فؤاد
عضو نشط
- التسجيل
- 8 مايو 2004
- المشاركات
- 912
قرأت لك" نقلا عن موقع ايلاف"
________________________________________
هل ستوقف أمريكا إدمانها النفط حقاً؟
Gmt 23:00:00 2006 الإثنين 13 فبراير
صحافة أجنبية
--------------------------------------------------------------------------------
الثلاثاء: 2006.02.14
أندي رويل
يعترف الجميع بأن من أكثر الأشياء صعوبة، التي يتعين على المدمن القيام بها هو أن يقر فعلياً بأنه مدمن. ولكن التاريخ حافل بأسماء أشخاص رفضوا الاعتراف بإدمانهم الخمر أو السجائر أو المخدرات أو القمار ودفعوا ثمناً رهيباً لعدم اقلاعهم عن ذلك الإدمان.
وعلى مدى سنوات ظل الناس يحذرون من أن إدمان العالم على النفط ستكون له عواقب وخيمة، بدءاً من إشعال الحروب إلى التسبب في التغير المناخي. وقد تصرفنا كمدمن على المخدرات يعرف أن المزيج اليومي الذي يتعاطاه من المخدرات يوفر له راحة قصيرة الأجل، ولكنه يسبب له ألما طويل الأجل. ونحن ندرك أن أفعالنا تسبب مشكلات، ولكننا لا نستطيع التوقف، ونقنع أنفسنا بأنه يتعين علينا أن نقود سياراتنا وأن نستهلك. وربما كنا نشعر بالذنب، ولكن المعلنين يطمئنوننا حتى لا نستسلم لذلك الشعور.
ويقول لنا هؤلاء المعلنون، مراراً وتكراراً، إننا بحاجة لعطلات زهيدة التكلفة في الخارج، وإننا نحتاج سيارة جديدة وأن نستهلك أكثر وأكثر. وهكذا، نقدم على فعل ذلك بملء إرادتنا، فنحن أدمنّا النفط.
ولكن أمريكا هي أكبر مدمنة بين جميع المدمنين، فهي تستهلك 25 في المائة من نفط العالم وغازه، على الرغم من ان سكانها لا يزيدون على 45 في المائة من سكان الأرض. وفي أمريكا تتخذ الأشياء حجماً أكبر دائما، بما في ذلك السيارات الأمريكية التي تستهلك الوقود بإسراف بالغ. وكما قال احد مسؤولي النفط: “إن متوسط حجم سيارة في أمريكا هو حجم شاحنة”.
ومثل أي مدمن، ظلت أمريكا في حالة إنكار مستمر، وظل الرئيس جورج دبليو بوش مصراً على الإنكار أكثر من بقية الرؤساء والمسؤولين. وقد نفى أن اعتماد أمريكا على نفط الشرق الأوسط سبب حروباً، كانت آخرها حرب العراق. ونفى وجود مشكلة التغير المناخي أو خطورتها.
ولكن بوش رجل أعمال في مجال النفط، ويجري النفط في عروقه، وقد أوصلته صناعة النفط إلى البيت الأبيض.
ولكن، وبما أن الحقيقة اتضحت، وتأكد أن سياسات إدارة بوش في الشرق الأوسط تعاني من فوضى تامة، وأن حرب العراق يمكن أن تكون حربا بلا نهاية، كان لابد من القيام بشيء، حتى بالنسبة لرجل نفط عنيد. وحيث إن الدليل العلمي على حدوث التغير المناخي أصبح قوياً ولا يمكن دحضه، اضطر بوش في خاتمة المطاف إلى أن يتصرف.
وفي خطابه السنوي عن حالة الاتحاد، أخيراً، اعترف بوش بما كان ينكره بالأمس، فأعلن لشعبه والعالم: “إن أمريكا مدمنة على النفط”. وأوضح ان ما يزيد في تفاقم الأمور “أن هذا النفط في كثير من الأحيان يتم استيراده من اجزاء غير مستقرة من العالم”. وليس هناك من جدوى لأن يقر المرء بأنه مدمن دون وجود خطة لمكافحة ذلك الإدمان والتغلب عليه. وهكذا حدد بوش الخطة بقوله: “ان الطريقة الأفضل للتغلب على هذا الإدمان هي التكنولوجيا، حيث نستطيع أن نستبدل أكثر من 75 في المائة من وارداتنا النفطية من الشرق الأوسط بحلول عام 2025 بمزيج من “مصادر طاقة بديلة أنظف وأقل كلفة وليكن التعويل عليها بدرجة أكبر”.
