فضل
عضو مميز
يقول احدهم ..
اخبرني صديقي انه سوف يسافر الى أوربا عن طريق التهريب مقابل مبلغ كبير من المال
وسألني فيما اذا كنت ارغب بالسفر معه ، ترددت كثيرا فلا املك المال الكافي لذلك
لكني املك ارضا زراعية كبيرة قد غزاها الجفاف واصبحت عديمة الفائدة
حيث لا امطار ولا مياه سقي ولا دعما من الحكومة ناهيك عن المواد المستوردة
فهي ارخص ثمنا وربما افضل جودة ..
فقررت بيع الارض بثمن جيد وعزمت على السفر ، حزمت حقائبي وودعت اهلي واصدقائي
دعوا لي بالسلامة واهدتني ابنة عمي معطفا قديما لا يزال في حالة جيدة
ربما يعود الى جدي السابع عشر كان قد احتفظ به عمي طوال تلك الاعوام
واخبرتني ان الجو بارد في اوربا واني سوف احتاج اليه اضافة الى ان المعطف
عديم الفائدة في اجوائنا الحارة ، لم اقبل به في بادئ الامر لكني اخذته بعد اصرار عمي !
انطلقنا في رحلة لا تخلو من المخاطر اشبه ما تكون بمغامرات سندباد حتى وصلنا الى سواحل
فرنسا فقررت البقاء هناك بعد ان تعرفت على ثلة من العرب
وتابع الاخرون طريقهم الى دولة اخرى ..
ابتسمت لي الدنيا بما رحبت وحالفني الحظ كثيرا فقد حصلت على عمل جيد وتحسنت احوالي
المادية وامتلكت ما لا يمكنني امتلاكه في وطني من بيت وسيارة حديثة وغير ذلك ..
انغمست بل انصهرت مع المجتمع الفرنسي حتى كدت انسى اني عربي
انتابني شعور ان انسى وطني وامحو كل ذكرياتي واتخلص من كل شيء يذكرني فيه
فقطعت الاتصال بأهلي وتخلصت من كل ما جلبته معي من حاجيات الا المعطف ..!
لم ارتد المعطف الا قليلا فقد كان قديما وقد اشتريت معطفا افضل منه
لذا قررت ان ارميه في النهر او البحر او أي مكان بعيد ..
تمشيت حتى توسطت جسرا كبير ، توقفت اتامل النهر فطويت المعطف ورميته بهدوء
وادرت وجهي عائدا لكني ما ان وصلت الى حافة الجسر حتى ناداني شخص من خلفي
التفت اليه فأذا برجل شاب فيما يبدو انه كان سباحا ، يحمل المعطف بيديه يقطر منه الماء
وقال لي < تفضل سيدي .. هذا معطفك ! > لقد ظن ان المعطف قد سقط مني لا اراديا
وقد شاهده يسقط من اعلى الجسر بينما كان هو مع شلة اصدقائه يسبحون
فظن انه قد صنع معروفا لي لم يسعنى الا ان اقول له Merci beaucoup
تصورت ان الموضوع عاديا جدا فقررت هذه المرة ان القي المعطف في حاوية النفايات
فرميته تلك الليلة وفي الصباح حيث كنت اروم الذهاب للعمل استوقفني جاري < لوفييه >
ومعه رجلان من عمال البلدية يحملان المعطف واخبرني ان العمال اعتقدوا ان هذا المعطف قد
رميّ سهوا وهم يبحثون عن مالكه وقد اخبرهم جاري < لوفييه > انه قد شاهدني ارتديه عدة
مرات فلا بد ان يكون المعطف لي فلم يسعنى الا ان اقول لهم Merci beaucoup
وفي يوم من الايام قصدت متنزها بعيدا عن منزلي جلست طويلا هناك اتامل الطبيعة
ثم نهضت من مكاني وتركت المعطف هناك وعدت الى المنزل
ظانا هذة المرة اني قد تخلصت منه والى الابد لكن في اليوم التالي طرق باب البيت ففتحت الباب
فأذا انا برجل شرطة وهو يحمل المعطف وطلب مني استلامه وان اوقع على ورقة الاستلام
فسألته كيف عرفت ان المعطف لي ؟ وكيف عرفت عنواني ؟
فأخبرني ان في المعطف بطاقتي الشخصية كنت قد نسيتها في جيب المعطف ..!
علقت المعطف على الحائط وتأملت فيه كثيرا ودارت في راسي العديد من الامور
ربما كان فيه سحرا ، عملا من اعمال زوجة عمي التي تريد ان تزوجني ابنتها او ربما ان في
المعطف سر قد غاب عن ذهني او ربما اني لم احسن التخلص منه ..!
فكرت طويلا في كيفية التخلص منه حتى تبادر الى ذهني ان ادفنه في حديقة المنزل
فأخذت المعول وحفرت حفرة والقيته فيها واهلت عليه التراب ..
