أول مدينة عربية تحظى بتنظيم "المعرض العظيم" منذ انطلاقته في لندن عام 1851 28/11/2013
"دبي" تكتب التاريخ من جديد وتفوز باستضافة إكسبو 2020
وفد الإمارات داخل الاجتماع وزير الخارجية عبدالله بن زايد (يمين) والشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم والوزيرة لبنى القاسمي
محمد بن راشد: وعدنا العالم بأننا سنبهره في 2020 وسنمضي قدماً للوفاء
ملف دبي يحصل على 70.7% من الأصوات وتستعد لإنفاق 6.5 مليار يورو لبناء مقر المعرض
سان باولو البرازيلية خرجت من الجولة الأولى بـ 13 صوتاً وأزمير من "الثانية" بـ 33 صوتاً
الناتج المحلي الإجمالي لدبي سيرتفع بـ 141 مليار درهم مع توفير 227 ألف فرصة عمل خلال السنوات السبع المقبلة
كتب - مصطفى السلماوي - ووكالات:
في السابعة و30 دقيقة من مساء امس, كتبت دبي التاريخ من جديد, حين اعلن المكتب الدولي للمعارض في باريس فوزها باستضافة "اكسبو 2020" او "المعرض العظيم" حسب تسميته في دورته الاولى بلندن عام ,1851 اي قبل 162 عاما, ومثلما كتب حاكمها نائب رئيس دولة الامارات رئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد على الماء وكان اول من كتب عليه, كان هو ايضا من نجح في استضافة تنظيم "اكسبو 2020" لتكون دبي اول مدينة عربية وافريقية وجنوب آسيوية تنجح في استضافة معرض المعارض الذي يستمر لمدة 6 اشهر عند انطلاقته.
حظيت دبي التي ترأس ملفها حضورا وزير الخارجية عبدالله بن زايد بـ116 صوتا شكلت 70.7% من إجمالي الاصوات مقابل 48 صوتا للمدينة الروسية.
الى ذلك اشارت فضائية "Dubairacing" الى اتصال هاتفي اجراه سمو الشيخ خليفة بن زايد بالشيخ محمد بن راشد مهنئا بالفوز ومشيرا الى ان الفوز كان متوقعا.
وقال حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد: منطقتنا مكان لالتقاء الحضارات وامتزاج الثقافات, واضاف: "وعدنا ان نبهر العالم في 2020 وسنمضي قدما في وعدنا".
وفي الامارات عمت الفرحة ارجاء مدنها خصوصا دبي من خلال الألعاب النارية في برج خليفة والنافورة الراقصة.
حصلت دبي على المركز الاول في جولة التصويت الاولى بـ77 صوتا من اصل 163 صوتا بنسبة 48% تقريبا, وحلت المدينة الروسية ايكاتيرينبورغ في الترتيب الثاني بـ39 صوتا وازمير التركية بـ33 صوتا وسان باولو البرازيلية بـ13 صوتا لتغادر الجولة الاولى.
وفي الجولة الثانية حافظت دبي على المركز الاول وارتفعت الاصوات التي حصلت عليها 87 صوتا بنسبة 52%, وحلت المدينة الروسية ثانيا بفارق كبير اقل من 50% من اصوات دبي حيث حظيت فقط بـ41 صوتا, مقابل 36 صوتا لأزمير التركية والتي غادرت المنافسة التي حسمت في جولتها الثالثة.
وفي الجولة الثالثة والاخيرة تمكنت دبي من الحصول على 116 صوتا تمثل 70.7% من اجمالي الاصوات حيث حصلت المدينة الروسية المنافسة على 48 صوتا فقط.
ووفقا للتقرير الأخير الصادر عن مؤسسة "أكسفورد إيكونوميك" للأبحاث, فان استضافة معرض اكسبو ستسهم بزيادة الناتج المحلي الاجمالي لدبي بما يقرب من 141 مليار درهم اماراتي الى جانب توفير 277 الف فرصة عمل خلال السبع سنوات القادمة.
وفي هذا الصدد قالت الرئيس التنفيذي لمجموعة تيكوم للاستثمارات د.أمينة الرستماني: يعد فوز دبي باستضافة معرض اكسبو 2020 انجازا مهام يضاف الى سلسلة النجاحات والانجازات التي حققتها دبي ودولة الامارات العربية المتحدة.
وحسب (ا ف ب) اعتمدت دبي على تقديم صورة "مختلفة" عن عالم عربي متسامح ومنفتح قادر على مواجهة تداعيات الاضطرابات في الشرق الاوسط في بلدان عدة في المنطقة.
