فضل
عضو مميز
تقول احداهن ..،
كنت معتادة على الاستغراق في النوم بعد أن يغادر الجميع إلى أعمالهم
ومدارسهم ..
وأبقى وحيدة .. لا ينقذني من هذه الوحده سوى نوم كسول تحت لحاف
غليظ وناعم ودافيء يلف جسدي بحنو ..
فتحت عينيّ وصحوت من غفوتي على صوت طرقاته الخفيفة على نافذة
حجرتي ..
آآآه .. إنه هو !
أخيرا .. !
وسط فرحتي بقدومه ولهفتي لملاقاته خلف زجاج النافذة .. كنت لا أزال
أشعر بجسدي مخدرا ..
أزحت الغطاء الثقيل من فوق هذا الجسد الذي أنهكه السهر .. ليلة
البارحة ..
شعرت برعشة خفيفة تسري في أطرافي .. الجو كان باردا جدا ..
ليالي الشتاء الطويلة لا تزال في أوج ازدهارها ..
صباحات الشتاء لم تكن أقل قسوة من لياليه ..
تدلت قدماي بكسل على الأرضية الرخامية لحجرتي ..
صقيع الأرض لدغ قدميّ الحافيتين كعقرب جائع ..
رفعتهما بسرعة وأخفيتهما تحت الغطاء الدافيء ..
أنصتُ لطرقاته .. كأن صبره بدأ ينفد .. !
زادت حدة الطرقات .. وازددت حماسا لملاقاته ..
منذ فترة طويلة لم نتقابل ..
ربما شغلته عني ظروفه و" مسئولياته " ..
هجرانه لي أثر على نفسيتي .. لأنه وحده الذي كان يسعدني في الوقت
الذي تبكيني فيه ظروفي ..
لايهم .. هاهو جاءني .. وبدأ يلح على طلبي .. وأنا لازلت متمنعة .. كسولة
تؤثر الدفء على ملاقاته !
الظلام .. مسيطر على المكان .. رغم شعوري بأن ثمة " حياة " صاخبة
هناك في الخارج ..
تاهت قدماي مرة أخرى تبحثان عن حذائي القماشي الدافيء ..
وعندما وجدتاه اندستا متلذذتان مرة أخرى بالدفء ..
وجدت نفسي أغادر فراشي وأمشي بخطوات بطيئة نحوالنافذة ..
أزحت الستار وغمرني هذا الضوء القوي القادم من عبر الزجاج ..
أدخل " الصخب " إلى حجرتي الهادئة ..
رأيته .. انشقت ابتسامتي على وجهي بفرح ..
ظللت أتأمل كل تفاصيله ..
بينما ظل هو يطرق الزجاج حانقا غاضبا ..
ولم يستطع أن يراني عبر الزجاج العاكس ..
كان فقط _ يرى نفسه _ ويزيد حنقه أكثر وأكثر ..
إنما أنا .. كنت أنتشي فرحا وأضحك بصوت خافت ..
وأستمتع بمراقبته دون أن يدري ..
رفعت اصبعي ولمست الزجاج البارد ..
لم يكن يفصل بيني وبينه سوى هذه " المليمترات " القليلة من الزجاج ..
كم أحبه !
أخيرا .. مل وتعب من شن هجومه على هذا " البارد " الذي يراه أمامه
وقرر المغادرة ..
خفق جناحاه الصغيران ورفرف عائدا لشجيراته .. بينما أسدلت أنا
الستار ، وعدت لدفئي اللذيذ ..
< اشعر ان هناك من يريد الدخول ولا يستطيع .. كهذا العصفور >