falah
عضو نشط
- التسجيل
- 12 أغسطس 2005
- المشاركات
- 199
لماذا تشكو الغالبية دائماً من الخسارة في سوق الأسهم؟!
بقلم :أيمن سيف
عندما يمر السوق المالي في حالة عادية بانخفاض أسعار الأسهم تجد التذمر من الخسارة هو الحالة السائدة بين غالبية المستثمرين. وتبدأ مرحلة القرارات العلاجية من محاولة الحصول على تمويل أو قرض لدعم الموقف المالي، لكن هل الخسارة هي خاصية الأكثرية فقط؟ وهل في المقابل لا يوجد رابحون؟
السوق عبارة عن بائع ومشتر والذي اشترى اليوم بسعر مرتفع باعه من سبق أن اشترى بسعر أقل، وأن البائع قد ربح والمشتري ربما يخسر، أي أنه يوجد هناك رابح وخاسر.ويقال إنك عندما تحقق الربح تفرح، وعندما تفرح تكون هناك دموع في عيون شخص آخر. هذه النتيجة طبيعية. أما سر أن الغالبية هنا هي التي تعاني دائماً من الخسارة فيكمن في أن الغالبية هي التي يملك كل واحد منها منفردا رأسمالاً صغيراً، بينما الأقلية هي التي يملك أفرادها رأس المال الضخم.
إذن فالمعادلة هي أن رأس المال الكلي موجود بين يدي فريقين، الأول هو العدد القليل من المستثمرين الذين يملك كل واحد منهم رأسمالاً ضخماً، ويحرك رأس المال هذا السوق وفقا لتخطيط ودراسة في تحديد نقطة الشراء ونقطة البيع والانسحاب الموفق، ويكتفي بارتفاع بسيط لتحقيق ربح مناسب.أما الفريق الثاني الذي يمثل الغالبية فيملك رأسمالاً كبيراً أيضاً، ولكنه مجزئ وموزع على الأكثرية ولا يتحرك في مجمله وفقا لتخطيط سليم، بل إن هناك عوامل الانقياد هي التي تتحكم أكثر في قرارات الشراء والبيع.
وتكون قرارات الأغلبية دائماً نتاجاً عاطفياً كرد فعل أو محاكاة للفريق الأول الذي سبق الشراء برأس المال الضخم فأدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار، فيأتي شراء الفريق الثاني برؤوس الأموال الصغيرة متتابعاً مع صعود السهم ليكون سعر الشراء بالضرورة قد ارتفع، وبينما تستمر رؤوس الأموال الصغيرة بالتدفق البطيء للشراء، يصل السوق إلى ارتفاع مناسب لسعر البيع المحدد بربحية معقولة للفريق الأول، وهنا تبدأ مرحلة البيع السريع والانسحاب بالربح من جانب الفريق الأول، بينما البقية من الفريق الثاني لا تزال تشتري!
في لحظة اكتمال انسحاب رأس المال الضخم يجد غالبية صغار المستثمرين أنفسهم وقد اشتروا أسهمهم بسعر مرتفع، ولا يمكن بيعها بسعر أعلى لأن مرحلة الشراء الكبيرة قد تناقصت وربما انتهت عند الأسعار العالية، ولا بد لهم من تقبل خسارة ما حتى يقوموا بالبيع والانسحاب.
هل هناك مسؤول عن هذه الحالة؟ بالطبع أن كل واحد مسئول عن قراره، فالقرار يكون سليماً إذا كان بناء على دراسات فنية وتوقعات صحيحة بعيداً عن العواطف والمحاكاة التي طالما دمرت أموالاً لا لشيء إلا لأن أصحابها قد اخذوا قراراتهم بناء على أن فلاناً قد اشتري سهم الشركة «س» وحقق أرباحاً بلغت 300% وصاحبنا يريد أن يكرر الحالة نفسها ويعيد التاريخ إلى الخلف.
ونسي أن من حقق مثل هذا الربح قد يكون صبر زمناً ليس بالقصير، وربما كان سباقاً بدخول السوق على حين غرة منذ البدايات قبل أن تتحقق أرباحاً عالية في هذه الشركة، ونسي أيضا أن الشركة يمكن أن تكون قد استفادت من طفرة اقتصادية عامة، فهو بذلك أما يريد أن يعيد تكرار الحدث، أو يطالب بطفرة جديدة تتشكل له خصيصاً.
من الواضح أن جزءاً كبيراً من هذه المشكلة المستمرة هو أن رأس المال الكبير يستطيع الإنفاق على الخبرات اللازمة لتوظيفه وإدارته بشكل علمي سليم، تحدد إدارته توقيت الدخول والخروج من السوق بربحية صغيرة مناسبة تحقق عائداً كبيراً، بينما تتم إدارة رأس المال الصغير ذاتياً وبطرق ووسائل أقل ما يمكن وصفها أنها عاطفية ويرغب أصحابها في ارتفاع كبير حتى يتحقق لهم ربح عال.
