..**..
سالفة الجمعة
من ديرة السوالف .....
حكاية .......... للتفكر و المقاربة
كنت قد نشرت هذه الحكاية لنتعلم منها العبر و الدروس....و قلت أنني سوف أبين ما فيها من دروس لاحقا ,,,
و ها أنا أحاول ... آملا أن تتحقق الفوائد المرجوة ......
و سوف أنشر القصة كاملة في كل مرة نستخلص منها دروس حتى نبقى على سياق متصل مع بقية أجزائها .......
مع أطيب الأمنيات
**************************
حكاية فيها كثير من الدروس و العبر لمن يعتبر
أو بالأحرى لمن يريد أن يعتبر.........
لنقرؤها معا ...........
يقول الياباني تاكيو أوساهيرا :
ابتعثتني حكومتي للدراسة في جامعة هامبورغ بألمانيا، لأدرس أصول الميكانيكا العلمية، ذهبت إلى هناك و أنا أحمل حلمي الخاص الذي لا ينفك عني أبداً، والذي خالج روحي وعقلي وسمعي وبصري وحسي، كنت أحلم بأن أتعلم كيف أصنع محركاً صغيراً.
لنتصور...
حبه لتعلم صناعة محرك صغير ...أضحى حلم حياته الذي لا يفارقه ... لدرجة أنه إحتل جزء مستقر دائم من فكره .. ينازع الأفكار الأخرى .. و عندما يكون الامر كذلك .. فإنه ينتقل بالتبعية الى حواس أخرى و يتملك كيان الانسان
إحنا بتعبيرنا الكويتي الجميل البالغ الدقة في الوصف نقول صار .... روحه المعلقة ..
و هو يقول إن حلم تعلم صناعة محرك صغير تملك روحه .. و بالتالي فإذا ما رأى أو سمع أمرا فإنه و بشكل تلقائي يبحث فيه عما يفيده في تحقيق حلمه ...
حسه مسخر لتحقيق حلمه ...
شىء مذهل عقيدة العزم و التصميم و الاصرار التي يتحلى بها الانسان ..و هي ثقافة مستقرة بصلابة لدى اليابانيين ..
و بالمقاربة مع العمل في البورصة
.. هل التداول في السوق يشكل بالنسبة لنا حلما و يتملك أحاسيسنا ..فنسعى بكل قوة لتحقيقه كما نفعل حين نسعى لتوفير بيت أو البحث عن وظيفة تدر دخل عالى
متى ماكان أمر التداول في السوق حلما يراودنا و يتملك أحاسيسنا .. فإننا لن ندخر تعليما او قراءة أو تدريبا او نقاشا في سبيل تحقيقه
...و لن تثنينا عقبات او خسائر او فشل مهما كان ..أكرر مهما كان ... عن عقد العزم على اتمام المهمة حتى بلوغ الهدف
_ ..الأخ الفاضل بومحمد
333gust ذهب الى خبير في مصر لكي يعلمه التحليل الفني...و الاخ الفاضل بوهادي
InDepth سافر الى مقر خبير في ألمانيا و كاد يتوسل إليه لكي يعلمه اللحظي ... إنه عشق و إرادة _
لنتسائل بيننا و بين أنفسنا هل كنا قبل دخول السوق نحب و نعشق التداول في البورصه لدرجة انه خالج و تملك أحاسيسنا و عقولنا و أرواحنا و أسماعنا و أبصارنا و بالتالي سخرناها لخدمة عشقنا هذا ..
عندما تعشق لعبة كرة القدم فإنك تصبح متيما بها و أسيرا لها .. تجمع المعلومات عن المباريات و مواعيدها و المحطات التي تنقلها و اللاعبين و الحكام و نظام الدوري و نتائج المباريات السابقة و التوقعات و المهاجم ..مصاب ..و خطة اللعب ...و ,,, و....بل حتى تأثير الجو المتوقع على المباريات
فلنسأل أنفسنا هل نفعل ذلك في عملنا في البورصة
طيب لماذا ... لا ...
لماذا ؟
و نعود مرة أخرى الى الحلم ... و ليسائل كل منا نفسه ..هل أعشق العمل في البورصه .. هل يدور في الذهن إنني بعملي فيها
"" أحمل حلمي الخاص الذي لا ينفك عني أبداً، والذي خالج روحي وعقلي وسمعي وبصري وحسي، هل كنت كنت أحلم بأن أتعلم كيف "" أتداول في البورصة وفق أصول التداول السليمة
و إذا كان الأمر غير ذلك فكيف لي أن أتوقع النجاح في عمل لا أهواه
كيف أنجح في عمل أحمل تجاهه الشكوك و الريبة
كيف أنجح في عمل و الاحباط يتملك مشاعري
كيف انجح في عمل يتنازع تفكيري فيه عوامل الخوف و القلق و التشاؤم
أم أنه : .. أجرب حظي .. شدعوه دخلي واقف عليه .. نحاول يمكن .. أطقطق .. و غيره ...
