داشه عرض!!
موقوف
قصة غريبة جدا لعملية انقاذ سجناء قندهار بعد حفر نفق طويل لا يكاد يصدقها عقل الا في الافلام الاجنبية الخيالية حيث تناقلت الايميلات هذه القصة لما فيها من الاثارة والغرابة اترككم معها ..
البيت الذي بدأ منه النفق:
مشهد فيديو:
http://www.youtube.com/watch?v=kikAnSC7V6E&feature=player_embedded
سجن قندهاريقع سجن قندهار الرئيسي غرب مدينة قندهار في منطقة (سربوزا) شمال طريق قندهار- هرات السريع، ويعتبر أكبر سجن حكومي جنوب أفغانستان حيث يسع لتوقيف الآف السجناء. للسجن بوابة رئيسية وهو مشتمل على اقسام عديدة، ومحاط بأسوار منيعة مرتفعة.
بني هذا السجن بشكل أساسي متقن وأسست في زواياه الأربع أبراج عالية للترصد والمراقبة، كما أحيط بعدد من الجدران تحت الأرض إضافة إلى أسواره العالية حتى تصد بذلك حفر النفق إلى الخارج.
لكن مع هذا الإعمار المحكم والتدابيرالأمنية المشددة أصبح هذا السجن وليد قصة عجيبة ليس فقط على مستوى أفغانستان بل على المستوى العالمي أيضا. خلال السنوات الثماني الماضية تمكن السجناء السياسيون في هذا السجن من الفرار ثلاثة مرات. في المرة الأولى تمكن المجاهدون السجناء في الجناح السياسي في شهر يونيو عام 2003 م بحفر نفق من داخل السجن نحو الخارج وبهذا خرج جميع السجناء في هذا الجناح البالغ عددهم 45 سجيناً من طريق النفق، وبعد ذلك في شهر يونيو عام 2008 م شن مجاهدو الإمارة الإسلامية هجمات مسلحة واستشهادية على هذا السجن مما أسفر عن مقتل جميع حراس السجن و تحرير ما يقارب (1200) مجاهد سجين. بعد هذا الحادث اعتنى الأمريكيون وموظفي قندهار بحفظ وصيانة هذا السجن فقامت القوات الكندية بتدريب شرطة مستقلين لحراسة السجن وأكثروا من عدد بروج الترصد ونصبوا كاميرات المراقبة واحاطوا السجن كله بخندق عريض عميق لكن مع هذه التدابير كلها، استطاع المجاهدون مرة ثالثة تحرير 541 سجيناً نتيجة تخطيط طويل في الخامس والعشرين من شهر ابريل من العام الجاري 2011 م.
[]خيال محض فكر أحد المجاهدين الذي اكتسب بعلاقاته معرفة تامة حول داخل السجن وخارجه في حديث مع نفسه بأنه هل يمكن حفر خندق من داخل بيت من الجانب الآخر من الشارع نحو السجن ليمهد الطريق لإخراج السجناء؟ في أول وهلة كان هذا التصور والخيال يبدو مضحكا حتى لصاحبه، ولم يجترئ على أن يشارك رأيه مع الأخرين؛ لكنه بعد زمن وتفكير متواصل في الأمر تيقن من هذا الموضوع وفي يوم من الأيام لما كان راكبا في عربة تجرها دراجه نارية ومعه أثنان من رفقائه شاركهم هذا الرأي و توكلوا على الله وشاركوا رأيهم هذا مع القيادة العليا للمجاهدين في قندهار وبإرشادات من قبل القيادة أظهر الأربعة المذكورين رفقاءهم المخلصين عزمهم في تنفيذ هذا التخطيط مهما بلغ خطره.
مصنع الخراسانيات:
قبل ستة أشهر قام هؤلاء المجاهدون العازمون بإستئجار منزل نحو الزاوية الجنوبية من سجن قندهار على الجانب الآخر من الشارع , ففي البداية بنوا غرفة جديدة وبعد ذلك أحضروا جميع اللوازم والمكائن لصناعة الخرسانات وأحضروا عددا من العمال الذين كانوا يعملون في المصنع طرف النهار وفي العصر بعد أن يغادر العمال يبقى المجاهدون في المصنع باسم الحراسة، وفي هذه الأثناء يبدؤون حفر النفق من داخل الغرفة التي بنوها جديدا.
عمل شاق لأربعة أشهر:
قام أربعة من المجاهدين في أول وهلة ينفذ هذه العملية وكان منهج عملهم على الشكل التالي: أحدهم كان يضرب المعول ويحفر النفق والبقية الثلاث كانوا ينقلون التراب علما بأن النفق كان ضيقا ولم يمكن إخراج التراب بواسطة العربات اليدوية، فذهب بعض منظمي العملية إلى السوق واشتروا عددا من الدراجات الصغيرة للأطفال فكووا منها العجلات الصغيرة ثم نصبوا سلات على هذه العجلات فجهزوا عربات تناصب مهمتهم فكانوا يملئون هذه العربات من التراب ثم يسجبونها بحبل نحو بوابة النفق وكانوا يجمعون التراب في هذا المكان ثم يضعونه في الشاحنة وفي الصباح لما كانت شاحنات التراب تتوجه نحو المدينة للبيع كان المجاهدون أيضا يدخلون شاحنتهم المليئة بالتراب ثم يبيعون التراب بهذه الطريقة يتخلصون منه.
