سامر
موقوف
- التسجيل
- 7 مارس 2005
- المشاركات
- 596
72 من أصل 158 دولة فاسدة »وفقا لمنظمة الشفافية ومجلس الخبراء«
تشاد الأكثر فسادا في العالم وبنغلاديش الثانية وأفريقيا تستحوذ على نصيب الأسد
كتب د.رضوان قدحنون:
نشرت مجلة فوربس التي مقرها في نيويورك دراسة ـحصلت »الوطن« على نسخة منهاـ عن الدول الأكثر فساداً في العالم أشارت فيها إلى أن نصف دول العالم تقريبا فاسدة، وأن العديد منها لا تفعل الكثير حول ذلك على الإطلاق.
فمن محاكم وشرطة إلى وزارات حكومية فاسدة، وحتى رؤساء دول، حيث لا يتم إعطاء الحقوق الأساسية والخدمات العامة بشكل كبير إلا إلى أولئك الذين يدفعون ثمنه »تحت الطاولة« فقط.
وبينت الدراسة انه وفقاً للمعايير الدولية، فان 72 من 158 دولة التي تم مراقبتها من قبل منظمة الشفافية الدولية ومجلس الخبراء الذي مقرّه في ألمانيا في جامعة باسساو تعتبر فاسدة وتتراوح ما بين الدكتاتورية العسكرية الصغيرة جدا كـ »ميانمار« إلى بعض من البلدان الكبرى في العالم مثل روسيا وإندونيسيا.
وأظهرت الدراسة انه في بعض الدول، يعتبر الفساد شيئا أساسيا مثل دفع الرشوة لرئيس شرطة القرية لترك بقاء حانة ما مفتوحة ساعة زيادة عن وقت الإغلاق الرسمي، أو دفع رشوة لموظف شركة الهاتف لتعجيل الحصول على خطّ هاتفي. إلا أنه في حالات أخرى، قد يعني الفساد الملايين من الدولارات التي تذهب في أغلب الأحيان إلى حسابات سرية في البنوك الأجنبية، حيث تودع الأموال المخصصة للتنمية والتي كان يجب استعمالها لتعبيد الطرق السريعة ولبناء المدارس والجسور أو إلى المشاريع الصحية الأساسية أو الطرق الصحية لتحسين حياة البشر.
وبينت الدراسة أن بعض الأمم تبذل جهودا جدّية لتحسين صورتها وذلك باستئصال ارث الفساد المستشري، إلا أن اثر ذلك يبدو ضئيلا. وضربت مثلا حينما جرفت أمواج المد العاتية "التسونامي " قطعة واسعة في الريف الإندونيسي، كان الخوف بأن تذهب البلايين من المساعدات المالية المخصصة للمجتمعات المنكوبة إلى جيوب المسؤولين الفاسدين المشهورين تاريخياً. وبدلا من ذلك، وضعت الحكومة كامل المسؤولية على جهود وكالة إعادة إعمار الأقاليم المتضررة من أمواج المد العاتية »تسونامي« التي يديرها، كونتورو مانغكوسوبروتو وزير الطاقة السابق، المشهور بعدم تلوثه بالفساد ولقدرته الغريبة على محاربة الشلل البيروقراطي المستوطن في الأمة حيث يفترض أن تمر هذه الأموال.
كما بينت الدراسة أنه في بعض الحالات بدءاً من تسجيل القوائم الانتخابية والمعايير المعنوية الأخرى، في باكستان التي كانت موبوءة بالفساد منذ لحظة تولي الرئيس برفيز مشرّف السلطة، الذي أثار جهارا دعوته لاستئصال هذا الفساد حيثما وجد. إلا أن عملية كهذه هي عملية طويلة وصعبة، وتم ربطها مباشرة بالحرب على الإرهاب حيث يعتقد الكثيرون بأنّه بدأ يتراجع هو أيضا.
أفريقيا الأولى
ومن الواضح بأن أفريقيا هي المنطقة الأكثر فساداً، حيث تقع تسع من الدول الأكثر فسادا على تلك القارة من اصل 16 دولة تناولتها الدراسة، حيث احتلت تشاد الموقع الأول. ففي عام 2002 كانت تقديرات الإتحاد الأفريقي بأنّ القارة كانت تفقد بسبب الفساد ما يعادل 150 مليار دولار سنوياً، ولم يطرأ تحسن ملحوظ على الأمور منذ ذلك التاريخ. كما تحتل اثنتان من الجمهوريات السوفيتية السابقة قائمة الدول الأكثر فسادا الـ 16 وهما تركمنستان وطاجيكستان، بينما تقع ثلاث دول في قارة آسيا واثنتان في أمريكا اللاتينية.
