بعضهم توقع 300 ألف عميل في السنة الأولى وأخرون اهتموا بمستقبل سهمها
خبراء ورجال أعمال عن شركة الاتصالات الثالثة: السوق يتسع للمنافسة... والعروض ستكون الفيصل
أجرى التحقيق - يوسف لازم - بدر العنزي:
المنافسة بين شركات الاتصالات في المنطقة الاقليمية ككل ستأخذ طريقا جديدا بسبب التطور التكنولوجي الذي يأبى التوقف ومنها تقديم افضل الخدمات التي وصلت إليها تكنولوجيا الخدمات التي تقدم للمسافرين على سبيل المثال لا الحصر, وغيرها من الخدمات التي لم تصل الينا الى لحظة اجراء هذا التحقيق.
ولا مبالغة اذا قلنا ان الدول العربية استفادت كثيرا من التجارب التي مرت بها الدول الاوروبية في قطاع الاتصالات وما توصلت له التكنولوجيا في عالم الاتصالات واستفادت من كل جديد في مجال الانترنت وغيره, ولذا فإن بعض الشركات في المنطقة أصبحت تتحول من مشغل محلي الى مشغل اقليمي أو عالمي بعد أن ساعدها التطور التكنولوجي على تطوير البحوث التكنولوجية والمنافسة في ظل ذلك كله ستنعكس على أسعار الخدمات جميعها ومنها المكالمات واشتراكات الانترنت, ما ينعكس على زيادة عدد المشتركين.
وفي سوق الكويت وبعد دخول المشغل الثالث طرحت تساؤلات عدة منها هل ستشتد المنافسة بين المشغلين الثلاثة? وهل ستشمل المنافسة جودة الخدمات واسعارها? وغير ذلك من التساؤلات طرحتها "السياسة" على أصحاب الخبرة فكان التالي:
جودة الخدمة
في البداية قال مدير عام الشركة الوطنية للمواقع الكترونية" مواقع" محمد الباوي أن دخول شركة اتصالات جديدة يعزز المنافسة وخصوصا ان الشركة الجديدة جاءت بمساهمة شركة الاتصالات السعودية وهي شركة كبيرة ورائدة في مجالها وقد قدمت خدمات في هذا المجال قبل ان تقدم في الكويت, حيث تعد الكويت من الدول التي تتأخر في تقديم خدمات من هذا النوع واضاف الباوي ان السوق يستوعب شركة اتصالات جديدة في ظل جودة الخدمة المقدمة ولذا فعلى المشغل ان يستوعب العميل ومتطلباته.
وتابع قائلا: يجب ان يكون السوق متقدماً اكثر في تقديم الخدمات ومنها توحيد الشبكات مثلما فعلت شركة "زين" في دول عدة عدا الكويت, والتي نتمنى ان يشملها نظام توحيد الشبكة.
الجهاز الواحد
مدير شركة دل لمنطقة الكويت "محمد بلال" أكد ان السوق المحلي واعد ويستوعب المشغلين الثلاثة, ما ينعكس على المنافسة تقديم المنتجات الجديدة, مما سيفتح المجال في تحسين الجودة على مستوى المشغلين الثلاثة, كما سيؤدي الى استقطاب الخبرات ومجالات عمل جديدة, وسيصب ذلك في مسار الخطة التنموية للبلاد من اتجاهات عدة منها النمو والانفتاح الاقتصادي, كما سيوفر فرص عمل جديدة قبل نهاية 2009 .
وأوضح بلال أن النمو الاقتصادي بطبيعته يستقطب خبرات جديدة ويتوسع في الخبرات الموجودة, وسيؤثر ذلك على قطاع الاتصالات وخصوصا في ظل التطور التكنولوجي ما يفتح المجال أمام المنافسة وأكد ان التكنولوجيا الحديثة تتجه نحو ما يسمى ب¯ "الجهاز الواحد" حيث يستطيع المستخدم انجاز معاملاته البنكية واتصالاته والدخول على بريده الاكتروني وكذلك الفاكسات من خلال جهازه النقال, ولذا فإن باب المنافسة مفتوح أمام الشركات المشغلة في ظل تكنولوجيا وحدة الاتصال المتكاملة التي سيعمم استخدامها على جميع قطاعات الاعمال وكذلك الافراد.
من جانبه قال نائب المدير العام لشركة الاتحاد للوساطة المالية فهد الشريعان ان تزايد الشركات المحترفة في السوق المحلي مهم جدا وخصوصا في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا الذي له مستقبل واعد جدا. وقال أن تجارب بعض الشركات المحلية اثبتت جدارتها وحيازتها على العالمية حيث أن تلك الشركات بدأت بتأسيس كويتي ومن ثم شقت طريقا نحو العالمية ومثال على ذلك شركة "زين" التي اصبح لها تواجد في 22 دولة.