مستشار مالي
بقلم :أيمن سيف
عندما يمر السوق المالي في حالة عادية بانخفاض أسعار الأسهم تجد التذمر من الخسارة هو الحالة السائدة بين غالبية المستثمرين. وتبدأ مرحلة القرارات العلاجية من محاولة الحصول على تمويل أو قرض لدعم الموقف المالي، لكن هل الخسارة هي خاصية الأكثرية فقط؟ وهل في المقابل لا يوجد رابحون؟
السوق عبارة عن بائع ومشتر والذي اشترى اليوم بسعر مرتفع باعه من سبق أن اشترى بسعر أقل، وأن البائع قد ربح والمشتري ربما يخسر، أي أنه يوجد هناك رابح وخاسر.ويقال إنك عندما تحقق الربح تفرح، وعندما تفرح تكون هناك دموع في عيون شخص آخر. هذه النتيجة طبيعية. أما سر أن الغالبية هنا هي التي تعاني دائماً من الخسارة فيكمن في أن الغالبية هي التي يملك كل واحد منها منفردا رأسمالاً صغيراً، بينما الأقلية هي التي يملك أفرادها رأس المال الضخم.
إذن فالمعادلة هي أن رأس المال الكلي موجود بين يدي فريقين، الأول هو العدد القليل من المستثمرين الذين يملك كل واحد منهم رأسمالاً ضخماً، ويحرك رأس المال هذا السوق وفقا لتخطيط ودراسة في تحديد نقطة الشراء ونقطة البيع والانسحاب الموفق، ويكتفي بارتفاع بسيط لتحقيق ربح مناسب.أما الفريق الثاني الذي يمثل الغالبية فيملك رأسمالاً كبيراً أيضاً، ولكنه مجزئ وموزع على الأكثرية ولا يتحرك في مجمله وفقا لتخطيط سليم، بل إن هناك عوامل الانقياد هي التي تتحكم أكثر في قرارات الشراء والبيع.
وتكون قرارات الأغلبية دائماً نتاجاً عاطفياً كرد فعل أو محاكاة للفريق الأول الذي سبق الشراء برأس المال الضخم فأدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار، فيأتي شراء الفريق الثاني برؤوس الأموال الصغيرة متتابعاً مع صعود السهم ليكون سعر الشراء بالضرورة قد ارتفع، وبينما تستمر رؤوس الأموال الصغيرة بالتدفق البطيء للشراء، يصل السوق إلى ارتفاع مناسب لسعر البيع المحدد بربحية معقولة للفريق الأول، وهنا تبدأ مرحلة البيع السريع والانسحاب بالربح من جانب الفريق الأول، بينما البقية من الفريق الثاني لا تزال تشتري!
في لحظة اكتمال انسحاب رأس المال الضخم يجد غالبية صغار المستثمرين أنفسهم وقد اشتروا أسهمهم بسعر مرتفع، ولا يمكن بيعها بسعر أعلى لأن مرحلة الشراء الكبيرة قد تناقصت وربما انتهت عند الأسعار العالية، ولا بد لهم من تقبل خسارة ما حتى يقوموا بالبيع والانسحاب.
هل هناك مسؤول عن هذه الحالة؟ بالطبع أن كل واحد مسئول عن قراره، فالقرار يكون سليماً إذا كان بناء على دراسات فنية وتوقعات صحيحة بعيداً عن العواطف والمحاكاة التي طالما دمرت أموالاً لا لشيء إلا لأن أصحابها قد اخذوا قراراتهم بناء على أن فلاناً قد اشتري سهم الشركة «س» وحقق أرباحاً بلغت 300% وصاحبنا يريد أن يكرر الحالة نفسها ويعيد التاريخ إلى الخلف.
ونسي أن من حقق مثل هذا الربح قد يكون صبر زمناً ليس بالقصير، وربما كان سباقاً بدخول السوق على حين غرة منذ البدايات قبل أن تتحقق أرباحاً عالية في هذه الشركة، ونسي أيضا أن الشركة يمكن أن تكون قد استفادت من طفرة اقتصادية عامة، فهو بذلك أما يريد أن يعيد تكرار الحدث، أو يطالب بطفرة جديدة تتشكل له خصيصاً.
من الواضح أن جزءاً كبيراً من هذه المشكلة المستمرة هو أن رأس المال الكبير يستطيع الإنفاق على الخبرات اللازمة لتوظيفه وإدارته بشكل علمي سليم، تحدد إدارته توقيت الدخول والخروج من السوق بربحية صغيرة مناسبة تحقق عائداً كبيراً، بينما تتم إدارة رأس المال الصغير ذاتياً وبطرق ووسائل أقل ما يمكن وصفها أنها عاطفية ويرغب أصحابها في ارتفاع كبير حتى يتحقق لهم ربح عال.
مستشار مالي