لمدة شهرين كان أربعة من المجاهدين يعملون في مهمة حفر النفق وبعد ذلك بلغ عددهم إلى 8 مجاهدين وفي هذا الوقت كانوا يحفرون كل ليلة أربعة أمتار، ولما واصلوا عملهم حتى حفروا النفق لمسافة مائة متر واجهوا مشكلة التهوية بنقص الأكسيجن، ورغم ذلك تابعوا العمل حتى شقوا مسافة 150 متراً وبعد ذلك صعب عليهم مواصلة العمل نهائياً نتيجة عدم توافر الأكسيجن وتوقف عملهم إلى الأمام في الحال. فأولاً جربوا مروحة أرضية لقد كانت تحل مشكلة نقص الأوكسجين إلا أن الموسم كان شتاء فبرودة الجو كان يتسبب في الصداع ثم إنهم صنعوا مكنية دفع الهواء فكانوا يوصلون الهواء بواسطة انبوبة من خارج النفق إلى داخله وهذه كانت أفضل وسيلة لحل مشكلة التهوية وقلة الأكسيجن حيث كانت المكينة تعمل بهدوء بشحن البطارية ولم يكن لها أية ضجة وفي أثناء العمل أحسوا بخطر وهو أنهم سيحفرون النفق تحت الطريق الذي تمر عليه أليات العدو الضخمة إلى داخل السجن فيحتمل أن يسقط النفق من شدة ضغط اللأليات فإلى أي حد من العمق يجب أن يحفروا النفق حتى يزول هذا الإحتمال وللتجربة أوقفوا شاحنة مليئة من التراب فوق النفق فلم يتضرر النفق بشيئ فاطمأنوا بأنه لن يتضرر بمرور آليات العدو ، حيث كان بعمق مترين ونصف متر بين المنزل والشارع العام، لكن من باب الإحتياط أعمقوا النفق اكثر من ذلك وبعد مضي أربعة أشهر حفر النفق بمسافة 220 مترا في هذا الحين فُجئوا داخل النفق بماسورة بئرماء حديدية فظنوا أنها ماسورة ماء داخل السجن لكن بعدما تبينوا أن ماسورة السجن غير هذه بل تبيين لهم ذلك أن هذه الماسورة تقع في قرية جنوب السجن. في الحقيقة فإن حفرة النفق الذين لم تكن لديهم خريطة قد انحرفوا عن الطريق الصحيح، فقد مالوا إلى جهة اليمنى حتى عبروا الشارع ووصلوا إلى قرية قريبة من السجن، وهنا أدرك المجاهدون أنه لا يمكن الوصول إلى الهدف دون خريطة السجن وآلات تحديد المسافات والقياس.
عمل مؤثر خلال شهر ونصف:
خلال عمل متواصل أضاعوا الطريق وعملوا 120 مترا منحرفين عن هدفهم المعلوم ولكي ينتج عملهم قاموا بتنزيل خريطة السجن من الإنترنيت وبواسطتها استطاعوا تحديد موقع السجن بشكل دقيق ومن خلال آلات قياس الأرض اعادوا حفر النفق من مسافة مائة متر تجاه السجن مباشرة لكن مع انتهاء فصل الشتاء صارت مدة الليل اقصرمن السابق لذلك زادوا في عدد المجاهدين العاملين حتى بلغوا 21 مجاهدا وكما أن الأرض في الصيف تكون قليلة التبخر؛ لذا فإن مشكلة التهوئة كانت أخف من السابق والعمل في هذا الوقت كان أكثر سرعة وتأثيرا وبحفر مسافة 166 مترا وصلوا إلى وسط السجن (يجب أن يقال بأن المسافة التى ذكرت في موقع الإمارة الإسلامية كانت مشتملة على ذلك المقدار الذي تم حفره من قبل المجاهدين عن طريق الخطاء فالمجموع كان 360 مترا أما المسافة الدقيقة دون المسافة الإضافية تصل إلى 266 مترا ، وجدير ذكره بأن ارتفاع النفق كان70 سانتي مترا وعرضه كان 60 سانتي مترا).
كان سجناء المجاهدين في موضعين منفصلين بالسجن فمعظهم كانوا في الجناح السياسي حيث كان يبلغ عددهم 530 سجيناً إلا أنه كان عددا قليل منهم في غرفة تسمى بـ " توقيف خانه " وقد تم حفر النفق أولاً نحو عرفة توقيف خانه لأنه كان يقبع فيها مجاهد ارتباطي عالم بالقضية وقد كان يطرق الأرض بسبب وآخر حتى يدرك حفرة النفق أهم متقدمون أم متأخرون أم وصلوا الى الهدف؟ وبهذه الطريقة استطاعوا تحديد المكان، لكن لأجل التيقن رفعوا نصلاً إلى الغرفة حتى طمأنهم السجين بإصابة الهدف ومن ثم توجهوا نحو الجناح السياسي و خلال خمسة أيام حفروا النفق بمسافة 23 مترا آخر حتى وصلوا إلى الجناح السياسي وكان يقبع في الغرفة السابعة من هذا الجناح سجنيين ارتباطيين عالمين بالأمر والهدف كان إيصال النفق إلى الغرفة السابعة . أراد حفرة النفق هنا أيضا أن يرفعوا نصلا إلى الأعلى ليتيقنوا حتى لا يقع أي خطأ حال شق النفق إلى السجن.
