مَن هي الشركة الكويتية للاتصالات ؟
عدد القراء: 710
11/06/2008
بدأت تظهر أولى علامات المنافسة حين أطلق عليها اسم الشركة الكويتية للاتصالات، انها الشركة الثالثة التي ستنطلق قريباً في سوق الكويت لتقدم خدمات في مجال الشبكة النقالة وخدمات الجوال. ورغم أن بدءها التشغيل قد يسبق انشاء هيئة منظمة للاتصالات، الا أنه من المتوقع أن تخلق مناخاً جديداً في قطاع الاتصالات في الكويت.
وبما أن شركة الاتصالات السعودية (أس تي سي) قد ربحت المزايدة على الرخصة عبر شرائها حصة 26 في المائة من الشركة الثالثة، فهي التي ستكون المسؤولة عن الخدمات وعمليات التشغيل. هذه الشركة التي تتوسع عملياتها مباشرة وغير مباشرة في ماليزيا، اندونيسيا، الهند، تركيا، لبنان، الأردن وجنوب افريقيا ستدخل سوق الكويت وتنافس زين والوطنية في عقر دارهما.
فهل ستكون المنافسة في الكويت على الأسعار أم الخدمات وما استراتيجية أس تي سي التوسعية والمالية؟
هذا التقرير يلقي الضوء على أداء الاتصالات السعودية في البلدان المتواجدة فيها اضافة الى النتائج المتوقع أن تحققها الشركة في السنين القادمة.
في السعودية تعتبر «اس تي سي» مزود خدمات الاتصالات الوطني الأول، وتقدم خدمات الهاتف الثابت والجوال ونقل البيانات عالية الجودة بالاضافة الى خدمات الانترنت للمستخدمين الأفراد والمساكن وقطاع الأعمال، تقدم الشركة خدماتها لأربعة قطاعات رئيسية:
• خدمات القطاع السكني، التي تقدم خدمات الهاتف الثابت والخطوط الرقمية DSL للمنازل وخطوط النطاق العريض اضافة الى خدمات الاتصال عن طريق الانترنت.
• خدمات قطاع الأفراد وتشمل خدمات الجوال وخدمات الرسائل النصية القصيرة، وخدمات الأعمال، وخدمات نقل البيانات (جوال نت)، وخدمات التجوال الدولي.
• خدمات قطاع الأعمال التي تقدم حلول نقل البيانات المتقدمة في المؤسسات والشركات.
• خدمات النواقل والمشغلين التي تزود خدمات الشبكة لمشغلين آخرين محليين وتملك الدولة 70% من أسهم الشركة، وخصص 20% منها للمواطنين السعوديين بصفتهم الشخصية وخصصت 5% للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية و5% أخرى لمصلحة معاشات التقاعد، في قطاع الموبايل اسم الشركة «الجوال»، في قطاع الشبكة الثابتة اسمها «الهاتف»، في قطاع الانترنت «سعودي نت» وفي الخدمات الأخرى «خدماتي».
وتشكل القيمة السوقية للشركة 9 في المائة من حجم السوق السعودي ويبلغ 41 مليار دولار. أما عدد المشتركين في الموبايل فيصل الى 15 مليون مشترك مقابل 3,9 ملايين مشترك في الشبكة الثابتة. وتعتبر الاتصالات السعودية الشركة من الأكبر في الشرق الأوسط من حيث قيمتها السوقية، كما أنها احدى أكبر الشركات في ما خص عدد المشتركين. ويمنع أن يحصل المقيمين في السعودية على حصص فيها أو أي مؤسسة خليجية وطنية.
و بعد أن كانت اس تي سي الشركة المحتكرة للاتصالات في مجال الشبكة الثابتة يتوقع تقرير صادر عن «كريدي سويس» أن تفقد الشركة هذا الامتياز خصوصا بعد دخول شركة زين الكويتية السوق السعودي من بابه العريض. واضافة الى كونها تملك 100 في المائة من «سعودي نت»، تعتبر الاتصالات السعودية أحد أبرز المستثمرين في «أرابسات».
استراتيجية التوسعات
في عام 2007 بدأت الشركة توسعاتها فحصلت على 25 في المائة من المشغل الماليزي «ماكسيس» الذي يتضمن 51 في المائة من «بي تي ناتريدو» في اندونيسيا.
