الحكومة الأميركية تغلق إداراتها وتبقى بلا أموال بعد سقوط الميزانية في الكونغرس
أقوى رئيس في العالم... بلا راتب
عواصم - وكالات - للمرة الأولى في 17 عاماً، بدأ توقف جزئي لأنشطة الحكومة الاميركية، الأمر الذي يؤدي إلى اعطاء نحو مليون عامل إجازة غير مدفوعة الاجر، وإغلاق متنزهات وطنية وعرقلة مشروعات بحثية طبية، فيما يتم تخفيض عديد موظفي الادارات الى الحد الادنى الاساسي ما سيحد عددهم في بعض الوكالات الى 5 في المئة فقط.
وعلى الرغم من مسارعة مجلس النواب الاميركي في وقت متأخر من مساء الاثنين إلى تبني ثالث مشروع قانون مالي موقت، إلا أن هذا الأمر لم يحل دون التوقف الجزئي لانشطة الحكومة، إذ إن مجلس الشيوخ رفض المشروع، وهو ما يمدد العرقلة التي أدت إلى شلل حكومي.
ورفض مجلس الشيوخ مشروع قانون مالي جديد تبناه مجلس النواب أمس.
إذاً، بناء على ما تقدم من المنتظر وبحسب القانون الأميركي، ألا يحصل رئيس الدولة الأقوى في العالم باراك أوباما، على راتبه نهاية الشهر الجاري بعد التعطيل الجزئي للحكومة الفيديرالية، الذي ستتفاقم تداعياته في حال عدم التوصل لاتفاق قريب حول الميزانية.
يشار إلى أن أوباما يحصل على راتب سنوي قدره 400 ألف دولار، وهو أعلى أجر موظف حكومي في الولايات كلها، إضافة إلى 50 ألف دولار مصروفات إضافية، بحسب موقع «ناشيونال كونستيتيوشن سنتر».
وقد تعاملت أسواق المال العالمية بـ«عقلانية» حتى الآن مع تعطيل الحكومة الأميركية بعد فشل الجمهوريين والديموقراطيين بالتوصل لاتفاق حول الميزانية، حيث أعلن الديموقراطيون أن القرار دفع الحكومة الأميركية إلى التعطيل الجزئي. وبحسب القانون الأميركي، فإن التعطيل الجزئي لعمل الحكومة الأميركية سيجبر الموظفين الحكوميين غير الأساسيين على أخذ عطلة غير مدفوعة الأجر، إضافة إلى أن ثلثي الموظفين الحكوميين سيكونون باقين في عملهم، لكنهم لن يستلموا أجورهم لحين حل الأزمة، بمن فيهم الرئيس الأميركي باراك أوباما.
كما سيتم تخفيض عدد موظفي البيت الأبيض والكونغرس ووزارة الخارجية، إضافة إلى أن نصف موظفي البنتاغون سيكونون في عطلة غير مدفوعة، وستتأخر رواتب الجنود الأميركيين. وبحسب القانون الأميركي أيضاً، فإن موظفي مؤسسات الأمن القومي سيكونون باقين في عملهم، وسيتم إغلاق جميع المنتزهات والمتاحف وعددها 368.
كما سيكون 95 في المئة من موظفي وكالة البيئة مجبرين على عطلة غير مدفوعة، إضافة لاحتمال تعليق آلاف طلبات جوازات السفر وتأشيرات الدخول. وسيذهب نحو 18 ألفاً من موظفي «ناسا» في عطلة غير مدفوعة مع استمرار العمليات في محطة الفضاء الدولية.
واعترض اعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيون الـ 54 على النص، الذي من شأنه ان يؤجل البدء بتطبيع القانون الصحي للرئيس باراك اوباما. وقال زعيم الأغلبية الديموقراطية هاري ريد ساخرا ان «البرت انشتاين قال تحديد الجنون هو ان تفعل نفس الشيء ايضا، وايضا باعتقادك انك ستحصل على نتيجة مختلفة».
وعادت الكرة الى ملعب مجلس النواب، ورئيسه جون بوهنر الذي لم يعلن انه سيرفع مشروع ميزانية موقتة لا يمس بقانون الضمان الصحي.
وقد أمر البيت الوكالات الفدرالية الأميركية ببدء تنفيذ آلية وقف نشاطاتها، بعدما فشل الكونغرس في اقرار ميزانية تحول دون تعطيل الحكومة في ضوء التباعد الكبير في مواقف الجمهوريين والديموقراطيين.