في هذه الحالة كان المجاهدون مترددون أهم تحت الغرفة السادسة أم السابعة ولكي يبقى الخبر مستورا حين رفع النصل (مسمار حديدي) قام السجينان بانعقاد جلسة ختم القران في مصلى السجن فانشغل سجناء في هذه الليلة بختم القران داخل المصلى وكانت الغرف جميعها خالية خرج السجينان المذكوران من المصلى وبدأ أحدهما المراقبة في الغرفة السادسة والآخر في الغرفة السابعة وفي هذا الأثناء لما رفعوا النصل من داخل النفق تبينوا بأنه تحت في الغرفة السادسة خلاف توقعهم وبعد ذلك حفروا النفق مترين آخرين حتى بلغوا الغرفة السابعة في هذه الحالة لم يكن من الممكن اخراج السجناء من الغرف بذريعة ختم القرآن مرة ثانية؛ لذلك اغتم المجاهدون وقت الظهيرة حيث كان السجناء يخرجون في هذا الوقت لقضاء حاجاتهم وللإستعداد لصلاة الظهر فرفعوا النصل فخرج في الغرفة السابعة بنجاح وحدد الموقع للشق يوم عملية الفرار ويجدر بنا القول أن عملية رفع النصل قد تمت نيتجة حكمة وخطة شيقة فإن أرضية السجن كان أعلى من النفق حوالي مترين ونصف و ارتفاع النفق كان 70 سانتي مترا فكيف يسع هذا النفق الإدخال نصل طويل حتى يصل إلى أرضية السجن لذلك قطع المجاهدون أنصال فولاذية طولها 50 سانتي مترا حيث كانت تركب فيما بينها، فلما كانوا يرفعون نصلا على مسافة خمسين سانتي متراً بواسطة رافعة سيارات كانوا يركبون فيه نصلاأخر ويرفعونه بالراقعة وهكذا جهزوا لتفكيك الأنصال آلة كانت تركب بكل نصل ثم تضرب بالمطرقة نحو الأسفل وبهذه الطريقة حدد المكان بالضبط.
خطة إخراج السجناء:
بعد شق النفق إلى الهدف المطلوب إنتهى مسئولوا النفق عن العمل، وطلبوا من القيادة العليا للإمارة الإسلامية إرشادات حول تخطيط إخراج السجناء ولذا قام المسؤولون في ولاية قندهار وكذلك موظفوا الإمارة الإسلامية رفيعي المستوى بالتشاور المتواصل؛ لكي تنفذ عملية الإخراج بشكل آمن وناجح، ونتيجة التشاور تم التخطيط
كالاتي:
بأن العقل المدبر لهذه العملية، والذي قام بعمل ضرب المعول الشاق في حفر النفق لمسافة 300 متر لوحده سيكون قائد عملية تحرير السجناء أيضاً، وسيتخذ خلال العملية تصاميم عاجلة حسب الضرورة والقيادة العليا تخبره بحال كل مايجري و يجب كتمان العملية حتى آخر لحظة التنفيذ، وأن تقام روابط مع الإخوة الإرتباطين داخل السجن وأن يكونوا مستعدين داخل السجن لتحمل مسؤولية تنظيم وإخراج السجناء حسب التخطيط وعلى هذا النمط اتحذت القرارات وفوضت قيادة العملية للمذكور أعلاه.
عملية التحرير
لأجل تنفيذ العمليات على شكل أحسن تم التدقيق على التدابير الإحتياطة واتخاذ الإجراءات التمهيدية من جديد لحل مشكلة قلة التهوية داخل النفق فشغلت مكينة قوية لدفع الهواء والأنبوبة التي امتدت داخل النفق تم ثقبها في عشر أماكن حتى يصل الهواء إلى كل جزء من النفق، كما تم تشغيل 45 مصباحا لإنارة النفق، وكتدابير احتياطية أرسل فريق من الإستشهاديين إلى المناطق المجاورة للسجن ليشنوا هجوماً ملسحا إذا اقتضت الحاجة لذلك.
لغموض العملية وخطر افشاء سره قام مسؤول العملية بإختيار خمسة مجاهدين من مجموع الفريق المكون من واحد وعشرين مجاهداً ـ كما أسلفنا ـ في يوم العملية حتى لا يكون قد فقد جميع اصدقائه إن وقع مكروه لا سمح الله. وعلى هذا الأساس صارفريق عملية التحرير ستة أشخاص قام هؤلاء الستة في الساعة التاسعة صباحا بإخبار المجاهدين الإرتباطين الثلاثة داخل السجن حيث كان أحدهم في غرفة "توقيف خانه" واثنان في الجناح السياسي بأن الليلة القادمة ستكون موعد تنفيذ العملية بمشيئة الله ليكونوا مستعدين لها، الشخصان الإرتباطيان في الغرفة السابعة بالجناح السياسي لإجل إخبار بقية السجناء بالقضية في وقت مناسب جهزا ضيافة في غرفتهما ودعا لها واحدا أو أثنين من كل غرفة.
خطط قائد العملية على النحو الأتي: يدخل أربعة إخوة من الستة إلى النفق يبدأ أثنان منهم العمل لفتح النفق غرفة "توقيف خانه" و يعمل إثنان منهم لفتح نفق في الجناح السياسي واثنان آخران يكونان خارج النفق وكما مد المجاهدون سلك الهاتف داخل النفق فبذلك يقام الإرتباط بين الإخوة في الخارج وبين الخوة في الداخل ويتبادلون معلومات فيما بينهم بحيث إلى أين وصل العمل؟ وماذا يجب فعله؟ وهلم جرا..
