فضل
عضو مميز
يقول احدهم ..،
يسحب الزوج نفساً عميقاً من لى المعسل ثم يدخل يده في جيبه ساحباً
الجوال ليهاتف أم العيال : هاااه وصلتوا .. !
أنا سأتأخر قليلاً في الدوانية مع الربع !
ثم يأتي لمنزله قبالة الفجر ..
الأولاد ما أن يدخلوا المنزل يرمون كل شيء في أيديهم …
حقائبهم المدرسية ، أحذيتهم ، بقايا فسحتهم … ثم يصيح الصبي ذو
العاشرة في وجه الخادمة الآسيوية : ‘جيبي لي ماى’ ، فتركض المسكينه
فزعة لتحضر كوب الماء لهذا الصبي المأفون ، وهو لا يريد ماء قدر ما كان يريد
أن يلقي أوامر !
أطفالنا ما أطول ألسنتهم أمام أمهاتهم والخادمات ولكنهم أمام الكاميرا
يصبحون كالأرانب المذعورة ، لا أدري كيف يحدث هذا ..!
أحسن شيء سائق وشغالة ، هم من يتحمل مشاوير أم العيال
ومن يتحمل قيادة السيارات في شوارعنا المكتظة بالمخالفات المرورية
والطائشين والسائقين النزقين ، فليتحمل المسئولية السائق الآسيوي
فكلها حفنة دنانير ..
ومن يتحمل تغسيل الصحون والملابس وشطف البلاط و سقى الحديقة
وكي الملابس ، آه ما أثقل دم كي الملابس
هاهي حفنة دنانير أخرى لخادمة آسيوية تعمل كل هذه الأعمال الشاقة ..
ولتتفرغ أم العيال لتصليح الحلويات ، والبنات لمتابعة الفضائيات والتجول في
الأسواق ، والأولاد لمضايقة بنات الناس في الأسواق !
الكسل أحلى من العسل .. ماذا جنى الأولاد والبنات من هذا الكسل ؟
لا شيء سوى الطفش !
دائماً صغارنا وكبارنا طفشانين .. لأنهم لا يعملون شيئاً ..
من لا يتعب لا يحس بطعم الراحة ومن لا يجوع لا يحس بطعم الأكل
كل مشاوير بيتزاهت وماكدونالد لم تعد تسعد صغارنا ولم يبق إلا متعة صغيرة
في النوم في بيت الخالة والتي لا يسمح بها دائماً ولذلك بقي لها شيء
من المتعة !
هذا السيناريو السائد في معظم المنازل الخليجيه ، المصيبة لا تحدث الآن
ولكنها تحدث بعد عشرين سنة من التبطح تكون نتيجتها بنت غير صالحة
للزواج وولد غير صالح لتحمل أعباء الزواج
لأنه ببساطة غياب تحمل المسؤولية لمدة عشرين عاماً لا يمكن أن يتغير
من خلالها الابن بسبب قرار الزواج أو بسبب تغير سياسة المنزل
لأن هذه خصال وقدرات إذا لم تبن مع الزمن فإنه من الصعوبة بمكان استعادتها ..
الانضباط ممارسة يوميه ، فلا يمكن أن تقرر أن تنضبط في عمر متأخرة
لكي يحدث الانضباط ، وبلا انضباط لا يمكن أن تستقيم حياة .
بيل غيتس أغنى رجل في العالم يملك 49 ألف مليون دولار ، ومع ذلك
يعمل في منزله شخصان فقط !
تخيلوا لو كان بيل غيتس خليجياً كم سيعمل في منزله من شغاله ؟
30 ، 40 ، ألف ، أو أهل اندونيسيا كلهم !
أذكر أيام دراستي في أمريكا أنني سكنت مع عائلة أمريكية ميسورة ولم
يكونوا يأكلون في ماكدونالد إلا مرة في الشهر وتحت إلحاح شديد من
أولادهم ، ولم يكن أولادهم يحصلون على مصروف إلا عن طريق العمل في
شركة والدهم عن أجر بالساعة
لا أحد ‘يبعزق’ الدراهم على أولاده كأهل الخليج ..
جيل الآباء الحاليين في الخليج عانى من شظف العيش وقسوة التربية فجاء
الإغداق المالي والدلال على الجيل الحالي بلا حدود كتعويض عن حرمان
سابق ..
نحن في الخليج كمن يلعب مباراة كرة قدم ومهزوم فيها تسعة صفر وفي
الدقيقة الاخيره من المباراة لا يريد أن يتعادل فقط بل يريد أن يفوز !
وهذا في حكم المستحيل
الحياة كمباراة كرة القدم إذا أردت أن تكسبها ، فلابد أن تعد نفسك لها
إعداداً جيداً بالتدريب والممارسة الجيدة ، والأهم من ذلك أن تلعب بجد من
الدقيقة الأولى من المباراة وليس في اخر دقيقه ..
في الخليج يعيشون الحياة على طريقة ‘تتدبر’ ، يذهبون إلى السينما
متأخرين ثم يجدون التذاكر نفدت ثم يجادلون بائع التذاكر ‘دبر لنا ياخي’ !
هذه التذاكر ينطبق عليها ما ينطبق على تربية الأولاد وتحمل المسؤولية
والمستقبل وتبعاته ، في المجتمع المدني يجب أن تدبر أمورك مبكراً وفي
أمور الحياة يجب أن تبذل عمرك كله ، الطفل الذي يرمي حقيبته بجانب
أقرب جدارفي المنزل سيدفع ثمن هذه اللامبالاة حينما يكبر ومن أصعب
الأشياء تغيير الطبائع والسلوك ..
‘ تتدبر’ هذه تصلح قديماً في زمن الغوص وزمن الصحراء والحياة في انتظار
المطر، ولكنها لا تصلح للحياة المدنية التي تحتاج إلى انضباط ومنهج وتخطيط
وتدبير منا نحن في كل شؤون حياتنا منذ الدقيقة الأولى من المباراة !
الآن من نلوم على هذه اللامبالاة ، هل نلوم النفط ؟
أم الآباء أم الأمهات ، أم الأولاد أم البنات ؟ أم تتدبر !