blue chipper
عضو نشط
- التسجيل
- 23 فبراير 2010
- المشاركات
- 2,194
ثبوتُ فضيلةٍ لِلَيلة النصف مِن شعبان؛ لا يَستلزم تخصيصَها بعِبادة
بسم الله الرحمٰن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ
فقد ورَد في ليلة النصف من شعبان أحاديثُ عديدة، ولٰكنّها بين الضعيف والموضوع، كما قرَّره المحقِّقون مِن العلماء، ومِن تلك الأحاديث:
1/ (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا سائل فأعطيه؟ ألا كذا ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر)
2/ (إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى مناد: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ فلا يسأل أحد شيئًا إلا أعطي، إلا زانية بفرجها أو مشرك).
3/ (خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة: أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة الفطر، وليلة النحر).
وهي في "ضعيف الجامع الصغير" (652 و 653 و2852)، وقال أبي رَحِمَهُ اللهُ في الأول والثالث: (موضوع)، وفي الآخَر: (ضعيف).
ويُنظَر "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (2132 و 7000 و 1452).
ومعلومٌ أنّ مِن طُرُقِ المبتدعة: "اعتمادهم على الأحاديثِ الواهية الضعيفة والمكذوب فيها علىٰ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والتي لا يَقبلها أهلُ صناعةِ الحديث في البناء عليها". ا ﻫ "الاعتصام" للعلامة الشاطبي (1/ 224).
"معروفٌ عند أهْلِ السُّنَّةِ حَقًّا أنّ قيامَ ليلةِ النصف مِن شعبان وصيامَ نهارِنصف شعبان هما أَمران مُبتدَعان غير مشروعَين، وذٰلك لسببين اثنين:
السبب الأول:أنه لم يُنقَل عنِالنبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وعن أصحابه وبقيّةِ السلف الصالح أنهم كانوا يَهْتَمُّونبإحياءِ هٰذه الليلة، وبصيام نهارِها الذي يليها، هٰذا هو السبب الأول.
ونحن نعتقدجازِمِين غير مُرتابِين ولا مُتردِّدين أنّ:
كلّ خيرٍ في اتِّباعِ مَن سَلَفْ * وكلّ شَرٍّ في ابْتداعِ مَن خَلَفْ
ويترتب مِن وراءِ ذٰلك أنّ كلَّ عبادة حَدَثَتْ بعد هٰؤلاء السلف الصالح؛ فهيبدعةٌ، وقد أَطْلَقَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الضلالةَ علىٰ كلِّ بدعة، مهما كانشأنُها ومهما زَخْرَفَها وزيَّنها أصحابُها، والأمرُ كما قال رجلٌ مِن كبارِ أصحابِ الرسولِ عليه السّلام،ومِن أتْقاهم، ومِن عُلمائهم، ألا وهو عبدُ الله بنُ عمر بن الخطاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الذي قال:
"كلُّ بدعةٍ ضلالةٌ وإنْ رآها الناسُحَسَنةً".
هٰذا الأثر الصحيح الثابت عن ابنِ عمرهو تفسيرٌ واضح جدُا مؤكِّدٌ لِعُموم قولِه عليه السلام: «كُلّ بِدْعَةٍ ضَلالة»، وهو يقول بلسانٍعربيٍّ مُبين:
"كل بدعة ضلالة وإنْ رآها الناس حسنة".