دخل الأخوة الأربعة إلى النفق معهم رافعات السيارات وأعمدة حديدية قوية وبدؤوا فتح النفق في غرفة "توقيف خانه" والجناح السياسي، في حوالي الساعة العاشرة تم فتح أرضية غرفة "توقيف خانه" بالرافعة بسهولة وخرج الإخوة السجناء منها .
أما أرضية الجناح السياسي تم بناءه بشكل قوي وانشغل المجاهدون في فتحها مدة طويلة فالرافعة كانت ترفع الأرضية الإسمنتية لكن بسبب إحتباس الهواء داخل النفق صعب فتحها، وأخيرا بعد محاولات متكررة استطاع المجاهدون تحطيم الأرضية وبعد شق فتحة واسعة في الغرفة السابعة بالجناح، اعطى الإخوة الذين هم في أسفل النفق أربعة مسدسات وأربعة خناجر للإخوة الإرتباطيين وكذلك سلموا لهم سماعة الهاتف حتى يكون لهم اتصال بالأخوة الذين خارج النفق وبهذه الطريقة بدأ خروج السجناء إلى الساعة الواحدة والنصف منتصف الليل (25-4- 2011م) خرج 250 سجيناً تقريبا في هذه الحالة فكر فريق العمل بأنه لو استمر الخروج على هذا النمط من السرعة سيتم اخراج السجناء حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وكان التخطيط أن يخرج السجناء بحيث لا ينتطروا في الخارج ( المنزل) مدة طويلة لأن الإنتظار لزوال الليل ومجئ الصباح كان أمرا خطيرا فيحتمل إفشاء العملية برمتها وإشاعة الخبر في الخارج ومن جهة أخرى لو تنبه العدو إلى الجناح السياسي فوجده خاليا لإنهارت العملية وفشلت، لذلك فقد أخر الفريق عملية إخراج السجناء لمدة نصف ساعة وفي الساعة الثانية شرع إخراج السجناء مرة أخرى وفي الساعة الثالثة لم يبق سجين واحد في هذا الجناح.
ويجدربنا القول أن جميع السجناء كانوا يُفتشون عند دخول النفق وعند الخروج، ففي الدخول كان تؤخذ منهم صناديق أمتعتهم الخاصة بهم، لأن حملها كانت تسبب في تأخيرهم والخوف من إعادة القبض عليهم وفي الخروج كانت تؤخذ منهم أكثر من ثلاثة آلاف روبية وتعطى للذين لم تكن لديهم نقود.
وفي أثناء الخروج كان الإنضباط داخل السجن مرتبا ترتيباً جيدا فالأخوة المسؤولون كانوا يوقظون سجناء كل غرفة بالترتيب ويرشدونهم نحو النفق. السجناء عند الخروج من النفق كانوا يركبون في الشاحنات الواقفة في حوش والمنزل وفي كل شاحنة كان يركب 36 شخصا ولما خرج السجناء وأذنت للشاحنات بالإنطلاق كانت الساعة الثالثة والسدس خرجت الشاحنات من الفناء وتوجه بعض الإخوة مشاة نحو ضواحي المدينة جنوباً وكانت الإرشادات لهم أن يقطعوا مسافة وبعد بزوغ الصباح يعودوا إلى طريق قندهار ـ هرات السريع ويخرجوا بواسطة سيارات الأجرة من الساحة.
ويجب القول بأن شاحنتين من تلك الشاحنات التى كانت تنقل السجناء نقلت مشوارين من السجناء ولما أصبحت الساعة الثالثة والنصف أو الرابعة لم بيق سجين في المناطق المجاورة للسجن ويجدر أن نقول أنه بفضل الله ومن ثم بحذاقة المجاهدين واحتياطهم لم يشعر العدو طوال هذه المدة على ما يجري من حوله قط. علماً بأن هذا المنزل المستخدم في العملية كان يقع بالقرب من برج الحراسة للعدو وكانت كاميرة المراقبة أيضا منصوبة في اتجاه باب المنزل، لكن لله الحمد لم تكتشف شيئا.
مصاريف العملية:
يجب أن نقول أن هذه العملية لم تكن لها أي خسائر روحية ولم يطلق المجاهدون رصاصة واحدة وكذلك فإن التكاليف المالية كانت أقل مما يتوقع بكثير وحسب قول مسؤول العملية ومخططها أن مقدار المصاريف خلال الأشهر الخمسة بلغت حوالي تسعمائة ألف من العملة أفغانية أي ما يعادل (20000 دولار) وهي مشتلمة على أجرة البيت ، اطعام الإخوة المجاهدين وأجرة الشاحنات وهكذا مصاريف الأجهزة الأخرى التي تركها المجاهدون في المنزل بعد العملية.
في آخر يوم العملية صرح مسؤل العملية الذي بنى مصنع الخرسانات لأجل تنفيذ العملية : إننا بعنا خلال الشهور الخمسة 150 خرسانة إسمنتية، حيث ربحنا فيها المال الكثير، يضيف المذكور: بعد تنفيذ العملية عند الخروج الأخير تركنا فيه مكينة دفع الهواء و 45 مصباحا وكذلك تركنا عشرة قوالب الخراسانيات وسيخ يساوي مبلغ 50 ألف أفغانية ومولدي كهرباء وعربتين يدويتين ورافعتي السيارات وكمية من مواد البناء؛ لكننا استفدنا من هذا المنزل التاريخي فائدة لو قورنت بالمصاريف المذكورة لا تساوي شيئا.
