فلتحيا الأزمة المالية !

Aljoman

عضو نشط
التسجيل
12 نوفمبر 2005
المشاركات
26,848
فلتحيا الأزمة المالية !


لا شك أنّ الأزمة الاقتصادية العالمية كانت مؤلمة وكارثية في بعض جوانبها ، إلا أنها ورغم ذلك ، كانت مفيدة للغاية للاقتصاد العالمي ، حيث فجّرت هذه الأزمة؛ الفقاعة الاقتصادية التي نفختها المبالغة في الإقراض وابتكار وتداول المشتقات المالية ، ناهيك عن الطمع والجشع والأنانية وغيرها من المظاهر الأخلاقية السلبية التي سادت المجتمع الاقتصادي العالمي ، فكأن الأزمة المالية العالمية جاءت لإنقاذ البشرية من هوس وجرم وطغيان الرأسمالية المنحرفة والمسيّرة بواسطة شرذمة من الانتهازيين الذين لا يشبعون .

وقد اكتوت الكويت بكل تأكيد بنيران الانتهازيين الذين ركبوا موجة المال والاقتصاد لبناء الأرصدة النقدية الفلكية والثروات الخرافية بأي طريقة كانت ، وشواهد ذلك لا حصر لها ، حيث انهارت مؤسسات وتعثرت أخرى ، وسقطت رموز اقتصادية وبعضها في الطريق ، وتم إنقاذ أخرى في اللحظة الأخيرة ، كما تهاوت قلاع اقتصادية كانت تبدو حصينة ، وانكشف أباطرة الفساد وعمالقة الإجرام ، وإن لم يكن جميعهم؛ فشريحة لا بأس بها منهم ، إلا أنّ من المؤلم أن دهاقنة الإجرام المالي لا زالوا طلقاء يزاولون حياتهم الطبيعية كالمعتاد رغم زوال "هيلمانهم" وبريقهم الاقتصادي والمالي ، حيث كانت فرحتنا ستكتمل بإيداع هؤلاء السجون ، وهو مكانهم البديهي والمنطقي والطبيعي .

نعم ، كانت الأزمة المالية نعمة وليست نقمة في محصلتها النهائية ، وقد كانت إيجابياتها أكثر من سلبياتها ، حيث انه بافتراض استمرار الرواج الاقتصادي وعدم حدوث أزمة 2008 وتوابعها؛ لاستمر بعض رموز الاقتصاد - أو الفساد بمعنى أدق - في طغيانهم يعمهون ، وبالتالي ، يتضاعف حجم كرة الثلج ، وعليه؛ تكون الكارثة أفدح وأنكى وذات دمار شامل ، ولن تبدأ مؤشرات التعافي من هذه الفضيحة العملاقة قبل عقد من الزمان ، كما حصل الآن ، حيث بدأت المؤشرات الملحوظة للتعافي بعد ثلاث سنوات من اندلاع الأزمة ، وهي المنقذة في جوهر الأمر من كارثة عملاقة لا حدود لها .

نعم ، جاءت الأزمة لتحجيم وربما تأديب من عبث بأموال المساهمين وضحك على ذقون المستثمرين في ظل غياب التعزير الرسمي المتمثل في محاسبة هؤلاء جراء ما اقترفوه من جرائم مالية آثمة وغير أخلاقية من قبل المؤسسات الرسمية في الدولة ، والذي لم يتم سواء لضعف التشريعات ، أو عدم الجدية في تطبيقها ، أو تواطئ "المؤتمنين" على تطبيق القانون والجزاء مع تلك الشرذمة المالية الفاسدة والفئة الاقتصادية المارقة .

ونرجع مرة أخرى إلى افتراض عدم حدوث الأزمة في عام 2008 واستمرار الفورة الاقتصادية والرواج والهيجان المالي ، حيث نضرب مثلا واحدا فقط لتجنب الإطالة ، فقد اعتاد بعض رموز الاقتصاد الفاسد على ارتياد الطائرات الخاصة بعد أن استنكفوا عن ركوب الطائرات المعتادة بل حتى مقاعد الدرجة الأولى فيها ، وبدأ هؤلاء بشراء أو استئجار طائرات خاصة ولو بحجم صغير نسبيا أثناء الفورة المالية ، ونتوقع أن تتحول هذه الطائرات الصغيرة إلى طائرات عملاقة طبعاً على حساب المساهمين المغفّلين لتكون تحت تصرف هؤلاء فيما لو لم تحدث الازمة المحمودة ، وبالتأكيد سيكون هناك خلط ما بين المصالح الخاصة المشبوهة ومصالح المؤسسات التي يعملون بها ، حيث سيتم تسخير اسطول الطائرات لخدمة رغبات ونزوات المسؤولين الفاسدين في القطاع الخاص ، وذلك بحجة المهمات الرسمية !