و في هذا النمط من التفكير :
كيف أتوقع أن أنجح في عمل لا هدف و اضح له ...
بل هو هدف متذبذب ..
و أكثر من هذا _إن إعتبرناه تجاوزا هدفا _ فتوقع عدم تحقيقه في أعماق أنفسنا مقدم على توقع تحقيقه ..
هدف هلامي فيه من الركاكة و الضعف مافيه
فيه من تبريرات تقاعس النفس و التقصير مافيه ...
فيه من الانكسار و ترقب الفشل ما فيه ...
فيه من ضعف التصميم و الإرادة و العزم ما فيه ...
فيه من الهوان و إنعدام المسؤولية مافيه
و في أي شأن ... مدخراتنا التي شقينا لنجمعها ... و ذخرنا للمستقبل كما يفترض أن تكون ..
و مادام هذا الهدف فسوف تكون النتائج على قدر الهدف ...
بل
ما الذي يمكن أن نتوقعه غير تحقيق هدفنا الذي حددناه نحن بأنفسنا .....
هذا الهدف الهلامي التائه الحائر ...
الهدف الذي يحمل في طياته مشاعر التنبؤ بالتعثر و الإنكسار و الخسائر قبل مشاعر النجاح و الفلاح و الأرباح
ما العمل ...
بكل بساطة نعيد تشكيل شخصيتنا وفق نهج هذا الدرس و غيره مما يرد في قصة
الياباني تاكيو أوساهيرا من دروس ...
و في غيرها من قصص النجاح
نستطيع ... نعم نستطيع.... كيف لا و أهلنا أنشأوا من لا شيء أشياء ... من البحر و الرمال إقتصاد مزدهر يجوب البحار و الديار
شريطة أن نكون جادين بعزم لا هوادة فيه ... و لا تضييع و هدر للوقت فيه
و سوف يكون لنا موضوع مطول حول ذلك قريبا ..
..............
....................
الخاطر يتشكل من خزين الوجدان من الحياة.. يتأسس و يتحول إلى حلم و مع الوقت يصبح عقيدة و من ثم هدفا و تخطيط و تنفيذ
********************************************
تكملة الحكاية .........
كنت أعرف أن لكل صناعة وحدة أساسية أو ما يسمى موديلاً وهو أساس الصناعة كلها، فإذا عرفت كيف تصنعه وضعت يدك على سر هذه الصناعة كلها .
وبدلاً من أن يأخذني الأساتذة إلى المعمل أو مركز تدريب عملي، أخذوا يعطونني كتباً لأقرأها، وقرأت حتى عرفت نظريات الميكانيكا كلها، ولكنني ظللت أمام المحرك، أياً كان قوته، وكأنني أقف أمام لغز لا يحل، كأني طفل أمام لعبة جميلة لكنها شديدة التعقيد لا أجرؤ على العبث بها .
كم تمنيت أن أداعب هذا المحرك بيدي، كم أشتاق إلى لمسه والتعرف على مفرداته وأجزائه، كم تمنيت لمه وضمه وقربه وشمه، كم تمنيت أن أعطر يدي بزيته، وأصبغ ثيابي بمخاليطه، كم تمنيت وصاله ومحاورته والتقرب إليه، لكنها ظلت أمنيات .. أمنيات حية تلازمني وتراودني أياماً وأياماً .
وفي ذات يوم قرأت عن معرض محركات إيطالية الصنع، كان ذلك أول الشهر وكان معي راتبي، وجدت في المعرض محركاً بقوة حصانين، ثمنه يعادل مرتبي كله، فأخرجت الراتب ودفعته، وحملت المحرك وكان ثقيلا جداً، وذهبت إلى حجرتي ووضعته على المنضدة، وجعلت أنظر إليه كأنني أنظر إلى تاج من الجواهر، وقلت لنفسي: هذا هو سر قوة أوروبا.. لو استطعت أن اصنع محركاً كهذا لغيرت اتجاه تاريخ اليابان، وطاف بذهني خاطر إن هذا المحرك يتألف من قطع ذات أشكال وطبائع شتى، مغناطيس كحدوة الحصان، وأسلاك وأذرع دافعة، وعجلات وتروس وما إلى ذلك، لو أنني استطعت أن أفكك قطع هذا المحرك وأعيد تركيبها بالطريقه نفسها التى ركبوها بها ثم شغلته فاشتغل .. أكون قد خطوت خطوة نحو سر موديل الصناعة الأوروبيه .
بحثت في رفوف الكتب التى عندي، حتى عثرت على الرسوم الخاصة بالمحركات، وأخذت ورقاً كثيراً، وأتيت بصندوق أدوات العمل، ومضيت أعمل .. رسمت منظر المحرك بعد أن رفعت الغطاء الذي يحمي أجزاءه، ثم جعلت أفكك أجزاءه، قطعة قطعة، وكلما فككت قطعة رسمتها على الورق بغاية الدقه وأعطيتها رقماً، وشيئاً فشيئاُ فككته كله، ثم أعدت تركبيه وشغلته فاشتغل، كاد قلبي يقف من الفرح، واستغرقت العمليه ثلاثة أيام، كنت آكل في اليوم وجبة واحدة، ولا أصيب من النوم إلا ما يمكنني من مواصلة العمل .
