alqattan
عضو نشط
- التسجيل
- 8 أكتوبر 2005
- المشاركات
- 425
تشابه واختلاف بين بوش ونجاد
صحيفة السفير - 29 / 5 / 2006م - 3:05 م
نعيش إثارة وحماسة منذ اليوم الأول لانتخاب الرئيس الإيراني، بدءاً من دهشة العالم بالنتائج وإعلان اسم الرئيس، وما بعدها من ردود الفعل في الغرب، بالإضافة إلى شخصية محمود أحمدي نجاد المثيرة، وتصريحاته الجريئة والموجهة ومواقفه، وبالتالي ردود الفعل في أميركا والغرب. والمسلسل لم ينته حتى الآن. إلا أن الشيء البارز هو أن الرئيس الإيراني أصبح أحد النجوم على الساحة السياسية، حيث تتسابق وسائل الإعلام لخطف أحد تصريحاته التي يمكن أن تفجر وضعاً ما أو تُشّكل <سبقاً صحافيا>.
ومن المفارقات أيضاً هو انتخاب الإيرانيين له بطريقة مشابهة لاختيار الأميركيين الرئيس المتشدد جورج بوش، كنوع من الرد على التهديدات الخارجية والإرهاب لدى الناخب الأميركي، والضغوط على المفاعل النووي والتهديدات لدى الناخب الإيراني.
ويبدو أن أوجه الشبه بين جورج بوش وأحمدي نجاد كبيرة: فالاثنان ينتميان إلى المحافظين الجدد، وإلى اليمين المتطرف، والاثنان متشددان دينياً، والاثنان يؤمنان بضرورة خلاص العالم: بوش يؤمن بضرورة خلاص العالم من محور الشر: إيران وكوريا الشمالية وسوريا. وأحمدي نجاد يؤمن بضرورة خلاص العالم من المستكبرين وأميركا وإسرائيل. يلقي الاثنان تصريحات مثيرة وهجومية وتفاجئ الآخرين، ويعتبر الاثنان أنهما مسددان في أمورهما من الله مباشرة.
الاثنان لا يعرفان المراوغة، ولديهما لونان فقط، إما أبيض وإما أسود، والاثنان يمارسان الصلوات اليومية، ويرعيان البرامج الدينية. يلقى الاثنان شعبية كبيرة داخل أوساط المتدينين في بلديهما، والاثنان يؤمنان بالنبوءة الدينية، أحمدي نجاد يمهد لظهور الإمام المهدي وجورج بوش يمهد لظهور المسيح، والاثنان يعتقدان بصدام الحضارات.
أحمدي نجاد يعتمد على علماء الدين والروحانيين من حوله ليستشيرهم في المسائل السياسية (كالشيخ مصباح اليزدي والشيخ جوادي آملي)، وجورج بوش يعتمد على بات روبرتسون وجيري فلويل في مسائله السياسية.
كان بوش حاكم تكساس وكان نجاد عمدة أردبيل. وقام الاثنان بثورة على المفاهيم التي رسخها كل من كلينتون وخاتمي. فجورج بوش يعتبر كلينتون منحلاً أخلاقياً، ولا يؤمن بتطبيق المشيئة الإلهية على الأرض، أما نجاد فيرى أن خاتمي تسبب بالانحلال الأخلاقي داخل المجتمع الإيراني. وعندما استلم جورج بوش البيت الأبيض، جعله ضمن ضوابط دينية وأقام فيه صلوات يومية، ودروساً يومية دينية للقسيسين في كل صباح، وأحمدي نجاد قام بنبذ كل مظاهر البذخ والترف من مقام الرئاسة، وأقام الدروس الدينية اليومية.
أتى جورج بوش بكادر ديني وتيار المحافظين الجدد إلى طاقمه الرئاسي، وأحاط نجاد نفسه بكادر من المحافظين الجدد، والمؤمنين بأفكار الثورة. يؤمن بوش بأن العالم سيعيش بسلام لفترة طويلة عند ظهور المسيح، ويؤمن نجاد بأن حكومة العدل الإلهي ستنشر السعادة على الأرض بظهور الإمام المهدي.
يؤمن بوش بأنه ستكون هناك حرب دامية في محيط فلسطين للدفاع عن اليهود، وهي معركة هرمجدون، ويظهر عندها السيد المسيح.
