نهاية الكون
اكتشف العلماء مع الطفرة الفضائية والتكنولوجية ان الكون في توسع مستمر وذلك طبقا لما جاء في القرآن الكريم .
وتوسع الكون لن يستمر للابد، بل يعود الكون ليتقلص لينتهي عند النقطة التي بدأ منها، يقول تعالى عن ذلك اليوم: «يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين» (الأنبياء: 104)، سبحان الله العلي العظيم! ما هذه الدقة الفائقة في تحديد نهاية الكون؟ انها المصطلحات العلمية الدقيقة، انها فعلاً عملية طيّ لاجزاء الكون، هذا ما تقوله آخر الأبحاث الكونية.
وفي قوله تعالى: «يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب»، نجد اشارة إلى ان بداية الكون يمكن تشبيهها بورقة من النسيج الكوني كانت ملتفة على بعضها ففتقها الله تعالى وباعد بين أجزائها، وهي لا تزال تفتح وتتمدد حتى يأتي ذلك اليوم لتعود وتلتف وتُطوى.
هذا ما ذكره القرآن حول نهاية الكون، اما العلماء والفلاسفة ففسروا ذلك تبعاً لتصوراتهم الخاصة، وفيما يلي بعض من ادعاآتهم وتصوراتهم.
انهيار الأمم
كتب المؤرخ الانكليزي «لورد ماكولاي» الذي عاش في القرن 19 مراحل حياة وموت الأمم هي من العبودية إلى الايمان الروحي، إلى البسالة والشجاعة الفائقة، إلى الحرية إلى الوفرة، إلى الاستكانة إلى الانانية المفرطة إلى الاستهتار واللا مبالاة إلى التبعية إلى العبودية مجدداً. وقد لخص جلال الدين الرومي كل هذا الجدال ــ من دون ان يفصل ــ في جملة واحدة: «الأمم تموت عندما لا يصبح بمقدورها ان تميز بين الحق والباطل».
اما المؤرخ الأميركي ويل ديورانت فأوضح مقومات قيام الحضارة وهي «نظام سياسي، وهو شكل من أشكال الوحدة كاللغة، ومعايير قيمة وأخلاقية، كالدين أو العقيدة، ونظام تعليمي ينقل القيم والثقافة للأجيال الجديدة» وقال ان اختفاء أو انهيار بعض هذه المقومات أو واحدة منها فقط قد يدمر الحضارة، ويقول: «الحضارات العظيمة لا تهزم الا عندما تدمر نفسها من داخلها».
ثقب الأوزون
علماء الفلك في هذا الزمان، يكتبون نهايات مفزعة عن الكون بسبب زيادة طاقة الشمس وحرارتها، وتمزق أو وجود ثقب ضخم لطبقة الأوزون ويقولون: ان هذا الثقب اذا ظل يكبر بالمعدلات التي تحدث الآن فسيترتب عليه اخطار تهدد الحياة البشرية كلها، منها زحف الماء على الكرة الارضية وتغطية مدن بأكملها وغمرها بالمياه، وابتلاع هذه المدن بسكانها وامكانياتها، وتلوث البيئة والجو. وقد ذكر فريق العمل المعني بالتقويم البيئي والتابع لبرنامج الأمم المتحدة لشؤون البيئة في تقرير نشره في نوفمبر عام 1991، ان استنزاف طبقة الاوزون والزيادة الناتجة في الاشعة فوق البنفسجية قد يؤديان إلى تعجيل معدل تكون الضباب الدخاني الذي يبقى معلقا في الاجواء لأيام عدة. كما ان تآكل درع الاوزون قد يؤدي إلى زيادة في معدلات سرطان الجلد اللاقتامي بنسبة 26%، اما الاشعة فوق البنفسجية من نوع «u,vb» فتلعب دورا رئيسيا في تكوين الاورام الجلدية القتامية، ما يعني حدوث ما يقدر بحوالي 300 ألف حالة سرطان جلد سنويا. إلى ذلك يسهم تدمير طبقة الاوزون واتساع الثقب في هذه الطبقة في زيادة درجة حرارة سطح الأرض وبالتالي يؤدي ذلك إلى ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري. وأكثر المناطق تضررا هي المنطقة المدارية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وقوة اشعة الشمس، كما ينخفض انتاج نصف النباتات ويصغر حجم أوراقها، مما يؤثر في انتاج المحاصيل الزراعية،وهناك احتمالات لتناقص انتاج فول الصويا بنسبة 23% نتيجة تعرضها لهذا النوع من الاشعاع «uvb».