البيت الذي بدأ منه النفق:
مشهد فيديو:
http://www.youtube.com/watch?v=kikAnSC7V6E&feature=player_embedded
سجن قندهاريقع سجن قندهار الرئيسي غرب مدينة قندهار في منطقة (سربوزا) شمال طريق قندهار- هرات السريع، ويعتبر أكبر سجن حكومي جنوب أفغانستان حيث يسع لتوقيف الآف السجناء. للسجن بوابة رئيسية وهو مشتمل على اقسام عديدة، ومحاط بأسوار منيعة مرتفعة.
بني هذا السجن بشكل أساسي متقن وأسست في زواياه الأربع أبراج عالية للترصد والمراقبة، كما أحيط بعدد من الجدران تحت الأرض إضافة إلى أسواره العالية حتى تصد بذلك حفر النفق إلى الخارج.
لكن مع هذا الإعمار المحكم والتدابيرالأمنية المشددة أصبح هذا السجن وليد قصة عجيبة ليس فقط على مستوى أفغانستان بل على المستوى العالمي أيضا. خلال السنوات الثماني الماضية تمكن السجناء السياسيون في هذا السجن من الفرار ثلاثة مرات. في المرة الأولى تمكن المجاهدون السجناء في الجناح السياسي في شهر يونيو عام 2003 م بحفر نفق من داخل السجن نحو الخارج وبهذا خرج جميع السجناء في هذا الجناح البالغ عددهم 45 سجيناً من طريق النفق، وبعد ذلك في شهر يونيو عام 2008 م شن مجاهدو الإمارة الإسلامية هجمات مسلحة واستشهادية على هذا السجن مما أسفر عن مقتل جميع حراس السجن و تحرير ما يقارب (1200) مجاهد سجين. بعد هذا الحادث اعتنى الأمريكيون وموظفي قندهار بحفظ وصيانة هذا السجن فقامت القوات الكندية بتدريب شرطة مستقلين لحراسة السجن وأكثروا من عدد بروج الترصد ونصبوا كاميرات المراقبة واحاطوا السجن كله بخندق عريض عميق لكن مع هذه التدابير كلها، استطاع المجاهدون مرة ثالثة تحرير 541 سجيناً نتيجة تخطيط طويل في الخامس والعشرين من شهر ابريل من العام الجاري 2011 م.
[]خيال محض فكر أحد المجاهدين الذي اكتسب بعلاقاته معرفة تامة حول داخل السجن وخارجه في حديث مع نفسه بأنه هل يمكن حفر خندق من داخل بيت من الجانب الآخر من الشارع نحو السجن ليمهد الطريق لإخراج السجناء؟ في أول وهلة كان هذا التصور والخيال يبدو مضحكا حتى لصاحبه، ولم يجترئ على أن يشارك رأيه مع الأخرين؛ لكنه بعد زمن وتفكير متواصل في الأمر تيقن من هذا الموضوع وفي يوم من الأيام لما كان راكبا في عربة تجرها دراجه نارية ومعه أثنان من رفقائه شاركهم هذا الرأي و توكلوا على الله وشاركوا رأيهم هذا مع القيادة العليا للمجاهدين في قندهار وبإرشادات من قبل القيادة أظهر الأربعة المذكورين رفقاءهم المخلصين عزمهم في تنفيذ هذا التخطيط مهما بلغ خطره.
مصنع الخراسانيات:
قبل ستة أشهر قام هؤلاء المجاهدون العازمون بإستئجار منزل نحو الزاوية الجنوبية من سجن قندهار على الجانب الآخر من الشارع , ففي البداية بنوا غرفة جديدة وبعد ذلك أحضروا جميع اللوازم والمكائن لصناعة الخرسانات وأحضروا عددا من العمال الذين كانوا يعملون في المصنع طرف النهار وفي العصر بعد أن يغادر العمال يبقى المجاهدون في المصنع باسم الحراسة، وفي هذه الأثناء يبدؤون حفر النفق من داخل الغرفة التي بنوها جديدا.
عمل شاق لأربعة أشهر:
قام أربعة من المجاهدين في أول وهلة ينفذ هذه العملية وكان منهج عملهم على الشكل التالي: أحدهم كان يضرب المعول ويحفر النفق والبقية الثلاث كانوا ينقلون التراب علما بأن النفق كان ضيقا ولم يمكن إخراج التراب بواسطة العربات اليدوية، فذهب بعض منظمي العملية إلى السوق واشتروا عددا من الدراجات الصغيرة للأطفال فكووا منها العجلات الصغيرة ثم نصبوا سلات على هذه العجلات فجهزوا عربات تناصب مهمتهم فكانوا يملئون هذه العربات من التراب ثم يسجبونها بحبل نحو بوابة النفق وكانوا يجمعون التراب في هذا المكان ثم يضعونه في الشاحنة وفي الصباح لما كانت شاحنات التراب تتوجه نحو المدينة للبيع كان المجاهدون أيضا يدخلون شاحنتهم المليئة بالتراب ثم يبيعون التراب بهذه الطريقة يتخلصون منه.
