ما صحة الحديث عن دور سعد البراك في عرقلة صفقة «زين»؟

الحالة
موضوع مغلق

alsayegh

عضو نشط
التسجيل
29 يونيو 2009
المشاركات
678
تدور في الكواليس اسئلة عن دور الرئيس التنفيذي السابق لشركة زين الدكتور سعد البراك في ما يثار حالياً حول صفقة بيع %46 لشركة الامارات للاتصالات. تلك الاسئلة مستمرة طي الكتمان لأن الدكتور ليس في الواجهة الآن وليس له أي رأي معلن في رفض الصفقة، فضلاً عن تقليل البعض من أهمية هكذا اسئلة في ضوء مضي الصفقة قدماً بعد الحصول على حكم قضائي ضد من يحاول الاعتراض مستخدماً وسائل عدة، وبعد التأكد من استمرار «الامارات للاتصالات» في عرضها المقدم وبحثها الدؤوب عن التمويل اللازم، وبعد طرح عدة سيناريوهات ممكنة خاصة بحصة «زين» الأم في «زين السعودية»، فضلاً عن سيناريوهات أخرى ممكنة لاستكمال تجميع %46.
بيد أن مصادر متابعة تشير الى جملة معطيات في سياق الربط غير المباشر وتقول:

1- يفترض ألا ننسى ماذا كانت ردة فعل البعض في مجلس ادارة «زين» عندما تقرر خروج سعد البراك من رئاستها التنفيذية، وكيف أن هذا البعض دافع عنه بقوة، معتبراً خروجه خسارة له شخصيا، حتى أن احدهم هاجم الرئيس التنفيذي الحالي نبيل بن سلامة في اشارة ضمنية للمقارنة مع سلفه. كما يتعرض بن سلامة الى انتقادات من مقربين من سعد البراك .

2- ترافق خروج سعد البراك مع حديث عن خفض للنفقات وترشيد لمصروفات الادارة. وهذا ما اعلنته الادارة التنفيذية الجديدة في اكثر من مناسبة وستظهر نتائجه جلية في بيانات 2010 ليبنى على الشيء مقتضاه من حيث المقارنة مع النفقات المقابلة في بيانات السنوات السابقة.

3- لم يخرج سعد البراك كلياً من «زين»، فهو الآن رئيس تنفيذي لشركة زين السعودية، التي هي محط حديث متفاقم لدى معارضي الصفقة ومحاولي افشالها. وهنا تتوقف مصادر أمام تطابق حديث عن «خير قادم» من زين السعودية مع حديث من ادارتها عن «إنجازات قل نظيرها» رغم خسائرها المتفاقمة. والتطابق سواء كان مقصودا أو غير مقصود فان تفسيره واحد. الى ذلك، فهناك عدد من المعلومات الأخرى التي يتداولها سرا أو علنا معارضو الصفقة مستقاة من شركة زين السعودية أو من متابع موظف هناك، منها ما يتعلق بحق بيع الوحدة التابعة ومتى، ومنها متعلق بمعلومات يزعم مروجوها انها مستقاة من موقف هيئة الاتصالات السعودية.

4- رب قائل ان خروج سعد البراك من ادارة زين الأم كان محل خيبة كبيرة له لأنه كان يخطط خلاف ذلك، وان وجوده في زين السعودية محطة يتمسك بها كثيرا. فإلى أين يذهب اذا بيعت الشركة هناك وقرر مشغلوها الجدد الاستغناء عن خدماته، علما بان مؤيدين له يؤكدون ان بامكانه احتلال مواقع أخرى ولن تنقطع به السبل، لكن تمسكه بشركة زين السعودية على الرغم من خروجه من زين الأم دليل على انه يرى نفسه حتى الآن في هذه المجموعة وليس في غيرها، وبالتالي قد يكون غير راغب برؤية موقعه الحالي عرضة للاهتزاز لسبب أو لآخر.

5- ليس سرا القول ان سعد البراك كانت له مواقف من الحديث عن بيع زين حتى منذ ما قبل تقدم الامارات للاتصالات لشراء %46، حتى ان مواقف معلنة له كان يتحدث فيها عن امكان بيع وحدات وليس كل الشركة. وكانت نشرت جريدة ليزيكو الفرنسية كواليس ايام التفاوض مع شركة يندي، وكيف ان عصيا وضعت في الدواليب من جهات ذات صلة منعت الشركة الفرنسية من المضي قدما في محاولة الاستحواذ التي كانت بصددها مع زين.

6- لا ينفي مقربون من سعد البراك قربه من اعضاء في مجلس ادارة زين عموما ومن البعض المعارض للصفقة على وجه الخصوص، لكنهم لا يربطون ذلك بأي موقف له.
في المقابل هناك من لا يستبعد الربط ولو بشكل غير مباشر، فقد تتقاطع المصالح من حيث يدري اولا يدري هذا الطرف او ذاك، وبالتالي تصبح المواقف منسقة سواء أُعلن عنها او لم يُعلن.

7- بالعودة إلى حديث خفض النفقات، ترى مصادر ان زين كانت «بقرة حلوب» (Cashcow) بالنسبة للبعض، وان بيعها يفقدهم هكذا ميزة لطالما افادوا منها، وتكفي الاشارة الى بند في موازنة 2009 لمعرفة حجم الانفاق الهائل، فقد بلغ بند «توزيع وتسويق ومصاريف تشغيل 518 مليون دينار مقابل 467 مليونا في 2008. ومصاريف عامة وإدارية كانت في 2009 نحو 223 مليون دينار مقابل 210 ملايين للسنة التي سبقتها، وهذه الارقام مدققة ومنشورة وثمة من يدافع عن ضخامتها بالنظر الى ضخامة الشركة، لكن المقارنة مع شركات مماثلة من حيث القطاع او الحجم تبقى مفيدة لمعرفة الحقائق.

8- هل يمكن ان ينتقم سعد البراك او يفكر في ذلك لمجرد ان احدا قال له انه خرج من زين بطريقة لاتليق به؟ هل يمكن أن يقتنع سعد البراك بضرورة معارضة صفقة زين لمجرد أن هناك اختلافا بالرأي مع أطراف معينة؟ هل يجوز ذلك؟ أسئلة كثيرة لا تلقى جوابا شافيا طالما البراك لا يعلن شيئاً من هذا القبيل. لكن ذلك لا ينفي شكوكاً لدى البعض.

9- تجدر الإشارة الى أن معارضة سعد البراك للصفقة - إذا وجدت، وتنسيقه مع معارضيها ـ اذا وجد، لا يغيران من المعادلة كثيرا، طالما ان الصفقة قانونية وسليمة الإجراءات وماضية قدماً نحو هدفها المنشود، ولم تنفع محاولات البعض المستمرة للعرقلة، وكان آخرها زيارة قام بها شخصان الى رئيس شركة اتصالات عربية كبيرة لاقناعه بشيء يعرقل المساعي القائمة، لكن تلك المحاولة لم تنجح كسابقاتها رغم استمرار مساعي العرقلة بأشكال أخرى.

10- أخيراً، من يعرف سعد البراك بصولاته وجولاته الإعلامية ايام كان رئيسا تنفيذيا للمجموعة، ومن يعرف ما كان ينسب إليه في التوسعات.. لا يستبعد ان يكون للرجل موقف.. يدع غيره يعبّ.ر عنه.
 
الحالة
موضوع مغلق
أعلى