ذوبان الجليد
السنوات القليلة الماضية شهدت ارتفاع وتيرة ذوبان الجليد في المحيط المتجمد الشمالي بشكل فاق توقعات الخبراء، ويقول العلماء ان هذا المحيط سيكون خالياً من الجليد بعد قرن من الآن، وهو الأمر الذي سيكون له عواقب وخيمة. وكشفت دراسات منظمة البيئة العالمية عن ان درجة الحرارة في المحيط المتجمد الشمالي انخفضت خمس درجات خلال القرن الماضي، الأمر الذي يكفي لذوبان مناطق تبلغ مساحتها قرابة نصف مليون متر مربع، أي ربع جليد القطب الشمالي. ويمثل الجليد نحو 85% من مساحة جزيرة «غرينلاند» وذوبانها سيرفع منسوب المياه بنسبة 7% والذي يهدد حياة 17 مليون نسمة، ويدور الحديث قبل كل شيء عن بلدان مثل بنغلاديش والهند وولايتي فلوريدا ولوزيانا الاميركيتين، حيـــث ان هذه المناطق تقع على ارتفاع متر واحد فقط فوق سطح البحر، مما يعنـــــي غرقهـــا وزوال حضارتها تماماً كما تتوقع البحوث اندثار اكثر من 22 ألف من دببة المناطــــق الجليــديــــة. الكتلة الجليدية في غرينلاند تقدر بحوالي 2.9 مليون متر مكعب ويقدر جليد المحيط المتجمد الشمالي بحوالي 4.4 مليون متر مكعب في سبتمبر 2007، انكمشا إلى أدنى مستوياتهما المسجلة على الاطلاق، وتراجع حجم جليد المحيط المتجمد الشمالي بنسبة 39% من معدل الحجم المسجل بين العامين 1979 و2000. جدير بالذكر ان مجلس القطب الشمالي يضم الدول الشمالية «الولايات المتحدة، روسيا، الدنمارك، فنلندا، ايسلندا، النرويج، والسويد».
الاحتباس الحراري
وقد أعلن مختبر الابحاث حول الكرة الارضية في الوكالة الوطنية للبحار والغلاف الجوي، ان تركز ثاني أوكسيد الكربون في الجو ارتفع خلال عامين إلى 19 بليون طن. ويشكل احراق الفحم والنفط والغاز الطبيعي المصدرالرئيسي لتفاقم انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون، وتمتص المحيطات والنباتات والتربة حوالي نصف ثاني اوكسيد الكربون المنبعث فيما يحبس النصف الباقي في الغلاف الجوي لقرون من الزمن، ويتحمـــل ثاني اوكسيد الكربون المسؤولية الأكبـــر في ظاهرة الاحتبــاس الحراري.