وتمثلت فكرة بوش الألمعية في مزيج من مصادر الطاقة “البديلة” بالإضافة إلى الفحم النظيف والطاقة النووية. وأكد “أن نغير أيضا كيفية دفع سياراتنا” بدعم مزيج من الهيدروجين الذي لا يسبب التلوث والسيارات التي تسير باستخدام الايثانول.
وقال بوش مخاطبا اعضاء الكونجرس الجمهوريين والديمقراطيين الواقفين ليصفقوا له بأن هذه التقنيات “ستجعل اعتمادنا على نفط الشرق الأوسط شيئا من الماضي”.
فهل نشهد بداية تغيير هائل في الوضع الجيوبولوتيكي للشرق الأوسط مع بداية نهاية اعتماد الأمريكيين على نفط المنطقة؟ وهل يتطلع الشرق الأوسط إلى فجر جديد لا يكون هناك تدخل أمريكي؟ ولا بد أن هناك الكثير من الناس الذين اعتقدوا أنهم لن يروا اليوم الذي يتحدث فيه بوش عن إدمان النفط. وعموماً، ووراء اللغة الخطابية، لا تدعو الإشارات إلى الاطمئنان.
وكما هو حال معظم المبادرات المقدمة من السياسيين فإن التفاصيل هي التي تهم وليس الألفاظ، وهناك جزء آخر من فكرة بوش “الألمعية” وهو شيء يدعى “مبادرة الطاقة المتقدمة”، وقد اشار بوش إلى انها ستكون زيادة بنسبة 22 في المائة في الأبحاث الخاصة بالطاقة النظيفة. وعلى الرغم من أن هذا مجرد اقتراح بشأن مزيد من الأبحاث، يقول منتقدو بوش ان الحل الأكثر بساطة وسرعة هو تحسين كفاية وقود اسطول النقل الهائل غير الفعال في أمريكا.
وبالنسبة لكثير من الدعاة المتمرسين في مجال الطاقة لا يشكل ما قاله بوش أمراً يدعو إلى التفاؤل الكثير. وهناك إجماع عام لدى أولئك الذين يعملون في المجال بأن اعتراف بوش بإدمان بلاده النفط جعله يخطو خطوة أولى جيدة، ولكنه اصطدم بجدار. ويقول ستيف كريتزمان، من منظمة “أويل تشينج” وهي منظمة تدعو لمستقبل طاقة مستدامة بيئيا واجتماعيا “ان لغة بوش الخطابية كانت رائعة، ولكنها لم تتجاوز ذلك. فقد خطا الرئيس الخطوة الأولى نحو إنهاء إدمان أمريكا النفط باعتراف بأننا نواجه مشكلة. ولكنه، وكما هو الحال بالنسبة لكثير من المدمنين في بداية طريق الشفاء، لا يبدو عليه أنه يفهم المشكلة الحقيقية جيدا”.
ويشير كريتزمان إلى خلل آخر في حديث بوش، فيقول ان واردات أمريكا من نفط الخليج تمثل 112% فقط من إجمالي استهلاك الولايات المتحدة، بمعنى ان بوش يتحدث فقط في الحقيقة وعلى الرغم من الوعود الكبيرة التي اطلقها عن استبدال 8،4% من إمدادات النفط الأمريكية بمصادر أخرى. ولكن استبدال هذه الكمية القليلة ذاتها لا يبدو ممكنا على المدى الطويل بما أن الشرق الأوسط يمثل المنطقة التي توجد فيها غالبية احتياطيات النفط والغاز.
وبالتالي، وعلى الرغم من الكلمات البراقة، فإن الحقيقة هي ان أمريكا ستستمر في إدمانها النفط ونفط الشرق الأوسط أيضا. وسيكون أثر ذلك سيئا علينا جميعاً، ولكنه نبأ سيئ على نحو خاص بالنسبة لأهل الشرق الأوسط لأنهم هم الذين سيدفعون ثمن إدمان أمريكا النفط بتعرضهم لمزيد من التدخل الأمريكي في منطقتهم.
* كاتب مستقل متخصص في قضايا البيئة والصحة والعولمة، ويشارك في تحرير موقع “سبن ووتش” لرصد التضليل الإعلامي.
