وزير التجارة الأسبق يدعو في حوار مع »السياسة« الحكومة لاستكمال مشروعه لاصلاح الخلل
الزلزلة: من دون »سوق المال« سنشهد أياما سوداء
»ليس كل ما يعرف« يقال فحينما تفصح في بعض الأحيان تصبح النتائج سلبية.
نعم... الكويت أغلقت أبوابها في وجه غاسلي الأموال والخارجين عن القانون.
لا ينبغي انتهاج أسلوب »المباحث التجارية« لتصيد أخطاء الآخرين.
ظاهرة تفريخ الشركات أصبحت أمرا عصيا على التشخيص
»كي جي ال بتروليوم« رفعت رأسمالها الى 25 مليون دينار ومشاريعها المقبلة طي الكتمان حاليا
مشكلة الصناعة النفطية تلمز في كونها حكومية وحينما ارادوا »الخاص« قصروا مشاركته على الخدمات
المهام مشتتة في وزارة التجارة... حاولت علاجها باقتراح - لكن للأسف لم يمهلني الوقت
إدارة البورصة هي الخصم والحكم معا وهذا خطأ فادح وبين يستوجب حلا
لا ينبغي لأي وزير ان يطلق العنان لرغباته الشخصية ... في النهاية سترتطم بمصالح الوطن والمواطنين.
ثلة مخالفات تعتري الاستثمار العقاري لكنها لم تصل إلى مرحلة الانفلات
الحكومة عمل بصورة ارتجالية غير تنموية ...عجزت عن وضع ستراتيجية للتنمية الاقتصادية
أجرت الحوار- رباب الجوهري:
سوداء هي الأيام المقبلة إن لم نبادر بانشاء هيئة سوق المال هذا ما أكده وزير التجارة الأسبق رئيس مجلس ادارة شركة »كي جي ال بتروليوم« د. يوسف الزلزلة في حواره الخاص مع »السياسة«
د. الزلزلة في حديثه تناول امرين:
أولهما: تقييمه لماهية دور وزير التجارية, وظهر من حديثه »انه حديث ذو شجون حين قال: »تتعدد مهامه بشكل يستلزم تحويل بعض قطاعات الوزارة الى قطاعات مستقلة« وحين سئل عن حصاد التجربة ختم ب¯ »حاولت ولكن- للاسف- لم يمهلني الوقت لتنفيذ مشروع« في الأمر الاول تناول البورصة وهمومها, والاستثمار وما يوجه اليه من انتقادات فرد بحماس نافيا »الاستثمار الورقي« وحين استشهد ضرب مثلا ب¯ »العقاري« »والسياحي« ,إلا انه وقف مليا امام ظاهرة تفريخ الشركات فوصفها بانها »عصية على التشخيص«
ثانيهما: قطاع النفط منطلقا من مركزه الحالي في رئاسة شركة فأفصح عن سر خص به »السياسة« بيد انه احجم عن ذكر المزيد من التفاصيل لاسباب رآها منطقية في المحور الثاني قال كلمته ومضى حين اقر »الصناعات النفطية لدينا حكومية« وحين استدركنا بوجود دور ل¯ »الخاص« قال انها محصورة في قطاعات هامشية.
حوار د. يوسف الزلزلة لم يكن برسم »الصراحة« ولا »الوضوح« فقط بل انطلق من خبرة رجل له باع طويل في الادارة سواء في الحكومة أو مجلس الامة رئيس اللجنة المالية - او من خلال دوره الحالي على رأس شركة خاصة.
والى التفاصيل:
- بداية نو ان نعود بضع سنوات الى الوراء عندما كنت وزيرا للتجارة والصناعة, ما اهم التحديات والتي واجهتها حينئذ?