لمدة شهرين كان أربعة من المجاهدين يعملون في مهمة حفر النفق وبعد ذلك بلغ عددهم إلى 8 مجاهدين وفي هذا الوقت كانوا يحفرون كل ليلة أربعة أمتار، ولما واصلوا عملهم حتى حفروا النفق لمسافة مائة متر واجهوا مشكلة التهوية بنقص الأكسيجن، ورغم ذلك تابعوا العمل حتى شقوا مسافة 150 متراً وبعد ذلك صعب عليهم مواصلة العمل نهائياً نتيجة عدم توافر الأكسيجن وتوقف عملهم إلى الأمام في الحال. فأولاً جربوا مروحة أرضية لقد كانت تحل مشكلة نقص الأوكسجين إلا أن الموسم كان شتاء فبرودة الجو كان يتسبب في الصداع ثم إنهم صنعوا مكنية دفع الهواء فكانوا يوصلون الهواء بواسطة انبوبة من خارج النفق إلى داخله وهذه كانت أفضل وسيلة لحل مشكلة التهوية وقلة الأكسيجن حيث كانت المكينة تعمل بهدوء بشحن البطارية ولم يكن لها أية ضجة وفي أثناء العمل أحسوا بخطر وهو أنهم سيحفرون النفق تحت الطريق الذي تمر عليه أليات العدو الضخمة إلى داخل السجن فيحتمل أن يسقط النفق من شدة ضغط اللأليات فإلى أي حد من العمق يجب أن يحفروا النفق حتى يزول هذا الإحتمال وللتجربة أوقفوا شاحنة مليئة من التراب فوق النفق فلم يتضرر النفق بشيئ فاطمأنوا بأنه لن يتضرر بمرور آليات العدو ، حيث كان بعمق مترين ونصف متر بين المنزل والشارع العام، لكن من باب الإحتياط أعمقوا النفق اكثر من ذلك وبعد مضي أربعة أشهر حفر النفق بمسافة 220 مترا في هذا الحين فُجئوا داخل النفق بماسورة بئرماء حديدية فظنوا أنها ماسورة ماء داخل السجن لكن بعدما تبينوا أن ماسورة السجن غير هذه بل تبيين لهم ذلك أن هذه الماسورة تقع في قرية جنوب السجن. في الحقيقة فإن حفرة النفق الذين لم تكن لديهم خريطة قد انحرفوا عن الطريق الصحيح، فقد مالوا إلى جهة اليمنى حتى عبروا الشارع ووصلوا إلى قرية قريبة من السجن، وهنا أدرك المجاهدون أنه لا يمكن الوصول إلى الهدف دون خريطة السجن وآلات تحديد المسافات والقياس.
عمل مؤثر خلال شهر ونصف:
خلال عمل متواصل أضاعوا الطريق وعملوا 120 مترا منحرفين عن هدفهم المعلوم ولكي ينتج عملهم قاموا بتنزيل خريطة السجن من الإنترنيت وبواسطتها استطاعوا تحديد موقع السجن بشكل دقيق ومن خلال آلات قياس الأرض اعادوا حفر النفق من مسافة مائة متر تجاه السجن مباشرة لكن مع انتهاء فصل الشتاء صارت مدة الليل اقصرمن السابق لذلك زادوا في عدد المجاهدين العاملين حتى بلغوا 21 مجاهدا وكما أن الأرض في الصيف تكون قليلة التبخر؛ لذا فإن مشكلة التهوئة كانت أخف من السابق والعمل في هذا الوقت كان أكثر سرعة وتأثيرا وبحفر مسافة 166 مترا وصلوا إلى وسط السجن (يجب أن يقال بأن المسافة التى ذكرت في موقع الإمارة الإسلامية كانت مشتملة على ذلك المقدار الذي تم حفره من قبل المجاهدين عن طريق الخطاء فالمجموع كان 360 مترا أما المسافة الدقيقة دون المسافة الإضافية تصل إلى 266 مترا ، وجدير ذكره بأن ارتفاع النفق كان70 سانتي مترا وعرضه كان 60 سانتي مترا).
كان سجناء المجاهدين في موضعين منفصلين بالسجن فمعظهم كانوا في الجناح السياسي حيث كان يبلغ عددهم 530 سجيناً إلا أنه كان عددا قليل منهم في غرفة تسمى بـ " توقيف خانه " وقد تم حفر النفق أولاً نحو عرفة توقيف خانه لأنه كان يقبع فيها مجاهد ارتباطي عالم بالقضية وقد كان يطرق الأرض بسبب وآخر حتى يدرك حفرة النفق أهم متقدمون أم متأخرون أم وصلوا الى الهدف؟ وبهذه الطريقة استطاعوا تحديد المكان، لكن لأجل التيقن رفعوا نصلاً إلى الغرفة حتى طمأنهم السجين بإصابة الهدف ومن ثم توجهوا نحو الجناح السياسي و خلال خمسة أيام حفروا النفق بمسافة 23 مترا آخر حتى وصلوا إلى الجناح السياسي وكان يقبع في الغرفة السابعة من هذا الجناح سجنيين ارتباطيين عالمين بالأمر والهدف كان إيصال النفق إلى الغرفة السابعة . أراد حفرة النفق هنا أيضا أن يرفعوا نصلا إلى الأعلى ليتيقنوا حتى لا يقع أي خطأ حال شق النفق إلى السجن.
