واشنطن تفرج عن 570 مليون دولار مساعدات لمصر

Arabeya Online

عضو نشط
التسجيل
24 مايو 2012
المشاركات
6,504
كشف مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن «أفرجت قبل ١٠ أيام» عن أكثر من ٥٧٠ مليون دولار من المساعدة المخصصة لمصر بعد حصولها على الضوء الأخضر من الكونجرس، وتلك هى الدفعة التى تم تجميدها فى أكتوبر الماضى بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى عن السلطة.


وأكد المسؤولون للصحفيين على متن الطائرة التى نقلت وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، إلى القاهرة، أمس، أن الإدارة الأمريكية «طلبت من الكونجرس الإفراج عن ٦٥٠ مليون دولار، وقد تم الإفراج عن أكثر من ٥٧٠ مليون دولار من القيمة المطلوبة، فيما لايزال نحو ٧٠ مليون دولار قيد الاحتجاز»، ولاتزال ١٠ طائرات هليكوبتر «أباتشي» قيد الحجز أيضا، ولم تصدر أى بيانات من الكونجرس حول اتخاذ قرار الإفراج عن المساعدات خلال الفترة الماضية.

وتضاربت تصريحات المسؤولين بشأن أرقام المساعدات على متن الطائرة، مع تكرار توجيه أسئلة الصحفيين لهم، حيث قال أحدهم إن الكمية التى تم الإفراج عنها تبلغ ٥٧٠ مليون دولارا، وأفاد آخر بأنها وصلت إلى ٥٧٥ مليون دولار.. وفقا للمصري اليوم.


وتعد تلك الشريحة المالية قسما من المساعدة الأمريكية الأساسية إلى مصر، التى تبلغ ١.٥ مليار دولار، منها ١.٣ مليار دولار كمساعدة عسكرية، والتى ربطتها الإدارة الأمريكية بإجراء إصلاحات ديمقراطية بعد عزل مرسى فى يوليو ٢٠١٣، وسيتم استخدامها لسداد عقود عسكرية. يأتى إعلان المسؤولين الأمريكيين بالتزامن مع زيارة «كيرى» المفاجئة، ليصبح أرفع مسؤول أمريكى يزور القاهرة منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى للسلطة.


وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جين ساكى، أن زيارة وزير الخارجية هدفها مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية وكذلك القضايا الإقليمية، التى تتضمن الأزمتين العراقية والسورية والأوضاع فى ليبيا والعلاقات الإسرائيلية- الفلسطينية والتطرف والتهديدات الإرهابية التى يواجهها الجميع.


ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مصدر دبلوماسى مصرى قوله إن كيرى سيناقش أيضا اعتزام مجلس النواب بالكونجرس الأمريكى التصويت، غدا، حول مشروع القانون الذى قدمه مجلس الشيوخ لتخفيض ٤٠٠ مليون دولار من المساعدات لمصر فى ميزانية ٢٠١٤ - ٢٠١٥، وذلك بموجب مشروع قانون للمساعدات الخارجية فى الميزانية.


وحذر مسؤولون أمريكيون من أن واشنطن لاتزال لديها مخاوف عميقة حول «تكتيكات الاستقطاب»، رغم اعتراف الإدارة الأمريكية بأن مصر تمر بمرحلة انتقالية صعبة للغاية.


وأكد مسؤول أمريكى بوزارة الخارجية الأمريكية لوفد الصحفيين المرافقين لزيارة «كيرى» للشرق الأوسط على متن الطائرة، أن واشنطن لديها رغبة شديدة فى نجاح عملية التحول الديمقراطى فى مصر، مشيرا إلى أن تلك العلاقات الثنائية مبنية على عدة ركائز مختلفة. وأضاف المسؤول، الذى لم يكشف عن هويته: «نحن نعلم أنها مرحلة صعبة فى الوقت الراهن، ولكن نحن أيضا لدينا مخاوف جدية حول البيئة السياسية فى مصر».


وأوضح المسؤول الأمريكى أن نقاط القلق ترتكز حول القانون الجديد الذى يتحكم فى المظاهرات، فضلا عن المحاكمات الجماعية وأحكام الإعدام.


ووصف المسؤول الأمريكى العلاقات الثنائية بين مصر وأمريكا بأنها «معقدة وتحتاج إلى موازنة المصالح المختلفة»، مؤكدا أن زيارة «كيرى» جاءت فى الوقت المناسب لاستكشاف تلك المصالح المشتركة.


فيما رأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن جولة «كيرى» عبر عواصم الشرق الأوسط تهدف إلى إرسال رسالتين بشأن أزمة العراق: الأولى هى أن الدول العربية يجب أن تستخدم نفوذها مع السياسيين العراقيين وحثهم على تشكيل حكومة شاملة بسرعة، والثانية هى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد تمويل المتشددين السنة فى تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا «داعش».


ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكى آخر على متن طائرة وزير الخارجية الأمريكى قوله إن زيارة «كيرى» القصيرة ستعمل على التأكيد على فكرة أن تشكيل حكومة أكثر شمولية يصب فى المصالح السياسية والاقتصادية المصرية، مشددا على أن «الحكومة المصرية عليها البحث عن طرق للتواصل مع الإخوان المسلمين».


وقال المسؤول، الذى رفض الكشف عن هويته للصحيفة، إن «واشنطن لا تتشارك مع وجهة نظر الحكومة المصرية بوجود رابط بين جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية»، واصفا التحدى الذى قد تشكله جماعة الإخوان المسلمين بأنه سياسى أكثر منه تحديا أمنيا.


وتابع المسؤول الأمريكى: «نحن نتفهم أن الحكومة المصرية تعتقد أن الإخوان المسلمين اختاروا سياسة المواجهة مع الحكومة بشكل أساسى، لذا إذا أرادت الجماعة اللجوء إلى المصالحة السياسية وإدراجها فى المشهد السياسى، كما وضحنا لهم، فعليها أن تكون واضحة بشأن نبذ العنف كى تكون جزءا من حل سياسى يساعد مصر على المضى قدما.. وسنستمر فى إرسال تلك الرسالة لهم».


وأضاف: «للأسف، نحن لا نشارك وجهة نظر الحكومة المصرية حول الروابط بين الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية، مثل أنصار بيت المقدس، وليست لدينا معلومات تثبت ذلك الارتباط، لذا طلبنا من المصريين تبادل تلك المعلومات معنا إذا كانت لديهم، لكننا لم نحصل عليها حتى الآن». وأكد المسؤول الأمريكى أن «المخاوف الأساسية لاتزال قائمة».


وحول المساعدات الأمريكية لمصر، أكد مسؤول أمريكى أيضا على متن الطائرة الأمريكية أن «كيرى» يريد أن يؤكد أن واشنطن تدعم مصر على قدر الإمكان بشأن تحول البلاد، مضيفا أن عددا من المسؤولين الأمريكيين بذلوا جهودهم مع أعضاء الكونجرس لتحرير كمية كبيرة من المساعدات العسكرية والتمويل العسكرى الخارجى، وهى جزء من ميزانية عام ٢٠١٤، فضلا عن صناديق الدعم الاقتصادى التى تقدم حوالى ٢٠٠ مليون دولار.
qM1Ax8y.jpg
 
أعلى