اهلا ابا ماريا
الحقيقة اني حرصت على انتظار البرنامج
واستمتعت كثيرا بحديثك والذي به من الفائدة كثير
والحقيقة اني سالت مره عن مدي تاثير الاسواق العالمية على اسواقنا الخليجية
وكانت الاجابة التالي
تاثير هبوط الاسواق العالمية على الاسواق الخليجية
قبل ان نعرف التاثير يجب علينا ان نعرف كيف يبدا التاثير وكيف هو الترابط بين الاسواق العالمية واسواقنا
الكل يعلم ان اسواقنا الخليجية وخصوصا السوق السعودي غير مسموح للاجانب بالاستثمار بها الا عن طريق الصناديق الاستثمارية التي تقوم على ادراتها بنوكنا المحلية وهذا الاستثمار الاجنبي غالبه يعود الى مؤسسات مالية اجنبية دائما ما تفكر في الدخول في الاسواق الناشئة والتي ما زالت في بداية طفرتها وهي تفضل مثل هذه الاسواق
حيث ان هذه الاسواق الناشئة والمدعومة باقتصاد وطني جيد مثل المملكة العربية السعودية بعد ارتفاع اسعار النفط والذي قد يساهم في تحسين البنية التحتية للبلد وهذا بدوره سيعمل على ايجاد ما يسمى بالاموال الساخنة
والاموال الساخنة عرف اقتصادي يعني ان الاموال تحتك ببعضها البعض اي انها في تبادل مستمر
فيبدا البلد في رفع معدلات نموه اكثر واكثر وهذا يعني ان كثير من الشركات ستقام وكثيرا من المشاريع ستنفذ وهذا يعني زيادة ربحية للشركات العاملة
وزيادة فرص الحصول في المساهمة في بناء شركات جديدة ستعطي ارباح فيما بعد بعدما تطرح باسعار رخيصة كما هي الاكتتبابات
وهذا القصد من اتجاه الموسسات المالية للاسواق الناشئة
وخصوصا تنشيط القطاع النفطي في المملكة وقيام شركات تعمل به مثل شركات البتروكيمياويات والتي تعاني الاسواق العالمية من شحه ومن ارتفاع اسعاره عالميا
هذا امر وسنعود لمعرفة كيفية التاثير
مشكلة التضخم
اصبح التضخم هاجس يؤرق جيمع أقتصاديات العالم بلا استثناء
فالتضخم ومع مرور الزمن يبدا بالعمل على تآكل السيولة في البلد وخصوصا السيولة االمملوكة للافراد وذلك لتدني قيمتها الشرائية
وهذا التدني في القيمة الشرائية يقوم على تغيير الانماط الاستهلاكية للافراد اكثر واكثر مع استمراره او زيادته
وهذا يلعب دورا هاما في ربحيات الشركات اذ ان تغيير الانماط الاستهلاكية
وتدني حجم الاستهلاك قد يخلق تباعد بين العرض والطلب
فيتقلص الطلب ام العرض وخصوصا ان التضخم هو احد اسباب النمو الاقتصادي والنمو الاقتصادي يخلق زيادة في العرض ناتج عن زيادة في الطلب لذا تعمد اكثر الشركات الى توسيع قاعدتها الانتاجية لتوافق ذلك الطلب والذي حدث سابقا مما يعني انها قد تفتح مصانع جديدة او تقوم بتوظيف اعداد اخرى من العاملين بها لموافقة حجم الطلب
فياتي التضخم والذي تبدا اثاره بالظهور شيئا فشيئا مهدد تلك الشركات
بان حجم الطلب قد يقل امام خططها التوسعية والانتاجية
مما يفرض على الشركات ان تبني خططها بتوازن معتدل وان لا تفرط في توسعها وتزيد من تكلفتها التشغيلية فقد لا تواتيها الفرصة فيما بعد
من تمرير انتاجاها بالقدر التي ترغب او بالسعر التي ترغب فتقع في كساد
قد يخلق مشاكل مالية فيما بعد بسبب زيادة عدد المخزون والذي بعضها ذات عمر افتراضي قصير
هذه المشكلة التي هي حديث الشركات العالمية حاليا وهي التضخم
ستجعل الشركات تفكر في مسالة الانتاج وتعيد حساباتها
مره اخرى قبل ان تدخل نفسها في كساد عظيم قد يعجل في تهاوي امبراطورياتها التجارية
وحيث ان النفط يدخل في اكثر الصناعات ويعتبر مادة اولية للصناعة ولا تكاد صناعة تخلو منه قد يجعل الطلب العالمي يقل بعد فترة مما يتسبب في الاتي
1- تدني اسعاره
2- تدني كميات الطلب
وهذا يعني ان اقتصادياتنا الخليجية خصوصا والقائمة على عوائد النفط