ويؤمن نجاد بأنه ستكون هناك معركة دامية في محيط فلسطين ستكون بقيادة الإمام المهدي.
يؤمن المقربون من بوش أنه سيكون أحد قادة معركة هرمجدون.
يؤمن المقربون من نجاد بأنه قائد قوات المهدي في معركة القدس.
يؤمن بوش بأنه حتى يظهر المسيح يجب أن يكون اليهود مجتمعين في فلسطين، ويتخذوا أورشليم (القدس) عاصمة لهم.
يؤمن نجاد بأن المهدي سيظهر عندما يجتمع اليهود في فلسطين، ويحتلون المسجد الأقصى (القدس).
يفسر بوش الأحداث السياسية وفق العهد القديم والكتب الدينية. ويفسر نجاد الأحداث السياسية وفق المفاهيم القرآنية وكتب الروايات. يعتبر بوش إيران جيش المسيح الدجال. ويعتبر نجاد أميركا جيش الأعور الدجال. يعتبر بوش احتلال العراق تمهيداً لظهور المسيح. ويعتبر نجاد احتلال العراق من علامات ظهور المهدي. يعتبر بوش أن حماية إسرائيل أمر عقائدي. ويؤمن نجاد أن زوال إسرائيل أمر عقائدي. يعتبر جورج بوش أن الجيش الذي سيأتي لتدمير إسرائيل سيأتي عبر العراق، لذا كثف قواعده في تلك المنطقة (حسب مفاهيم العهد القديم). ويعتقد أحمدي نجاد أن جيش تحرير القدس سيمر عبر العراق، وكان الإمام الخميني يقول: <الطريق إلى القدس يمر بكربلاء>. يدعم جورج بوش إسرائيل التي تؤمن بظهور المسيح وتمهد له. ويدعم نجاد حزب الله الذي يحارب إسرائيل ويؤمن بظهور المهدي ويمهد له. يؤمن بوش بأن القدس مملكة الله السماوية على الأرض. ويؤمن نجاد بأن القدس هي عاصمة الأرض والسماء.
يحارب الاثنان في الداخل المفاسد الاجتماعية، ويريد كل من الاثنين انتشار الفكر المحافظ والمتدين. يعتبر جورج بوش نجاد عدوه اللدود، ويعتبر أحمدي نجاد جورج بوش عدوه اللدود.
أما أوجه الخلاف بين الشخصين فعديدة: جورج بوش ابن عائلة ثرية، أما نجاد فابن عائلة فقيرة.
كان جورج بوش الأب رئيساً للولايات المتحدة، وكان جده عضواً في الكونغرس. أما والد أحمدي نجاد فكان حداداً لديه محل صغير للحدادة. ولد بوش في مزارع آبائه الكبيرة، ولد نجاد في قرية فقيرة. كان بوش كسولاً في المدرسة والجامعة، وكان نجاد ذكياً في المدرسة والجامعة حتى نال شهادة الدكتوراه.
هرب بوش من الخدمة العسكرية في حال السلم، تطوع نجاد إلى الحرس الثوري لخوض المعارك على الجبهات وقضى 6 سنوات من حياته على الجبهة، وعمل مهندساً وأصيب عدة مرات. تربى بوش بين نوادي الكريكيت والبيسبول في الجامعة، وتربى نجاد بين اتحاد الطلبة المتدين الذي ساهم في نجاح الثورة. كان بوش سكّيراً يتعاطى المخدرات، وكان نجاد متديناً وضابطاً في الحرس الثوري.
يعيش بوش إما في قصره في تكساس وإما في قصر البيت الأبيض. ويعيش أحمدي نجاد في بيت صغير متواضع في أحد أفقر أحياء طهران. يعيش بوش حياة الترف والبذخ، ويعيش نجاد حياة الزهد والتواضع.
