الصغار تنهار والكبار تتفرج !!

madhialhajri

عضو نشط
التسجيل
21 أغسطس 2012
المشاركات
42
الإقامة
الكويت
الصغار تنهار والكبار تتفرج !!


ماضي الهاحري

- كيف يتم تداول أسهم في السوق قيمتها الدفترية أقل من سعرها الحالي
- لماذا لا وقف الشركات " المتهالكة " ومحاسبة رؤساؤها علي أسعار أسهمها الحالية والتي تقل عن قيمتها الدفترية
- السوق أصبح بيد القلة المتحكمة به والابتسامة أصبحت لديهم فقط وهم من يرسمونها
- مؤسسات الدولة المالية تخلت عن دورها الحقيقي فبدلا من دعمها للسوق المحلي ذهبت لدعم أسواق المال العالمية
- المضاربة علي الأسهم أصبحت لغة المحافظ الحكومية بدلا من أن يكون دورها استثماري لجلب رؤوس الأموال بدلا من هروبها

أسهم تنهار ويتم تداولها بأقل من قيمتها الدفترية في البورصة ومواطنين يصرخون والصغار تتألم والكبار تتفرج !!

هكذا أصبح سوقنا مثال للفشل تتحكم به أيادي قليلة يبتسم كلما ابتسمت تلك الأيادي يضيق كلما ضاقت يتهاوي كلما أرادت تلك الأيادي وأيضا ما زالت الكبار تتفرج !

أكثر من ثلاثة أرباع الشركات في بورصة الكويت يتم تداولها في السوق بيع وشراء دون قيمتها الدفترية وهذه هي الكارثة ولو افترضنا أن أحد الشركات سيتم إعلان إفلاسها فمن المفروض أن يتم إفلاسها علي قيمة أسهمها الدفترية فكيف أن هناك شركات كبري جدا وتعتبر قيادة في السوق الكويتي قيمة أسهمها الدفترية أقل من سعرها الحالي الذي يتم التداول به ؟!

جلت في أروقة البورصة لتعرف مدي حجم المعاناة التي يعيشها السوق وصغار المستثمرين فكان الكثير منهم يصرخ , فمنهم من ذهبت أمواله ومدخراته نتيجة التلاعب في الأسهم ومنهم من خسر أمواله

نتيجة الإشاعات ومنهم من باع منزلة نتيجة الآجل وهناك الكثير ممن تضرر بقوته اليومي نتيجة تفرج الكبار .

المعاناة لا تقف عند هذا الحد فقط بل تجاوزته بكثير إذ أصبحت المعاناة تلم الأسرة بأكملها باعتبار أن رب الأسرة يستثمر لهم بعض الأسهم بالسوق كي يربح لهم القليل من المال تساعده علي العيش في الحياة الغالية لكن نتيجة الخسائر المستمرة أصبحت الأسرة الكويتية مديونة بالكامل سواء كان الأب أو الأم أو الأبناء وأيضا مازال الكبار تتفرج !!

ودائما ما يتكرر سؤال في عقول المستثمرين والصغار منهم وليس فقط بعقولهم بل بألسنتهم أين الحكومة وأين هيئة الاستثمار من عم السوق ولماذا تعمد علي دعم الأسواق العالمية وتتناسي سوقها المحلي ؟! ويستغرب الكثير حالة القلق والتناقش الذي تعيشه المؤسسات المالية الحكومية سواء كانت مؤسسة التأمينات أو البترول أو هيئة الاستثمار أو غيرها من المحافظ الحكومية , بسبب عدم قناعتها بالسوق المحلي والعمل الاستثمار خارج الكويت بدلا من دعمها للسوق الكويتي وإرجاع الثقة به وجلب رؤوس أموال خارجية بدلا من هروبها من الكويت , والأكثر غرابة أن تلك المؤسسات أصبحت لاعبا جيدا بالمضاربات فبدلا من أن يكون دورها استثماري أصبحت اشد قوة للمضاربة فمع أول فلس أو فلسين تربحه نتيجة دخولها علي سهم تبيعه و تترك الأسهم تتهاوي وتنسي دورها الحقيقي في الاستثمار في السوق لتقويته ودعمه مثل بقية أسواق العالم .

نعرف جيدا مذا قدمت الدول العربية والأجنبية والأوربية لدعم أسواقها ونعرف ما هو الاستثمار الحقيقي لتلك الدول ولكن ما لا نعرفه هو ما هو الدعم الحقيقي الذي قدمته الحكومة و مؤسساتها المالية لدعم اقتصادها وسوقها المالي ( البورصة ) التي تعتبر واجهة الاقتصاد الكويتي !!



الكثير من الشركات و رؤسائها يؤكدون أنها لم تقدم شيئا وكل ما قامت به محفظة ملياريه لم يدخل السوق منها سوا 200 مليون دينار للمضاربة وليس لدعم السوق وأيضا قامت بترويع المستثمرين بتصريحاتها المتناقضة ومعارضتها علي قوانين كثيرة من شأنها القفز بسوق الكويت ليكون الأفضل بين أسواق الخليج ودول عربية كثيرة .

الحلول التي طالب بها المستثمرين والصغار منهم أن تكون الحكومة ومؤسساتها المالية جادة في دم السوق وان تكون استثمارية أكثر من مضاربية وان تعمل علي الشفافية و أن تعمل علي إعادة الثقة التي فقدها السوق الكويتي خصوصا بعد أن وصلنا لعرض الأسهم بالحد الأدنى ولا توجد طلبات شراء عليه والسبب يعود لعدم ثقة تلك المؤسسات الحكومية في الاقتصاد الكويتي والاستثمار به فكيف تريدون الثقة تعود لصغار المستثمرين آو كبارهم ومؤسسات الدولة هي من ينفر من الاستثمار داخل السوق الكويتي وإن استثمرت أو ضخت أموال للمضاربة وليس للاستثمار !!

لو قامت الحكومة بدعم الأسهم القيادية في السوق لرأينا السوق يرجع كما كان فوق حاجز الـ 9 آلاف نقطة علما بأن غالبية أسواق العالم رجعت لأسعارها باستثناء السوق الكويتي الذي يتهاوي مع نزول الأسواق ويحن تعود تلك الأسواق علي ما كانت عليه يضل سوقنا يتهاوي !! فهل هذا يعقل من دولة صغيرة مؤسساتها المالية تستطيع أن تجعله أفضل سوق بين أسواق المال !!

وأيضا هناك أمرا مهما وهو محاسبة غالبية الشركات التي ينخفض سهمها عن قيمته الدفترية في السوق ويتم التداول عليه كما يجب أن تكون إدارة البورصة وهيئة سوق المال الجديدة صارمة تجاه تلك الشركات كي يرجع سوقنا كما كان في السابق جالب لرؤوس الأموال وليس طاردا لها كما هو الحال الآن .

هذا ما كان في عقول المستثمرين في بورصة الكويت من خلال الزيارة الميدانية التي قمت بها في آخر جلسة تداول لسوق الكويت للأوراق المالية .
 
أعلى