في الصباح استيقظت على صوت صفارات سيارات الشرطة التي احاطت بالمنزل وطلبوا مني
الخروج اعزلا من السلاح وان ارفع كلتا يداي على رأسي واتجه نحو الباب الرئيسي بهدوء وترو
وهكذا فعلت ، فهرع الي عدد منهم وكبلوني بالسلاسل واصطحبت جارتي العجوز امراءة تبكي بمرارة
ورجل يحاول ان يهدئها ويخفف عن مصابها ومعهم ضابط الشرطة الى مكان الحفرة
فأمر الضابط رجاله بالحفر واستخرجوا المعطف وقف الضابط مندهشا وامر بجلبي الى المكان
وقال لي ما هذا ؟ اين الطفل ؟ فأجبته أي طفل ؟ لم اكن اعلم بأمر طفل قد اختفى من الجيران
وقد شاهدتني العجوز احفر في الحديقة فظنت اني قد دفنت الطفل هناك فسارعت لابلاغ الشرطة .!
ذات يوم جلست انظر الى المعطف فراودتني شكوك كثيرة حوله فقلت في نفسي < يمكن فيه جني >
<او يمكن روح جدي السابع عشر ساكنه فيه> <او يمكن بنت عمي سوتلي سحر حتى ما انساها >
فأحضرت عدة انواع من البخور واغلقت جهاز انذار الحريق ، اطلقت البخور وشرعت بقراءة بعض
سور القرأن < اعوذ بالله العظيم ، قال لهم موسى القوا فلما القوا قال موسى ما جئتم به السحر ان
الله سيبطله ان الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون وقدمنا الى
ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا ، بل نقذف بالحق على الباطل ان الباطل كان زهوقا انما
صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث اتى ، فألقى السحرة سجدا قالوا امنا برب هارون وموسى >
تصورت اني قد تخلصت من أي مؤثرات روحانية قد تكون موجودة في المعطف
فسافرت الى بلجيكا فقد قررت ان اترك المعطف هناك ، وهكذا فعلت وعدت الى البيت
بعد مضي اسبوع نسيت امر المعطف تماما ، حتى جاء اليوم الذي وجدت
فيه طردا بريديا قرب المنزل فدخلت المنزل احمله وفتحته .. يا للهول !
فقد وجدت المعطف ، رميته على الارض الا اني سرعان ما تناولته وفتشت جيوبه وكل زواياه
باحثا عن أي شيء قد يكون السر في عودته
وبعد جهد جهيد ، وجدت ورقة صغيرة ملفوفة بشكل جيد ، قد اخفيت بأحكام ، فتحته
وقرأت ما كان مكتوب فيها :
< بلادي وان جارت عليّ عزيزة >
< اللى ماله اول .. ماله تالى >
اخبرني صديقي انه سوف يسافر الى أوربا عن طريق التهريب مقابل مبلغ كبير من المال
وسألني فيما اذا كنت ارغب بالسفر معه ، ترددت كثيرا فلا املك المال الكافي لذلك
لكني املك ارضا زراعية كبيرة قد غزاها الجفاف واصبحت عديمة الفائدة
حيث لا امطار ولا مياه سقي ولا دعما من الحكومة ناهيك عن المواد المستوردة
فهي ارخص ثمنا وربما افضل جودة ..
فقررت بيع الارض بثمن جيد وعزمت على السفر ، حزمت حقائبي وودعت اهلي واصدقائي
دعوا لي بالسلامة واهدتني ابنة عمي معطفا قديما لا يزال في حالة جيدة
ربما يعود الى جدي السابع عشر كان قد احتفظ به عمي طوال تلك الاعوام
واخبرتني ان الجو بارد في اوربا واني سوف احتاج اليه اضافة الى ان المعطف
عديم الفائدة في اجوائنا الحارة ، لم اقبل به في بادئ الامر لكني اخذته بعد اصرار عمي !
انطلقنا في رحلة لا تخلو من المخاطر اشبه ما تكون بمغامرات سندباد حتى وصلنا الى سواحل
فرنسا فقررت البقاء هناك بعد ان تعرفت على ثلة من العرب
وتابع الاخرون طريقهم الى دولة اخرى ..
ابتسمت لي الدنيا بما رحبت وحالفني الحظ كثيرا فقد حصلت على عمل جيد وتحسنت احوالي
المادية وامتلكت ما لا يمكنني امتلاكه في وطني من بيت وسيارة حديثة وغير ذلك ..
انغمست بل انصهرت مع المجتمع الفرنسي حتى كدت انسى اني عربي
انتابني شعور ان انسى وطني وامحو كل ذكرياتي واتخلص من كل شيء يذكرني فيه
فقطعت الاتصال بأهلي وتخلصت من كل ما جلبته معي من حاجيات الا المعطف ..!
لم ارتد المعطف الا قليلا فقد كان قديما وقد اشتريت معطفا افضل منه
لذا قررت ان ارميه في النهر او البحر او أي مكان بعيد ..
