تأهب أمني بكوبنهاغن لمواجهة تظاهرات معادية للإسلام
قالت الشرطة الدانماركية إنها تستعد بقوة لاحتمال قيام تظاهرات معادية للمسلمين في العاصمة الدانماركية في ردة فعل على موجة الغضب التي تجتاح الدول الإسلامية بسبب نشر صحيفة غيلاندز بوستن الدانماركية رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.
وأقر نائب مدير الشرطة في كوبنهاغن بوجود دعوات على الإنترنت لتنظيم احتجاجات، يوم السبت المقبل يتم فيها حرق المصحف الشريف، لكنه أشار إلى أن الشرطة لم تتسلم طلبا للحصول على تصريح للقيام بهذه التظاهرات.
وقد اضطرت صحيفة غيلاندس بوستن لإخلاء مكاتبها أمس بعد تلقي تهديدات بوجود قنبلة، كما وضعت حراس أمن أمام مكاتب الصحيفة في كوبنهاغن.
ومن جانبه نقل مراسل الجزيرة نت في كوبنهاغن عن مصادر صحفية دانماركية تأكيدها بأن عددا كبيرا من الدانماركيين تناقلوا رسائل إلكترونية، ورسائل عبر الجوالات تحث على الحقد والكراهية ضد المسلمين، وتدعو لحرق المصحف الشريف في المظاهرة التي ستنظم يوم السبت.
وفي إطار المساعي المبذولة لتهدئة الأجواء المشحونة ضد المسلمين في الدانمارك حذر رئيس الوزراء الدانماركي أنديارس فوغ راسموسن القائمين على المظاهرة من عواقب إذكاء مشاعر الحقد على المسلمين والدخول في مواجهة معهم، ودعا إلى التحلي بضبط النفس وعدم الانجرار إلى طريق العنف والفوضى.
رئيس الوزراء دعا لوقف المشاعر المعادية ضد المسلمين (الفرنسية-أرشيف)
مظاهرة للمسلمين
وفي أول رد فعل من جانب المسلمين في الدانمارك على الدعوة للتظاهر، قال الدكتور جهاد الفرا أحد قيادات العمل الإسلامي إن الكثير من المسلمين في البلاد، قرروا تنظيم مظاهرة مناوئة للحيلولة دون إحراق المصحف الشريف.
ودعا الفرا في حديث مع الجزيرة نت للتهدئة تجنبا لإنجاح أهداف بعض الجهات التي تسعى للتصعيد، وأشار إلى دعوة أحد كبار الكتاب الصحفيين الدانماركيين لبناء مسجد ضخم بالعاصمة كوبنهاغن تموله شركات دانماركية، تأكيدا على أن الرسوم المهينة لا تمثل الدانماركيين.
تراجع وغضب
وفي سياق التهدئة أوضح مراسل الجزيرة نت أن هناك معلومات تتردد عن اعتزام صحيفة غيلاندز بوستن التعهد بعدم نشر صور مشابهة في المستقبل، ويأتي هذا التطور بعد رفض الكثير من المسلمين للاعتذار الذي تقدمت به الصحيفة، مؤكدين أنها لم تعتذر عن نشر الصور المسيئة، وإنما اعتذرت عن ما سمته الإساءة لمشاعر المسلمين.
وفي بيروت اعتذر ريمون يوهانسن نائب وزير الخارجية النرويجي عن قيام إحدى الصحف في بلاده بنشر صور مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، واعدا باتخاذ الإجراءات التي تحول دون نشر مثل هذه الرسوم مرة أخرى.
وقال يوهانسن إنني "اتفهم أن يكون المسلمون شعروا بالإهانة من نشر الرسوم الكاريكاتوري عن النبي محمد في مجلة مغازينت النرويجية، وهذا أمر مؤسف ومحزن"، مشيرا إلى أن المجلة المذكورة ليست واسعة الانتشار، ولا تمثل الإعلام النرويجي.
وفي إطار التعبير عن غضب المسلمين عن نشر الرسوم الكاريكاتورية، دعت هيئات رسمية وشعبية في كل من اليمن وماليزيا وإندونيسيا الحكومة الدانماركية للاعتذار من جميع المسلمين بالعالم عن نشر هذه الصور، مهددين بمواصلة المقاطعة للسلع الدانماركية.
تحد فرنسي
ورغم أجواء الغضب التي سادت معظم الدول الإسلامية في العالم، تحدت صحيفة فرانس سوار الباريسية هذه المشاعر، ونشرت في عددها الصادر اليوم مجمل الصور الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة غيلاندز بوستن يوم30 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وزعمت الصحيفة أنها اختارت نشر هذه الرسوم التي تثير جدلا متصاعدا ليس لهدف الاستفزاز المجاني بل لأنها تشكل "موضوع جدل على نطاق عالمي واسع محوره التوازن والحدود المتبادلة في مجال الديمقراطية واحترام المعتقدات الدينية وحرية التعبير".
وشددت على أنها لن تعتذر عن إعادة نشرها هذه الرسوم "لأننا أحرار في التحدث والتفكير والاعتقاد".