23سبتمبر

مقام العز

عضو نشط
التسجيل
3 أكتوبر 2010
المشاركات
472
أحمد مبارك البريكي
ahmad_alburaiki@

قبل ثمانية عقود مضت ، وقف الملك عبدالعزيـز بن عبدالرحمن آل سعـود في خريف عام 1932 وفي مثل هذا اليـوم ليرفع خفاقا أخضر يحمل نورا مسطرا (لاإلـه إلا اللـه محمد رسول اللـه) ، ليدشن ميلاد أمـة عظيمة وبلـد يسعى للكمـال في كل شـيء ، ويحث الخطى بسرعة هائلـة إلى حيث المجـد والأضواء والسعي الجدّي لبناء أمّـة تضاهي الأمـم، إنها ولادة المملكة العربية السعودية.
يـوم توحيـد أطراف شبه جزيرة مترامية كان يوما من أيــام الفخـر ، فقـد رأى النـور فيـه وطن جعـل الشريعـة مسلكـا و القرآن دستـورا لا يحيد عنـه ، وتوحـدت شعوب وقبائل متنافـرة فتعارفـت ليجمعهـا التوحيـد والوحـدة ، هكذا ولدت مملكـة من شموخ وعزة وكرم لتعيـش فجـرا يتشـقق منه النـور.
هذه البلاد شبه القاريّة بعظمة مساحتها التي تناهز المليوني كيلو متر مربع نبعـت منها رسالة الإسـلام والهدى، وشعبها الأصيل صاحب التاريخ المشرق والمشرّف و ذو الجذور الراسخـة في عمق الإنسانيـة ، شعب لا يهدأ حتى يصل إلى قمـم النجـاح.
بلاد الحرميـن وقبلة المسلمين بخادم حرميها ومليكهـا، بلاد لا تعرف الكسـل ولا الركون إلى الثبات ، إنها نهـر هادر من الإنجازات في كل المجالات ، إنهـا وطـن للعلـم والعلماء ، وطن للرياضة والحياة ، وطن للصناعة والاقتصاد ، وطن للثقافة والفنون ، وطن للسلام والإسـلام.
في إحدى زياراتي لمدينـة الرياض عرجت على المتحف الوطني ودارة الملك عبدالعزيز بحي العليا وسط الرياض ، لقد أذهلني وسرّني ما رأيت، إنه وطن حي ، تاريخه محفوظ في قلب عاصمتـه، تجولت في أروقـة ذلك المبنى الفاخـر في عصريتـه، الزاخـر في كنوز التاريـخ ، الدهشـة رافقتني من باب الدخول حتى، نهاية رواق حكاية أمجاد بنـاة الحضارات.
السعودية والكويت توأمان لا غنى لأحدهما عن الآخـر أبدا، والتاريـخ يحكي الروايـة ، فالكويت كانت عمقـا وسنـدا للملكـة في أحلك أيامها مطلع القرن الماضي فكانت كعادتها عونـا على الخير في وجه الشرور، والمملكة بحكومتها وشعبها الكريم كانت وجهة فسيحة ومدرسـة في النخوة والكرم ونبل الأخلاق لأهل الكويت عندما ضاقت الأرض عليهـم يوم أن ماتت شهامة العروبة العراقية وصار الدم شربة ماء
عنـد هؤلاء الجيران.
والملك فهد بن عبدالعزيز- طيب اللـه ثراه- وهو يستقبل أميرنا وقائدنا جابر الخيـر- رحمه اللـه رحمة واسعـة-
في أصعب أيام الكويت وأكثرها كربـة قال كلمات خالـدة:
«إما أن تعـود الكويـت أو تذهـب السعوديـة معها..»
هذه الكلمات البسيطة التي تختصر مجلدات من التضحية والإيثـار، لا تنسى أبـدا ويتذكرها كل كويتـي أصيل رضع الشرف والأمانـة وعدم نكران المعروف.
قصيـدة الأميـر سعود بن عبداللـه التي شدا بها فنان العرب محمد عبـده ، تقطـر شهـدا من شمـوخ فتقول كلماتهـا:
حنّا جنود الله من دون الوطن..وحدودنا بأرواحنا عنها نذود
حنّا خلقنا الله نبيد أهل الفتن..نرفع شعار الحق ويموت الحسود
الظلم لا من بان بالحق اندفن..وإنا عدو الظلم من عهد الجدود
الأرواح دون الدار للموت اطلبن..تبقى عزيزة عن طلاسيم اليهود
ارواحنا للذل والله ماظرن ..اما حياة العز وإلا للحود
حنّا ندور للشهادة من زمن .. واكبر جزا للموت جنات للخلود
من دون بيت الله نبي لبس الكفن..ماعاد يحسب للعمر نقصٍ وزود
اهنـأوا شعب وحكومـة المملكة العربيـة السعـوديـة وسارعوا للمجد والعليـاء ومجدوا لخالق السمـاء، إنـه يوم وطنكم المجـيد في ظل قائـد مسيرتكم ومليككم أبو متعـب رعـاه اللـه.

--------------------------------------------------------------------------------

يستاهلون اخوانا السعوديين تسلم يمينك يالبريكي مقال جميل وفعلا اسره ساهمت في بناء دوله الله يعزهم ونبارك للاشقاء باليوم الوطني.
 
أعلى