بوعنتر
عضو نشط
- التسجيل
- 30 مارس 2004
- المشاركات
- 891
لأن لديكم اعتقادات خاطئة
تم النشر في 2014/09/07
نفاجأ أحيانا عند ذكر الأسهم كوسيلة استثمارية بردود فعل سلبية أو حتى عدائية. فنجد البعض يتحسر على خسائره، والآخر يندب حظه والبعض الآخر يؤكد أنه خسر كل أمواله من خلال التعامل بالأسهم. فهل المشكلة في الأشخاص أم في الأسهم أم في التوقيت أم في المضاربة أم في التحليل الفني أم في المحللين الفنيين، أم في المتلاعبين أم في الحكومة التي لا تدعم البورصة، أم في الشركات أم في التجار أم ربما تكون المشكلة في الاعلام؟
قد تكون هناك تأثيرات سلبية في كل ما سبق، لكن المشكلة الرئيسية في الأسلوب المتبع من حيث كونه استثمارا طويل الأمد أو مضاربة قصيرة الأمد ومدى معرفة الشخص المتداول بأبسط مبادئ التداول للأسلوب المختار. فهل يعقل أن يحضر المتداول الجديد دورة عند شخص غير مؤهل ثم يبدأ مباشرة بتحقيق الأرباح بكل سهولة. أم أن يتوقع المتداول الجديد لمجرد أن الكثيرين حققوا الأرباح بسبب ارتفاع السوق أن يستمر السوق بالارتفاع بعد دخوله اليه.
لذلك سنعرض أكثر الاعتقادات الخاطئة التي تدفع بصاحبها الى طريق الخسارة السريعة وهي:
1ــ سوق الأسهم هو طريق الغنى السريع: أحيانا نرى تسويق نماذج لمن أصبح غنيا وبسرعة بسبب الأسهم. لكنه يكون من شواذ القاعدة وله ظروف خاصة فيه. فالقاعدة الصحيحة هي أن سوق الأسهم مكان تتقارب فيه احتمالات الربح والخسارة في المدى القصير، لكن تزيد احتمالات الربح فيه بزيادة المدة وحسن اختيار الأسهم. فلا وجود للغنى السريع الا في حالات نادرة جدا وأحد أفضل مؤشرات نهاية موجة صعود السوق هو اعتقاد الكثيرين أنه طريق الغنى السريع.
2 ــ «اشتري تحت وبيع فوق»: هي قاعدة أساسية للربح لكن لوحدها لن تحميك من الخسائر. فماذا لو تم شراء السهم بسعر عال جدا بحيث تصبح احتمالات رجوعه الى التكلفة ضعيفة جدا أو غير واردة بسبب ظروف خاصة بالشركة أو السوق أو بالملاك أو ما شابه، مثل قضايا ضد الشركة أو خسائر كبيرة أو تعثر وخلافه. فحتى لو تم توقيت الشراء تزامنا مع نزول كبير للسهم، قد يستمر السهم بعد ذلك بالانخفاض أو حتى ايقاف التداول والسحب من السوق بسبب ظروف سيئة للشركة.
3 ــ اتباع الاشاعات والتوصيات الساذجة: يجب عدم اتباع الاشاعات أو التوصيات العشوائية الا بعد التأكد من مدى احتمال حدوثها أو خلال سؤال أهل الخبرة والاختصاص في عمليتي الشراء والبيع، حتى ولو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي كتويتر وغيرها. والأفضل طبعا هو الحرص على اتباع أحدث توصيات شركات ادارة الأصول الجيدة وبشكل فيه بعض الحيطة مثل البيع عندما لا تكون التوصية شراء أو عند ايقاف التغطية عن السهم، وذلك طبعا بسبب الحرج الواقع على شركات ادارة الأصول والذي قد يمنعهم من وضع توصية بالبيع كما ينبغي.
4 ــ اشترِ لأن السهم رخيص: وهي للأسف من أكثر المعتقدات الخاطئة شيوعا. لأنها تفترض أن سعر السهم المنخفض هو المعيار من دون الرجوع الى قيمته الفعلية. اذ يمكنك شراء سهم بـ 20 فلسا لكن قيمته لا تزيد على 5 فلوس في أفضل الأحوال.