النووي
علماء البيئة من جانبهم يرسمون صورة مكبرة لما حدث في المفاعل النووي في الاتحاد السوفيتي «تشرنوبل» حيث تسربت منه بعض الاشعاعات النووية فدمرت الحياة هناك وقتلت وغيرت اشياء كثيرة وانتقلت اثارها عبر مأكولات وفواكه وخضروات وغيرها إلى العالم كله، لذا هم يخافون ان يؤدي مثل هذا التسرب إلى تدمير العالم، خاصة لو حدث زلزال في موقع مفاعل أو مفاعلات نووية فتسربت اشعاعات قاتلة؟ ماذا لو حدث حرب نووية أو جرثومية؟ ماذا لو تملكت جماعات ارهابية أو مافيا السلاح النووي؟
الزلازل
إلى وقت قريب كان معظم الباحثين وعلماء الاثار يرجعون اسباب زوال حضارات ومدن قديمة إلى عدد من الحروب المسعورة افنت مدنا وبشرا أو كوارث طبيعية غامضة أغرقتها أو ببساطة كانوا يهزون أكتافهم وهم يعلنون أنهم لم يعرفوا بعد طبيعة الاسباب ويستمرون في تنقيبهم. آخر هذه الأبحاث اشار إلى ان العديد من الحضارات القديمة المزدهرة كانت قد تشكلت من خلال الزلازل أو اختفت بسببها. فمدينة «ميجدو» أو هرمجدون شرح «أموس نور» استاذ علوم الأرض في جامعة ستانفورد كيف ان الزلزل وليس الغزوات المتتالية هي التي كانت مسؤولة عن ان هذه المدينة اصبحت مثل قطعة لحم في قلب شطير مكونة من المباني المهدمة. وكذذلك ان عواصف وسلسلة من الزلازل استمرت لنحو 100 عام ساعدت في انهاء العصر البرونزي في شرق البحر المتوسط، حيث كانت مدن مثل «طروادة» و«ميسينيا» و«كنوسوس» مُسحت من على وجه الأرض ما بين عامي 1200 و1175 قبل الميلاد. ويؤكد باحثون آخرون ان الزلازل تسببت في انهيار حضارات مثل «هارابان» في جنوب اسيا 1900 قبل الميلاد، حيث أرجعوا الأمر إلى زلزال كارثي دكَّ الاقليم بالقرب من الحدود الحالية بين الهند وباكستان.
علامات قيام الساعة
ان نهاية العالم عند المسلمين يعني قيام الساعة «القيامة» وعلى ذلك فعلامات يوم القيامة واشراطها هي التي تسبق وقوع القيامة وتدل على قرب حصولها ونهاية العالم، وقد اصطلح على تقسيمها إلى صغرى وكبرى، والصغرى ــ في الغالب ــ تتقدم حصول القيامة بمدة طويلة، ومنها ما وقع وانقضى ــ وقد يتكرر وقوعه ــ ومنها ما ظهر ولا يزال يظهر ويتتابع، ومنها ما لم يقع إلى الآن، ولكنه سيقع كما أخبر الصادق المصدوق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، واما الكبرى فهي أمور عظيمة يدل ظهورها على قرب القيامة وبقاء زمن قصير لوقوع ذلك اليوم العظيم.
العلامات الصغرى
فمن أشراط الساعة الصغرى «بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، موته صلى الله عليه وسلم، فتح بيت المقدس، طاعون «عمواس» وهي بلدة في فلسطين، استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة، ظهور الفتن، ومن الفتن التي حدثتت في اوائل عهد الاسلام مقتل عثمان رضي الله عنه، وموقعة الجمل وصفين، وظهور الخوارج، وموقعة الحرة، وفتنة القول بخلق القرآن، ظهور مدعي النبوة، ومنهم «مسيلمة الكذاب» و« الأسود العنسي» ظهور نار الحجاز، وقد ظهرت هذه النار في منتصف القرن السابع الهجري في عام 654 هـ، وكانت نارا عظيمة، ضياع الأمانة، قبض العلم وظهور الجهل، ويكون قبض العلم بقبض العلماء، كما جاء في الصحيحين، انتشار الزنا، انتشار الربا ظهور المعازف، كثرة شرب الخمر، تطاول رعاء الشاة في البنيان، ولادة الامة لربتها، كما ثبت ذلك في الصحيحين، وفي معنى هذا الحديث اقوال لاهل العلم، واختار ابن حجر: انه يكثر العقوق في الاولاد فيعامل الولد امه معاملة السيد امته من الاهانة والسب، كثرة القتل، كثرة الزلازل ظهور الخسف والمسخ والقذف، ظهور الكاسيات العاريات، صدق رؤيا المؤمن، كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق، كثرة النساء رجوع أرض العرب مروجا وانهارا، انكشاف الفرات عن جبل من ذهب كلام السباع والجمادات الانس، كثرة الروم وقتالهم للمسلمين، فتح القسطنطينية».
العلامات الكبرى
واما اشراط القيامة الكبرى فهي التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة بن أسيد وهي عشر علامات «الدجال، نزول عيسى بن مريم، يأجوج ومأجوج، ثلاث خسوفات احدها بالمشرق، وثاني بالمغرب، وخسف ثالث بجزيرة العرب، الدخان، طلوع الشمس من مغربها، الدابة، النار التي تسوق الناس إلى محشرهم» وهذه العلامات يكون خروجها متتابعا، فاذا ظهرت أولى هذه العلامات فإن الأخرى على اثرها. روى مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة، قال: انها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربهاونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم، وليس هناك نص صحيح في ترتيب هذه العلامات.