وأعلنت مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الابيض سيلفيا ماثيوز بورويل في مذكرة «ليس لدينا للاسف مؤشر واضح بان الكونغرس سيتحرك في الوقت المناسب حتى يوقع الرئيس على الميزانية قبل انتهاء مهلة الاول من أكتوبر 2013»، مضيفة «على الوكالات الان تنفيذ الخطط لتعطيل نشاطاتها بشكل منتظم في غياب الاموال».
وصدر هذا الامر قبل عشر دقائق من نفاد الاموال رسميا لدى الحكومة الاميركية في ختام يوم شهد صراعا شديدا بين مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون ومجلس الشيوخ حيث الغالبية ديموقراطية، لا سيما بشأن تمويل إصلاح الضمان الصحي الذي اقره الرئيس باراك اوباما.
وحضت بورويل الكونغرس على اقرار ميزانية موقتة في اسرع وقت ممكن للسماح باستئناف عمل الادارات. وبذلك يأخذ البيت الابيض بالطريق المسدود الذي وصل اليه الكونغرس مساء الاثنين مع بدء السنة المالية 2014، في منتصف ليلة أمس، وهي المهلة القصوى المتاحة امام الكونغرس للمصادقة على ميزانية تمول عمل الدولة الفدرالية. وبعدما رفض مجلس الشيوخ الاميركي الاثنين مشروعي ميزانية وضعهما مجلس النواب، اعلن القادة الجمهوريون في وقت متأخر الاثنين انهم يعتزمون التصويت مجددا على نص اعتبره الديموقراطيون غير مقبول اذ يمس باصلاح الضمان الصحي الذي يعتبر من اهم انجازات ولاية اوباما الاولى.
تأثر أسعار النفط
انخفضت أسعار مزيج برنت الخام إلى 108 دولارات، مقتربة من أقل مستوى في سبعة أسابيع بفعل مخاوف من أن يؤدي توقف أنشطة للحكومة الأميركية إلى هبوط الطلب على النفط، في حين يعزز تراجع التوترات بين أميركا وإيران في شأن برنامج طهران النووي احتمالات زيادة الامدادات.
ويتوقع المحللون أن يحد حل سريع للازمة من الاتجاه النزولي للنفط.
وقال كومرتس بنك «حتى الان لم يكن هناك رد فعل يذكر من الاسواق لانهيار مفاوضات الميزانية الليلة الماضية، وما نجم عنه من اغلاق جزئي لمؤسسات عامة».
وأضاف «من الواضح أنه ما زالت ثمة توقعات لتسوية سريعة، لذا فان التأثير على الطلب على النفط سيكون محدودا في أكبر دولة مستهلكة له في العالم». وتراجعت عقود خام برنت 40 سنتاً إلى 107.97 دولار. وانخفضت أسعار عقود النفط الخام الاميركي 16 سنتا إلى 102.17 دولار للبرميل.
ردود أفعال
حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من أن تعطيل الحكومة الفيديرالية الأميركية قد يهدد الاقتصاد العالمي الهش.
وقال كاميرون لاذاعة الـ «بي بي سي» إن «عجز الولايات المتحدة عن ترتيب خطط انفاقها وخطط تقليص عجزها سيشكل خطرا على الاقتصاد العالمي»، وذلك بعد فشل الكونغرس الاميركي في الاتفاق على ميزانية، ما يحتم تطبيق اول آلية لتعطيل الحكومة الفيديرالية منذ 17 عاما.
وتابع كاميرون «اعتقد كذلك انه ينبغي وضع خطة طويلة الامد على عدة سنوات من اجل تخفيض نسب العجز».
واقرت حكومة بريطانيا الائتلافية بقيادة المحافظين خطة قاسية لعصر النفقات الرسمية منذ توليها السلطة عام 2010 سعيا الى تقليص العجز البريطاني. وتعهد وزير المالية جورج اوزبورن الاثنين انه سيحصل على فائض في الميزانية في حال بقي المحافظون في الحكم بعد الانتخابات المقبلة في 2015، لكنه اقر بان ذلك قد يجبر حكومته على تمديد برامج التقشف التي تطبقها عدة سنوات اضافية. في سياق متصل، حذر المحللون الاقتصاديون من ان التعطيل الذي يلزم 800 ألف موظف فدرالي بأخذ عطلة وباغلاق متاحف وحدائق وطنية حتى حل الخلاف، قد يبطئ النمو في اكبر اقتصاد عالمي.
