إشارات
ورق التوت بدأ بالتساقط!
نعود للكتابة بعد اجازة شهرين، ونتمنى أن نوفق في تسليط الضوء على الشأن العقاري بصورة واضحة ومحايدة، الكل يعلم أن الاقتصاد هو العمود الفقري لقيام الدولة ونجاحها واستمرارها.
وللحديث عن الوضع المحلي نجد كل المقومات المطلوبة والأساسية لقيام اقتصاد ناجح ومستمر ومثمر موجودة من خلال تثبيت العلاقة بين الحاكم والمحكوم عبر دستور ارتضى به أغلبية الشعب، بالإضافة الى وجود النفط كمورد رئيسي لخزينة الدولة وسط ارتفاع غير مسبوق في الأسعار خلال السنوات العشر الماضية، مع عدد سكان من المواطنين يتجاوز المليون وقليلاً، أضف الى ذلك وجود الكثير من العقول الاقتصادية الناجحة على المستوى العالمي، واتضح ذلك جلياً من خلال الشركات التي أفضت الصفة العالمية لكيانها، ولا ننسى الموقع الاستراتيجي للكويت التي تقع ضمن 3 دول (السعودية - العراق - ايران) والتي يصل مجموع عدد سكانها قرابة 100 مليون نسمة، ونختصر تلك المميزات في وجود سقف عال من الحرية والمساءلة البرلمانية من خلال المؤسسات التشريعية والاعلامية ومؤسسات النفع العام والمجتمع المدني.
اذا أين يقع الخلل؟ وأين تكون العلة؟
برأيي المتواضع هناك تفسيران لا ثالث لهما، أولا، انعدام النية الصادقة في الإصلاح الاقتصادي، وثانيا، انعدام القرار في تنفيذ تلك الاصلاحات!
وبنظرة سريعة على أسعار العقارات بكل أنواعها نجد ذلك الارتفاع المخيف الذي تسبب بارتفاع نسبة التضخم وبدوره انعكس على جميع السلع الاستهلاكية والأساسية، الأمر الذي أدى الى أن 300 ألف دينار كويتي قد لا تكفي لشراء بيت العمر لجيل الشباب.
الفرص لا تتكرر كثيرا، لذلك بعد أن انكشف كل المستور وتساقط ورق التوت الذي كنا نستر به كل العبث باستقرار البلد، لا بد أن يقف الجميع على مسطرة واحدة لبدء صفحة جديدة من العمل الصادق والقرار السليم حتى يسير المركب بنا ولا يغرق.
أؤمن أن الاصلاح يبدأ من القاع ليكون أكثر تماسكا وصلابة. هناك من يريد تمرير مشروع الدولة المؤقتة حتى يسرق الجمل بما حمل!
والله من وراء القصد.
ودمتم بخير.
أحمد النبهان
مدير عام المؤشر دوت كوم للخدمات العقارية