تقابل بعزوف عن البيع
إعلانات لشراء البطاقات المدنية تمهيدا لـ«الاتصالات الثالثة»
كتب عمر رحيم
مع الإعلان عن فوز شركة الاتصالات السعودية بمزايدة رخصة الاتصالات الثالثة والبالغة 130 مليون سهم والتي تمثل 26 بالمائة من رأسمال الشركة، شهد سوق الجت طلبات مكثفة من قبل شركات ورجال الأعمال الراغبين بتجميع اسهم هذه الشركة، وابلغوا تجار الجت في السوق بتكثيف عمليات شراء للبطاقات المدنية بهدف تجميعها قبل غيرهم في إشارة الى بدء موسم السباق بين رجال الأعمال والشركات لتجميع البطاقات المدنية تمهيداً لبدء الاكتتاب من الشركة والمتوقع ان يكون في فبراير المقبل.
وقد شهد سوق الجت نشاطا مشوبا بالترقب في عمليات شراء البطاقات المدنية في تردد ملحوظ من قبل أصحاب البطاقات للبيع بالأسعار الحالية التي تتراوح ما بين 30 الى 50 ديناراً للبطاقة في انتظار ارتفاع الاسعار مع قرب موعد الاكتتاب الذي يتوقع له البعض بلوغ المائة دينار. مما أدى الى عزوف البعض عن البيع.
وقال مراقبون لـ«عالم اليوم» ان ارساء المزايدة على شركة غير محلية بالرخصة الثالثة يعكس الرغبة لاعطاء فرصة للشركات الأخرى الراغبة في المشاركة بالسعي للحصول على 250 مليون سهم التي سيجري طرحها للاكتتاب العام على المواطنين هي ذات الحصة التي ستشهد صراعاً محموماً على تجميعها من قبل هذه الشركات بالإضافة الى الشركة الفائزة التي ترغب حتماً في السيطرة على نحو نصف هذه الاسهم لتأكيد سيطرتها على مجلس إدارة الشركة بشكل رسمي.
وأضاف المراقبون ان هذا الصراع سيؤدي إلى استعجال عمليات الشراء والتجميع للبطاقات المدنية قبل بدء الاكتتاب الفعلي، كما انه سينعكس حتماً على مستوى سعر البطاقة التي يتوقع لها المراقبون ان تصل في كل هذا السباق الى نحو 100 دينار حيث مازالت الشركات الوطنية والتحالفات التي دخلت في المزايدة ترغب في السيطرة على حصة مؤثرة في الشركة الأمر الذي يزيد من حدة المنافسة في عمليات التجميع المرتقبة. والتي ستشهد دخول أطراف قوية وكثيرة في محاولات جادة للسيطرة على الحصة المأمولة.
ويؤكد المراقبون ان محاولات الاستحواذ على البطاقات المدنية سوف تأخذ منحى تصاعديا مع اقتراب الإعلانات عن الاكتتاب العام من قبل اللجنة التأسيسية للشركة ويتصاعد الطلب بشكل ملحوظ مع عزوف البعض عن البيع مما سينعكس ايجابياً على مستوى الأسعار.
وافاد بعض التجار في سوق الجت انه على الرغم من الطلب المتنامي على شراء البطاقات إلا ان هناك عزوفا عن البيع، والصعوبات التي تواجه عملية التنازل والاكتتاب لصالح الغير وبالتالي بيعها في الباطن كلها معوقات تحول دون تنشيط عمليات البيع والشراء التي يرجوها راغبو الاستحواذ والتجميع مما يجعل العديد منهم ينتظر عملية الاكتتاب وتوزيع بطاقات الدعوة كونها الاسهل لاستخدامها في التصويت في الجمعية التأسيسية للشركة. وبالتالي محاولة التأثير على تركيبة مجلس إدارة الشركة.
وأشار التجار الى ان عمليات الدفع في اتجاه شراء مجموعات كبيرة من البطاقات المدنية سوف يصب في صالح المواطنين مع توافر مجموعات كبيرة للشراء وطلبات تكدست لدى العديد من المكاتب في سوق الجت قد تدفع باسعار البطاقات الى الارتفاع بشكل متسارع ويومياً. مما يجعل المواطنين ينتظرون الارتفاع الاقصى والنقطة التي يرونها العادلة في وجهة نظرهم لبيع حقوقهم في اسهم الشركة الثالثة.
ولفت البعض الى ان الأيام القليلة المقبلة سوف تشهد تبلوراً أكثر لعمليات التجميع، لاسيما وأن المواطنين ينتظرون المستثمرين الأكثر ثقلاً وسيولة - على حد قول أحد التجار- لبيع البطاقات عند مستوى رضا نسبي قد لا يصل هذا الرضا ليكون مطلقا حتى بعد ان يروا باعينهم سعر السهم في سوق الكويت للأوراق المالية بعد أدراجها في البورصة. في ظل توقعات من جانب المراقبين بان الشركة سوف تحقق نجاحاً ملحوظاً في السوق المحلي والأسواق الدولية مع تأكيدات رسمية بأهمية دعم هذه الشركة الوليدة في سوق يشهد منافسة قوية من جانب شركتين قائمتين تستحوذان على الحصة الأكبر حالياً وتوفر خدمات جيدة، وباسعار مدروسة وحجم مشتركين كبير لدى الشركتين.