عن التعامل بحساب المارجن
من كتاب المال والاستثمار في الأسواق الأمريكية
http://www.fahadbiz.com
عند فتح حساب الدَين فإن الهدف هو رفع القوة الشرائية للمستثمر بحيث يستطيع أن يشتري بضعف ما لديه من المال، وبذلك يرفع من قدرته الربحية، وبالطبع يرفع من مقدار الخسارة التي قد يتعرض لها، حيث أنه عند انخفاض سعر السهم بشكل كبير يصبح العميل ملزماً بدفع ما اقترضه من مبلغ، كما سنرى بعد قليل.
إن الطريقة التي يعمل بها حساب الدَين هي أن يقوم العميل بدفع نصف المبلغ المطلوب لشراء الأسهم ويقوم الوسيط بإقراض المبلغ المتبقي. وطبيعي أن يكون هذا الاقتراض بسعر فائدة معين على الوسيط والذي بدوره يقوم بإقراضه للمستثمر بسعر فائدة أعلى.
لنفرض أن أحد المستثمرين أراد شراء ألف سهم بسعر 100 دولار للسهم الواحد، فإن عليه إيداع مبلغ 50 ألف دولار في حسابه ويقوم السمسار بإقراضه 50 ألف دولار أخرى ليتمكن من شراء كامل الأسهم المطلوبة . بهذه الحالة يظهر حساب المستثمر كما في الشكل التالي:
100,000 دولار (1000 سهم × 100) القيمة الحالية للأسهم
50,000 دولار المبلغ المقترض
50,000 دولار صافي الحساب للمستثمر
0 دولار ربح/(خسارة)
هنا لا يوجد ربح أو خسارة في الحساب نظراً لأن سعر السهم لا يزال 100 دولار. ولكن ماذا يحدث لو أن سعر السهم ارتفع إلى 120 دولاراً؟
120,000 دولار (1000 سهم × 120) القيمة الحالية للأسهم
50,000 دولار المبلغ المقترض
70,000 دولار صافي الحساب للمستثمر
20,000 دولار ربح/(خسارة)
أي أن المستثمر لديه ربح ورقي بقيمة 20 ألف دولار (70,000 – 50,000)، ونقول بأن لديه ربح ورقي بنسبة 40% (20,000/50,000) بالرغم من أن السهم ارتفع بنسبة 20% فقط. ماذا يحدث الآن لو انخفض سعر السهم إلى 80 دولار؟
80,000 دولار (1000 سهم × 80) القيمة الحالية للأسهم
50,000 دولار المبلغ المقترض
30,000 دولار صافي الحساب للمستثمر
(20,000) دولار ربح/(خسارة)
ويكون لدى المستثمر خسارة ورقية بقيمة 20 ألف دولار ( 30,000 – 50,000 )، أي بنسبة 40% بالرغم من أن السهم انخفض بنسبة 20% فقط. لاحظ أن السمسار في هذه الحالة لا يزال محتفظاً بحقه كاملاً حيث باستطاعته بيع الأسهم كاملة أو جزء منها لاسترجاع المبلغ الذي تم إقراضه. وتظهر المشكلة عندما ينخفض السعر إلى حد معين يخشى السمسار عنده على القرض ويتصرف بطريقة تضمن حقه كاملاً.
ما هو الحد الذي تبدأ عنده مشكلة المستثمر؟ تحدث الخطورة عندما ينخفض سعر السهم بنسبة تفوق 33% من السعر الأصلي (في حالة اقتراض 50% من المبلغ الإجمالي كما في هذه الحالة). وهذا هو الحد الذي عنده يبدأ الوسيط بالتحرك ضد المستثمر لحفظ حقوقه. لنفرض أن السعر انخفض بنسبة 35% إلى 65 دولار، فإن الخسارة تكون 35,000 دولار:
65,000 دولار (1000 سهم × 65) القيمة الحالية للأسهم
50,000 دولار المبلغ المقترض
15,000 دولار صافي الحساب للمستثمر
(35,000) دولار ربح/(خسارة)
بالرغم من أن القيمة الحالية ما زالت كافية لتغطية المبلغ المقترض (65,000 دولار مقابل 50,000 دولار قيمة القرض)، إلا أن العرف يقضي بأن يقوم السمسار في هذه الحالة بإصدار أمر صيانةMaintenance Call)) على الحساب ليصبح صافي الحساب على الأقل مبلغ 17,000 دولار، أي أن على المستثمر إيداع 2000 دولار على الأقل. وفي حالة عدم قدرة المستثمر على إيداع المبلغ يقوم السمسار ببيع كامل الأسهم أو جزء منها لتصحيح الوضع.
إذاً فحساب الدَين سلاح ذو حدين، عن طريقه يمكن أن تتضاعف الأرباح وتتضاعف كذلك الخسائر. ويجب هنا على المستثمر أن يفهم كيفية تضاعف الخسائر في حساب الدَين، حيث نرى من المثال السابق أن المستثمر الذي دفع مبلغ 50 ألف دولار وحصل على ألف سهم بسعر 100 دولار للسهم الواحد، قد يخسر كامل رأس ماله فيما لو انخفض سعر السهم إلى 50 دولار، أي بنسبة 50%. أي أن انخفاضاً بنسبة 50% يؤدي إلى خسارة بنسبة 100%، وذلك مكمن الخطورة من التعامل في حساب الدَين. أما من الناحية الإيجابية فعند ارتفاع سعر السهم بنسبة 50% فإن المستثمر يربح بنسبة 100%.
بقي هناك ناحية إيجابية هامة وهي أن القوة الشرائية في حساب الدَين تتضاعف بشكل كبير عندما يرتفع سعر السهم، مما يمكّن المستثمر من القيام بمزيد من الاقتراض. ويتم ذلك بسبب إمكانية الاقتراض حسب قيمة الربح الورقية. أي أنه في حالة ارتفاع سعر السهم إلى 120 دولاراً في المثال السابق، فبالإمكان أن يُستخدم الربح الورقي البالغ عشرين ألف دولار لشراء أسهم إضافية بقيمة إجمالية تصل إلى أربعين ألف دولار، وهكذا يتيح حساب الدَين للمستثمر الاقتراض المتواصل إلى أن يصبح المستثمر إما مليونيراً أو يخسر كل ما يملكه في الحساب!
وأخيراً إن على المستثمر دفع ثمن الفائدة على المبلغ المقترض والتي تتراوح ما بين 5 – 10% في العام، أي أن عليه دفع ما بين 2,500 إلى 5,000 دولار بنهاية العام على فرض اقتراضه 50 ألف دولار لمدة عام واحد.