يحيط بوش نفسه بمستشارين لأزيائه وأناقته وأسلوبه في الكلام واختيار الألوان والكلمات والحركات. يلبس نجاد أحياناً بدلة البلدية أو ثياباً بسيطةً، ولا يهتم بأناقته ولا بمظهره. بدد بوش ثروة أبيه وخسر أموال المستثمرين أصحاب أبيه في التجارة، ونجح نجاد في إدارة مشاريع تخدم الناس في طهران. وقّع بوش وطاقمه السياسي على عقود كبيرة في العراق تعود بالنفع لشركاتهم الخاصة. وقّع نجاد وثيقة مع وزرائه بعدم الانتفاع من أي عمل، أو منفعة من أموال الدولة. يحتضن بوش كبار أصحاب شركات النفط والأسلحة والأثرياء من حوله. يحتضن أحمدي نجاد الفقراء والمساكين من شعبه من حوله. صرف بوش مئات الملايين من الدولارات على حملته الانتخابية. لم يصرف نجاد ريالاً واحداً على حملته الانتخابية. يملك بوش مئات الملايين من الدولارات في حسابه الخاص، يملك نجاد ما يعادل 250 دولاراً في حسابه الخاص.
يحب بوش أن يتحدث عن الإعلام وعن زوجته، يرفض نجاد أن تعلق له صورة داخل أي مركز حكومي، أو يتم الترويج له. يعتبر بوش أن الشركات الكبرى عليها أن تستفيد من المكاسب والفوائد العسكرية والسياسية، ويؤمن نجاد بضرورة توزيع الفوائد النفطية على أفراد الشعب.
وينقسم العالم اليوم بين مؤيد لبوش ومؤيد لنجاد، وآخرين على الحياد، أما الشعوب العربية فتنظر إلى البساطة التي يصر عليها أحمدي نجاد، كأنه يسدد صفعة إلى الحكام المتخمين بالبذخ والترف.
ويبقى أن تصريحاته لا تخرج عن مطالب الجمهور العربي أو حتى الإسلامي، وتجد لها آذاناً صاغية ومرتاحة أيضاً، لأنها تلقي ضوءاً على معاناة الشعب الفلسطيني الطويلة.
وقد سعيت هنا الى أن ألقي ضوءاً على شخصية أحمدي نجاد المثيرة، والخلفية الدينية والعسكرية والسياسية والثورية والروحية له.
------------------
[1] مدير مركز دار العلم للأبحاث والدراسات
http://www.walfajr.net/artc.php?id=2999#a1
صحيفة السفير - 29 / 5 / 2006م - 3:05 م
نعيش إثارة وحماسة منذ اليوم الأول لانتخاب الرئيس الإيراني، بدءاً من دهشة العالم بالنتائج وإعلان اسم الرئيس، وما بعدها من ردود الفعل في الغرب، بالإضافة إلى شخصية محمود أحمدي نجاد المثيرة، وتصريحاته الجريئة والموجهة ومواقفه، وبالتالي ردود الفعل في أميركا والغرب. والمسلسل لم ينته حتى الآن. إلا أن الشيء البارز هو أن الرئيس الإيراني أصبح أحد النجوم على الساحة السياسية، حيث تتسابق وسائل الإعلام لخطف أحد تصريحاته التي يمكن أن تفجر وضعاً ما أو تُشّكل <سبقاً صحافيا>.
ومن المفارقات أيضاً هو انتخاب الإيرانيين له بطريقة مشابهة لاختيار الأميركيين الرئيس المتشدد جورج بوش، كنوع من الرد على التهديدات الخارجية والإرهاب لدى الناخب الأميركي، والضغوط على المفاعل النووي والتهديدات لدى الناخب الإيراني.
ويبدو أن أوجه الشبه بين جورج بوش وأحمدي نجاد كبيرة: فالاثنان ينتميان إلى المحافظين الجدد، وإلى اليمين المتطرف، والاثنان متشددان دينياً، والاثنان يؤمنان بضرورة خلاص العالم: بوش يؤمن بضرورة خلاص العالم من محور الشر: إيران وكوريا الشمالية وسوريا. وأحمدي نجاد يؤمن بضرورة خلاص العالم من المستكبرين وأميركا وإسرائيل. يلقي الاثنان تصريحات مثيرة وهجومية وتفاجئ الآخرين، ويعتبر الاثنان أنهما مسددان في أمورهما من الله مباشرة.