في هذه الحالة كان المجاهدون مترددون أهم تحت الغرفة السادسة أم السابعة ولكي يبقى الخبر مستورا حين رفع النصل (مسمار حديدي) قام السجينان بانعقاد جلسة ختم القران في مصلى السجن فانشغل سجناء في هذه الليلة بختم القران داخل المصلى وكانت الغرف جميعها خالية خرج السجينان المذكوران من المصلى وبدأ أحدهما المراقبة في الغرفة السادسة والآخر في الغرفة السابعة وفي هذا الأثناء لما رفعوا النصل من داخل النفق تبينوا بأنه تحت في الغرفة السادسة خلاف توقعهم وبعد ذلك حفروا النفق مترين آخرين حتى بلغوا الغرفة السابعة في هذه الحالة لم يكن من الممكن اخراج السجناء من الغرف بذريعة ختم القرآن مرة ثانية؛ لذلك اغتم المجاهدون وقت الظهيرة حيث كان السجناء يخرجون في هذا الوقت لقضاء حاجاتهم وللإستعداد لصلاة الظهر فرفعوا النصل فخرج في الغرفة السابعة بنجاح وحدد الموقع للشق يوم عملية الفرار ويجدر بنا القول أن عملية رفع النصل قد تمت نيتجة حكمة وخطة شيقة فإن أرضية السجن كان أعلى من النفق حوالي مترين ونصف و ارتفاع النفق كان 70 سانتي مترا فكيف يسع هذا النفق الإدخال نصل طويل حتى يصل إلى أرضية السجن لذلك قطع المجاهدون أنصال فولاذية طولها 50 سانتي مترا حيث كانت تركب فيما بينها، فلما كانوا يرفعون نصلا على مسافة خمسين سانتي متراً بواسطة رافعة سيارات كانوا يركبون فيه نصلاأخر ويرفعونه بالراقعة وهكذا جهزوا لتفكيك الأنصال آلة كانت تركب بكل نصل ثم تضرب بالمطرقة نحو الأسفل وبهذه الطريقة حدد المكان بالضبط.
خطة إخراج السجناء:
بعد شق النفق إلى الهدف المطلوب إنتهى مسئولوا النفق عن العمل، وطلبوا من القيادة العليا للإمارة الإسلامية إرشادات حول تخطيط إخراج السجناء ولذا قام المسؤولون في ولاية قندهار وكذلك موظفوا الإمارة الإسلامية رفيعي المستوى بالتشاور المتواصل؛ لكي تنفذ عملية الإخراج بشكل آمن وناجح، ونتيجة التشاور تم التخطيط
كالاتي:
بأن العقل المدبر لهذه العملية، والذي قام بعمل ضرب المعول الشاق في حفر النفق لمسافة 300 متر لوحده سيكون قائد عملية تحرير السجناء أيضاً، وسيتخذ خلال العملية تصاميم عاجلة حسب الضرورة والقيادة العليا تخبره بحال كل مايجري و يجب كتمان العملية حتى آخر لحظة التنفيذ، وأن تقام روابط مع الإخوة الإرتباطين داخل السجن وأن يكونوا مستعدين داخل السجن لتحمل مسؤولية تنظيم وإخراج السجناء حسب التخطيط وعلى هذا النمط اتحذت القرارات وفوضت قيادة العملية للمذكور أعلاه.
عملية التحرير
لأجل تنفيذ العمليات على شكل أحسن تم التدقيق على التدابير الإحتياطة واتخاذ الإجراءات التمهيدية من جديد لحل مشكلة قلة التهوية داخل النفق فشغلت مكينة قوية لدفع الهواء والأنبوبة التي امتدت داخل النفق تم ثقبها في عشر أماكن حتى يصل الهواء إلى كل جزء من النفق، كما تم تشغيل 45 مصباحا لإنارة النفق، وكتدابير احتياطية أرسل فريق من الإستشهاديين إلى المناطق المجاورة للسجن ليشنوا هجوماً ملسحا إذا اقتضت الحاجة لذلك.
لغموض العملية وخطر افشاء سره قام مسؤول العملية بإختيار خمسة مجاهدين من مجموع الفريق المكون من واحد وعشرين مجاهداً ـ كما أسلفنا ـ في يوم العملية حتى لا يكون قد فقد جميع اصدقائه إن وقع مكروه لا سمح الله. وعلى هذا الأساس صارفريق عملية التحرير ستة أشخاص قام هؤلاء الستة في الساعة التاسعة صباحا بإخبار المجاهدين الإرتباطين الثلاثة داخل السجن حيث كان أحدهم في غرفة "توقيف خانه" واثنان في الجناح السياسي بأن الليلة القادمة ستكون موعد تنفيذ العملية بمشيئة الله ليكونوا مستعدين لها، الشخصان الإرتباطيان في الغرفة السابعة بالجناح السياسي لإجل إخبار بقية السجناء بالقضية في وقت مناسب جهزا ضيافة في غرفتهما ودعا لها واحدا أو أثنين من كل غرفة.
خطط قائد العملية على النحو الأتي: يدخل أربعة إخوة من الستة إلى النفق يبدأ أثنان منهم العمل لفتح النفق غرفة "توقيف خانه" و يعمل إثنان منهم لفتح نفق في الجناح السياسي واثنان آخران يكونان خارج النفق وكما مد المجاهدون سلك الهاتف داخل النفق فبذلك يقام الإرتباط بين الإخوة في الخارج وبين الخوة في الداخل ويتبادلون معلومات فيما بينهم بحيث إلى أين وصل العمل؟ وماذا يجب فعله؟ وهلم جرا..
