القصيدة الرائعة لمالك ابن الريب التميمي----------،،

albederi

عضو نشط
التسجيل
11 نوفمبر 2004
المشاركات
660
الإقامة
فوق الارض مؤقتا
تعريف بالشاعر

مالك بن الريب التميمي , كان لصا فاتكا يقطع الطريق , فأقنعه سعيد بن عثمان بن عفان , أن يترك اللصوصية , ويغزو في سبيل الله …فسار مع سعيد وجنده متوجهين إلى خراسان ,,
وفي الطريق وبعد أن أناخ الركب في بعض المنازل للقيلولة , وهموا بالرحيل , أراد مالك أن يلبس خفّـه فلسعه ثعبان كان قد اندس فيه , فسرى السم في جسمه , فلما أحس بالموت , أنشأ هذه القصيدة يرثي نفسه ..
وهي قصيدة أجمع النقاد على أنها من عيون الشعر العربي لصدق العاطفة , حيث تكون عاطفة الشاعر في أوجها في مثل هذه المواقف ..


للاستماع للقصيدة



http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=GghIffRJhSU#t=224s


القصيدة مكتوبة

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا



فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه وليت الغضى ماشى الركاب لياليا



لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى مزار ولكن الغضى ليس دانيا



ألم ترني بعت الضلالة بالهدى وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا!



وأصبحت في أرض الأعادي بعدما أراني عن أرض الأعادي قاصيا



دعاني الهوى من أهل أود وصحبتي بذي الطبسين فالتفت ورائيا



أجببت الهوى لما دعاني بزفرة تقنعت منها أن الأم ردائيا



أقول وقد حالت قرى الكرد دوننا: جزى الله عمرواً خير ما كان جازيا



إن الله يرجعني من الغزو لا أرى وإن قل ما لي طالباً ما ورائيا



تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي: سفارك هذا تاركي لا أبا ليا



لعمري لئن غالت خراسان هامتي لقد كنت عن بابي خراسان نائيا



فإن أنج من بابي خراسان لا أعد إليها وإن منيتموني الأمانيا



فلله دري يوم أترك طائعاً بني بأعلى الرقمتين وماليا



ودر الظباء السانحات عشية يخبرن أني هالك من ورائيا



ودر كبيري اللذين كلاهما علي شفيق ناصح لو نهانيا



ودر الرجال الشاهدين تفتكي بأمري ألا يقصروا من وثاقيا



ودر الهوى من حيث يدعو صحابه ودر لجاجاتي ودر انتهائيا



تذكرت من يبكي علي فلم أجد سوى السيف والرمح الرديني باكيا



وأشقر محبوك يجر لجامه إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا



ولكن بأكناف السمينة نسوة عزيز عليهن العشية ما بيا



صريع على أيدي الرجال بقفرة يسوون لحدي حيث حم قضائيا



ولما تراءت عند مرو منيتي وخل بها جسمي وحانت وفاتيا



أقول لأصحابي: ارفعوني فإنه يقربعيني أن سهيلاً بدا ليا



فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا برابية إني مقيم لياليا



أقيما علي اليوم أو بعض ليلة ولا تعجلاني قد تبين شانيا



وقوما إذا ما استل روحي فهيئا لي السدر والأكفان عند فنائيا



وخطا بأطراف الأسنة مضجعي وردا على عيني فضل ردائيا



ولا تحسداني بارك الله فيكما من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا



خذاني فجراني ببردي إليكما فقد كنت قبل اليوم صعباً قياديا



وقد كنت عطافاً إذا الخيل أدبرت سريعاً إلى الهيجا إلى من دعانيا



وقد كنت صباراً على القرن في الوغى وعن شتمي ابن العم والجار وانيا



فطوراً تراني في ظلال ونعمة ويوماً تراني والعتاق ركابيا



ويوماً تراني في رحى مستديرة تخرق أطراف الرماح ثيابيا



وقوماً على بئر السمينة أسمعا بها الغر والبيض الحسان الروانيا:



بأنكما خلفتماني بقفرة تهيل علي الريح فيها السوافيا



ولا تنسيا عهدي خليلي بعدما تقطع أوصالي وتبلى عظاميا



ولن يعدم الوالون بثاً يصيبهم ولن يعدم الميراث مني المواليا



يقولون: لا تبعد وهم يدفنوني وأين مكان البعد إلا مكانيا!



غداة عديا لهف نفسي على غدِ إذا أدلجوا عني وأصبحت ثاويا



وأصبح مالي من طريف وتالد لغيري كان المال بالأمس ماليا



فياليت شعري هل تغيرت الرحى رحى المثل أو أمست بفلج كما هيا



إذا الحي حلوها جميعاً وأنزلوا بها بقراً حم العيون سواجيا



وعيناً وقد كاد الظلام يجنها يسفن الخزامى مرة والأقاحيا



وهل أترك العيس الغوالي بالضحى بركبانها تعلو المتان القياقيا



إذا عصب الركبان بين عنيزة وبولان عاجوا المنقيات النواجيا



فيا ليت شعري هل بكت أم مالك كما كنت لو عالوا نعيك باكيا!



إذا مت فاعتادي القبور فسلمي على الرمس أسقيت السحاب الغواديا



على جدث قد جرت الريح فوقه تراباً كسحق المرنباني هابيا



رهينة أحجار وترب تضمنت قرارتها مني العظام البواليا



فيا صاحبي إما عرضت فبلغن بني مازن والريب أن لا تلاقيا



وعطل قلوصي في الركاب فإنها ستفلق أكباداً وتبكي بواكيا



وأبصرت نار المازنيات موهناً بعلياء يثنى دونها الطرف وانيا



بعودي النجوح أضاء وقودها مها في ظلال السدر حوراً جوازيا



بعيد غريب الدار ثاو بقفرة يد الدهر معروفاً بأن لا تدانيا



أقلب طرفي حول رحلي فلا أرى به من عيون المؤنسات مراعيا



وبالرمل منا نسوة لو شهدنني بكين وفدين الطبيب المداويا



وما كان عهد الرمل عندي وأهله ذميماً ولا ودعت بالرمل قاليا



فمنهن أمي وابنتاها وخالتي وباكية أخرى تهيج البواكيا
 
أعلى