيا) تُسقط سوقنا كما حدث في العديد من أسواق الأسهم العالمية، لكن لدينا جسور مقطوعة بين من يعلم ولا يريد أن يتكلم، وبين من لا يدري ويعجز عن التعبير لأن الكلمات بقيت غصّة في حلقه.. سوق أسهمنا عالم من الفوضى، فقد تآكل ووصل إلى حد العظم، وبقي أن نعلن نعيه، والبحث له عن مقبرة في فضاء لا يراه أحد..
دورة المؤشرنت للتحليل الفني
50 دينار كويتي