وحملت النبأ إلى رئيس بعثتنا فقال: حسناً ما فعلت، الآن لابد ان أختبرك سآتيك بمحرك متعطل، وعليك أن تفككه وتكتشف موضع الخطأ وتصححه وتجعل هذا المحرك العاطل يعمل، وكلفتني هذه العمليه عشرة أيام، عرفت أثناءها مواضع الخلل، فقد كانت ثلاث من قطع المحرك بالية متآكلة صنعت غيرها بيدي .. صنعتها بالمطرقة والمبرد، لقد كانت هذه اللحظات من أسعد لحظات حياتي، فأنا مع المحرك جنباً إلى جنب، ووجهاً إلى وجه، لقد كنت سعيداً جداً رغم المجهود الكبير الذي بذلته في إصلاح هذا المحرك .. قربي من هذا المحرك أنساني الجوع والعطش .. لا أأكل في اليوم إلا وجبة واحده، ولا أصيب من النوم إلا القليل، ثم تأتي اللحظات الحاسمة لاختبار أداء عملي لإصلاح هذا المحرك بعدما جمعت أجزاء المحرك من جديد .. وبعد قضاء عشرة أيام من العمل الشاق، أخذت يدي تقترب لإداء المحرك .. وكم كنت أحمل من القلق والهم في تلك اللحظات العصيبة ..هل سيعمل هذا المحرك؟ هل سأنجح بعدما أدخلت فيه بعض القطع التى صنعتها ؟! وكم كانت سعادتي واعتزازي بعدما سمعت صوت المحرك وهو يعمل .. لقد أصلحته .. لقد نجحت .
بعد ذلك قال رئيس البعثة عليك الآن أن تصنع قطع المحرك بنفسك، ثم تركبها محركاً، ولكي أستطيع أن أفعل ذلك التحقت بمصانع صهر الحديد وصهر النحاس والألمونيوم، بدلاً من أن أعد رسالة الدكتوراه كما أراد أستاذي الألمان، تحولت إلى عامل ألبس بدلة زرقاء وأقف صاغراً إلى جانب عامل صهر معادن، كنت أطيع أوامره كأنه سيد عظيم حتى كنت أخدمه وقت الأكل، مع أنني من أسرة ساموراي .. والأسرة السامورائية هي من أشرف وأعرق الأسر في اليابان، لكنني كنت أخدم اليابان، وفي سبيل اليابان يهون كل شيء…. .”مااجمل هذه العبارة ”
قضيت في هذه الدراسة والتدريبات ثماني سنوات كنت أعمل خلالها ما بين عشر وخمس عشر ساعة في اليوم، بعد انتهاء يوم العمل كنت آخذ نوبة حراسة، وخلال الليل كنت أراجع قواعد كل صناعة على الطبيعة .
وعندما علِم الميكادو ( إمبراطور اليابان ) بأمري، أرسل لي من ماله الخاص خمسة آلاف جنيه إنجليزي ذهباً، اشتريت بها أدوات مصنع محركات كاملة وأدوات وآلات وعندها أردت شحنها إلى اليابان كانت النقود قد نفذت، فوضعت راتبي وكل ما ادخرته خلال تلك السنوات الماضيه لاستكمال إجراءات الشحن .
وعندما وصلنا إلى ناجازاكي قيل لي إن الميكادو يريد أن يراني، قلت لن أستحق مقابلة إلا بعد أن أنشئ مصنع محركات كاملاً استغرق ذلك تسع سنوات .. تسع سنوات من العمل الشاق والجهد المتواصل.
وفي يوم من الأيام حملت مع مساعدي عشرة محركات ” صُنعت في اليابان “ قطعة قطعة، حملناها إلى القصر، ووضعناها في قاعدة خاصة ودخلناها ساحة القصر الامبراطوري، ثم أدرنا جميع المحركات العشرة، ثم دخل الامبراطور الميكادو وانحنينا نحييه وابتسم، وقال: هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي، صوت محركات يابانيه خالصة ..
هكذا ملكنا الموديل وهو سر قوة الغرب، نقلناه إلى اليابان، نقلنا قوة أوربا إلى اليابان، ونقلنا اليابان إلى الغرب، وبعد ذلك الحدث السعيد ذهبت إلى البيت فنمت عشر ساعات كامله لأول مرة في حياتي منذ خمس عشر سنة .
هذا الدرس من دروس هذه الحكاية بالغ الأهمية ... فهو الحد الفاصل بين النجاح و الفشل ........و فيه إجابة كبيرة على السؤال الكبير لماذا نخسر ؟....
=========================
الحكاية "باللون الأخضر" منقولة من
http://www.mashahed.info/12876