الثورة النفطية الأميركية: وداعاً للشرق الأوسط؟

Arabeya Online

عضو نشط
التسجيل
24 مايو 2012
المشاركات
6,504
هل ستكون الولايات المتحدة قادرة على أن تقول وداعا لعملياتها العسكرية المكلفة في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالطاقة بسبب «ثورة النفط الصخري» في عقر دارها؟

وبحسب (الراي)، تقول صحيفة «فايننشال تايمز» إن المسألة ليست ذات أهمية للديبلوماسيين والجنود فقط، ولكن أيضا لسوق النفط، والذي أصبح معتادا على مدى السنوات الـ60 الماضية على فكرة أن واشنطن ستقوم بدوريات حول المنطقة الأكثر أهمية في العالم لناحية إنتاج النفط والطاقة.

على السطح، تشير بعض الأدلة إلى أن الجواب هو نعم. فقد تراجعت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام في الآونة الأخيرة إلى أدنى مستوياتها منذ 15 عاما إلى 7.7 مليون برميل يوميا.

في الوقت نفسه، ستخفض «البنتاغون» من عدد حاملات الطائرات التي تعمل في الخليج ومضيق هرمز، وهو ممر شحن النفط الحيوي، من اثنتين إلى واحدة. مع ذلك، المظاهر قد تكون خادعة إلى حد ما!

وتنقل «فايننشال تايمز» عن المنسق الدولي لشؤون الطاقة في وزارة الخارجية الأميركية كارلوس باسكوال قوله في مؤتمر صحافي عقد أخيرا: «نحن نتعامل مع سلع عالمية». وأضاف: «عندما تكون هناك حالة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن في أي جزء من العالم، فإنها ترفع الأسعار العالمية لتلك السلع».

وعلاوة على ذلك، فإن الولايات المتحدة لا تزال تستورد النفط الخام من الخليج بالكمية نفسها كما فعلت في الماضي.

وتشير أحدث البيانات الشهرية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن واشنطن اشترت 2.1 مليون برميل يوميا أي ما يعادل 25 في المئة من وارداتها من النفط الخام من المنطقة التي تضم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والبحرين والعراق.

وعلى الرغم من أن واردات النفط الخام الشرق أوسطية شهدت انخفاضا من ذروة ارتفاعها بداية العام 2000، فإنها لا تزال أعلى بكثير مما كانت عليه بداية التسعينات، وهي حقبة شهدت تدخلا كبيرا من الولايات المتحدة في المنطقة، بما في ذلك حرب العراق الأولى. وكنسبة مئوية من إجمالي واردات الولايات المتحدة، تبقى منطقة الشرق الأوسط تتزامن وفقا لمتوسط20 عاما.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة «رويال داتش شل» جورما أوليلا أمام المؤتمر الأمني السنوي في ميونيخ في وقت سابق من الشهر الجاري «من الصعب أن نرى سيناريو تتخلى فيه الولايات المتحدة عن مصالحها في الشرق الأوسط».

فواردات الولايات المتحدة من النفط الخام من المملكة العربية السعودية، عند المعدل الذي بلغ 1.4 إلى 1.6 مليون برميل يوميا في الأشهر الأخيرة، يتماشى مع متوسطالسنوات الـ25 الماضية، والتي انخفضت بعد ذروتها في الأعوام 1991 و2003 خلال الحربين مع العراق، في وقت عززت فيه الرياض الانتاج بشكل كبير لتعويض فقدان إنتاج النفط في بغداد. كما ارتفعت شحنات النفط السعودي إلى الولايات المتحدة هي أيضا بشكل حاد بعد الركود الذي أدى إلى انخفاض الشحنات إلى 0.7 آلاف برميل يوميا العام 2009.

في الواقع، فإن «ثورة النفط الصخري» في الولايات المتحدة ستسمح لواشنطن أن تقول وداعا لمشاركتها السياسية والعسكرية المحدودة في غرب أفريقيا، وهي المنطقة التي تتأثر بشكل كبير من انخفاض في واردات الولايات المتحدة من النفط. فشحنات النفط من دول مثل نيجيريا وأنغولا تراجعت بشكل ملحوظ لأنها تنتج بالضبط النوع نفسه وبالجودة العالية ذاتها، وبمعدلات كبريت منخفضة في النفط الخام كالتي تحتويها حقول النفط الصخري في الولايات المتحدة.
 
أعلى