المستثمرون يخفضون انكشافهم على الذهب مع غياب التحفيز

Arabeya Online

عضو نشط
التسجيل
24 مايو 2012
المشاركات
6,504
وجد المتداولون بالذهب أنفسهم مجدداً مضطرين لخفض انكشافهم مع غياب التحفيز في ظل الضعف الذي تشهده أوروبا، الأمر الذي ساعد على خفض سعر المعدن النفيس.

وأكد تقرير «ساكسو بنك» عن أسواق السلع أن المقاومة لبلوغ 1640 دولاراً لا تزال قوية، بعد أن تعرض الذهب لخسائر عندما تراجع دون 1600 دولار، في حين بدأ البحث عن الدعم من جديد كما شهدت الأسواق عدة مرات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. وتشير المخاطرة على المدى القريب إلى اختبار الدعم، مبدئياً عند خط الاتجاه 1566 دولاراً، وتلاه الانخفاض الذي وصلت إليه الأسعار في 28 يونيو عند حاجز 1548 دولاراً.

ولا تزال أزمة الديون في أوروبا مصدر قلق رئيسي للمستثمرين، ومع رجوع عوائد سندات العشر سنوات في دول مثل إسبانيا إلى الارتفاع فوق مستوى سبعة بالمئة غير المستدام، لا يتوقع أن يتلاشى الطلب على المناطق الآمنة. وقد يكون التصحيح، وربما إعادة ظهور الدعم، النتيجة الأفضل في الأيام المقبلة في ظل حاجة المستثمرين إلى إعادة التأكيد على أن الدعم من المشترين الفعليين والمضاربين لا يزال قوياً. ولا يمكن تجاهل الارتباط القوي باليورو، كما أن التطورات التي تتم على هذا الصعيد ستكون أداة رئيسة لفك الشيفرة بالنسبة للخطوة التالية التي سيخطوها الذهب.

وفي حين بقي الذهب محصوراً ضمن نطاقه خلال الشهرين الأخيرين، فقد تراجع البلاتينيوم بشكل كبير ليبلغ مستوى الدعم عند 1380 دولاراً، وقد حدث هذا رغم الطلب الصيني الأخير ووجود الأسعار في المستويات الحالية دون تكلفة الإنتاج. وكان البلاتينيوم يسعَّر في السابق أعلى من الذهب، ولكنه يتداول منذ سنة بسعر منخفض بلغ هذا الأسبوع أدنى معدل له منذ يناير.

مؤشر «داو جونز» للسلع يتحول إلى النزول

شهد مؤشر داو جونز يو بي أس للسلع انعكاساً في اتجاهه، وذلك بعد سلسلة رائعة من المكاسب استمرت على مدار خمسة أسابيع أظهرت فيها كافة القطاعات الرئيسية عوائد سلبية، وعانت المعادن الصناعية كثيراً فبلغ النحاس أدنى مستوى له في ستة أسابيع، تلاه قطاع الطاقة حيث ساهمت عودة الأجواء المناخية في أمريكا إلى حالتها الطبيعية في تحفيز بعض عمليات بيع الغاز الطبيعي.

وشهد الدولار انتعاشاً واستعادت الأسواق المالية مسارها بعد اجتماع المصرف المركزي الأوروبي الذي فشل فيه محافظ البنك ماريو دراغي في المحافظة على تصريحه القوي «مهما استغرق الأمر»، الذي أعلنه الأسبوع الماضي. واستعاد الانتعاش الذي أطلقه ذاك التصريح الكثير من زخمه في حين أن الأسواق قد تكون أخفقت في الإقناع، إلا أن دراغي فتح الباب أمام جولة جديدة من الإجراءات بشأن السياسة. ويمكن أن يؤدي الانقسام الواضح بين الشمال والجنوب في المصرف المركزي إلى إبطاء تحقيق تقدم، كما قد تتطلب بعض المبادرات موافقة برلمانات كل الدول.