و بعد حصولها على الرخصة الثالثة في الكويت، أعلنت السعودية للاتصالات عن استراتيجيتها التي تقوم على أن تشكل عائداتها الناتجة عن التوسعات 10 في المائة من مجمل عائدات الشركة. انما وبحسب التقرير، من المتوقع أن تتوسع الاتصالات السعودية بشكل أكبر في دول أخرى كي تزيد نسبة أرباحها.
الى ذلك يمر قطاع الهاتف النقال في السعودية بمرحلة تحرير، خاصة مع وجود لاعبين آخرين في السوق هما موبايلي (اتصالات الاماراتية) وشركة زين الكويتية. هذا وتعتبر السعودية من اكبر دول الخليج لجهة عدد السكان الذي وصل الى 26 مليون نسمة بداية عام 2008. ويتوقع التقرير أن يصل العدد الى 30 مليون نسمة عام 2013. كما أن النسبة الأكبر حوالي 97 في المائة من سكان السعودية هم تحت 65 سنة مما يجعل الغالبية من الفئة الشابة. ومن المرجح عام 2011 أن تشكل نسبة السكان ما دون 14 سنة حوالي 32 في المائة من مجموع عدد السكان. ويعتبر هذا العامل مهما جداً ومحفزاً لنمو القطاع خاصة لجهة اطلاق خدمات جديدة للجيل الشاب.
و بحسب الهيئة المنظمة للاتصالات، 26 في المائة من سكان السعودية هم أجانب مقيمين. وتعتبر هذه النسبة أقل بكثير مقارنة بدول الخليج الأخرى. هذا الأمر يشكل عائقاً امام ارتفاع عائدات التخابر الدولي الذي يحفزه وجود المقيمين في البلاد وعددهم.
وعن نسبة اختراق الموبايل للسوق، فقد تصل الى 100 في المائة نهاية هذا العام . هذا الأمر سيؤدي الى تباطؤ نمو القطاع مقارنة بالسنوات الخمس الاخيرة. ويتوقع التقرير أن تنخفض الحصة السوقية للاتصالات السعودية إلى 57 في المائة نهاية هذا العام و45 في المائة عام 2009. وسيأتي هذا الانخفاض نتيجة دخول زين السعودية وبالتالي سيكون السوق السعودي من أكثر الأسواق التنافسية في المنطقة.
من جهة ثانية، تعتبر أسعار التخابر في السعودية مقبولة مقارنة بدول الخليج، لكن التقرير يتوقع أن تنخفض الأسعار بنسبة 15 في المائة نتيجة المنافسة.
وخفض الأسعار سيشكل ضغطاً أكبر على الشركات من جهة، ويخفض معدل الدخل بالفرد، 8 في المائة أقل عما كانت عليه عام 2007. كما سيستمر المعدل بالانخفاض البطيء. أما التخابر الدولي الذي يشكل 15 في المائة من مجموع عائدات القطاع، فهو مهدد بسبب عملية الاتصال عبر الانترنت voip . ورغم أن السعودية قد منعت الاتصال عبر الانترنت الا أن الشركات عاجزة عن فرض المنع الكامل على الناس من دخول هذه المواقع.
الشبكة الثابتة والإنترنت
بعد مدة من الاحتكار تم تحرير قطاع الشبكة الثابتة في السعودية عبر ادخال لاعبين جدد الى السوق. لكنه وعلى غرار دول الخليج الأخرى يعتبر قطاع الهاتف الثابت بحالة جمود وتراجع في النمو. الا أن نسبة ايرادات هذا القطاع مرجح أن تصل الى 9,2 مليارات دولار نهاية هذا العام. وسيستمر الوضع جامداً الى عام 2011 حيث سيشهد القطاع نمواً بنسبة3 في المائة فقط.
أما بالنسبة للانترنت فتبلغ نسبة اختراقه السوق السعودي 22 في المائة. ومع وجود نسبة عالية من الجيل الشاب في السعودية يتوقع أن يزدهر هذا القطاع وينمو بشكل أكبر. وعام 2007 بلغ عدد مستخدمي الانترنت في السعودية 6 ملايين مستخدم.
في الخارج
تأتي شركة الاتصالات السعودية أس تي سي بعد اتصالات الاماراتية وزين الكويتية لجهة التوسعات الخارجية. ولم تبدأ الشركة عملية التوسع الا عام 2007 حيث دخلت السوق الماليزي والاندونيسي ثم ربحت الرخصة الثالثة لدخول الكويت. هذا وقد حصلت على حصة 35 في المائة من «أوجيه تلكوم» بداية هذا العام.