ما أهم الأحداث السياسية والعسكرية قبل قيام الساعة؟
تدل الأحاديث الشريفة على ان اهم الاحداث السياسية والعسكرية التي تحصل بين يدي قيام الساعة هي:
1- ظهور خلافات سياسية في الأمة الإسلامية وضعف وانتشار الظلم والجور.
2- وجود طائفة على الحق تجاهد في سبيل الله متفرقة في البلاد ولا تتمتع بقوة عسكرية كبيرة سوى الايمان بالله تعالى.
3- اثناء هذا التمزق في الأمة يخرج المهدي فتنصره الفئة المجاهدة.
4- يحاول حكام سياسيون قتاله لاستئصاله، فيخسف الله بهم بعد ان يعتصم في مكة وتزحف اليه فلول المجاهدين وينطلق من مركز دولته المدينة فينطلق منها للجهاد.
5- يبدأ تجميع صفوف الأمة، وينصره الله في فتح البلاد وينقل مكان قيادته إلى الشام.
6- يحصل بين المسلمين والروم مواجهات عسركية تنتهي بهدنة.
7- يقاتل المسلمون عدواً اخراً والروم يقاتلون نفس العدو في نفس الوقت.
8- يغدر الروم بالهدنة ويأتون لقتال المسلمين، فينتصر المسلمون في معركة تسمى الملحمة ويستشهد فيها ثلث المسلمون ويفر الثلث ويفتح الله تعالى على الثلث ممن حضر تلك المعركة.
9- يتوجه المسلمون الى القسطنطينية «استانبول» فيفتحها سبعون الف من الروم يكونوا قد اسلموا وانضموا لجيش المسلمين، ثم يتوجه الجيش الاسلامي الى روما فيفتحوها، وهناك يسمعون اشاعة ان المسيح الدجال الأعور قد ظهر ولم يكن قد ظهر.
10- يرجعون الى قيادة معسكر الجيش الاسلامي في الشام، ويظهر الدجال ويجوب الأرض في اربعين يوماً يدعى انه هو الله.
11- وبينما يتقدم المهدي المسلمين للصلاة الصبح ينزل عليهم المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، فيعرفونه ويقدمونه للصلاة فيأبى ذلك، ويقدم المهدي اشارة الى انه جاء ليحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم وليس بالانجيل.
12- ينطلق الجيش الاسلامي بقيادة عيسى بن مريم عليه السلام والمهدي لقتال الأعور الدجال الذي يكون اكثر اتباعه اليهود.
13- يهزم الله المسيح الدجال ويهلكه على يد كلمة الله عيسى بن مريم ويقتل المسلمون اليهود الذين مع الدجال، حتى يقول الحجر والشجر يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال واقتله وتكون حينئذ نهاية اليهود الأخيرة.
14- يوصي الله تعالى الى عيسى عليه السلام ان ينطلق بالمسلمين فيحرزهم الى جبل الطور، ليعصمهم من خروج يأجوج ومأجوج.
15- يدعو عيسى ربه، فيهلك الله يأجوج ومأجوج.
16- ينزل المسلمون مع المهدي وعيسى بن مريم من جبل الطور فيدعو الله ان يطهر الارض من جثث يأجوج ومأجوج، فتأتي طيور ضخمة تأخذ جثثهم.
17- يعيش الناس فترة حكم هي الافضل.
18- يبقى من يبقى من المؤمنين، ويظهر النفاق مرة اخرى ويبدأ قرن الكفر ايضاً بالخروج ثم تظهر علامة طلوع الشمس من مغربها فلا يقبل بعدها توبة.
19- تخرج بعد ذلك ريح باردة تقبض ارواح المسلمين.
20- يبقى الكفار يتهارجون تهارج الحمر، ويبلغ الأمر ان لا يقال في الارض «الله» وعلى هؤلاء الاشرار تقوم الساعه.
"اللهم احفظنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض"
"
نقلا عن جريده الصوت الرابع"