بمناسبة عرض تحليل نتائج الشركات لعام 2011 ، نضع بين أيديكم مقال مدير " الجُمان " بتاريخ 22/5/2009 عن نتائج العام 2008 ، والتي جاءت بعد حدوث الأزمة الاقتصادية ، حيث تحول التعليق الاقتصادي إلى تعليق " ساخر " فرضة الواقع الأليم ، والذي نتمنى أن لا يتكرر .
تحليل" أصلي " لسوق المال "الخرطي " !
بقلم: ناصر النفيسي
لا شك بأن عام 2008 كان قياسياً بالخسائر التي تكبدتها الشركات المدرجة بكل تأكيد، وذلك على إثر الأزمة المحلية المرتبطة بالشركات الورقية والمتعثرة، ناهيك عن انحراف شريحة ساحقة من الشركات عن نشاطها الأساسي التشغيلي وانغماسها في المضاربات، إن لم نقل تورطها في سوء الإدارة والفساد.
وقد نجا قطاع البنوك من «الحوسة البورصوية» إلى حدٍ ما، وذلك على خلفية «العين الحمراء» لمحافظ البنك المركزي، حيث كان تأثير الأرباح غير التشغيلية البالغة 80 مليون دينار «رقيقاً» على الأرباح التشغيلية البالغة 230 مليون دينار، لتبلغ أرباح القطاع 310 ملايين دينار، والتي كانت حصة الأرباح غير التشغيلية منها 26 في المئة، علماً بأن قطاع البنوك كان من القطاعات القليلة جداً التي أعلنت عن أرباح غير تشغيلية موجبة، حيث سنوضح أدناه وتباعاً أثر «البلاوي» غير التشغيلية على القطاعات الأخرى.
أما قطاع التأمين، فكادت الخسائر غير التشغيلية البالغة 15.5 مليون دينار أن «تبلع» كامل الأرباح التشغيلية البالغة 17.2 مليون دينار، حيث بلغ صافي ربح القطاع 1.7 مليون دينار كنتيجة حتمية «لقضم» الأرباح غير التشغيلية لـ 90 في المئة من الأرباح التشغيلية.
وبما يتعلق بقطاع العقار، فقد استنفذت الخسائر غير التشغيلية الأرباح التشغيلية البالغة 146 مليون دينار بالتمام والكمال، حيث لم يتبق منها إلا «الفتات» والبالغ 68 ألف دينار فقط لا غير.
أما «الطامة الكبرى»، فقد تمثلت في قطاع الصناعة، حيث بلغت الخسائر غير التشغيلية 421 مليون دينار، وهي أكثر من أربعة أضعاف الأرباح التشغيلية البالغة 99 مليون دينار، ليصبح ذلك القطاع «المغلوب على أمره» خاسراً بمقدار 322 مليون دينار.
إلا أن «آلية التخريب» غير التشغيلية قد ضعفت في مواجهة قطاع الخدمات «الشامخ»، حيث لم تستطع تلك الآلة إلا «جرف» 11 في المئة فقط من الأرباح التشغيلية التي بلغت 580 مليون دينار مقابل خسائر غير تشغيلية بمقدار 62 مليون دينار، ليتبقى أرباحاً صافية لقطاع الخدمات «المحظوظ نسبياً» بمقدار 517 مليون دينار.
وتطبيقاً للمثل الشعبي «راعي النصيفة سالم» ولو بالتقريب، فقد تبخرت 58 في المئة من أرباح قطاع الأغذية جراء «هجوم» الأرباح غير التشغيلية بمقدار 43 مليون دينار على الأرباح التشغيلية البالغة 74 مليون دينار، ليتبقى أقل من النصف البالغ 42 في المئة، وذلك بما يعادل 31 مليون دينار على طريقة «العوض ولا القطعية».
أما القطاع غير الكويتي، فكونه بعيداً جغرافياً إلى حدٍ ما عن «بلدوزر التخريب الكويتي» والذي يعتبر ابتكاراً حصرياً «للكوايته» على قول الأخوة المصريين، فقد كانت نتائجه غير التشغيلية إيجابية بمقدار 93 مليون دينار، والتي شكلت 32 في المئة من صافي ربح القطاع البالغ 288 مليون دينار، وقد كانت حصة الأرباح التشغيلية 68 في المئة منها بما يعادل 195 مليون دينار، وربما المؤشر السلبي المقلق في هذا القطاع، يتمثل في تفشي ظاهرة «النحشه» أي الهروب السريع للشركات المدرجة به، وذلك بدأً «بالزوج السعيد» سوليدر أ و ب مروراً بـشعاع كابيتال، وأخيراً وليس آخراً بنك ب. ب. ك «ليمتد» على قول حسين بن عاقول!
أما القطاع الموازي «الناشئ»، فإنه يستحق التشجيع، حيث كانت النتائج غير التشغيلية ولو أنها فاقت التشغيلية إيجابية بمعدل 60 في المئة بما يعادل 10.5 مليون دينار، وذلك من إجمالي نتائج القطاع البالغة 17.7 مليون دينار، في حين بلغت الأرباح التشغيلية 7.1 مليون دينار بنسبة 40 في المئة من أرباح القطاع، ونتمنى لهذا القطاع «الفتي» الاستمرار في الطريق الصحيح، وعم مصاحبة القطاعات التي هي أكبر منه خاصة قطاعي العقار والصناعة، والتي هي من أرباب السوابق والسوالف أيضاً، وذلك حتى لا يفسدوا سلوكياته مستقبلاً!
وقد تم استثناء قطاع الاستثمار من تحليل نتائجه التشغيلية وغير التشغيلية كونه قطاع «ما يترقع» ولا يتحلل إطلاقاً.
من جهة أخرى، فإنه يتوافر لدينا كشوف «سرية» لكل شركة مدرجة على حدة بما يتعلق بالنتائج أو «بالخرابيط» غير التشغيلية، كما نهدد بنشرها في الوقت المناسب، وذلك على طريقة نواب «التأزيم»، وفي الختام، نود أن ننوه إلى أن الأرقام أعلاه صحيحة وحقيقية وليست «خرطية» .. فعلاً إن شر البلية ما يضحك!
* رئيس مركز الجمان للاستشارات الاقتصادية
تاريخ النشر : 22/05/2009
وللتأكيد على الأرقام الواردة بالمقال أعلاه نرفق لكم الجدول التالي .