و بحسب ما جاء في التقرير، تعتبر أس تي سي متأخرة في التركيز على العائدات الناتجة عن التوسعات مقارنة بشركات الدول المجاورة. والسبب يكمن في السياسة المتحفظة التي تعتمدها الشركة، فهي حددت النسبة بعشرة في المائة فقط مع حلول عام 2010. ويعتبر هذا الأمر متناقضاً مع مشروع الشركة التوسعي والاستراتيجي.
و بالعودة الى بداية توسعاتها، دخلت أس تي سي في شراكةاستراتيجية مع "بيناريانغ" المالك الرئيسي لشركة ماكسيس للاتصالات الماليزية. اضافة الى شركة ناتريندو مـقابل 3,05 مليارات دولار. وتنتشر عمليات شركة ماكسيس في ماليزيا، اندونيسيا والهند. وستشارك أس تي سي في اعادة تأسيس شركة بيناريانغ وستستثمر في تسريع توسعات عمليات مكسيس في الهند واندونيسيا بالاشتراك مع المسثمرين في ناتريندو. ومن ضمن الاتفاق تملك أس تي سي حصة 25 في المائة من ماكسيس و51 في المائة من ناتريندو الشركة التابعة لماكسيس في اندونيسيا.
و عن ماكسيس، تعتبر هذه الشركة المشغل الرائد في ماليزيا، حيث يبلغ عدد مشتركيها 8,5 ملايين مشكلاً 41,5 في المائة من السوق.
و على الرغم من أن عملية الاستحواذ هذه فتحت باب دخول الهند واندونيسيا اللتان تعتبران من أبرز دول العالم لناحية عدد السكان والنمو، الا أنها كلفت أس تي سي مبلغاً كبيرا. ويعتبر التقرير أن هذه الصفقة تعتبر استراتيجية في ادخال الاتصالات السعودية في سياسة التوسعات واخراجها من النطاق المحلي الضيق.
هذا وتأتي هذه الصفقة متناغمة مع:
ــ سياسة الشركة التوسعية في الأسواق ذات النمو الكبير.
ــ تنويع مصادر الأرباح والعائدات.
ــ توليد نمو على المدى البعيد خصوصا أن السوق السعودي يقترب من الاشباع.
في الكويت
في نوفمبر 2007، وفي اطار استراتيجيتها التوسعية، ربحت الاتصالات السعودية رخصة المشغل الثالث في الكويت بحصة 26 في المائة عرضت في المزايدة. ونتيجة ذلك، بدأ تأسيس الشركة الثالثة التي أطلق عليها اسم الشركة الكويتية للاتصالات.
و يرى التقرير أن أس تي سي ستواجه صعوبة في خلق قيمة وربح كبير من هذا الاستحواذ. وبحسب حسابات التقرير، المبلغ الذي تم دفعه يشكل0% من معدل العائد الداخلي IRR وهي النسبة الأقل في المنطقة. والمنطقي في استراتيجية اس تي سي، هو احتمال استمرار العمليات بعد 15 سنة بشكل كبير، عبر امتداد الرخص المعطاة. من هنا، يرى التقرير أنه خلال 15 سنة سيصبح السوق تنافسياً بشكل كبير، مع نسبة محدودة من القدرة على النمو. هذا الأمر قد ينعكس عنه عملياً زيادة محدودة لعائدات الشركات المشغلة.
آفاق نمو الشركة
كون السعودية هي مصدر العائدات الأكبر لشركة أس تي سي، اضافة الى دخول شركة ثالثة للمنافسة في السوق السعودي، يتوقع من خلالهما التقرير أن يكون نمو الشركة سلبياً مع حلول عام 2010. لكن الشراكة مع ماكسيس maxis واوجيرهoger قد يساعدان في رفع هذا النمو. من جهة ثانية، بسبب النسبة المنخفضة من التسخير في الشركة اضافة الى توافر السيولة النقدية، والمناخ التنافسي المتزايد في السوق السعودي، يرى التقرير أن أس تي سي ستستمر في التوسع والاستحواذ بغية تنويع قاعدة عائداتها وأرباحها. كما يتوقع أن تسعى أس تي سي الى استراتيجية استحواذية أكثر شراسة مما سبق لها أن أعلنته: فبحسب الشركة مع حلول عام 2010 ستصل نسبة العائدات من الاستحواذات الخارجية الى 10 في المائة. الا أن السيناريو الخاص للتقرير يرجح أن تكون النسبة أكبر من ذلك.
إعداد: باميلا الدويهي
ec
onomic@alqabas.com.kw