عن الخليج.
-------------------------------------
________________________________________
هل ستوقف أمريكا إدمانها النفط حقاً؟
Gmt 23:00:00 2006 الإثنين 13 فبراير
صحافة أجنبية
--------------------------------------------------------------------------------
الثلاثاء: 2006.02.14
أندي رويل
يعترف الجميع بأن من أكثر الأشياء صعوبة، التي يتعين على المدمن القيام بها هو أن يقر فعلياً بأنه مدمن. ولكن التاريخ حافل بأسماء أشخاص رفضوا الاعتراف بإدمانهم الخمر أو السجائر أو المخدرات أو القمار ودفعوا ثمناً رهيباً لعدم اقلاعهم عن ذلك الإدمان.
وعلى مدى سنوات ظل الناس يحذرون من أن إدمان العالم على النفط ستكون له عواقب وخيمة، بدءاً من إشعال الحروب إلى التسبب في التغير المناخي. وقد تصرفنا كمدمن على المخدرات يعرف أن المزيج اليومي الذي يتعاطاه من المخدرات يوفر له راحة قصيرة الأجل، ولكنه يسبب له ألما طويل الأجل. ونحن ندرك أن أفعالنا تسبب مشكلات، ولكننا لا نستطيع التوقف، ونقنع أنفسنا بأنه يتعين علينا أن نقود سياراتنا وأن نستهلك. وربما كنا نشعر بالذنب، ولكن المعلنين يطمئنوننا حتى لا نستسلم لذلك الشعور.
ويقول لنا هؤلاء المعلنون، مراراً وتكراراً، إننا بحاجة لعطلات زهيدة التكلفة في الخارج، وإننا نحتاج سيارة جديدة وأن نستهلك أكثر وأكثر. وهكذا، نقدم على فعل ذلك بملء إرادتنا، فنحن أدمنّا النفط.
ولكن أمريكا هي أكبر مدمنة بين جميع المدمنين، فهي تستهلك 25 في المائة من نفط العالم وغازه، على الرغم من ان سكانها لا يزيدون على 45 في المائة من سكان الأرض. وفي أمريكا تتخذ الأشياء حجماً أكبر دائما، بما في ذلك السيارات الأمريكية التي تستهلك الوقود بإسراف بالغ. وكما قال احد مسؤولي النفط: “إن متوسط حجم سيارة في أمريكا هو حجم شاحنة”.
ومثل أي مدمن، ظلت أمريكا في حالة إنكار مستمر، وظل الرئيس جورج دبليو بوش مصراً على الإنكار أكثر من بقية الرؤساء والمسؤولين. وقد نفى أن اعتماد أمريكا على نفط الشرق الأوسط سبب حروباً، كانت آخرها حرب العراق. ونفى وجود مشكلة التغير المناخي أو خطورتها.
ولكن بوش رجل أعمال في مجال النفط، ويجري النفط في عروقه، وقد أوصلته صناعة النفط إلى البيت الأبيض.
ولكن، وبما أن الحقيقة اتضحت، وتأكد أن سياسات إدارة بوش في الشرق الأوسط تعاني من فوضى تامة، وأن حرب العراق يمكن أن تكون حربا بلا نهاية، كان لابد من القيام بشيء، حتى بالنسبة لرجل نفط عنيد. وحيث إن الدليل العلمي على حدوث التغير المناخي أصبح قوياً ولا يمكن دحضه، اضطر بوش في خاتمة المطاف إلى أن يتصرف.
وفي خطابه السنوي عن حالة الاتحاد، أخيراً، اعترف بوش بما كان ينكره بالأمس، فأعلن لشعبه والعالم: “إن أمريكا مدمنة على النفط”. وأوضح ان ما يزيد في تفاقم الأمور “أن هذا النفط في كثير من الأحيان يتم استيراده من اجزاء غير مستقرة من العالم”. وليس هناك من جدوى لأن يقر المرء بأنه مدمن دون وجود خطة لمكافحة ذلك الإدمان والتغلب عليه. وهكذا حدد بوش الخطة بقوله: “ان الطريقة الأفضل للتغلب على هذا الإدمان هي التكنولوجيا، حيث نستطيع أن نستبدل أكثر من 75 في المائة من وارداتنا النفطية من الشرق الأوسط بحلول عام 2025 بمزيج من “مصادر طاقة بديلة أنظف وأقل كلفة وليكن التعويل عليها بدرجة أكبر”.