نعم كانت الأزمة المالية في الكويت والعالم مفيدة وضرورية للغاية لتعيد الأمور – أو بعضها – إلى نصابها ، حيث كبحت هذه "الأزمة المباركة" جماح الجشع والطمع والأنانية التي طغت على التصرفات البشرية ، وذلك من خلال المبالغة في المغامرة والمقامرة باسم "الاستثمار" لقبض العمولات المشبوهة والفوز بالمكافآت الفلكية ، وذلك من خلال نماذج الأعمال السخيفة والخبيثة والمنحطة و... إلخ ، ونختم بالهتاف : فلتحيا الأزمة المالية ، لكن ... هل استفدنا من دروسها ؟


ناصر النفيسي
 

الوحيد 1974

عضو مميز
التسجيل
3 مايو 2010
المشاركات
15,240
الإقامة
الكويت الحبيبه
فلتحيا الأزمة المالية !


لا شك أنّ الأزمة الاقتصادية العالمية كانت مؤلمة وكارثية في بعض جوانبها ، إلا أنها ورغم ذلك ، كانت مفيدة للغاية للاقتصاد العالمي ، حيث فجّرت هذه الأزمة؛ الفقاعة الاقتصادية التي نفختها المبالغة في الإقراض وابتكار وتداول المشتقات المالية ، ناهيك عن الطمع والجشع والأنانية وغيرها من المظاهر الأخلاقية السلبية التي سادت المجتمع الاقتصادي العالمي ، فكأن الأزمة المالية العالمية جاءت لإنقاذ البشرية من هوس وجرم وطغيان الرأسمالية المنحرفة والمسيّرة بواسطة شرذمة من الانتهازيين الذين لا يشبعون .

وقد اكتوت الكويت بكل تأكيد بنيران الانتهازيين الذين ركبوا موجة المال والاقتصاد لبناء الأرصدة النقدية الفلكية والثروات الخرافية بأي طريقة كانت ، وشواهد ذلك لا حصر لها ، حيث انهارت مؤسسات وتعثرت أخرى ، وسقطت رموز اقتصادية وبعضها في الطريق ، وتم إنقاذ أخرى في اللحظة الأخيرة ، كما تهاوت قلاع اقتصادية كانت تبدو حصينة ، وانكشف أباطرة الفساد وعمالقة الإجرام ، وإن لم يكن جميعهم؛ فشريحة لا بأس بها منهم ، إلا أنّ من المؤلم أن دهاقنة الإجرام المالي لا زالوا طلقاء يزاولون حياتهم الطبيعية كالمعتاد رغم زوال "هيلمانهم" وبريقهم الاقتصادي والمالي ، حيث كانت فرحتنا ستكتمل بإيداع هؤلاء السجون ، وهو مكانهم البديهي والمنطقي والطبيعي .

نعم ، كانت الأزمة المالية نعمة وليست نقمة في محصلتها النهائية ، وقد كانت إيجابياتها أكثر من سلبياتها ، حيث انه بافتراض استمرار الرواج الاقتصادي وعدم حدوث أزمة 2008 وتوابعها؛ لاستمر بعض رموز الاقتصاد - أو الفساد بمعنى أدق - في طغيانهم يعمهون ، وبالتالي ، يتضاعف حجم كرة الثلج ، وعليه؛ تكون الكارثة أفدح وأنكى وذات دمار شامل ، ولن تبدأ مؤشرات التعافي من هذه الفضيحة العملاقة قبل عقد من الزمان ، كما حصل الآن ، حيث بدأت المؤشرات الملحوظة للتعافي بعد ثلاث سنوات من اندلاع الأزمة ، وهي المنقذة في جوهر الأمر من كارثة عملاقة لا حدود لها .

نعم ، جاءت الأزمة لتحجيم وربما تأديب من عبث بأموال المساهمين وضحك على ذقون المستثمرين في ظل غياب التعزير الرسمي المتمثل في محاسبة هؤلاء جراء ما اقترفوه من جرائم مالية آثمة وغير أخلاقية من قبل المؤسسات الرسمية في الدولة ، والذي لم يتم سواء لضعف التشريعات ، أو عدم الجدية في تطبيقها ، أو تواطئ "المؤتمنين" على تطبيق القانون والجزاء مع تلك الشرذمة المالية الفاسدة والفئة الاقتصادية المارقة .

