النايفه
عضو مميز
إن بعض الظن إثم !
مقالة لـ فهد عامر الأحمدي
قبل بضعة أعوام قررت السفر إلى إيطاليا ومشاهدة أعظم آثار روما والبندقية.
وكعادتي - قبل كل رحلة - قرأت أدلة وكتبا سياحية كثيرة عن هاتين المدينتين بالذات..
ولفت انتباهي حينها كثرة التحذير من التجول في الشوارع المحيطة بمحطة القطار الرئيسية في روما (وتدعى تيرميني).
وذات يوم كان علي الذهاب لتلك المحطة بالذات لتصديق تذكرة القطار الأوروبي.
وفور نزولي من التاكسي فوجئت بشاب غريب الهيئة ينادي علي بلغة لا أفهمها.
غير أنني تجاهلته وأسرعت الخطى نحو المحطة ولكنه استمر في السير خلفي والصراخ عليّ بصوت مرتفع..
فما كان مني إلا أن هرولت - ثم جريت - فجرى خلفي مناديا بحدة حتى اضطررت للتوقف ومعرفة ماذا يريد.. !!
وحين وقف أمامي مباشرة أخذ يتحدث بعصبية وصوت غاضب - وكأنه يلومني على تجاهله - في حين كان يريد إعطائي محفظتي التي سقطت فور نزولي من التاكسي.
هذا الموقف - الذي أخجلني بالفعل - يثبت أن بعض الظن إثم وأن تبني الآراء المسبقة يحد من تفكيرنا ويحصره في اتجاه ضيق ووحيد..
وكنت قد مررت بموقف مشابه قبل عشرين عاماً في جامعة منسوتا حين كنت أتناول طعامي بشكل يومي في 'بوفية' الطلاب..
فخلف صواني الطعام كان يقف 'الطباخ' وبعض العاملين في البوفية لمساعدة الطلاب على 'الغَرف' واختيار الأطباق..
ولفت انتباهي حينها عاملة يهودية متزمتة تعمل في المطعم
(وأقول متزمته بناء على لبسها المحتشم وطرحتها السوداء ونجمة داوود حول رقبتها).
وأذكر أنني كرهتها من أول نظرة - وأفترض أنها فعلت ذلك أيضا - وكنا دائما نتبادل نظرات المقت والاشمئزاز بصمت..
وذات يوم رمقتها بنظرة حادة فما كان منها إلا أن اقتربت مني ومسكتني من ياقة قميصي
وهمست في أذني 'هل أنت مسلم؟' قلت 'نعم'
فقالت 'إذاً احذر؛ ما تحمله في صحنك لحم خنزير وليس لحم بقر كما هو مكتوب'!!
مرة أخرى أيها السادة...
بعض الظن ليس إثما فقط ؛
بل ويحصر تفكيرنا في اتجاه ضيق ووحيد!
تعليقي؛ إتخاذ موقف مسبق من أي أمر أو من أي شخص بناء على تصورات مسبقه أو بناء على ما نسمعه من شخص أخر ،،، قد يحد من حريتنا في التصرف وحتى التعاطي مع من حولنا،،، مقاله أعجبتني جداً وأحببت أن تشاركوني بقرائتها،،،،
مقالة لـ فهد عامر الأحمدي
قبل بضعة أعوام قررت السفر إلى إيطاليا ومشاهدة أعظم آثار روما والبندقية.
وكعادتي - قبل كل رحلة - قرأت أدلة وكتبا سياحية كثيرة عن هاتين المدينتين بالذات..
ولفت انتباهي حينها كثرة التحذير من التجول في الشوارع المحيطة بمحطة القطار الرئيسية في روما (وتدعى تيرميني).
وذات يوم كان علي الذهاب لتلك المحطة بالذات لتصديق تذكرة القطار الأوروبي.
وفور نزولي من التاكسي فوجئت بشاب غريب الهيئة ينادي علي بلغة لا أفهمها.
غير أنني تجاهلته وأسرعت الخطى نحو المحطة ولكنه استمر في السير خلفي والصراخ عليّ بصوت مرتفع..
فما كان مني إلا أن هرولت - ثم جريت - فجرى خلفي مناديا بحدة حتى اضطررت للتوقف ومعرفة ماذا يريد.. !!
وحين وقف أمامي مباشرة أخذ يتحدث بعصبية وصوت غاضب - وكأنه يلومني على تجاهله - في حين كان يريد إعطائي محفظتي التي سقطت فور نزولي من التاكسي.
هذا الموقف - الذي أخجلني بالفعل - يثبت أن بعض الظن إثم وأن تبني الآراء المسبقة يحد من تفكيرنا ويحصره في اتجاه ضيق ووحيد..
وكنت قد مررت بموقف مشابه قبل عشرين عاماً في جامعة منسوتا حين كنت أتناول طعامي بشكل يومي في 'بوفية' الطلاب..
فخلف صواني الطعام كان يقف 'الطباخ' وبعض العاملين في البوفية لمساعدة الطلاب على 'الغَرف' واختيار الأطباق..
ولفت انتباهي حينها عاملة يهودية متزمتة تعمل في المطعم
(وأقول متزمته بناء على لبسها المحتشم وطرحتها السوداء ونجمة داوود حول رقبتها).
وأذكر أنني كرهتها من أول نظرة - وأفترض أنها فعلت ذلك أيضا - وكنا دائما نتبادل نظرات المقت والاشمئزاز بصمت..
وذات يوم رمقتها بنظرة حادة فما كان منها إلا أن اقتربت مني ومسكتني من ياقة قميصي
وهمست في أذني 'هل أنت مسلم؟' قلت 'نعم'
فقالت 'إذاً احذر؛ ما تحمله في صحنك لحم خنزير وليس لحم بقر كما هو مكتوب'!!
مرة أخرى أيها السادة...
بعض الظن ليس إثما فقط ؛
بل ويحصر تفكيرنا في اتجاه ضيق ووحيد!
تعليقي؛ إتخاذ موقف مسبق من أي أمر أو من أي شخص بناء على تصورات مسبقه أو بناء على ما نسمعه من شخص أخر ،،، قد يحد من حريتنا في التصرف وحتى التعاطي مع من حولنا،،، مقاله أعجبتني جداً وأحببت أن تشاركوني بقرائتها،،،،