وتمثلت فكرة بوش الألمعية في مزيج من مصادر الطاقة “البديلة” بالإضافة إلى الفحم النظيف والطاقة النووية. وأكد “أن نغير أيضا كيفية دفع سياراتنا” بدعم مزيج من الهيدروجين الذي لا يسبب التلوث والسيارات التي تسير باستخدام الايثانول.
وقال بوش مخاطبا اعضاء الكونجرس الجمهوريين والديمقراطيين الواقفين ليصفقوا له بأن هذه التقنيات “ستجعل اعتمادنا على نفط الشرق الأوسط شيئا من الماضي”.
فهل نشهد بداية تغيير هائل في الوضع الجيوبولوتيكي للشرق الأوسط مع بداية نهاية اعتماد الأمريكيين على نفط المنطقة؟ وهل يتطلع الشرق الأوسط إلى فجر جديد لا يكون هناك تدخل أمريكي؟ ولا بد أن هناك الكثير من الناس الذين اعتقدوا أنهم لن يروا اليوم الذي يتحدث فيه بوش عن إدمان النفط. وعموماً، ووراء اللغة الخطابية، لا تدعو الإشارات إلى الاطمئنان.
وكما هو حال معظم المبادرات المقدمة من السياسيين فإن التفاصيل هي التي تهم وليس الألفاظ، وهناك جزء آخر من فكرة بوش “الألمعية” وهو شيء يدعى “مبادرة الطاقة المتقدمة”، وقد اشار بوش إلى انها ستكون زيادة بنسبة 22 في المائة في الأبحاث الخاصة بالطاقة النظيفة. وعلى الرغم من أن هذا مجرد اقتراح بشأن مزيد من الأبحاث، يقول منتقدو بوش ان الحل الأكثر بساطة وسرعة هو تحسين كفاية وقود اسطول النقل الهائل غير الفعال في أمريكا.
وبالنسبة لكثير من الدعاة المتمرسين في مجال الطاقة لا يشكل ما قاله بوش أمراً يدعو إلى التفاؤل الكثير. وهناك إجماع عام لدى أولئك الذين يعملون في المجال بأن اعتراف بوش بإدمان بلاده النفط جعله يخطو خطوة أولى جيدة، ولكنه اصطدم بجدار. ويقول ستيف كريتزمان، من منظمة “أويل تشينج” وهي منظمة تدعو لمستقبل طاقة مستدامة بيئيا واجتماعيا “ان لغة بوش الخطابية كانت رائعة، ولكنها لم تتجاوز ذلك. فقد خطا الرئيس الخطوة الأولى نحو إنهاء إدمان أمريكا النفط باعتراف بأننا نواجه مشكلة. ولكنه، وكما هو الحال بالنسبة لكثير من المدمنين في بداية طريق الشفاء، لا يبدو عليه أنه يفهم المشكلة الحقيقية جيدا”.
ويشير كريتزمان إلى خلل آخر في حديث بوش، فيقول ان واردات أمريكا من نفط الخليج تمثل 112% فقط من إجمالي استهلاك الولايات المتحدة، بمعنى ان بوش يتحدث فقط في الحقيقة وعلى الرغم من الوعود الكبيرة التي اطلقها عن استبدال 8،4% من إمدادات النفط الأمريكية بمصادر أخرى. ولكن استبدال هذه الكمية القليلة ذاتها لا يبدو ممكنا على المدى الطويل بما أن الشرق الأوسط يمثل المنطقة التي توجد فيها غالبية احتياطيات النفط والغاز.
وبالتالي، وعلى الرغم من الكلمات البراقة، فإن الحقيقة هي ان أمريكا ستستمر في إدمانها النفط ونفط الشرق الأوسط أيضا. وسيكون أثر ذلك سيئا علينا جميعاً، ولكنه نبأ سيئ على نحو خاص بالنسبة لأهل الشرق الأوسط لأنهم هم الذين سيدفعون ثمن إدمان أمريكا النفط بتعرضهم لمزيد من التدخل الأمريكي في منطقتهم.
* كاتب مستقل متخصص في قضايا البيئة والصحة والعولمة، ويشارك في تحرير موقع “سبن ووتش” لرصد التضليل الإعلامي.
عن الخليج.
-------------------------------------