المرشد1
موقوف
- التسجيل
- 24 أكتوبر 2005
- المشاركات
- 460
المواطن الكويتي لا يثق بحكومته!
من الخطأ الكبير أن يعتقد معارضو إسقاط القروض أن كل المطالبين بذلك هم من المدينين الاستهلاكيين الذين يريدون إسقاط ديونهم فحسب، أو أن يظنوهم جميعاً من العوام غير الواعين الذين لا يدركون الآثار الاقتصادية التي ستترتب على مثل هذا الأمر في حال حصوله. لكن المصيبة أكبر إذا اعتقدت الحكومة ذلك.
المطالبة بإسقاط القروض، وإن كانت في ظاهرها صرخة من المواطنين المدينين الذين يريدون التخلص من ديونهم، أياً كانت أسبابها، هي في حقيقتها تجل صارخ لما وصل إليه الحال من انعدام للثقة الشعبية بالحكومة وبوعودها.
المواطن الكويتي وهو يشاهد ويتابع يومياً مسلسل الفساد السياسي وقصص التنفيع الحكومي والهدر المالي والفشل الإداري في مختلف قطاعات الدولة الحيوية، كقيام الحكومة بخصخصة القطاعات الرابحة فقط لأجل تنفيع أفراد وفئات معينة، ومشاريع الـBOT التي تُعطى لعلية القوم بأبخس الأسعار، ومؤسسات الدولة المتردية والآخذة في اجترار الخسائر عاماً بعد عام من دون أمل لقيامها من عثرتها، وقطاعات الصحة والتعليم والبلدية التي بلغت من السوء ما لا يمكن تصديقه، صار اليوم، أي المواطن، لا يثق إطلاقاً بقدرة الحكومة ولا يؤمن بحسن تصرفها بهذه الوفرة المالية التي تحصلت لارتفاع أسعار النفط.
المواطن الكويتي لا يثق بحكومته لذا لا يستطيع أن يقبل كلامها بأن إسقاط القروض سيرهق الميزانية وسيؤثر على مستقبل الأجيال المقبلة، لأنه لا يفهم كيف أن إسقاط القروض، وما يقارب الثمانين في المئة من الشعب الكويتي، والذي سيكلف الدولة قرابة الملياري دينار في زمن بلغ فيه سعر برميل البترول أكثر من ستين دولاراً، بينما لم يرهق الميزانية ولم يؤثر على مستقبل الأجيال المقبلة إسقاط ما يوازي تسعة مليارات دينار من المديونيات «الصعبة» عن بضع عشرات من كبار القوم في ذلك الزمن الذي كان فيه سعر برميل البترول لا يتجاوز الإثني عشر دولاراً!
المواطن الكويتي، ومهما كان بسيطاً في ثقافته، لا يمكن أن يصدق الوزير إسماعيل الشطي حين صرح بأن مشاريع الحكومة، أو لنقل أحلامها، ستدر على كل مواطن أو كل عائلة ثلاثة آلاف دينار سنوياً، لأنه يشاهد بأم عينيه كيف تغرق مؤسسات الدولة في مستنقعات خسائرها ولا تستطيع النهوض. بل إن المواطن الكويتي وحين قرأ هذه التصريحات ازداد في عدم الثقة بحكومته، لأنه رآها تسخر منه.
على الحكومة أن تدرك بأنها لا تواجه اليوم شعباً مدللاً استهلاكياً يريد أن يستمتع بالثروة من دون أن يقدم إلى بلده شيئا كما يظن البعض، خصوصاً من الكتّاب والمثقفين والبرجوازيين، وإنما تواجه ما هو أخطر من ذلك بكثير، والذي هو شعب فاقد للثقة فيها وفي قدراتها. وهذا هو بيت الداء!
نقلا عن جريدة الرأي العام
للدكتور ساجد العبدلي
اخوكم المرشد ممكن أراءكم في هذا الكلام