وقالت وزيرة الدولة ريم الهاشمي المسؤولة عن ملف الترشيح قبل ظهور نتيجة التصويت "اذا ما حصلنا على شرف استضافة المعرض, فسيشكل ذلك سابقة للعالم العربي, وكذلك لافريقيا وجنوب آسيا" اللذين تقع دبي بينهما.
وفيما يعاني العالم العربي من "انعدام الاستقرار والنزاعات" وغالبا ما يوصم بـ"صورة سلبية", اكدت الوزيرة الاماراتية انه "بامكاننا ان نثبت بان بوسعنا ان نقوم بامر مختلف, بامر ايجابي".
وقالت (ا ف ب) : دبي التي كانت حتى منتصف القرن العشرين مجرد ميناء صغير تحت شمس الخليج الحارقة, باتت القلب النابض للاقتصاد في الشرق الاوسط, اذ تحتضن اكبر مطار واكبر ميناء في المنطقة وتقوم ببناء مطار جديد يفترض ان يصبح الاكبر في العالم مع قدرة استيعابية تصل الى 160 مليون مسافر في السنة.
كما باتت تحتضن على ارضها اعلى برج في العالم وعددا من افخم المراكز التجارية والجزر الاصطناعية, وهي تستقطب حاليا حوالى عشرة ملايين سائح في السنة.
وقدرت ريم الهاشمي كلفة بناء المجمع الخاص باستضافة المعرض بحوالي 6.5 مليار يورو. وسيقام في منطقة جبل علي بجنوب امارة دبي, على مقربة من امارة ابوظبي.
اما ازمير, ثالث كبرى مدن تركيا وثاني اهم مرافئها مع عدد سكان اجمالي يبلغ اربعة ملايين نسمة, فتأمل في تعويض خسارتها المنافسة في العام 2009 بفارق اصوات بسيط امام ميلانو العاصمة الاقتصادية لايطاليا في السباق على استضافة معرض اكسبو 2014 وتذكر المدينة بان كل المدن التي خسرت في اولى منافساتها حظيت بحق استضافة هذا المعرض الدولي في ثاني ترشيح لها.
وللتمايز عن منافساتها, ركزت ازمير حملاتها على عنوان "الصحة للجميع" من خلال الاضاءة على تاريخها القديم الاف السنوات وجاذبيتها السياحية القوية.
وتم تأسيس المدينة التي كانت تعرف بسميرنا, في 3000 قبل الميلاد. وتعتبر من ابرز المدن المتوسطية في التاريخ خصوصا لانها استضافت احد اقدم المراكز الصحية في العالم المخصص لاله الطب لدى الاغريق اسكليبيوس.
وكانت حكومة انقرة تعهدت باستثمار 50 مليار دولار في مختلف مجالات البنى التحتية. وهذا المبلغ يعتبر هائلا وقريبا من ذلك المعلن من جانب تركيا في ترشيحها لاسطنبول في المنافسة على استضافة الالعاب الاولمبية لعام 2020 والتي خسرتها المدينة التركية امام طوكيو.
وعزت اوساط متابعة فشل اسطنبول الى القمع العنيف للتظاهرات المناهضة للحكومة التركية في يونيو اضافة الى الحرب الدائرة في سورية المجاورة.
وخاضت المنافسة مدينة ساو باولو, العاصمة الاقتصادية للبرازيل وكبرى مدنها من حيث التعداد السكاني مع 11 مليون نسمة. وتستعد هذه المدينة لاستضافة الالعاب الاولمبية ,2016 فضلا عن مشاركتها مع 11 مدينة برازيلية اخرى في تنظيم مباريات كأس العالم لكرة القدم 2014 .
واختارت ساو باولو شعار "القوة في التعدد, التناغم والنمو", وركزت من خلاله على نقاط الجذب في هذا البلد الذي يشهد طفرة اقتصادية. ولم تستضف اميركا اللاتينية اي معرض دولي في السابق.
اما رابع المدن المشاركة في المنافسة وهي ايكاتيرينبورغ الروسية, المركز السابق للمجمع العسكري الصناعي في الاتحاد السوفياتي في منطقة الاورال والمركز الصناعي البارز مع عدد سكان يبلغ 1.4 مليون نسمة المنفتحة على الاجانب.
ودافعت ايكاتيرينبورغ عن صورتها كمدينة قادرة على مواجهة تحديات العولمة مع اعتمادها شعار "الروح العالمية".
وابدت الحكومة الروسية استعدادها لاستثمار ملياري دولار في البنى التحتية كما تأمل ان يحذو عالم الاعمال في البلاد حذوها.