تمشيت حتى توسطت جسرا كبير ، توقفت اتامل النهر فطويت المعطف ورميته بهدوء
وادرت وجهي عائدا لكني ما ان وصلت الى حافة الجسر حتى ناداني شخص من خلفي
التفت اليه فأذا برجل شاب فيما يبدو انه كان سباحا ، يحمل المعطف بيديه يقطر منه الماء
وقال لي < تفضل سيدي .. هذا معطفك ! > لقد ظن ان المعطف قد سقط مني لا اراديا
وقد شاهده يسقط من اعلى الجسر بينما كان هو مع شلة اصدقائه يسبحون
فظن انه قد صنع معروفا لي لم يسعنى الا ان اقول له Merci beaucoup
تصورت ان الموضوع عاديا جدا فقررت هذه المرة ان القي المعطف في حاوية النفايات
فرميته تلك الليلة وفي الصباح حيث كنت اروم الذهاب للعمل استوقفني جاري < لوفييه >
ومعه رجلان من عمال البلدية يحملان المعطف واخبرني ان العمال اعتقدوا ان هذا المعطف قد
رميّ سهوا وهم يبحثون عن مالكه وقد اخبرهم جاري < لوفييه > انه قد شاهدني ارتديه عدة
مرات فلا بد ان يكون المعطف لي فلم يسعنى الا ان اقول لهم Merci beaucoup
وفي يوم من الايام قصدت متنزها بعيدا عن منزلي جلست طويلا هناك اتامل الطبيعة
ثم نهضت من مكاني وتركت المعطف هناك وعدت الى المنزل
ظانا هذة المرة اني قد تخلصت منه والى الابد لكن في اليوم التالي طرق باب البيت ففتحت الباب
فأذا انا برجل شرطة وهو يحمل المعطف وطلب مني استلامه وان اوقع على ورقة الاستلام
فسألته كيف عرفت ان المعطف لي ؟ وكيف عرفت عنواني ؟
فأخبرني ان في المعطف بطاقتي الشخصية كنت قد نسيتها في جيب المعطف ..!
علقت المعطف على الحائط وتأملت فيه كثيرا ودارت في راسي العديد من الامور
ربما كان فيه سحرا ، عملا من اعمال زوجة عمي التي تريد ان تزوجني ابنتها او ربما ان في
المعطف سر قد غاب عن ذهني او ربما اني لم احسن التخلص منه ..!
فكرت طويلا في كيفية التخلص منه حتى تبادر الى ذهني ان ادفنه في حديقة المنزل
فأخذت المعول وحفرت حفرة والقيته فيها واهلت عليه التراب ..
في الصباح استيقظت على صوت صفارات سيارات الشرطة التي احاطت بالمنزل وطلبوا مني
الخروج اعزلا من السلاح وان ارفع كلتا يداي على رأسي واتجه نحو الباب الرئيسي بهدوء وترو
وهكذا فعلت ، فهرع الي عدد منهم وكبلوني بالسلاسل واصطحبت جارتي العجوز امراءة تبكي بمرارة
ورجل يحاول ان يهدئها ويخفف عن مصابها ومعهم ضابط الشرطة الى مكان الحفرة
فأمر الضابط رجاله بالحفر واستخرجوا المعطف وقف الضابط مندهشا وامر بجلبي الى المكان
وقال لي ما هذا ؟ اين الطفل ؟ فأجبته أي طفل ؟ لم اكن اعلم بأمر طفل قد اختفى من الجيران
وقد شاهدتني العجوز احفر في الحديقة فظنت اني قد دفنت الطفل هناك فسارعت لابلاغ الشرطة .!
ذات يوم جلست انظر الى المعطف فراودتني شكوك كثيرة حوله فقلت في نفسي < يمكن فيه جني >
<او يمكن روح جدي السابع عشر ساكنه فيه> <او يمكن بنت عمي سوتلي سحر حتى ما انساها >
فأحضرت عدة انواع من البخور واغلقت جهاز انذار الحريق ، اطلقت البخور وشرعت بقراءة بعض
سور القرأن < اعوذ بالله العظيم ، قال لهم موسى القوا فلما القوا قال موسى ما جئتم به السحر ان
الله سيبطله ان الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون وقدمنا الى
ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا ، بل نقذف بالحق على الباطل ان الباطل كان زهوقا انما
صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث اتى ، فألقى السحرة سجدا قالوا امنا برب هارون وموسى >
تصورت اني قد تخلصت من أي مؤثرات روحانية قد تكون موجودة في المعطف
فسافرت الى بلجيكا فقد قررت ان اترك المعطف هناك ، وهكذا فعلت وعدت الى البيت
بعد مضي اسبوع نسيت امر المعطف تماما ، حتى جاء اليوم الذي وجدت
فيه طردا بريديا قرب المنزل فدخلت المنزل احمله وفتحته .. يا للهول !
فقد وجدت المعطف ، رميته على الارض الا اني سرعان ما تناولته وفتشت جيوبه وكل زواياه
باحثا عن أي شيء قد يكون السر في عودته
وبعد جهد جهيد ، وجدت ورقة صغيرة ملفوفة بشكل جيد ، قد اخفيت بأحكام ، فتحته
وقرأت ما كان مكتوب فيها :
< بلادي وان جارت عليّ عزيزة >
< اللى ماله اول .. ماله تالى >