ونرجع مرة أخرى إلى افتراض عدم حدوث الأزمة في عام 2008 واستمرار الفورة الاقتصادية والرواج والهيجان المالي ، حيث نضرب مثلا واحدا فقط لتجنب الإطالة ، فقد اعتاد بعض رموز الاقتصاد الفاسد على ارتياد الطائرات الخاصة بعد أن استنكفوا عن ركوب الطائرات المعتادة بل حتى مقاعد الدرجة الأولى فيها ، وبدأ هؤلاء بشراء أو استئجار طائرات خاصة ولو بحجم صغير نسبيا أثناء الفورة المالية ، ونتوقع أن تتحول هذه الطائرات الصغيرة إلى طائرات عملاقة طبعاً على حساب المساهمين المغفّلين لتكون تحت تصرف هؤلاء فيما لو لم تحدث الازمة المحمودة ، وبالتأكيد سيكون هناك خلط ما بين المصالح الخاصة المشبوهة ومصالح المؤسسات التي يعملون بها ، حيث سيتم تسخير اسطول الطائرات لخدمة رغبات ونزوات المسؤولين الفاسدين في القطاع الخاص ، وذلك بحجة المهمات الرسمية !

نعم كانت الأزمة المالية في الكويت والعالم مفيدة وضرورية للغاية لتعيد الأمور – أو بعضها – إلى نصابها ، حيث كبحت هذه "الأزمة المباركة" جماح الجشع والطمع والأنانية التي طغت على التصرفات البشرية ، وذلك من خلال المبالغة في المغامرة والمقامرة باسم "الاستثمار" لقبض العمولات المشبوهة والفوز بالمكافآت الفلكية ، وذلك من خلال نماذج الأعمال السخيفة والخبيثة والمنحطة و... إلخ ، ونختم بالهتاف : فلتحيا الأزمة المالية ، لكن ... هل استفدنا من دروسها ؟


ناصر النفيسي

مدفونه ياناصر النفيسى .
 

مقام العز

عضو نشط
التسجيل
3 أكتوبر 2010
المشاركات
472
من يقرا الموضوع يعتقد اننا انتهينا من الازمة ياأستاذ ناصر نحن علي مشارف دخول كارثه جديده ضياع استثمارات وثروات الكويت في مصر,استاذ ناصر والاخوه في مركز الجمان هل لكم ان ترصدوا لنا حجم استثمارات البنك الوطني في مصر هل لكم رصد مجموعه البدر في مصر هل فعلا مجموعة الخرافي ممثله في الاستثمارات الوطنية مديونه للبنك الوطني بمبلغ 700مليون دينار وان البنك وفر هذا المبلغ عن طريق قروض وضمانات من بنوك عالمية.اللهم استر علينا وعليكم من الكوارث لاكن هذا مصيرنا فلابد من المواجهه بعد الاوضاع السيئه في مصر والبلدان العربية.
 

Shadow123

عضو نشط
التسجيل
18 مارس 2010
المشاركات
916
الإقامة
كويتي وأفتخر
نتيجة الفساد والمحسوبيه والمال السايب = انهيار وأزمات الله يستر على الديره وأهل الديره
 

Aljoman

عضو نشط
التسجيل
12 نوفمبر 2005
المشاركات
26,848

بووعبدالله

عضو نشط
التسجيل
11 يوليو 2005
المشاركات
335
شكراً على التعليقات أعلاه ولا شك بأننا نحترم جميع وجهات النظر ، وبالمناسبة ، نعتقد أن " الفيديو " أدناه له علاقة بالمقال أعلاه بشكل أو بآخر !!!


بارك الله فيك على المجهود اللي تقوم فيه وبالفعل الفيديو شايفه من زمان وصراحه قهرني لانه كل البذخ هذا اللي تشوفونه من احساب مساهمين غلوبل وليس من حسابها !!!

بالمناسبة هناك رئيس مجلس ادارة شركة استثمارية اسلامية كبيرة متعثرة يقعد بالدوانية ويسأل ربعه ويقول لهم منو عندة فيزة لندن يردع ليه كم واحد بانهم عندهم الفيزا ويحجزلهم على الفيرست كلاس مع الاقامه !!! لانه بكل بساطه ماله خلق يروح بروحه للجتماعات الخارجية ... وطبعا هذا كله من حساب المساهمييين !!!

النوعية هذي من البشر مكانهم ...............مع الاعمال الشاقة !!
 
أعلى