قد تتاثر هي بدروها من حدوث اي من السابقين
وما الركود الامريكي والذي تتحدث عنه اكثر الاوساط الاقتصادية الان الا هو نتاج
اعادة حسابات في الانتاج الصناعي ومحاولة تفادي ازمة كساد تصيب الشركات الامريكية
وما السياسة الانمكاشية النقدية التي استخدمتها امريكا الا بقصد الترويج البضائعي لها بغية العودة بربحية وضرب السلع الاخرى والتي اصبحت تنافسها عالميا
وهي سياسة خطيرة لا احسب بلد غير امريكا قادر على اتخاذها والعمل بها
خصوصا وان اكثر احيتاطات العالم قابعة على شكل دولار
وهذا اودي بكثير من الدول الى نقص حاد باحتياطاتها غير قادرة على فعل اي شي كما ترى
فقد اطبقت عليها امريكا بكماشة والا فان الانسحاب يعني خسارة فادحة لهم
وطبعا في حالة اصابة الاقتصاد الامركي بحالة ركود
فهذا يعني ان استهلاكها من النفط سيقل مثلما زاد سابقا
وهذا التقليل سيعيد اسعار النفط الى سابق اسعاره اذا حدث فعلا وبنسبة كبيرة جدا
فالطلب على النفط العالمي زاد على اثر زيادة النمو الاقتصادي فان تباطئ النمو سيلقي بأثره على النفط من حيث الكميات ومن حيث الاسعار
طبعا هذا الكلام لا يحدث بين ضحية وعشاها بل يحتاج الى اوقات لينفذ فيها
وكما قلت لك اسواقنا الخليجية تقريبا تقوم على الشركات الصناعية النفطية
والتي بدات تعطي ارباحا وعوائد مجزية وهي ما تسببت في رفعها مثلما فعلت سابك و التي كانت المحفز الاول للسوق السعودي
هذا كان فيما يخص التضخم واثره على الاقتصاد العالمي بشكل موجز وبنظرة مبسطة
مشكلة الرهن العقاري
تسبب مشكلة الرهن العقاري في امريكا تحديدا والتي اصابت اسعار العقارات السكنية واودت الى انخفاضها في حدوث ازمة مالية وليست اقتصادية على مستوى العالم وليس فقط في امريكا
فقد احدثت القروض السكنية ووفرتها الى ارتفاع اسعار المساكن جراء توفر السيولة عن طريق الاقتراض مما الهب الاسعار العقارية
فعمدت امريكا الى بيع تلك القروض الى مؤسسات مالية عالمية لجميع بلدان العالم على شكل سندات مغطاة باصول اي تلك المنازل بعدما ساهم الاقراض في رفع اسعارها كثيرا مما اثقل على الافراد من تسديد تلك الديون
وهنا حدثت المشكلة
فقد اصبح من الصعب على تلك المؤسسات من تسييل اصولها لانها لم تعد بنفس القيمة التي تم الشراء اذ انها كانت مرتفعة جدا لزيادة الطلب الذي هو جراء توفر سيولة عن طريق الاقتراض سابقا
ولم تعد تساوي اثمانها سابقا بعدما قل الطلب والذي كان التضخم من اسبابه اذا اصبح المواطن الامريكي مثقلا بكثير من الديون
فاصبحت المشكلة مشكلتين
الاولى
1- تلك الاصول لم تعد تساوي قيمة ما دفع بها فضلا عن الحصول على الفائدة المقتطعة على القرض
2- صعوبة تسديد ديون الاقتراض بالنسبة للمواطن الامريكي فاكثرهم لم يكن لديهم غطاء تاميني على تلك القروض اي لم يكونوا اكفاء لدفع القروض
مما كبد الكثير من تلك المؤسسات المالية خسائر فادحة جدا خصوصا بعد انكشاف حجم المشكلة فعلا
وصعب التعامل مع الازمة
فهي غير قادرة على تسييل تلك الاصول من جهة وغير قادرة على استرداد مالها من ديون من جهة اخرى
وخصوصا صناديق التحوط
وهي الصناديق التي تلجأ لها اكثر المؤسسات المالية والشركات والدول والمستثمرين من ايداع اموالها بها والتي كان لها النصيب الاكبر من شراء سندات الرهن العقاري والتي تقوم على تقليل حجم المخاطرة عن طريق الاستثمار الامن والمتنوع والي تعتبر العمل في الاسواق العقارية هو اقل انواع المخاطر الاستثماري كما جرت عليه العادة
لكن هذه المره لم توفق فيما يخص الرهن العقاري
الان نعود الى تاثير هبوط الاسواق العالمية على اسواقنا الخليجية