5 ــ محاولة تخمين اتجاه السوق: نادرا ما يستطيع المحترفون تخمين اتجاه السوق بشكل صحيح بمعدل يفوق %50 على المدى القصير والمتوسط. فما بالنا بهواة وحديثي عهد بالسوق. فخير تخمين والأكثر أمانا هو أن السوق يجب أن يصعد على المدى الطويل.
6 ــ عدم أخذ الحاجة الى السيولة بعين الاعتبار: اذا كنت من المستثمرين على المدى الطويل فيجب أن تتأكد من عدم حاجتك للسيولة قدر الامكان على المدى القصير. فحتى أفضل المستثمرين في العالم تتعرض استثماراته للهبوط على المدى القصير. اذ ان أي عملية تسييل على المدى القصير ممكن أن تعرض المتداول لخسائر يمكن تجنبها لو تم أخذ الحاجة الى السيولة المستقبلية بعين الاعتبار.
•••
بالاضافة الى المعتقدات الخاطئة السابقة، قد تحصل ظروف وأزمات لا يمكن لغالبية الناس والمختصين توقعها، لكن يمكن دائما التحوط لها بعدم الاقتراض لشراء الأسهم والحرص على الاستثمار على المدى الطويل، واختيار الأسهم الثقيلة ذات التوزيعات الجيدة والمستمرة، والتخارج قبل تفاقم الخسائر عند مستوى انخفاض %40 مثلا من أعلى سعر للسهم. وتظل دائما أفضل نصيحة للمستجدين على السوق هي التفكير في تجنب الخسائر قبل التفكير في جني الأرباح.
خلاصة
1 - اعلم أن السوق ليس مكاناً للربح السريع.. إلا نادراً
2 - لا تتبع الإشاعات والتوصيات الساذجة والعشوائية
3 - السهم الرخيص لا يعني فرصة بالضرورة.. قد يكون «زبالة»
4 - عليك بالأسهم الثقيلة.. للاستثمار الطويل الأجل
5 - اعلم دائماً أن الصعود هو للمدى الطويل
6 - خذ بالاعتبار دائماً حاجتك للسيولة بالمدى القصير
7 - تعلّم كيف تتخارج قبل تفاقم الخسائر
8 - أفضل نصيحة: تجنب الخسائر قبل التفكير بالأرباح
محمد رمضان
كاتب وباحث اقتصادي
rammohammad@
تم النشر في 2014/09/07
نفاجأ أحيانا عند ذكر الأسهم كوسيلة استثمارية بردود فعل سلبية أو حتى عدائية. فنجد البعض يتحسر على خسائره، والآخر يندب حظه والبعض الآخر يؤكد أنه خسر كل أمواله من خلال التعامل بالأسهم. فهل المشكلة في الأشخاص أم في الأسهم أم في التوقيت أم في المضاربة أم في التحليل الفني أم في المحللين الفنيين، أم في المتلاعبين أم في الحكومة التي لا تدعم البورصة، أم في الشركات أم في التجار أم ربما تكون المشكلة في الاعلام؟
قد تكون هناك تأثيرات سلبية في كل ما سبق، لكن المشكلة الرئيسية في الأسلوب المتبع من حيث كونه استثمارا طويل الأمد أو مضاربة قصيرة الأمد ومدى معرفة الشخص المتداول بأبسط مبادئ التداول للأسلوب المختار. فهل يعقل أن يحضر المتداول الجديد دورة عند شخص غير مؤهل ثم يبدأ مباشرة بتحقيق الأرباح بكل سهولة. أم أن يتوقع المتداول الجديد لمجرد أن الكثيرين حققوا الأرباح بسبب ارتفاع السوق أن يستمر السوق بالارتفاع بعد دخوله اليه.
لذلك سنعرض أكثر الاعتقادات الخاطئة التي تدفع بصاحبها الى طريق الخسارة السريعة وهي:
1ــ سوق الأسهم هو طريق الغنى السريع: أحيانا نرى تسويق نماذج لمن أصبح غنيا وبسرعة بسبب الأسهم. لكنه يكون من شواذ القاعدة وله ظروف خاصة فيه. فالقاعدة الصحيحة هي أن سوق الأسهم مكان تتقارب فيه احتمالات الربح والخسارة في المدى القصير، لكن تزيد احتمالات الربح فيه بزيادة المدة وحسن اختيار الأسهم. فلا وجود للغنى السريع الا في حالات نادرة جدا وأحد أفضل مؤشرات نهاية موجة صعود السوق هو اعتقاد الكثيرين أنه طريق الغنى السريع.