* قبل ان أخوض في التحديات التي واجهتني في تلك الفترة اود أن القي الضوء على مشكلة وزارة التجارة الحقيقية في دولة الكويت والتي تنحصر في تعدد مسؤولياتها فمن المستغرب ان تجد وزير التجارة هو نفسه رئيس لجنة سوق الاوراق المالية وفي الوقت ذاته تناط به مهام اصدار التراخيص التجارية ومتابعة الشركات ,هذا الى جانب اقحامه في القضايا التموينية والتفتيش التجاري على المحال والتي من المفترض ان تناط بالبلدية وليس وزارة التجارة والصناعة, ليس هذا فحسب, فهناك مهام اضافية والتي تتمثل في ابرام المعاهدات مع الدول الأخرى والاهتمام بالتجارة الخارجية وكذلك مراعاة شؤون المستهلكين وحمايتهم , ثمة تعددية تشتت في مهام تلك الوزارة , وعندما كنت وزيرا للتجارة والصناعة ارتطمت بتلك المسألة وحاولت ان افصل بعض القطاعات عن وزارة التجارة لتصبح هيئات مستقلة تمارس عملها تحت مظلة الوزارة أو مجلس الوزراء, لقد راودتني تلك الفكرة مليا وكنت بصدد تنفيذها ولكن للاسف لم يمهلني الوقت لتقديم ذلك المشروع, لابد ان تعمل الدولة على وضع خطة محكمة لفصل المهام والمسؤوليات عن بعضها البعض, حتى لا تزداد التجاوزات ويحدث خلل يؤدي في النهاية الى عجز الحكومة عن أداء عملها وتعطيل مشاريعها المستقبلية نظرا لتراكم الأخطاء التي ستتوالد يوما تلو الآخر مع مرور الوقت.
وبالعودة الى السؤال عن التحديات التي واجهتها عندما توليت الوزارة أكد ان ضبابية الرؤية وانعدام المنهجية لأي وزير قادم هي مكمن الخلل حيث يحاول ان يقوم بخطوات فردية ذات طابع شخصي غير مدعوم بخطة ستراتيجية حكومية ويصبح في النهاية حل المشكلات مجرد اجتهادات وزارية ورؤى انتقائية ليس الا فعلى سبيل المثال قد يري أحد الوزراء ان البورصة ومشكلاتها هي السبيل لاصلاح الاقتصاد , وقد يظن الآخر ان الحل يكمن في تصحيح قانون الشركات التجارية , ليس هناك قاعدة منهجية ثابتة للوزراء , فاجندة الاهتمامات الوزارية ترتطم بنزعاتها الشخصية, حاولت جاهدا عندما كنت وزيرا ان اضع يدي على مكامن الخلل في وزارة التجارة , فركزت اهتمامي على ثلاث قضايا اساسية .
- مثل ماذا?
قدمت مشروع لإنشاء هيئة لسوق المال
حينها قمت مع مجموعة من زملائي في جامعة الكويت بتشكيل فريق عمل ووضعنا تصورا لقانون متكامل يحقق رغبة المساهمين المتعاملين في سوق الكويت للاوراق المالية والتي تنحصر في تحقيق مبدأ العدالة والمساواة والقضاء على شخصانية القرارات, فمن الملاحظ الان ان ادارة البورصة هي الحكم والخصم في ذات الوقت ويعد ذلك خطأ فادحا وبينا لان المرسوم الخاص بادارة البورصة بات مهلهلا ولابد من احيائه مرة اخرى, حتى لاتتفاقم الازمات وتزداد اشتعالا بين ادارة البورصة واصحاب الشركات المدرجة كما هو حادث الان, لقد استطعت بالفعل خلال شهرين ونصف ان اعد قانون البورصة الجديد الخاص بانشاء الهيئة وقدمته الى مجلس الوزراء وكان من المقرر ان ينظر فيه في يونيو لعام 2006 ويتم اقراره بعد اربعة اشهر من ذلك التاريخ ولكن مع الاسف كما ذكرت انفا لم يسعني الوقت لتحقيق ذلك كانت رغبتي في تطبيق واقرار ذلك المشروع نابعة من حرصي على تلبية رغبة سامية من صاحب السمو حيث شدد علي في اكثر من مناسبة, بان اسرع في انشاء الهيئة.