قلنا ان هناك استثمار اجنبي في اسواقنا الخليجية عن طريق الصناديق الاستثمارية لبنوكنا المحلية
وقلنا ان التضخم قد يصيب الاقتصاد الامريكي بالركود الاقتصادي وقد يطال اقتصاديات العالم جميعه خصوصا الدول الصناعية مما ينذر بحالة كساد عظيم
ان لم يتم تبطيئ العجلة الاقتصادية العالمية بوضع معتدل اثناء دخول حالة الركود الاقتصادي ومكافحة التضخم ثانيا للمحافظة على القيمة الشرائية لللافراد
وهذا ان حدث فانه سيقلل من الطلب العالمي على النفط
فيقل اولا اسعار النفط
وثانيا كمياته
فتبدا اسواقنا الخليجية القائمة على الشركات النفطية في تناقص في عوائدها الربحية وهذا يجعل تلك المؤسسات المالية ووالتي تمتلك حصة بالاسواق الخليجية بمجرد استشعارها باي خطر ببيع اصولها في اسواقنا الخليجية لا سيما وان معظمها محتاج لسيولة فضلا عن المخاطرة
جراء تعلق اموالها بمكشلة الرهن العقاري
فان بدات الاسواق العالمية بالهبوط فهو اشارة واضحة وصريحة ان الوضع الاقتصادي بها قد يدخل في مرحلة ركود
او بمعنى اذا شعرت المؤسسات المالية ان التضخم والذي هو فيروس الاقتصاديات الاول سيلقي باثره بشكل واضح وصريح
فانها ستهرب من تلك الاسواق مما يعمل على هبوطها بشكل عنيف
وهذا الهبوط كما قلت لك لاستشعارها بركود اقتصادي وبالتالي تقليل ربحية الشركات
والذي سيكون من اثره تقليل عمليات الانتاج وفي اخر الامر تقليل الطلب العالمي على النفط
فتضظر تلك المؤؤسسات المالية والتي ساهمت باسواقنا المحلية من تسييل اصولها ايضا
فتهبط الاسواق الخليجية تزامننا معها
وهذا هو الترابط بين الاقتصاديات
والدول الخليجية لاعب رسمي في هذه الاقتصاديات وتؤثر وتتأثر تباعا للاقتصاديات الاخرى سلبا وايجابا
لكن الجميل بالامر ان حجم اموال تلك المؤسسات المالية
العالمية ليس بذاك الكم الهائل الذي يخشى منه
حتى الان
لكن المشكلة الحقيقة التي قد تطال اسواقنا فعلا
هي الركود الاقتصادي الذي قد يتسبب في نقص الطلب العالمي من النفط
وانا بدوري احيل السؤال لمن هو اعلم مني
وانا ايضا اوجه لك سوال يابا ماريا
هل هناك احتمالية خصوصا في قيام اقتصاديات عديدة في وقت واحد مثل الهند والصين وكثير من الدول ان يسبب هذا دخول امريكا في كساد قوي جدا جدا
وليس فقط ركود
تحياتي
ابو فوز .. اسعد الله مسائك بكل خير ..
واسعدتنى والله بمشاركتك ومتابعتك للقاء .. اخى الفاضل .. اسمح لى ان اعطيك اجابة مختصرة وأعدك ان اعطيك اجابة شافية ووافية .. والاجابة على سؤالك المذكورة أعلاه هى اجابة نموذجية وتنبع عن انسان متعمق في الاقتصاد العالمي والمحلى ..
اخى ابو فوز .. يجب على الفدرالي الأمريكي ان يتوقف عن خفض الفائدة لأنه دون ان يشعر اصبح يحرق الاقتصاد العالمي .. التضخم اضافة الى المشاكل الإقتصادية الأخرى التى صدرتها امريكا للعالم الى جانب المشاكل السياسية والعسكرية ستقود العالم الى كارثة اقتصادية .. وفى هذه المرة لن أكون متحفظاً وأنا اقول ان النصف الثاني من العام (باذن الله ) سيشهد كارثة اقتصادية ستكون بمثابة انهيار كبير سيسجل في التاريخ .. هذا اذا لم تحدث الكارثة اسرع مما انوقع .. وسينهار القطاع المالي في كل انحاء العالم ولا اتوقع ان ينجو من هذا الانهيار أى دولة ولا حتى دول الخليج .. ودول الخليج وخصوصا المملكة العربية السعودية هى من اكثر الاقتصاديات ترابطاً مع العالم ، ولا ننسى ان الولايات المتحدة هي اكبر شريك تجاري للسعودية ، وبالتالي فان حدوث امر كهذا سيؤثر على اقتصادنا .. ولكنى اعتقد ان الاقتصاد السعودى سيكون افضل اقتصاد عربى يمتص الصدمة ان حدثت ..
اكتفى بهذا القدر ولى عودة بموضوع مفصل للاجابة على سؤالك ..