مجانا مدى المياه
وتابع قائلا ان المنافسة بدخول الشركة الجديدة في قطاع الاتصالات لن تكون على مستوى الايرادات من السوق المحلي وخصوصا اذا اعتبرنا ان عدد المشتركين اجمالا في جميع الشركات المشغلة لا يتجاوز 3 ملايين مشترك ولذا فان المنافسة ستكون على الجيل المقبل من العروض ومثال على ذلك عرض شركة زين السعودية التي طرحت نصف فواتير اول 500 ألف مشترك مجانا مدى الحياة, قائلا ان مثل تلك العروض القوية تؤثر في نسبة الاستحواذ على عدد المشتركين الذين يترقبون طرح تشكيلة جديدة ومتنوعة من الخدمات.
وعلى جانب سوق المال بين الشريعان ان الشركة الجديدة اذا بدأت التشغيل الفعلي لخدماتها بقوة سينعكس ذلك على سعر السهم بعد الادراج.
في البورصة
وقد يفتتح ب¯ 800 فلس لينعكس بدوره على بناء علاقات قوية وجديدة مع صناديق جديدة وبذلك ستتوفر فرص جيدة للاستثمار وكذلك سيفتح الباب لاستحواذات ودخول ملاك جدد في هذا القطاع الحيوي.
20 في السوق
وفي السياق نفسه اكد الرئيس التنفيذي لشركة مرج البحرين للاتصالات عبدالرزاق الخلف ان السوق سيشهد منافسة ايجابية لصالح المشترك بعد دخول شركة الاتصالات الكويتية حيز التشغيل الفعلي. واضاف ان الحصة السوقية للشركة الجديدة ستبلغ نسبة 20 في المئة وذلك باستحواذها على 300 ألف مشترك تقريبا في السنة الاولى وفق معطيات السوق الحالية, مبينا ان الاتصالات الثالثة لم تأت من فراغ بل أتت تحت اشراف شركة الاتصالات السعودية التي تمتلك خبرات واسعة في تقديم الخدمات وتنوعها وكذلك في كيفية المنافسة وجوانبها المختلفة وخصوصا ان الاتصالات السعودية قد حصلت على نسبة 26 في المئة من الشركة الجديدة عبر مزايدة عامة, بعد دراسة دقيقة للسوق الكويتي وطرق المنافسة في ظل وجود شركتين سابقتين.
وبين الخلف في رده حول ما إذا كان السوق المحلي يستوعب أكثر من ثلاثة شركات مشغلة, قائلا ان السوق المحلي لن يستوعب اكثر من ثلاثة شركات مشغلة الا بوجود مدينة الحرير حيث ان الطفرة الكبيرة المرتقبة في الكويت لن تتم إلا بعد تنفيذ وتطبيق مشروع مدينة الحرير الذي سيستوعب نصف مليون نسمة , وكذلك ستجلب مدينة الحرير شركات استثمارية اقليمية وعالمية وستشهد فتح مكاتب اقليمة لمعظم الشركات العالمية, حيث ستخرج تلك المكاتب من إحدى الدول العربية وتأتي الى هنا بشكل كبير ومتوقع.
الغلبة للثالثة
وعلى الصعيد نفسه قال رئيس فريق دريال للتحاليل الفنية يعقوب الباش ان المنافسة ستحتدم بين شركات الاتصالات الثلاث في الكويت حيث ستدفع بهم لتقديم خدمات افضل وباسعار تنافسية للمحافظة على عملائها من تحولهم الى الشركات الأخرى, وان كانت شركة زين للاتصالات تمتاز بقدمها وتحوز على الحصة الكبرى من العملاء ولكن هذا لا يعني انها لن تواجه منافسة كبيرة من شركة الاتصالات الثالثة بل على العكس ستكون المنافسة شرسة وستفاجئ الكثير من المراقبين والمحللين.
فالمنافسة من ناحية العملاء يتوقع ان تكون الغلبة فيها لشركة الاتصالات الثالثة حيث يتوقع ان يكتتب فيها ما يقدر 90 في المئة من المواطنين الكويتيين ويكونون جزءا من الشركة.
كما أن الاغلبية العظمى من الموطنين سيحتفظ بالاسهم كاستثمار طويل الامد وهذا سيؤدي على ندرة الاسهم المطروحة للبيع مما سيدفع بسعر السهم لتحقيق سعر قياسي سيفاجئ الكثير من المحللين والمتداولين وهذا سيدفع الكثير من المكتتبين الاحتفاظ بالسهم لفترات أخرى وعدم البيع.
تغيير المعايير
من جانبه اكد رئيس الاكاديمية الاقتصادية ابراهيم خلف ان شركة الاتصالات الثالثة تعتبر من الاستثمارات المهمة, فالاستثمار في الكويت يعتبر من الخطوات الستراتيجية والايجابية للشركة نظرا للمكانة الكبيرة التي تحتلها الكويت لدى السعوديين, ولقرب موقعها الجغرافي من المملكة, وللروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تربط الكويت والسعودية.