الاثنان لا يعرفان المراوغة، ولديهما لونان فقط، إما أبيض وإما أسود، والاثنان يمارسان الصلوات اليومية، ويرعيان البرامج الدينية. يلقى الاثنان شعبية كبيرة داخل أوساط المتدينين في بلديهما، والاثنان يؤمنان بالنبوءة الدينية، أحمدي نجاد يمهد لظهور الإمام المهدي وجورج بوش يمهد لظهور المسيح، والاثنان يعتقدان بصدام الحضارات.
أحمدي نجاد يعتمد على علماء الدين والروحانيين من حوله ليستشيرهم في المسائل السياسية (كالشيخ مصباح اليزدي والشيخ جوادي آملي)، وجورج بوش يعتمد على بات روبرتسون وجيري فلويل في مسائله السياسية.
كان بوش حاكم تكساس وكان نجاد عمدة أردبيل. وقام الاثنان بثورة على المفاهيم التي رسخها كل من كلينتون وخاتمي. فجورج بوش يعتبر كلينتون منحلاً أخلاقياً، ولا يؤمن بتطبيق المشيئة الإلهية على الأرض، أما نجاد فيرى أن خاتمي تسبب بالانحلال الأخلاقي داخل المجتمع الإيراني. وعندما استلم جورج بوش البيت الأبيض، جعله ضمن ضوابط دينية وأقام فيه صلوات يومية، ودروساً يومية دينية للقسيسين في كل صباح، وأحمدي نجاد قام بنبذ كل مظاهر البذخ والترف من مقام الرئاسة، وأقام الدروس الدينية اليومية.
أتى جورج بوش بكادر ديني وتيار المحافظين الجدد إلى طاقمه الرئاسي، وأحاط نجاد نفسه بكادر من المحافظين الجدد، والمؤمنين بأفكار الثورة. يؤمن بوش بأن العالم سيعيش بسلام لفترة طويلة عند ظهور المسيح، ويؤمن نجاد بأن حكومة العدل الإلهي ستنشر السعادة على الأرض بظهور الإمام المهدي.
يؤمن بوش بأنه ستكون هناك حرب دامية في محيط فلسطين للدفاع عن اليهود، وهي معركة هرمجدون، ويظهر عندها السيد المسيح.
ويؤمن نجاد بأنه ستكون هناك معركة دامية في محيط فلسطين ستكون بقيادة الإمام المهدي.
يؤمن المقربون من بوش أنه سيكون أحد قادة معركة هرمجدون.
يؤمن المقربون من نجاد بأنه قائد قوات المهدي في معركة القدس.
يؤمن بوش بأنه حتى يظهر المسيح يجب أن يكون اليهود مجتمعين في فلسطين، ويتخذوا أورشليم (القدس) عاصمة لهم.
يؤمن نجاد بأن المهدي سيظهر عندما يجتمع اليهود في فلسطين، ويحتلون المسجد الأقصى (القدس).
يفسر بوش الأحداث السياسية وفق العهد القديم والكتب الدينية. ويفسر نجاد الأحداث السياسية وفق المفاهيم القرآنية وكتب الروايات. يعتبر بوش إيران جيش المسيح الدجال. ويعتبر نجاد أميركا جيش الأعور الدجال. يعتبر بوش احتلال العراق تمهيداً لظهور المسيح. ويعتبر نجاد احتلال العراق من علامات ظهور المهدي. يعتبر بوش أن حماية إسرائيل أمر عقائدي. ويؤمن نجاد أن زوال إسرائيل أمر عقائدي. يعتبر جورج بوش أن الجيش الذي سيأتي لتدمير إسرائيل سيأتي عبر العراق، لذا كثف قواعده في تلك المنطقة (حسب مفاهيم العهد القديم). ويعتقد أحمدي نجاد أن جيش تحرير القدس سيمر عبر العراق، وكان الإمام الخميني يقول: <الطريق إلى القدس يمر بكربلاء>. يدعم جورج بوش إسرائيل التي تؤمن بظهور المسيح وتمهد له. ويدعم نجاد حزب الله الذي يحارب إسرائيل ويؤمن بظهور المهدي ويمهد له. يؤمن بوش بأن القدس مملكة الله السماوية على الأرض. ويؤمن نجاد بأن القدس هي عاصمة الأرض والسماء.