أقوى رئيس في العالم... بلا راتب
عواصم - وكالات - للمرة الأولى في 17 عاماً، بدأ توقف جزئي لأنشطة الحكومة الاميركية، الأمر الذي يؤدي إلى اعطاء نحو مليون عامل إجازة غير مدفوعة الاجر، وإغلاق متنزهات وطنية وعرقلة مشروعات بحثية طبية، فيما يتم تخفيض عديد موظفي الادارات الى الحد الادنى الاساسي ما سيحد عددهم في بعض الوكالات الى 5 في المئة فقط.
وعلى الرغم من مسارعة مجلس النواب الاميركي في وقت متأخر من مساء الاثنين إلى تبني ثالث مشروع قانون مالي موقت، إلا أن هذا الأمر لم يحل دون التوقف الجزئي لانشطة الحكومة، إذ إن مجلس الشيوخ رفض المشروع، وهو ما يمدد العرقلة التي أدت إلى شلل حكومي.
ورفض مجلس الشيوخ مشروع قانون مالي جديد تبناه مجلس النواب أمس.
إذاً، بناء على ما تقدم من المنتظر وبحسب القانون الأميركي، ألا يحصل رئيس الدولة الأقوى في العالم باراك أوباما، على راتبه نهاية الشهر الجاري بعد التعطيل الجزئي للحكومة الفيديرالية، الذي ستتفاقم تداعياته في حال عدم التوصل لاتفاق قريب حول الميزانية.
يشار إلى أن أوباما يحصل على راتب سنوي قدره 400 ألف دولار، وهو أعلى أجر موظف حكومي في الولايات كلها، إضافة إلى 50 ألف دولار مصروفات إضافية، بحسب موقع «ناشيونال كونستيتيوشن سنتر».
وقد تعاملت أسواق المال العالمية بـ«عقلانية» حتى الآن مع تعطيل الحكومة الأميركية بعد فشل الجمهوريين والديموقراطيين بالتوصل لاتفاق حول الميزانية، حيث أعلن الديموقراطيون أن القرار دفع الحكومة الأميركية إلى التعطيل الجزئي. وبحسب القانون الأميركي، فإن التعطيل الجزئي لعمل الحكومة الأميركية سيجبر الموظفين الحكوميين غير الأساسيين على أخذ عطلة غير مدفوعة الأجر، إضافة إلى أن ثلثي الموظفين الحكوميين سيكونون باقين في عملهم، لكنهم لن يستلموا أجورهم لحين حل الأزمة، بمن فيهم الرئيس الأميركي باراك أوباما.
كما سيتم تخفيض عدد موظفي البيت الأبيض والكونغرس ووزارة الخارجية، إضافة إلى أن نصف موظفي البنتاغون سيكونون في عطلة غير مدفوعة، وستتأخر رواتب الجنود الأميركيين. وبحسب القانون الأميركي أيضاً، فإن موظفي مؤسسات الأمن القومي سيكونون باقين في عملهم، وسيتم إغلاق جميع المنتزهات والمتاحف وعددها 368.
كما سيكون 95 في المئة من موظفي وكالة البيئة مجبرين على عطلة غير مدفوعة، إضافة لاحتمال تعليق آلاف طلبات جوازات السفر وتأشيرات الدخول. وسيذهب نحو 18 ألفاً من موظفي «ناسا» في عطلة غير مدفوعة مع استمرار العمليات في محطة الفضاء الدولية.
واعترض اعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيون الـ 54 على النص، الذي من شأنه ان يؤجل البدء بتطبيع القانون الصحي للرئيس باراك اوباما. وقال زعيم الأغلبية الديموقراطية هاري ريد ساخرا ان «البرت انشتاين قال تحديد الجنون هو ان تفعل نفس الشيء ايضا، وايضا باعتقادك انك ستحصل على نتيجة مختلفة».
وعادت الكرة الى ملعب مجلس النواب، ورئيسه جون بوهنر الذي لم يعلن انه سيرفع مشروع ميزانية موقتة لا يمس بقانون الضمان الصحي.
وقد أمر البيت الوكالات الفدرالية الأميركية ببدء تنفيذ آلية وقف نشاطاتها، بعدما فشل الكونغرس في اقرار ميزانية تحول دون تعطيل الحكومة في ضوء التباعد الكبير في مواقف الجمهوريين والديموقراطيين.