وأعرب خلف عن اعتقاده ان شركة الاتصالات الثالثة ستقدم خدمات متطورة للغاية, وبتقنية الجيل الثالث بالكامل, وبأعلى سرعة ممكنة, حيث ستعتمد على الاهتمام بالعميل, وجودة الخدمات المقدمة له . كما ستضيف الشركة خدمات جديدة تطرح لاول مرة بسوق الاتصالات الكويتي, لاسيما أن الشركة جاهزة للدخول في المنافسة بالسوق الكويتي, الذي يتميز بأنه سوق جاذب ومعدل الانتشار والنمو فيه كبير.
ونوه ان الشركة ستساهم وبشكل مباشر في تعزيز خدمات الاتصالات في السوق الكويتي, من خلال خبرة الاتصالات السعودية, ومكانتها الاقتصادية التي اكتسبتها عالميا في مجال قطاع الاتصالات, وريادتها في مجال الاتصالات على مستوى المنطقة.
مشيرا الى شركة الاتصالات الثالثة ستغير معايير كثيرة ليس على صعيد الوطن العربي بل على مستوى الشرق الاوسط.
الإبداع في خدمات جديدة
وقال المحلل المالي في شركة بيت الاستثمار العالمي "غلوبل" ميثم الشخص ان التنوع في انشطة الشركات ذات النشاط التشغيلي الواحدة يأتي من أبواب عدة منها الابداع في خدمات جديدة باستخدام الطاقات المتجددة بالتكنولوجيا الحديثة والتي قد تكون بحد ذاتها مجال التنافس الذي يقدم الى العملاء المستهدفين سواء جدد أو عملاء يستخدمون شبكات اتصال أخرى لشركات منافسة كمثال على النشاط الا أن اضافة الشركة الثالثة بالكويت للاتصالات يأتي من منطقتين هو تعزيز فرص الاستثمار المفتوح ورفع الطاقة الاستيعابية للخدمات المطلوبة, ومن هنا أرى أن الأمر صحي جدا في وجود تعدد شركات تقدم انشطة مطلوبة من قبل مجتمعات تنتقل من خلالها الاستفادة المعرفية المطلوبة لمثل هذه الانشطة بغية الوصول الى اقصى نقطة ممكنة من الاحترافية العالية الجودة.
الأسعار هي الأهم
من ناحيته قال المحلل المالي جابر الهاجري" نحن نشجع التنافس الشريف بين الشركات التي ستقدم للمستهلك حرية الاختيار من ناحية السعر والجودة والخدمة, والمستهلك يريد أن يجد أمامه اختيارات كثيرة لكي لا يتم استغلاله من ناحية الاحتكار".
واكد الهاجري ان شركة الاتصالات الثالثة ستضيف التنافس وعدم الاحتكار بالسوق أما من ناحية الاسعار فاتوقع بأن الاسعار سوف لا تتغير كثيرا لانها هي الارخص من بين دول العالم والانسب لمعظم شريحة المواطنين والمقيمين.
اما من ناحية الخدمات وهي التي يريدها معظم المستهلكين ناتوقع ان تكون المنافسة شديدة من هذه الناحية التي تتميز بها شركة "زين: بعد طرحها خدمة الشريحة الموحدة التي ستمكن العميل ان يتكلم في الدول التي لها شبكة زين.
وايضا من ناحية الخدمات وهي التخفيضات ستكون المنافسة شديدة بين ثلاثة شركات وسوف تتحسن أكثر هذه الخدمات عندما تشتغل الشركة الثالثة, فهنا تكون الشركات على اتم الاستعداد والحرص الشديد.
ومن ناحية الخدمات ايضا التي انظر لها بأنها العمود الفقري لنجاح الشركة وليس قلة الاسعار لان الاسعار القليلة مع قلة الجودة والخدمة لا تعطي نتيجة للمشغل بل هروب العميل. وطبعا لا نقلل من شركة الاتصالات السعودية المالكة لأكثر من 26 في المئة الشركة الثالثة وهي اكبر مشغل في منطقة الشرق الاوسط وثاني أكبر شركة متداولة في المنطقة وقيمتها السوقية اكثر من 34 بليون دولار وهي اكبر شركة من حيث الربح في قطاع الاتصال, وتأتي بعدها شركة زين وشركة الوطنية المملوكة لكيوتل القطرية والتي تحتل المركز السادس في المنطقة من حيث الربحية, وايضا لا ننسى شركة زين بأن لديها الخبرة الكبيرة ولديها عمليات تشغيل في 20 بلدا وهذه الخبرة ستكون قادرة على ان تتغلب على السوق في الكويت من جميع النواحي, واخيرا ستكون هذه المنافسة الشريفة لصالح المستهلك.
الخيار للمشترك
وأخيرا قال عبدالعزيز الرباح رئيس مجلس ادارة شركة اجال القابضة "سابقا" ان شركة الاتصالات الثالثة ستضيف المنافسة في توفير الخدمات للمشتركين بين الشركات الثلاثة وتحسين مستوى خدمة المشتركين وعرض اسعار أفضل والحرص على توفير الخدمات والعروض المناسبة والعمل على توفير افضل قنوات البيع للمشتركين, مؤكدا ان المنافسة بين الشركات تعطي المشترك الخيار للاختيار من بين الشركات الافضل في الخدمة والسعر وخدمة العملاء.