دخل الأخوة الأربعة إلى النفق معهم رافعات السيارات وأعمدة حديدية قوية وبدؤوا فتح النفق في غرفة "توقيف خانه" والجناح السياسي، في حوالي الساعة العاشرة تم فتح أرضية غرفة "توقيف خانه" بالرافعة بسهولة وخرج الإخوة السجناء منها .
أما أرضية الجناح السياسي تم بناءه بشكل قوي وانشغل المجاهدون في فتحها مدة طويلة فالرافعة كانت ترفع الأرضية الإسمنتية لكن بسبب إحتباس الهواء داخل النفق صعب فتحها، وأخيرا بعد محاولات متكررة استطاع المجاهدون تحطيم الأرضية وبعد شق فتحة واسعة في الغرفة السابعة بالجناح، اعطى الإخوة الذين هم في أسفل النفق أربعة مسدسات وأربعة خناجر للإخوة الإرتباطيين وكذلك سلموا لهم سماعة الهاتف حتى يكون لهم اتصال بالأخوة الذين خارج النفق وبهذه الطريقة بدأ خروج السجناء إلى الساعة الواحدة والنصف منتصف الليل (25-4- 2011م) خرج 250 سجيناً تقريبا في هذه الحالة فكر فريق العمل بأنه لو استمر الخروج على هذا النمط من السرعة سيتم اخراج السجناء حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وكان التخطيط أن يخرج السجناء بحيث لا ينتطروا في الخارج ( المنزل) مدة طويلة لأن الإنتظار لزوال الليل ومجئ الصباح كان أمرا خطيرا فيحتمل إفشاء العملية برمتها وإشاعة الخبر في الخارج ومن جهة أخرى لو تنبه العدو إلى الجناح السياسي فوجده خاليا لإنهارت العملية وفشلت، لذلك فقد أخر الفريق عملية إخراج السجناء لمدة نصف ساعة وفي الساعة الثانية شرع إخراج السجناء مرة أخرى وفي الساعة الثالثة لم يبق سجين واحد في هذا الجناح.
ويجدربنا القول أن جميع السجناء كانوا يُفتشون عند دخول النفق وعند الخروج، ففي الدخول كان تؤخذ منهم صناديق أمتعتهم الخاصة بهم، لأن حملها كانت تسبب في تأخيرهم والخوف من إعادة القبض عليهم وفي الخروج كانت تؤخذ منهم أكثر من ثلاثة آلاف روبية وتعطى للذين لم تكن لديهم نقود.
وفي أثناء الخروج كان الإنضباط داخل السجن مرتبا ترتيباً جيدا فالأخوة المسؤولون كانوا يوقظون سجناء كل غرفة بالترتيب ويرشدونهم نحو النفق. السجناء عند الخروج من النفق كانوا يركبون في الشاحنات الواقفة في حوش والمنزل وفي كل شاحنة كان يركب 36 شخصا ولما خرج السجناء وأذنت للشاحنات بالإنطلاق كانت الساعة الثالثة والسدس خرجت الشاحنات من الفناء وتوجه بعض الإخوة مشاة نحو ضواحي المدينة جنوباً وكانت الإرشادات لهم أن يقطعوا مسافة وبعد بزوغ الصباح يعودوا إلى طريق قندهار ـ هرات السريع ويخرجوا بواسطة سيارات الأجرة من الساحة.
ويجب القول بأن شاحنتين من تلك الشاحنات التى كانت تنقل السجناء نقلت مشوارين من السجناء ولما أصبحت الساعة الثالثة والنصف أو الرابعة لم بيق سجين في المناطق المجاورة للسجن ويجدر أن نقول أنه بفضل الله ومن ثم بحذاقة المجاهدين واحتياطهم لم يشعر العدو طوال هذه المدة على ما يجري من حوله قط. علماً بأن هذا المنزل المستخدم في العملية كان يقع بالقرب من برج الحراسة للعدو وكانت كاميرة المراقبة أيضا منصوبة في اتجاه باب المنزل، لكن لله الحمد لم تكتشف شيئا.
مصاريف العملية:
يجب أن نقول أن هذه العملية لم تكن لها أي خسائر روحية ولم يطلق المجاهدون رصاصة واحدة وكذلك فإن التكاليف المالية كانت أقل مما يتوقع بكثير وحسب قول مسؤول العملية ومخططها أن مقدار المصاريف خلال الأشهر الخمسة بلغت حوالي تسعمائة ألف من العملة أفغانية أي ما يعادل (20000 دولار) وهي مشتلمة على أجرة البيت ، اطعام الإخوة المجاهدين وأجرة الشاحنات وهكذا مصاريف الأجهزة الأخرى التي تركها المجاهدون في المنزل بعد العملية.
في آخر يوم العملية صرح مسؤل العملية الذي بنى مصنع الخرسانات لأجل تنفيذ العملية : إننا بعنا خلال الشهور الخمسة 150 خرسانة إسمنتية، حيث ربحنا فيها المال الكثير، يضيف المذكور: بعد تنفيذ العملية عند الخروج الأخير تركنا فيه مكينة دفع الهواء و 45 مصباحا وكذلك تركنا عشرة قوالب الخراسانيات وسيخ يساوي مبلغ 50 ألف أفغانية ومولدي كهرباء وعربتين يدويتين ورافعتي السيارات وكمية من مواد البناء؛ لكننا استفدنا من هذا المنزل التاريخي فائدة لو قورنت بالمصاريف المذكورة لا تساوي شيئا.