مشروع القانون
ان كان المشروع مهما الى هذا الحد فلم لم يتم تنفيذه?
من المفترض ان تستكمل الحكومة المقبلة مشروع القانون الذي لايزال قابعا في ادراج مجلس الوزراء حتى وقتنا الحالي والذي سيساهم خروجه الى النور في حل الكثير من المشكلات داخل سوق الكويت للاوراق المالية, من القضايا الاخرى التي حرصت عليها حينذاك, حماية المستهلك الكويتي من براثن الغش التجاري وبذلت اقصى ما من وسعي لملاحقة المتجاوزين ومعاقبتهم باشد انواع العقاب الذي وصل في بعض الاحيان الى حد الابعاد خارج البلاد.
ومما يذكر قيامي بتحويل الكثير من تلك القضايا مباشرة الى النيابة العامة مما حد بشكل كبير من بزوغ تلك الظاهرة المشينة التي تلاشت الى حد ما في تلك الحقبة.
حزم وحسم
هل معنى كلامكم ان اصدار القانون وحده غير كاف وانه يفتقر الى الحزم في تطبيقه?
بكل تأكيد يحتاج القانون الى خليط من الحزم والحسم في آن واحد لكي يطبق بصورة جيدة ومثمرة, فعلى سبيل المثال واثناء اعتلائي الكرسي الوزاري حاولت لجم زمام البضائع المقلدة ومنعتها من دخول الكويت واتخذت قرارات حاسمة في هذا الشأن فالسوق حينها بدأ يشهد عصرا جديدا ذا صبغة حاسمة في تطبيق القوانين وشل حركة التجاوزات والتعديات التي باتت تتراكم من حكومة الى اخرى.
رغبات شخصية
ما اسوأ فترة وزارية في تاريخ دولة الكويت من وجهة نظركم?
ليس كل ما يعرف يقال, في بعض الاحيان اذا افصحنا عن امر ما قد تكون نتائجه سلبية, املك الجواب ولكن لايسعني الا ان اقول انه عندما يأتي وزير غير مبال بتطوير واصلاح الوضع الفاسد في بلاده مترفعا عن ايجاد تشريعات تساهم في تنظيم العمل وتطوير وزارته المعنية, يتناول الامور بصورة عبثية في هذه الحالة يمكننا ان نطلق على تلك الفترة الوزارية لفظة الاسوأ, لاينبغي على اي وزير كان ان يطلق العنان لرغباته الشخصية التي ترتطم في النهاية بمصالح الوطن والمواطنين, نحن بحاجة الى الايادي البيضاء المتسمة بالعدالة والشرف والامانة.
استثمار ورقي
ثمة من يقول ان الاستثمار داخل الكويت ورقي ليس الا.. ما حقيقة تلك المقولة?