وأعلنت مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الابيض سيلفيا ماثيوز بورويل في مذكرة «ليس لدينا للاسف مؤشر واضح بان الكونغرس سيتحرك في الوقت المناسب حتى يوقع الرئيس على الميزانية قبل انتهاء مهلة الاول من أكتوبر 2013»، مضيفة «على الوكالات الان تنفيذ الخطط لتعطيل نشاطاتها بشكل منتظم في غياب الاموال».
وصدر هذا الامر قبل عشر دقائق من نفاد الاموال رسميا لدى الحكومة الاميركية في ختام يوم شهد صراعا شديدا بين مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون ومجلس الشيوخ حيث الغالبية ديموقراطية، لا سيما بشأن تمويل إصلاح الضمان الصحي الذي اقره الرئيس باراك اوباما.
وحضت بورويل الكونغرس على اقرار ميزانية موقتة في اسرع وقت ممكن للسماح باستئناف عمل الادارات. وبذلك يأخذ البيت الابيض بالطريق المسدود الذي وصل اليه الكونغرس مساء الاثنين مع بدء السنة المالية 2014، في منتصف ليلة أمس، وهي المهلة القصوى المتاحة امام الكونغرس للمصادقة على ميزانية تمول عمل الدولة الفدرالية. وبعدما رفض مجلس الشيوخ الاميركي الاثنين مشروعي ميزانية وضعهما مجلس النواب، اعلن القادة الجمهوريون في وقت متأخر الاثنين انهم يعتزمون التصويت مجددا على نص اعتبره الديموقراطيون غير مقبول اذ يمس باصلاح الضمان الصحي الذي يعتبر من اهم انجازات ولاية اوباما الاولى.
تأثر أسعار النفط
انخفضت أسعار مزيج برنت الخام إلى 108 دولارات، مقتربة من أقل مستوى في سبعة أسابيع بفعل مخاوف من أن يؤدي توقف أنشطة للحكومة الأميركية إلى هبوط الطلب على النفط، في حين يعزز تراجع التوترات بين أميركا وإيران في شأن برنامج طهران النووي احتمالات زيادة الامدادات.
ويتوقع المحللون أن يحد حل سريع للازمة من الاتجاه النزولي للنفط.
وقال كومرتس بنك «حتى الان لم يكن هناك رد فعل يذكر من الاسواق لانهيار مفاوضات الميزانية الليلة الماضية، وما نجم عنه من اغلاق جزئي لمؤسسات عامة».
وأضاف «من الواضح أنه ما زالت ثمة توقعات لتسوية سريعة، لذا فان التأثير على الطلب على النفط سيكون محدودا في أكبر دولة مستهلكة له في العالم». وتراجعت عقود خام برنت 40 سنتاً إلى 107.97 دولار. وانخفضت أسعار عقود النفط الخام الاميركي 16 سنتا إلى 102.17 دولار للبرميل.
ردود أفعال
حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من أن تعطيل الحكومة الفيديرالية الأميركية قد يهدد الاقتصاد العالمي الهش.
وقال كاميرون لاذاعة الـ «بي بي سي» إن «عجز الولايات المتحدة عن ترتيب خطط انفاقها وخطط تقليص عجزها سيشكل خطرا على الاقتصاد العالمي»، وذلك بعد فشل الكونغرس الاميركي في الاتفاق على ميزانية، ما يحتم تطبيق اول آلية لتعطيل الحكومة الفيديرالية منذ 17 عاما.
وتابع كاميرون «اعتقد كذلك انه ينبغي وضع خطة طويلة الامد على عدة سنوات من اجل تخفيض نسب العجز».
واقرت حكومة بريطانيا الائتلافية بقيادة المحافظين خطة قاسية لعصر النفقات الرسمية منذ توليها السلطة عام 2010 سعيا الى تقليص العجز البريطاني. وتعهد وزير المالية جورج اوزبورن الاثنين انه سيحصل على فائض في الميزانية في حال بقي المحافظون في الحكم بعد الانتخابات المقبلة في 2015، لكنه اقر بان ذلك قد يجبر حكومته على تمديد برامج التقشف التي تطبقها عدة سنوات اضافية. في سياق متصل، حذر المحللون الاقتصاديون من ان التعطيل الذي يلزم 800 ألف موظف فدرالي بأخذ عطلة وباغلاق متاحف وحدائق وطنية حتى حل الخلاف، قد يبطئ النمو في اكبر اقتصاد عالمي.