يحارب الاثنان في الداخل المفاسد الاجتماعية، ويريد كل من الاثنين انتشار الفكر المحافظ والمتدين. يعتبر جورج بوش نجاد عدوه اللدود، ويعتبر أحمدي نجاد جورج بوش عدوه اللدود.
أما أوجه الخلاف بين الشخصين فعديدة: جورج بوش ابن عائلة ثرية، أما نجاد فابن عائلة فقيرة.
كان جورج بوش الأب رئيساً للولايات المتحدة، وكان جده عضواً في الكونغرس. أما والد أحمدي نجاد فكان حداداً لديه محل صغير للحدادة. ولد بوش في مزارع آبائه الكبيرة، ولد نجاد في قرية فقيرة. كان بوش كسولاً في المدرسة والجامعة، وكان نجاد ذكياً في المدرسة والجامعة حتى نال شهادة الدكتوراه.
هرب بوش من الخدمة العسكرية في حال السلم، تطوع نجاد إلى الحرس الثوري لخوض المعارك على الجبهات وقضى 6 سنوات من حياته على الجبهة، وعمل مهندساً وأصيب عدة مرات. تربى بوش بين نوادي الكريكيت والبيسبول في الجامعة، وتربى نجاد بين اتحاد الطلبة المتدين الذي ساهم في نجاح الثورة. كان بوش سكّيراً يتعاطى المخدرات، وكان نجاد متديناً وضابطاً في الحرس الثوري.
يعيش بوش إما في قصره في تكساس وإما في قصر البيت الأبيض. ويعيش أحمدي نجاد في بيت صغير متواضع في أحد أفقر أحياء طهران. يعيش بوش حياة الترف والبذخ، ويعيش نجاد حياة الزهد والتواضع.
يحيط بوش نفسه بمستشارين لأزيائه وأناقته وأسلوبه في الكلام واختيار الألوان والكلمات والحركات. يلبس نجاد أحياناً بدلة البلدية أو ثياباً بسيطةً، ولا يهتم بأناقته ولا بمظهره. بدد بوش ثروة أبيه وخسر أموال المستثمرين أصحاب أبيه في التجارة، ونجح نجاد في إدارة مشاريع تخدم الناس في طهران. وقّع بوش وطاقمه السياسي على عقود كبيرة في العراق تعود بالنفع لشركاتهم الخاصة. وقّع نجاد وثيقة مع وزرائه بعدم الانتفاع من أي عمل، أو منفعة من أموال الدولة. يحتضن بوش كبار أصحاب شركات النفط والأسلحة والأثرياء من حوله. يحتضن أحمدي نجاد الفقراء والمساكين من شعبه من حوله. صرف بوش مئات الملايين من الدولارات على حملته الانتخابية. لم يصرف نجاد ريالاً واحداً على حملته الانتخابية. يملك بوش مئات الملايين من الدولارات في حسابه الخاص، يملك نجاد ما يعادل 250 دولاراً في حسابه الخاص.
يحب بوش أن يتحدث عن الإعلام وعن زوجته، يرفض نجاد أن تعلق له صورة داخل أي مركز حكومي، أو يتم الترويج له. يعتبر بوش أن الشركات الكبرى عليها أن تستفيد من المكاسب والفوائد العسكرية والسياسية، ويؤمن نجاد بضرورة توزيع الفوائد النفطية على أفراد الشعب.
وينقسم العالم اليوم بين مؤيد لبوش ومؤيد لنجاد، وآخرين على الحياد، أما الشعوب العربية فتنظر إلى البساطة التي يصر عليها أحمدي نجاد، كأنه يسدد صفعة إلى الحكام المتخمين بالبذخ والترف.
ويبقى أن تصريحاته لا تخرج عن مطالب الجمهور العربي أو حتى الإسلامي، وتجد لها آذاناً صاغية ومرتاحة أيضاً، لأنها تلقي ضوءاً على معاناة الشعب الفلسطيني الطويلة.
وقد سعيت هنا الى أن ألقي ضوءاً على شخصية أحمدي نجاد المثيرة، والخلفية الدينية والعسكرية والسياسية والثورية والروحية له.
------------------
[1] مدير مركز دار العلم للأبحاث والدراسات
http://www.walfajr.net/artc.php?id=2999#a1