وذكرت الدراسة تعليقاً لرئيس منظمة الشفافية في المملكة المتحدة لورنس كوكروفت ومدير الخبراء الأفارقة »تصوري بشكل عام هو انه في كل هذه المجتمعات يوجد هناك أناس يعارضون الفساد ومن الصعب عليهم عمل شيء بخصوصه لأنه مدعوم من القوى السياسية التي هي أقوى منهم بكثير« مضيفا »نحن لا نستطيع التنبؤ للعقود العديدة القادمة كم ستستمر لعبة شد الحبل تلك«.
وأشارت إلى أنه في العديد من الحالات، يستعمل الفساد لإبقاء قوّة الحكومات القائمة التي قد تحارب لإنهاء الحروب الأهلية أو أعمال التمرّد حيث تستعمل الأموال المحولة لشراء الأسلحة، مثل حالة رئيس أنغولا، حيث أرسل الإيراد النفطي الكبير عن طريق جين كرستوف ميتران، ابن الرّئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، إلى شركة أسلحة يسيطر عليها جزئياً رئيس الدولة نفسه.
فيما تبذل الأمم الأفريقية الأخرى جهوداً جريئة لتقوية موقفها ضدّ الفساد وخصوصا نيجيريا، حيث أخذت الحكومة الإصلاحية بعض الخطوات المهمة على المستوى الاتحادي. لكن احد قياديي مراقبة الفساد الدوليين قال، »من المحتمل ألا يتجاوز عددهم أفراد الطاقم الأول من أعضاء الحكومة«.
واختتمت الدراسة بذكر السقوط الأخير الذي تم لحاكم ولاية بايلسا النيجيرية الغنية بالنفط الذي القي القبض عليه في مطار هيثرو ووضع تحت الإقامة الجبرية بعد أن وجدت الشرطة مبلغ مليون جنيه إسترليني »1.8 مليون دولار« نقدا في شقّته المسرفة في لندن. إلا أنه هرب بعد أيام، حيث ظهر بزيّ امرأة، آخذا طريقه إلى موطنه الأصلي حيث استقبل استقبال الأبطال.
قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم التي نشرتها مجلة فوربس بالاعتماد على مصادر منظمة الشفافية الدولية:
1ـ تشاد: ربما كان الاستعمال الأكثر قذارة للأموال الخيرية هو الذي وضع تشاد في قمة قائمة دول العالم الأكثر فسادا. حيث إيرادات المشروع، المموّل جزئيا من قبل البنك الدولي، لبناء خطّ أنابيب نفط يمر عبر تشاد والكاميرون الذي كان من المفترض أن يساعد على تغذية الناس الفقراء للغاية في هذه الدولة. بدلا من ذلك، حوالي 30 مليون دولار حولت لشراء الأسلحة للمحافظة على بقاء الرئيس إدريس ديبي في السلطة. ويظهر أن هذا يعتبر التحدي الحقيقي الأول لرئيس البنك الدولي الجديد بول ولفووتس.
2ـ بنغلادش : تربعت للسنة الخامسة على التوالي قائمة ْالبلدان الأكثر فسادا . وتواصل الحكومة التأييد الكلامي لمحاربة الفساد لكنها لم تظهر أي تماسك حقيقي للقيام بذلك. وأخفقت في توقيع اتفاقية مع الأمم المتّحدة لمحاربة الفساد. كما استمرت الممارسات الفاسدة على كل مستوى من مستويات الحكومة والسلطة القضائية تتفاعل حيث يوجد احتكاك سواء بين المواطنين أو الأعمال التجارية وبين الحكومة. فكبار المسؤولين العامين والوزراء وحتى رئيس الدولة يواصلون مد أيديهم إلى خزينة المال.
3ـ تركمنستان : إحدى الجمهوريات الآسيوية من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق الذي توجد أربع دول منه في قمة قائمة البلدان الثلاثين الأكثر فسادا. وزارة الخارجية الأمريكية تذكر » أن لدى تركمنستان القوانين لمحاربة الفساد، لكنّها غير ذات أثر فعال والفساد مازال منتشراً«. أدار الرئيس صابر مراد نيازوف هذه الدولة الآسيوية المركزية الأكثر فسادا بقبضة حديدية منذ أن سيطر أولا على الحزب الشيوعي التركماني في العصر السوفييتي. وهو يعتقد شخصيا بوجوب اختيار شركاء للاستثمار في بلاده يعتمد على حجم الكرم الذي يبدونه.