تعد دولة الكويت من امتن القواعد الاستثمارية بين دول الخليج , نظرا لصلابة التشريعات والتي يصعب العبث بها او تغييرها وبالتالي فان اي مستثمر واع ومطلع على قوانين الدولة يدرك جيدا مدى صرامة تلك القوانين وبالتالي فان دخوله كمستثمر الى سوق الكويت يعد فرصة ومكسبا له على جميع الصعد فمن المستحيل ان تجد تلك الصمامات الامنية في اي دولة اخرى, ومن جانب اخر اذا نظرنا الى مستوى الاستثمار العقاري في الكويت ندرك انه استثمار معقول وليس مجنونا حيث يوضع ضمن حيز من الاطر التشريعية والقانونية بعيدا عن العشوائية التي تنبثق عن قرارات فردية غير متعقلة تتبع عقلانية سوق العقار الكويتي من تلك الاجراءات المطولة التي تلزم كل من يريد ان ينشئ عقارا ان ينفذ المطلوب منه قبل الشروع في مشروعه العقاري, ما من شك ان هناك ثلة من المخالفات تعتري ذلك القطاع الحيوي ولكنها لم تبلغ حد الانفلات وبالتالي ليس لدينا في القاموس العقاري الكويتي مصطلح »الاستثمار المتهور«, وثمة حقيقة واقعة لا يمكننا ان نغفل عنها الا وهي ان الكويت اغلقت ابوابها في وجه ارباب غاسلي الاموال والخارجين عن القانون فشجبتهم ونحرت مأربهم الوضيعة ويعزي ذلك الى صرامة قوانين الدولة بينما تجد ان ثمة بلدان اخرى مجاورة باتت سوقا رائجة وتربة خصبة لغسل الاموال فتدرك حينها عندما يشاهد الابراج الشاهقة والضخمة التي زينت سماء تلك البلدان ذات الامكانات المتواضعة ان هناك خللا من الانظمة الامنية لتلك البلدان التي أصابها داء »التعملق العمراني غير المقنن, ان الكويت دولة قانونية فإذا نظرنا على مستوى الاستثمار الصناعي نجد أننا نملك جميع المقومات التي تؤهلنا لكي نصبح في مصاف الدول الصناعية الكبرى ولكننا نعاني من خلل حكومي حيث ان التشجيع الصناعي مطمور تحت ثنايا الروتين والاجراءات هذا الى جانب افتقارنا الى خطة ستراتيجية صناعية واضحة الملامح, إن هناك نوعا من التخبط في القطاع الصناعي نحن لدينا صناعيون كويتيون بارزون على مستوى العالم ولكن المناخ لم يكن مهيأ لهم فعلى سبيل المثالي نجد أن هناك ندرة مقنعة للاراضي, نحن لدينا أراض كثيرة ولكنها غير مهيأة للصناعات والسبب حكومي بحت لذلك نكتشف ان معظم الشركات الصناعية الكويتية تهرع الى الخارج لتبحث عن ضالتها المفقودة في بقعة اخرى خارج الكويت, ان الحسرة تصيبنا عندما نسافر الى دول العالم ونجد أن اقتصاديات دول اخرى تنمو وتزدهر من وراء شركاتنا الكويتية ولكن رغم ذلك أؤكد أن الاستثمار في الكويت ليس ورقيا كما يدعي البعض والدليل على ذلك وجود تلك الشركات العملاقة التي اثبتت تواجدها ان لم يكن محليا فهو عالمي هذا الى جانب الشركات السياحية الكويتية المنتشرة في انحاء المعمورة وأذكر انني عندما كنت في زيارة الى »زنجبار« وهي جزيرة قريبة من »تنزانيا« فوجئت بأن اكبر منتجعين سياحيين ترجع ملكيتهما الى شركات كويتية, ناهيك عن القطاعات الأخرى بالدولة مثل البنوك والقطاع الخدمي التي تقوم بعمل جبار وأدل مثال على ذلك شركة »KGL ports« للموانئ والتي تمتلك حزمة ضخمة من المشاريع المنتشرة في جميع دول العالم ان من يدعي بأن الاستثمار في الكويت ورقي فهو جاهل بالاوضاع ومتجن.
سياسة الحكومة
بماذا تفسر هجرة كم هائل من الشركات الكويتية الى الخارج?
السؤال هو كيف تستطيع جذب تلك الشركات مرة أخرى إلى الكويت ولماذا لا تحاول الاستفادة من اموالنا المهاجرة, ذكرنا انفا عجز الحكومة عن وضع ستراتيجية للتنمية الاقتصادية في البلاد والتي ستقود البلاد في النهاية الى ان تصبح مركزاً مالياً وتجارياً اقليمياً ونموذجاً جيداً تحتذي به دول المنطقة ان الحكومة تعمل بصورة ارتجالية غير تنموية, لابد أن تضع الحكومة خطة بعيدة وقصيرة المدى وتساهم في تهيئة الاجواء الاستثمارية داخل الكويت وذلك عن طريق تسهيل انشاء الشركات ومراقبة ادائها لتطويرها لا لمحاسبتها فثمة فرق شاسع بين هذين الأمرين.
