فضل
عضو مميز
يقول احدهم ..
في عام 1986 م كان اليوم هو يوم جمعة ، وكالعادة كنت عائداً من صلاة
الجمعة للتو وكنت أُعدّ لاختبار يوم السبت < اليوم التالي > وقد كان في
مادة الرياضيات ..
كان بيتنا عبارة عن طابقين وغرفتي في الطابق العلوي ، وبينما كنت أقوم
بمراجعة ما ذاكرته وإذ بصوت أمي يصدح في أرجاء المنزل وبالتحديد من
الطابق السفلي “يا خالد هناك صرصور في المطبخ تعالَ واقتله” وحيث أنني
كنت ماهراً في قتل الصراصير فهي من أحد هواياتي الفتاكة استجبت للنداء
مسرعاً وبينما كنت أنزل من الطابق العلوي وإذ برجلي تنزلق وأقع من أول
الدرج إلى آخره ..
استيقظت على صوت أمي وهي تسألني
_ “ هل أنت بخير ”
أجبتها
_ “ الحمد لله ”
ولكن كأنني أراها لأول مرة فقد فقدت الذاكرة بشكل مؤقت
استمر فقدان الذاكرة حوالي 10 دقائق ، لم تخف أمي على شيء بقدر
خوفها على اختبار يوم غد حيث أنني لم أتذكّر مما درست أي شيء ..
بدأت ذاكرتي ترجع شيئاً فشيئاً إلى أن دقّ جرس الباب
كان أحد أقربائي ، اضطررت لاستقباله مع العلم أنني كنت أخاف منه
فقد كان رحمه الله جبّاراً قوياً شديداً ضخم القامة حتى كانت السيجارة تأنّ
بين أصابع يديه ..
للأسف فقد كان والدي يحضر أغراضاً للمنزل ولا يوجد أحد في استقباله
غيري ..
المهم سألني “ما بالك مصفرّ الوجه” فرويت له ما حدث معي
وهنا رفع رأسه إلى السماء وبدأ يقهقه بصوته الجهوري قائلاً :
_ “ أمن أجل صرصور حدث لك هذا ؟! ”
واستمر على هذا المنوال لمدة نصف ساعة حتى أتى أبي وخلصني من
الموقف ..
نصف ساعة شعرت بها أنني ضعيف جداً وأنني لست برجل
فقد رسّخ في ذهني الضعف والجبن عندما كان يكرر العبارة الكريهة
“ أمن أجل صرصور حدث لك هذا ” ..
استمر بالاستهزاء بي كلما رأني على مدى شهر كامل ، تخيلوا معي
شعوري كلما رأيته .. بتُّ أكره رؤيته ، لقد أحبطني احباطاً شديداً ..
استيقظت في صباح يومٍ على صوت أبي يطلب مني الذهاب معه لرؤية
قريبي هذا ، رفضت بشدة ولكنه عندما أخبرني أنه في العناية المركزة هنا
أحسست بشعور غريب .
سألته ماذا حصل ؟ لماذا هو في العناية المركزة ؟ وهنا كانت المفاجأة ….
روى لي والدي القصة ..
كان قريبي هذا جالساً بين أولاده الذكور الستة وإذ بصوت ابنته ينادي
_ “ أبي أبي … هناك صرصور ”
همّ الأولاد لنجدة أختهم ولكن منعهم قريبي من الذهاب قائلاً :
_ “ أنا سأقتل هذا الصرصو ر”..
و سأل عن مكانه فقالت ابنته أنه فوق الخزانة ، أحضر الكرسي ووقف عليه
ثم رفع نفسه قليلاً ليرى سقف الخزانة وإذ بالصرصور يأتي باتجاهه مما
جعله يفقد توازنه ويقع من فوق الكرسي ليصطدم رأسه في حافة السرير
ويدخل في غيبوبة ..
توقف في القلب ، كسر في الجمجمة ، ارتجاج في المخ وغيبوبة ،
لا حول ولا قوة إلا بالله …
بعدما سمعت القصة لا أدري هل أحزن عليه أم أعتبر أن هذا رداً إلهياً على
استهزائه بي .. قلت لوالدي وكان قد مر على الحادثة شهر :
_ “ هل أقول له .. أمن أجل صرصور حدث لك هذ ؟! ” ، نهرني والدي
وقال لي :
_ “ إياك وهذا ” …
عاش قريبي بعد هذه الحادثة حوالي 12 سنة ثم توفاه الله ..
< لا تظهر الشماتة بأخيك .. فيعافيه الله ويبتليك >