ضعف التصنيع الصيني يهبط بالنحاس

تراجع سعر النحاس خلال الجلسات الأخيرة على خلفية تراجع نشاط التصنيع في الصين، ومن ثم غياب وجود حوافز إضافية في أوروبا والولايات المتحدة. ويشكل النحاس مكوناً رئيسياً في قطاع الإنشاءات والتصنيع، ما أدى إلى استمرار وجود إشارات عن التباطؤ العالمي، الأمر الذي أجبر المضاربين على الاحتفاظ بمراكز ضعيفة على المدى القريب. ويمكن الحصول على الدعم الرئيسي من نطاق بين 3.25 و3.20 دولار قبل التراجع الذي شهده 2011، إذ بلغ سعر النحاس 3.0 دولار أمريكي.

هدوء نسبي يسود أسواق النفط

اتسمت الحركة في أسواق النفط هذا الأسبوع بالهدوء النسبي، حيث حدد النطاق الأخير الذي تم تحديده لخام برنت وخام تكساس الوسيط سقف السوق. وبينما يتداول خام برنت قرب أعلى سعر في نطاقه الحالي، ظل خام غرب تكساس الوسيط يتداول عند أدنى أسعاره وارتفع سعر خام برنت فوق خام غرب تكساس الوسيط بحوالي 19 دولاراً.

وشهدت مخزونات بحر الشمال بعض التقلب خلال الأشهر الأخيرة في ظل الضغط الإضافي على الإنتاج الذي تسببت به أعمال صيانة المعدات المقبلة في سبتمبر. وفي هذه الأثناء، شهدت أسواق الولايات المتحدة مخزونات جيدة جاءت من إنتاج «شل» وتزايد الواردات من كندا، في حين عانى خام غرب تكساس الوسيط نتيجة لذلك.

ولا تزال الظروف الجيوسياسية تشكل خطراً قائماً على مجمل المخزونات، ولكن ما يعوض هذه المخاطر تباطؤ الطلب من الاقتصادات الناشئة والمتقدمة، وهذا يقود إلى الاعتقاد بأن تواصل التداول ضمن النطاق سيسود خلال الأسابيع المقبلة، مع وجود فرصة بعيدة لأن يبلغ خام برنت أعلى مستوى وصله في يونيو عند 108.18، في ظل وجود إشارات مستمرة عن خفض المخزون من بحر الشمال.

الحبوب تتراجع للأسبوع الثاني

شهدت أسعار أسواق الحبوب الأمريكية انخفاضاً للأسبوع الثاني على التوالي حيث أدى ارتفاع الأسعار وقوة الدولار إلى تباطؤ الصادرات. ولا تزال الظروف المحيطة بالمحاصيل لا تظهر أي إشارات على حدوث تحسن. وبالنسبة للذرة، فإن هطول الأمطار سيكون متأخراً جداً لإحداث تغيير كبير على النظرة المستقبلية التي تتوقع تراجع المحاصيل.

والتقلب الشديد الذي شهدته الأسابيع الأخيرة جعل كثيراً من التجار يتكبدون خسائر متزايدة وتسبب بفترات من التعب، ولذلك يتوقع أن يتباطأ النشاط مع اقتراب موعد صدور تقرير المحاصيل الرئيسي التالي من وزارة الزراعة الأمريكية في 10 أغسطس.

وأفادت وزارة الزراعة في روسيا بأن النظرة المستقبلية بالنسبة لمحصول هذا العام جاءت سلبية، ولكنها شددت مجدداً على وجود فائض بـ10 ملايين طن من الحبوب قابلة للتصدير. ومع ذلك، فإن تراجع المحاصيل يعيد إلى الذاكرة ما حدث في أغسطس 2010 عندما فاجأت روسيا السوق بقرارها حظر الصادرات رغم تأكيدات بخلاف ذلك.
المصدر: الرؤية الاقتصادية
 
أعلى