نحن في الكويت وللأسف الشديد نراقب لنحاسب ونعاقب لا لنقوم ونطور لا ينبغي ان ننتهج اسلوب»المباحث التجارية« ونتصيد الاخطاء ولا نكشف الخلل, كذلك لابد أن تشجع الحكومة القطاع الخاص فما أعنيه هو أن يقدم كل من رؤساء مجالس إدارات الشركات واعضاء غرفة تجارة وصناعة الكويت ويقوموا بعرض مواضع الخلل في تنفيذ المشاريع ايا كان نوعها وتقوم الحكومة, بعد ذلك بدورها التنفيذي, ان ما يحدث الآن كان القشة التي دفعت تلك الشركات الى الخروج من البلاد حينما ارتأت أن المتاح داخليا لا يصلح لاستثمار أموالها ولذلك لابد من تغير الاوضاع لجذب تلك الشركات من جديد هذا على المستوى العام, يبقى المستوى الخاص حيث ارى ان الاستثمار الخارجي شيء مطلوب حيث انه يضفي نوعاً من التكامل للعمل الاستثماري خارجيا وداخليا فعندما تقوم شركةبالاستثمار في الخارج يصبح لديها كم هائل من الخبرات الكافية والتي من الممكن ان تستخدمها داخليا, لابد أن يتحقق ولو قدر ضئيل من التوازن والتكامل بين الاستثمار الخارجي والداخلي ولكن بشرط ان تعدل الحكومة عن سياستها الحالية لان الاستمرار على ذلك المنوال سيستغل المزيد من الاختلافات ولا يمكننا ان نغفل دور مجلس الأمة والذي يعد مساهما في تلك المشكلات.
تفريخ الشركات
كيف ترى ظاهرة تفريخ الشركات داخل السوق?
أنا شخصيا ضد تلك الظاهرة, التي باتت كمرض عصي على التشخيص, لنفرض ان ثمة شركة حققت نجاحا ولديها اسلوب متميز وارباحها كبيرة حاولت تفريخشركات تحت مظلة الشركة الام, تعرض الشركة التي فرخت فيما بعد للبيع بسعر مضاعف وحينها يخرج المؤسسون والذين كانوا سبباً في انجاح الشركة والسؤال الان من الذي سيضمن نجاح واستمرارية تلك الشركة المفرخة? من هنا يبدأ طريق فشلها, ان الشركة انشأت في الاساس لتباع بسعر أعلى لا لتحقق إنجازات وقد حاولت اثناء عملي كوزير الحد من تلك الظاهرة غير المبررة ومنعت رخصا الكثير من الشركات باستثناء تلك التي ستحقق عوائد مجدية في السوق لتضيف شيئا للاقتصاد الكويتي, نحن مع تفريخ الشركات المشروط وليس العشوائي.
أمر طبيعي
ما أثر الصدامات الاخيرة الحادثة بين لجنة البورصة وأصحاب الشركات المدرجة على استقرار الأوضاع الاقتصادية?
صرحت انفاً في الكثير من الصحف الكويتية وقلت ان لم تنشأ هيئة لسوق المال فإننا سنشهد أياماً سوداء وستزداد الشكاوى ضد إدارة البورصة, ثمة أخطاء في طريقة ادارة سوق الكويت للاوراق المالية والخطأ تشريعي وليس شخصي حيث ان المرسوم منح صلاحيات مبالغ بها لادارة البورصة وبالتالي فان ما حدث أمر طبيعي والدليل على ذلك ان غالبية القضايا المرفوعة ضد البورصة حسمت لصالح الشركات, ان مستقبل كلا الطرفين غير مشرق على الاطلاق لابد من الفصل بين سلطة القضاء والادارة, ان عدد الشركات المتضررة يزداد بشكل مطرد يوماً تلو الآخر ومن اللافت انها شركات ذات صقل اقتصادي كبير ولها وزنها في السوق الكويتي.
