منطقة اليورو تتوصل إلى خطة لإنقاذ مؤسساتها المصرفية
وافق قادة دول منطقة اليورو الخمسة عشر على خطة مشتركة لإنقاذ النظام المالي بالمنطقة.
وكانت هذه الدول قد أبدت استعدادها لضمان عمليات اعادة تمويل المصارف بصورة موقتة وفق ما تسرب إلى وسائل الإعلام من مسودة البيان المشترك للقمة الطارئة التي عقدها قادة المنطقة.
وهدفت القمة التي انعقدت في باريس إلى بحث طريقة مشتركة للتعامل مع الأزمة المالية التي تعصف بالأسواق المالية الأوروبية.
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية فسيكون في وسع الدول التدخل بعدة وسائل لدعم جمع الاموال للمصارف عبر تقديم ضمانات او تأمينات او "تدابير من هذا القبيل".
وذكر نص مسودة البيان أنه سيكون في وسع الحكومات تبادل الأصول المشكوك فيها مقابل سندات رسمية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون، ساعة مغادرته مقر القمة التي شارك فيها بصفة مراقب إنه واثق من أن قادة منطقة اليورو سيتفقون على خطة تعيد الثقة إلى النظام المالي العالمي.
وكان براون يرغب في أن تتبنى الدول المشاركة في القمة إجراءات مماثلة للإجراءات التي اعتمدتها بريطانيا لإنقاذ مؤسساتها المالية.
القادة وعدوا بمنع انهيار البنوك
كما صرح الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي بإنه يتوقع توصل قادة بلدان منطقة اليورو إلى "خطة طموحة ومنسقة" لمعالجة الأزمة المالية.
وأضاف ساركوزي، الذي كان يتحدث إلى الصحافيين قبيل انعقاد القمة، أن حكومته ستعتمد، الاثنين، بعض الإجراءات الهادفة إلى معالجة أزمة القطاع المصرفي.
ويبدو أن الخطة الفرنسية مماثلة للخطة البريطانية وتشمل توفير السيولة النقدية لصالح المؤسسات المالية وضمان القروض المصرفية.
خطة مجموعة السبع
وقالت وزيرة المالية الفرنسية، كريستين لاجارد، إن الاجتماع المنتهي "سيتابع وينفذ" ما جاء في الخطة التي اعتمدتها الدول الصناعية السبع والتي تتكون من خمسة بنود.
وأضافت الوزيرة الفرنسية أن القمة تهدف إلى تحويل الخطة المعتمدة إلى واقع على الأرض.
وكان رئيس صندوق النقد الدولي، دومينك ستروس-كان حذر في وقت سابق من أن النظام المالي على شفا الانهيار.
وأضاف أن الدول الغنية أخفقت حتى الآن في استعادة الثقة بالنظام المالي العالمي معربا عن تأييده للخطة التي اقترحتها مجموعة الدول الغنية السبع.
وتابع أن صندوق النقد مستعد لتقديم قروض إلى البلدان التي تحتاج بشدة إلى سيولة نقدية.
وأدلى المسؤولان بتعليقاتهما بعد الاجتماعات التي عقدها صندوق النقد الدولي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في واشنطن.
أهداف
ألمانيا وفرنسا طرحتا عدة مقترحات لمواجهة الأزمة
وسبق أن وافقت فرنسا وألمانيا وإيطاليا على الأهداف الرئيسية التي حددتها مجموعة السبع يوم الجمعة الماضي في أفق الخروج من الأزمة المالية.
ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الاقتصادية، أندرو ووكر، إن العديد من المحللين رحبوا بالأهداف التي حددتها مجموعة السبع لكنهم دعوا إلى تحرك سريع بهدف ملأ التفاصيل الواردة في هذه الأهداف.
وقال الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل قبيل انعقاد قمة مجموعة منطقة اليورو إنهما سيطرحان مجموعة من الاقتراحات تهدف إلى التخفيف من حدة الجمود الائتماني الذي تسبب في انهيار عدة بنوك دولية رئيسية.
لكن الزعيمين الأوروبيين قالا بعد اجتماعهما في باريس السبت إن القمة لن تعتمد فكرة إنشاء صندوق مالي مشترك لإنقاذ الأسواق المالية الأوروبية على غرار الصندوق الذي أنشأته الولايات المتحدة بقيمة 700 مليون دولار أمريكي بهدف معالجة الأزمة المالية.
ويُشار إلى أن قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا عقدوا أول قمة أزمة لهم الأسبوع الماضي لكنهم لم يتفقوا على تبني خطة مشتركة لمعالجة الأزمة المالية.