بوراشد جروب
عضو مميز
أزمة شركات الاستثمار قد تستمر فترة طويلة جداً
23 أبريل 2012
لا يتوقع بنك اتش اس بي سي مزيدا من الأداء الضعيف لبنوك الكويت مقارنة ببنوك شرق ووسط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. ويشير البنك البريطاني في تقرير أخير أصدره حول البنوك الكويتية، الى استقرار معدلات القروض غير المنتظمة وتحسن الضمانات. بيد أن تحسن العائد على حقوق المساهمين سيكون صعبا في 2013/2012 نظرا الى التوقعات الضعيفة بشأن الائتمان، واستقرار المخصصات وعدم زيادة أسعار الفائدة.
ويقول التقرير إن أداء أسهم البنوك المحلية كان دون مستوى أداء البنوك في منطقة شرق ووسط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بنسبة بلغت %10 خلال الأشهر الستة الماضية نتيجة مشكلات تتعلق بجودة الأصول، لكن «اتش اس بي سي» لا يتوقع مزيدا من المحفزات السلبية.
ويضيف التقرير: رغم أننا نرى مخاطر تراجع في التقديرات المتفق عليها الخاصة بتقييمات أسعار عام 2012، لكن نلفت الى انها تسعر بالفعل في ضوء النظرة المستقبلية الائتمانية الضعيفة والفجوات في المخصصات.
ويقول مصرف اتش اس بي سي في تقريره إن المخصصات من غير المتوقع أن تزداد معدلاتها في 2013/2012. كما يضيف أنه لا يرى أي محفزات سلبية في المدى القريب نظرا الى الاستقرار في معدلات القروض غير المنتظمة اضافة الى تحسن الضمانات.
توقعات سلبية
ويعتقد «اتش اس بي سي» أن الأسباب التي أدت الى توقعات نمو سلبية للسوق الكويتي هي كالتالي:
● يقدر فريق «اتش اس بي سي» الاقتصادي نمو اجمالي الناتج المحلي الحقيقي لعام 2012 بنسبة %3.4 (مقارنة مع %4.2 سابقا) وذلك نتيجة لضعف نمو اجمالي الناتج المحلي غير النفطي.
● نعتقد أن تشكيلة مجلس الأمة الجديد لن تعمل على الأرجح على احداث تغيير في صنع السياسات وبدء الانفاق على التنمية.
● يستمر نمو الائتمان في الكويت في التأخر عن نظيره في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. اذ لم تشكل الزيادة أكثر من %1 على أساس سنوي (المتوسط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: %13) في يناير 2012.
● التوقعات بالنسبة لائتمان الشركات لا تزال ضعيفة، كون نمو الاستثمار الحقيقي الكويتي عند %3.5 سوف يكون أقل من نظيره في دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية: %9، قطر: %14، في 2012).
وفي حال صحت هذه التوقعات، فانه لا يوجد مجال كبير لتحسن العائد على حقوق المساهمين في البنوك الكويتية. ومن الصعب على البنوك تحسين صافي هوامش الفائدة نظرا لأنه من غير المتوقع زيادة أسعار الفائدة الأميركية حتى 2015/2014. وتميل أسعار الفائدة في الكويت الى اتباع أسعار الفائدة الأميركية. واستقرت فائدة الانتربنك في الكويت عند 80 نقطة أساس خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.
جودة الأصول
الى ذلك، يتوقع «اتش أس بي سي» أيضا ألا تتراجع مخصصات القطاع بشكل جوهري، بل سيزيد القطاع المصرفي من المخصصات العامة، ذلك أن قروض شركات الاستثمار المتعثرة لا تزال دون حل. ولا يزال اقتراض شركات الاستثمار من البنوك المحلية عند مستويات مرتفعة مسجلا %10 من اجمالي الائتمان في النظام. وقد يستغرق حل مشكلة هذه القروض فترة طويلة جدا من الوقت نظرا الى تجربة سابقة في شطب القروض المتعثرة ذات الصلة بالغزو العراقي والتي استغرق أمرها ما يزيد على 20 عاما من البنوك الكويتية. ونقدر أن يبقى حوالي %45 من تلك القروض من دون حل مع البدء بالفعل في اعادة هيكلة باقي القروض.
ويوجد حوالي 100 شركة استثمار في الكويت. وتشمل استثمارات القطاع أسهما مدرجة وعقارات والاستثمار في شركات الملكية الخاصة في داخل الكويت وخارجها. وهي تميل بشكل عام الى أن تكون عالية الاستدانة. ومع انهيار أسعار الأصول في جميع المجالات خلال 2009/2008، تعثر قطاع شركات الاستثمار، الأمر الذي اضطر البنوك الى حجز القروض المتعثرة وأثار عمليات اعادة هيكلة، وهو ما دفع البنوك باستمرار الى حجز مخصصات عامة، كما حمت مستويات رأس المال لديها عن طريق الحد من توزيعات الأرباح.
ويتابع بنك اتش اس بي سي تقريره قائلا: أعدنا تقييم الفجوة في المخصصات في قطاع المصارف الكويتية في اعقاب نتائج عام 2011.
أما البنك الوطني فليس لديه فجوة مخصصات في حين فجوة المخصصات التي يتعين على بنك برقان سدها تعتبر صغيرة. ويعد ذلك أمراً مشجعاً نظراً الى أن سوق الأسهم في الكويت تراجع %16 على أساس سنوي في 2011. وتشمل الضمانات التي تجمعها البنوك، الأسهم المدرجة والعقارات والودائع المصرفية.
النبأ الجيد هو احتمال تباطؤ تشكيل القروض المتعثرة الجديدة نظرا لتراجع القروض المتأخرة السداد. وتراجعت القروض غير المنتظمة للبنوك (باستثناء البنك الوطني) بنسبة %16 (2011 مقابل 2010). وتعد القروض المتأخرة السداد مؤشراً رئيسياً على القروض المتعثرة، وبالتالي نعتبر هذا التخفيض أمراً ايجابياً. وانخفضت القروض المتأخرة السداد لبنك برقان، على سبيل المثال، بنسبة %41 على أساس سنوي.
المصدر: القبس