لابد من جهة محايدة
هل معنى ذلك ان المستثمر فقد ثقته في البورصة وكذلك في وزارة التجارة?
لايمكننا ان نقول ذلك ولكن المستثمر يتطلع الى الوضوح والشفافية مع ادارة البورصة ولجنة السوق, لابد ان يعي انه في حالة وقوع اي ظلم عليه فإنه سيستعيد حقوقه كاملة وسيجد جهة محايدة يلجأ اليها, ولذلك فإن المستثمر لجأ الى القضاء والمحاكم لاسترداد حقوقه وذلك لعدم وجود جهة محايدة في الوقت الحالي مما ينتج عنه حدوث اضطرابات وخسائر لحقت بإدارة البورصة.
زيادات عالمية
وصل معدل التضخم في الكويت الى نسب مرتفعة, من المتسبب من وجهة نظركم في إذكاء لهيب هذه المشكلة?
لا ينبغي ان نتحدث بصوت الشارع ونحاول دغدغة عواطف المواطنين, لابد ان ننطق بلسان حال الواقع والمنطق يجب ان ننظر الى الامور بشكل عام وننطلق بعد ذلك الى الخاص, لقد تغيرت اسعار النفط بشكل كبير, منذ عامين لم تكن الاسعار كما هي عليه الان, فالشركات المصنعة التي نستورد منها بضائعنا كان من الطبيعي ان تزيد اسعارها لان الزيادة من بلد المنشأ الاصلي نظراً لارتفاع كلفة الانتاج والتي ينتج عنها زيادات في سعر البيع, ان التضخم امر طبيعي عالمياً ولكن الى جانب ذلك فإن هناك بعض التجار اصابهم الجشع واستغلوا عدم وجود رقابة حكومية على البضائع فزادوا الاسعار وتوحشوا في ذلك الامر.
ومن هذا المنطلق لابد ان تقوم الحكومة بردع هؤلاء وتحاكمهم على زيادة اسعار بضائعهم حتى لا يستشري التضخم داخل البلاد, ان قضية التضخم لها شقان احدهما مبرر وعالمي والثاني غير مبرر يعزى الى ضعف الرقابة الحكومية على السلع وتلك الاخيرة هي التي ادت الى ارتفاع معدلات التضخم الاعتيادية.
خطوة المركزي ثمة من أومن داخل الكويت الاقتراض.. كيف يمكن علاج هؤلاء?
لايسعني الا ان ابارك خطوات البنك المركزي والتي كان من المفترض ان يقوم بها منذ مدة, ان الاسلوب الاسبق في عدم محاسبة الجهات المقرضة وانعدام وجود قيود على البنوك المحلية كان سبباً جوهرياًفي ادمان المواطنين على الاستهلاك وأخذ القروض دون سبب مبرر ولكن عندما تدخل البنك المركزي بناء على توصيات مجلس الامة والسلطة التنفيذية وقام بمراقبة المؤسسات المالية وحدد نسب الاقراض اختلفت الاوضاع وتم تهذيب عملية الاستهلاك والاقتراض, لابد من تقنين تلك الاجراءات بشكل اكبر والبعد عن مقولة »اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب«.
دور القطاع الخاص
ما الذي يحد من انطلاق الصناعات النفطية الكويتية?