4ـ مينامار: إحدى أكثر الدكتاتوريات العسكرية الوحشية التي ما تزال في الحكم ومن أكثر المجتمعات المغلقة. تجد قيادتها بشكل كبير لإغناء نفسها بكل الوسائل المحتملة. إن امراً بسيطاً مثل امتلاك هاتف فإن تركيبه يتطلّب دفع رشوة، ويبدو أن النظام يقوم على قلة اهتمام القيادة العسكرية لتغيير الأمور، حيث انها تساعد على إدامة سيطرة قبضته على القوّة أيضا .إن تهريب كلّ شيء بدءا من المخدّرات وحتى الجاد تمر عبر الحدود المخترقة مع الصين وتايلاند.
5ـ هايتي : لا تبدو هناك تغيرات ظاهرة في احدى دول أمريكيا اللاتينية المدرجة على قائمة الدول الأكثر فسادا حتى بعد إبعاد الرّئيس جان برتران اريستيد في فبراير 2004 في يناير وحده، من مكتب رئيس البلدية في بورت أوربرنس إلى رئيس الوزراء، كانت هناك ادعاءات عن »فضيحة الأرز« حيث أخبرت منظمة غذاء لا ربحية عن انقلاب 15 من حاويات الأرزّ التابعة لنائب رئيس البلدية.
6ـ نيجيريا : تحت قيادة رئيسها الحالي، تقوم بجهود مكثفة لتطهّر أفعالها. الرّئيس اوليسيجون اوباسانجو أحاط نفسه مع مجموعة من كبار المسؤولين الحكوميين الذين يعارضون بحزم الفساد المنتشر. بدأ الرئيس بإصدار قائمة شهرية بمبالغ الإعانات الحكومية التي توزع على العاطلين المخصصة إلى كلّ من الولايات الـ33 والى أكثر من 600 بلدية، وبهذا يمكن مراقبة الأموال على مستوى القاعدة. إلا انه حتى الآن، لم يأت بأثر كبير.
يتبع
تشاد الأكثر فسادا في العالم وبنغلاديش الثانية وأفريقيا تستحوذ على نصيب الأسد
كتب د.رضوان قدحنون:
نشرت مجلة فوربس التي مقرها في نيويورك دراسة ـحصلت »الوطن« على نسخة منهاـ عن الدول الأكثر فساداً في العالم أشارت فيها إلى أن نصف دول العالم تقريبا فاسدة، وأن العديد منها لا تفعل الكثير حول ذلك على الإطلاق.
فمن محاكم وشرطة إلى وزارات حكومية فاسدة، وحتى رؤساء دول، حيث لا يتم إعطاء الحقوق الأساسية والخدمات العامة بشكل كبير إلا إلى أولئك الذين يدفعون ثمنه »تحت الطاولة« فقط.
وبينت الدراسة انه وفقاً للمعايير الدولية، فان 72 من 158 دولة التي تم مراقبتها من قبل منظمة الشفافية الدولية ومجلس الخبراء الذي مقرّه في ألمانيا في جامعة باسساو تعتبر فاسدة وتتراوح ما بين الدكتاتورية العسكرية الصغيرة جدا كـ »ميانمار« إلى بعض من البلدان الكبرى في العالم مثل روسيا وإندونيسيا.
وأظهرت الدراسة انه في بعض الدول، يعتبر الفساد شيئا أساسيا مثل دفع الرشوة لرئيس شرطة القرية لترك بقاء حانة ما مفتوحة ساعة زيادة عن وقت الإغلاق الرسمي، أو دفع رشوة لموظف شركة الهاتف لتعجيل الحصول على خطّ هاتفي. إلا أنه في حالات أخرى، قد يعني الفساد الملايين من الدولارات التي تذهب في أغلب الأحيان إلى حسابات سرية في البنوك الأجنبية، حيث تودع الأموال المخصصة للتنمية والتي كان يجب استعمالها لتعبيد الطرق السريعة ولبناء المدارس والجسور أو إلى المشاريع الصحية الأساسية أو الطرق الصحية لتحسين حياة البشر.