2 ــ «اشتري تحت وبيع فوق»: هي قاعدة أساسية للربح لكن لوحدها لن تحميك من الخسائر. فماذا لو تم شراء السهم بسعر عال جدا بحيث تصبح احتمالات رجوعه الى التكلفة ضعيفة جدا أو غير واردة بسبب ظروف خاصة بالشركة أو السوق أو بالملاك أو ما شابه، مثل قضايا ضد الشركة أو خسائر كبيرة أو تعثر وخلافه. فحتى لو تم توقيت الشراء تزامنا مع نزول كبير للسهم، قد يستمر السهم بعد ذلك بالانخفاض أو حتى ايقاف التداول والسحب من السوق بسبب ظروف سيئة للشركة.
3 ــ اتباع الاشاعات والتوصيات الساذجة: يجب عدم اتباع الاشاعات أو التوصيات العشوائية الا بعد التأكد من مدى احتمال حدوثها أو خلال سؤال أهل الخبرة والاختصاص في عمليتي الشراء والبيع، حتى ولو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي كتويتر وغيرها. والأفضل طبعا هو الحرص على اتباع أحدث توصيات شركات ادارة الأصول الجيدة وبشكل فيه بعض الحيطة مثل البيع عندما لا تكون التوصية شراء أو عند ايقاف التغطية عن السهم، وذلك طبعا بسبب الحرج الواقع على شركات ادارة الأصول والذي قد يمنعهم من وضع توصية بالبيع كما ينبغي.
4 ــ اشترِ لأن السهم رخيص: وهي للأسف من أكثر المعتقدات الخاطئة شيوعا. لأنها تفترض أن سعر السهم المنخفض هو المعيار من دون الرجوع الى قيمته الفعلية. اذ يمكنك شراء سهم بـ 20 فلسا لكن قيمته لا تزيد على 5 فلوس في أفضل الأحوال.
5 ــ محاولة تخمين اتجاه السوق: نادرا ما يستطيع المحترفون تخمين اتجاه السوق بشكل صحيح بمعدل يفوق %50 على المدى القصير والمتوسط. فما بالنا بهواة وحديثي عهد بالسوق. فخير تخمين والأكثر أمانا هو أن السوق يجب أن يصعد على المدى الطويل.
6 ــ عدم أخذ الحاجة الى السيولة بعين الاعتبار: اذا كنت من المستثمرين على المدى الطويل فيجب أن تتأكد من عدم حاجتك للسيولة قدر الامكان على المدى القصير. فحتى أفضل المستثمرين في العالم تتعرض استثماراته للهبوط على المدى القصير. اذ ان أي عملية تسييل على المدى القصير ممكن أن تعرض المتداول لخسائر يمكن تجنبها لو تم أخذ الحاجة الى السيولة المستقبلية بعين الاعتبار.
•••
بالاضافة الى المعتقدات الخاطئة السابقة، قد تحصل ظروف وأزمات لا يمكن لغالبية الناس والمختصين توقعها، لكن يمكن دائما التحوط لها بعدم الاقتراض لشراء الأسهم والحرص على الاستثمار على المدى الطويل، واختيار الأسهم الثقيلة ذات التوزيعات الجيدة والمستمرة، والتخارج قبل تفاقم الخسائر عند مستوى انخفاض %40 مثلا من أعلى سعر للسهم. وتظل دائما أفضل نصيحة للمستجدين على السوق هي التفكير في تجنب الخسائر قبل التفكير في جني الأرباح.
خلاصة
1 - اعلم أن السوق ليس مكاناً للربح السريع.. إلا نادراً
2 - لا تتبع الإشاعات والتوصيات الساذجة والعشوائية
3 - السهم الرخيص لا يعني فرصة بالضرورة.. قد يكون «زبالة»
4 - عليك بالأسهم الثقيلة.. للاستثمار الطويل الأجل
5 - اعلم دائماً أن الصعود هو للمدى الطويل
6 - خذ بالاعتبار دائماً حاجتك للسيولة بالمدى القصير
7 - تعلّم كيف تتخارج قبل تفاقم الخسائر
8 - أفضل نصيحة: تجنب الخسائر قبل التفكير بالأرباح
محمد رمضان
كاتب وباحث اقتصادي
rammohammad@