ان مشكلة الصناعة النفطية في الكويت تكمن في كونها حكومية صميمة ثمة بعض وزراء النفط جاؤوا وحاولوا ان يضعوا للقطاع الخاص موقعاً على خارطة الصناعات النفطية ولكنهم حصروا ذلك في حيز الخدمات وليس المشاركة, وان القطاع الخاص في دول العالم المتطور هو اليد والذراع المتحكمة والمبدعة في تحقيق الصناعات النفطية حيث تقوم بإنشاء المصافي والمصانع والحكومة لاعلاقة لها الا بسعر النفط, بخلاف الوضع في الكويت حيث تسيطر الحكومة على القطاع النفطي بشكل شبه كامل مما ساهم في تضاؤل مشاركة القطاع الخاص بعكس دول الجوار التي فتحت الباب على مصراعيه لقطاعها الخاص وساهمت في خلق جو تنافسي ابداعي فجر طاقات تلك الشركات النفطية الخاصة وطور الصناعة بشكل عام مما اهلها إلى العالمية
الكويت تسير بخطى بطيئة متكاسلة نحو التطوير, ينبغي الاسراع والنهوض بتلك الصناعة الحيوية عن طريق حث القطاع الخاص ذي الخبرات المتميزة.
(كونسور تيوم عالمي)
اعلنتم انفاً عن وجود العديد من المشاريع التي تقوم بها شركة »كي جي ال¯ بتروليوم« إلى أي مرحلة وصلتم?
لدينا العديد من المشاريع المستقبلية نظراً لان المناخ العالمي في القطاع النفطي بات مشجعاً.
فالدول على مستوى العالم باتت بحاجة إلى تواجد الشركات النفطية المتخصصة سواء على مستوى الاستكشافات أو صناعة البتروكيماويات أم المشتقات النفطية, وثمة موقعان مهمان وبحاجة إلى ضخ المزيد من الشركات داخلهما وهما افريقيا بجميع دولها وجنوب شرق آسيا ومن الملاحظ ان غالبية الشركات الكويتية في الوقت الحالي تعمل في تلك المواقع و »KGLpetroleum«غير مستثناه من تلك الشركات حيث لدينا كم هائل من المشاريع التي قد تكون فوق طاقتنا لذلك نحاول الدخول في كونسورتيوم مع شركات اخرى او سنسند بعضاً من تلك المشاريع إلى الشركات التي تساهم بها بنسب ما, ومن المعروف ان »KGLpetroleum« لديها ذراعان احداهما نفطية والاخرى غاز, فلدينا شركة »سيركل أويل« وهي متخصصة بالاستكشافات وتسويق النفط والغاز, كما ان لدينا عملاً مكثفاً في كل من تونس ومصر وعمان واليمن وبنما والمغرب سنكشف عنه فيما بعد وسنعلن عن كميات النفط والغاز التي تم استكشافها لاحقا هذا بالنسبة للاستكشاف اما على مستوى الصناعة, فلدينا مجموعة من الصناعات البتروكيماوية مازلنا بصدد ترتيبها, سنقوم كذلك بانشاء مصنع لل¯ »pe« البلاستك في تنزانيا ونحن في المراحل النهائية لانشاء مصنع الاسمدة الكيماوية وال¯¯ pet البلاستك حيث ان القارة السمراء تفتقر إلى تلك الصناعة وما يخص »تنزانيا« ذلك ان لديها كل المواد الخام التي نحتاجها لانشاء مثل هذا النوع من المصانع, كان لنا لقاء سابق مع الرئيس التنزاني الذي طلب منا كشركة اقامة ذلك المصنع وحزنا حينئذ على اسعار خاصة للغاز لاقامة المصانع ولذلك نحن نبشر مساهمينا ان العمل يسير على قدم وساق واكرر اننا مازلنا نقوم بالخطوات النهائية في انشاء كونسورتيوم الذي سيناط به انشاء المشروع الضخم المقرر اقامته في امارة رأس الخيمة وهو مجمع نفطي كبير للمشتقات النفطية وثمة مجموعة من الشركات بدأت في التنقيب, إلى جانب ذلك لدينا العديد من المشاريع ولكنها قد لاتكون على المستوى الستراتيجي المطلوب