وبينت الدراسة أن بعض الأمم تبذل جهودا جدّية لتحسين صورتها وذلك باستئصال ارث الفساد المستشري، إلا أن اثر ذلك يبدو ضئيلا. وضربت مثلا حينما جرفت أمواج المد العاتية "التسونامي " قطعة واسعة في الريف الإندونيسي، كان الخوف بأن تذهب البلايين من المساعدات المالية المخصصة للمجتمعات المنكوبة إلى جيوب المسؤولين الفاسدين المشهورين تاريخياً. وبدلا من ذلك، وضعت الحكومة كامل المسؤولية على جهود وكالة إعادة إعمار الأقاليم المتضررة من أمواج المد العاتية »تسونامي« التي يديرها، كونتورو مانغكوسوبروتو وزير الطاقة السابق، المشهور بعدم تلوثه بالفساد ولقدرته الغريبة على محاربة الشلل البيروقراطي المستوطن في الأمة حيث يفترض أن تمر هذه الأموال.
كما بينت الدراسة أنه في بعض الحالات بدءاً من تسجيل القوائم الانتخابية والمعايير المعنوية الأخرى، في باكستان التي كانت موبوءة بالفساد منذ لحظة تولي الرئيس برفيز مشرّف السلطة، الذي أثار جهارا دعوته لاستئصال هذا الفساد حيثما وجد. إلا أن عملية كهذه هي عملية طويلة وصعبة، وتم ربطها مباشرة بالحرب على الإرهاب حيث يعتقد الكثيرون بأنّه بدأ يتراجع هو أيضا.
أفريقيا الأولى
ومن الواضح بأن أفريقيا هي المنطقة الأكثر فساداً، حيث تقع تسع من الدول الأكثر فسادا على تلك القارة من اصل 16 دولة تناولتها الدراسة، حيث احتلت تشاد الموقع الأول. ففي عام 2002 كانت تقديرات الإتحاد الأفريقي بأنّ القارة كانت تفقد بسبب الفساد ما يعادل 150 مليار دولار سنوياً، ولم يطرأ تحسن ملحوظ على الأمور منذ ذلك التاريخ. كما تحتل اثنتان من الجمهوريات السوفيتية السابقة قائمة الدول الأكثر فسادا الـ 16 وهما تركمنستان وطاجيكستان، بينما تقع ثلاث دول في قارة آسيا واثنتان في أمريكا اللاتينية.
وذكرت الدراسة تعليقاً لرئيس منظمة الشفافية في المملكة المتحدة لورنس كوكروفت ومدير الخبراء الأفارقة »تصوري بشكل عام هو انه في كل هذه المجتمعات يوجد هناك أناس يعارضون الفساد ومن الصعب عليهم عمل شيء بخصوصه لأنه مدعوم من القوى السياسية التي هي أقوى منهم بكثير« مضيفا »نحن لا نستطيع التنبؤ للعقود العديدة القادمة كم ستستمر لعبة شد الحبل تلك«.
وأشارت إلى أنه في العديد من الحالات، يستعمل الفساد لإبقاء قوّة الحكومات القائمة التي قد تحارب لإنهاء الحروب الأهلية أو أعمال التمرّد حيث تستعمل الأموال المحولة لشراء الأسلحة، مثل حالة رئيس أنغولا، حيث أرسل الإيراد النفطي الكبير عن طريق جين كرستوف ميتران، ابن الرّئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، إلى شركة أسلحة يسيطر عليها جزئياً رئيس الدولة نفسه.
فيما تبذل الأمم الأفريقية الأخرى جهوداً جريئة لتقوية موقفها ضدّ الفساد وخصوصا نيجيريا، حيث أخذت الحكومة الإصلاحية بعض الخطوات المهمة على المستوى الاتحادي. لكن احد قياديي مراقبة الفساد الدوليين قال، »من المحتمل ألا يتجاوز عددهم أفراد الطاقم الأول من أعضاء الحكومة«.
واختتمت الدراسة بذكر السقوط الأخير الذي تم لحاكم ولاية بايلسا النيجيرية الغنية بالنفط الذي القي القبض عليه في مطار هيثرو ووضع تحت الإقامة الجبرية بعد أن وجدت الشرطة مبلغ مليون جنيه إسترليني »1.8 مليون دولار« نقدا في شقّته المسرفة في لندن. إلا أنه هرب بعد أيام، حيث ظهر بزيّ امرأة، آخذا طريقه إلى موطنه الأصلي حيث استقبل استقبال الأبطال.
قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم التي نشرتها مجلة فوربس بالاعتماد على مصادر منظمة الشفافية الدولية:
1ـ تشاد: ربما كان الاستعمال الأكثر قذارة للأموال الخيرية هو الذي وضع تشاد في قمة قائمة دول العالم الأكثر فسادا. حيث إيرادات المشروع، المموّل جزئيا من قبل البنك الدولي، لبناء خطّ أنابيب نفط يمر عبر تشاد والكاميرون الذي كان من المفترض أن يساعد على تغذية الناس الفقراء للغاية في هذه الدولة. بدلا من ذلك، حوالي 30 مليون دولار حولت لشراء الأسلحة للمحافظة على بقاء الرئيس إدريس ديبي في السلطة. ويظهر أن هذا يعتبر التحدي الحقيقي الأول لرئيس البنك الدولي الجديد بول ولفووتس.
2ـ بنغلادش : تربعت للسنة الخامسة على التوالي قائمة ْالبلدان الأكثر فسادا . وتواصل الحكومة التأييد الكلامي لمحاربة الفساد لكنها لم تظهر أي تماسك حقيقي للقيام بذلك. وأخفقت في توقيع اتفاقية مع الأمم المتّحدة لمحاربة الفساد. كما استمرت الممارسات الفاسدة على كل مستوى من مستويات الحكومة والسلطة القضائية تتفاعل حيث يوجد احتكاك سواء بين المواطنين أو الأعمال التجارية وبين الحكومة. فكبار المسؤولين العامين والوزراء وحتى رئيس الدولة يواصلون مد أيديهم إلى خزينة المال.
3ـ تركمنستان : إحدى الجمهوريات الآسيوية من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق الذي توجد أربع دول منه في قمة قائمة البلدان الثلاثين الأكثر فسادا. وزارة الخارجية الأمريكية تذكر » أن لدى تركمنستان القوانين لمحاربة الفساد، لكنّها غير ذات أثر فعال والفساد مازال منتشراً«. أدار الرئيس صابر مراد نيازوف هذه الدولة الآسيوية المركزية الأكثر فسادا بقبضة حديدية منذ أن سيطر أولا على الحزب الشيوعي التركماني في العصر السوفييتي. وهو يعتقد شخصيا بوجوب اختيار شركاء للاستثمار في بلاده يعتمد على حجم الكرم الذي يبدونه.
4ـ مينامار: إحدى أكثر الدكتاتوريات العسكرية الوحشية التي ما تزال في الحكم ومن أكثر المجتمعات المغلقة. تجد قيادتها بشكل كبير لإغناء نفسها بكل الوسائل المحتملة. إن امراً بسيطاً مثل امتلاك هاتف فإن تركيبه يتطلّب دفع رشوة، ويبدو أن النظام يقوم على قلة اهتمام القيادة العسكرية لتغيير الأمور، حيث انها تساعد على إدامة سيطرة قبضته على القوّة أيضا .إن تهريب كلّ شيء بدءا من المخدّرات وحتى الجاد تمر عبر الحدود المخترقة مع الصين وتايلاند.
5ـ هايتي : لا تبدو هناك تغيرات ظاهرة في احدى دول أمريكيا اللاتينية المدرجة على قائمة الدول الأكثر فسادا حتى بعد إبعاد الرّئيس جان برتران اريستيد في فبراير 2004 في يناير وحده، من مكتب رئيس البلدية في بورت أوربرنس إلى رئيس الوزراء، كانت هناك ادعاءات عن »فضيحة الأرز« حيث أخبرت منظمة غذاء لا ربحية عن انقلاب 15 من حاويات الأرزّ التابعة لنائب رئيس البلدية.
6ـ نيجيريا : تحت قيادة رئيسها الحالي، تقوم بجهود مكثفة لتطهّر أفعالها. الرّئيس اوليسيجون اوباسانجو أحاط نفسه مع مجموعة من كبار المسؤولين الحكوميين الذين يعارضون بحزم الفساد المنتشر. بدأ الرئيس بإصدار قائمة شهرية بمبالغ الإعانات الحكومية التي توزع على العاطلين المخصصة إلى كلّ من الولايات الـ33 والى أكثر من 600 بلدية، وبهذا يمكن مراقبة الأموال على مستوى القاعدة. إلا انه حتى الآن، لم يأت بأثر كبير.
يتبع