عقار أصلع!

essa_ibokhald

عضو نشط
التسجيل
25 يناير 2012
المشاركات
220
إشارات عقارية
عقار أصلع!
عن الكاتب

50633.jpg

الاسم: أحمد النبهان

تم اختراع الشعر المستعار «الباروكة» لاخفاء الصلع عند الرجال والنساء وفي بعض الأحيان للزينة، أي بمعنى أوضح الايحاء للاخرين بحقيقة تخالف الواقع. وعادة ما يكون هذا الواقع شيئا سلبيا يريدون اخفاءه عن الجميع حماية من الانتقاد والتجريح. والحال نفسها تنطبق على سلوك حكومتنا الرشيدة التي لا تترك لقطة تلفزيونية أو نشرة اعلانية حتى تبرز أبجديات المركز المالي والتجاري المتأمل رؤيته في الكويت، ولكن من دون تحديد تاريخ معين أو استراتيجية واضحة، لكن المهم هو فقط التصريح بقدومه.
والمتابع الجيد لحركة الصفقات العقارية التي تتم داخل السوق العقاري يعتقد للوهلة الاولى أن عجلات التنمية تسير بخطى ثابتة، فالأرقام الفلكية تخط على دفاتر السماسرة والأرباح الورقية تتصدر عناوين الصحف وأبراج تبنى هنا ومجمعات تشيد هناك وفنادق تطل على البحر ومطاعم مزدحمة بالزبائن. اما حقيقة الوضع فكل الذي يحدث هو نفخ في البالون دون المام أو معرفة كاملة بمخاطره. فالتنمية الحقيقية تكون بوضع النقاط على الحروف ابتداء من توفير البنية التحتية الملائمة ومرورا بالقوانين والتشريعات المتطورة ثم الرقابة والمحاسبة السليمة.
الغريب في الأمر أن هناك أشخاصا يتحدثون عن أن الطفرة العقارية والمعمارية التي تحدث في الكويت هي نتيجة الاستقرار السياسي وتدفق رؤوس الأموال، بالاضافة الى توافر الخبرات البشرية التي تعمل ليل نهار على تطوير وتنمية السوق العقاري في الكويت. لكن كل هذا الأمر ليس سوى مساحيق تجميل يراد وضعها لاخفاء القبح الحقيقي الذي يعانيه هذا السوق من أمور سلبية كثيرة وعلى عدة أصعدة تهم الجانب الاقتصادي والاجتماعي. فالذي يحدث في السوق من ارتفاعات خيالية وغير مبررة سوف يتأثر بها صاحب المحل الصغير في السوق، ويتأثر بها الشاب المقبل على الزواج وتتأثر بها المطلقة التي تعتمد على النفقة والراتب وبشكل عام سوف تتأثر بها الطبقة المتوسطة في البلد، والتي نلاحظ سنة بعد سنة زيادة الأعباء المالية عليها بشكل لا يطاق، لدرجة لا أستبعدها وهي محاولة الكثير من المواطنين العمل بعد الدوام الحكومي في احدى الشركات الخاصة لتغطية متطلبات الحياة الصعبة.
حقيقة الأمر تختلف كثيرا عما يتم تداوله في المؤتمرات الاستعراضية. فوضع السوق يتخلله الكثير من السلبيات، بدءا من الروتين والفساد في المكاتب الحكومية والمضاربات المفتعلة وغسل الأموال الذي أغرق السوق وسبب تضخما في أسعار العقارات السكنية. وللعلم ما زال سعر الأرض يمثل ثلثين من قيمة أي مشروع يراد اقامته أينما كان تخصصه، وهذا الوضع سلبي جدا، بحيث يدفع المستثمر الى تقليل مصاريف البناء والاكتفاء بالتشطيب التجاري، وذلك للخروج بمعادلة مربحة من المشروع.
أنا غير متفائل بتدارك الحكومة لتلك المشاكل، فقد اعتادت على توجيه الابر المخدرة بهدف لجم غضب الناس عن أي مشكلة تواجههم، وتلك السياسة لا تفيد كثيرا، على الحكومة أن تعترف بأنها صلعاء الفكر، وقتها ستنكشف لها أمور كثيرة تساعدها على زراعة الثقة لنفسها ومواجهة الناس لاصلاح ما يمكن اصلاحه. أما انها تسير بالأسلوب نفسه فذلك الأمر سينقلب عليها، حيث حينها سيسحب الجمهور من رأسها الباروكة ويكشف صلعها!
والله من وراء القصد
http://www.alqabas.com.kw/node/804790
 

الكوتي

موقوف
التسجيل
30 أكتوبر 2010
المشاركات
1,195
عقار صبخه
 
أعلى