قصه

هيفا

عضو مميز
التسجيل
12 أكتوبر 2010
المشاركات
4,760

عندما عدت إلى المنزل ذات ليلة كانت زوجتي بانتظاري وقد أعدت طعام العشاء،

أمسكت يدها وأخبرتها بأنه لدى شي أخبرها به،

جلست هي بهدوء تنظر إلي بعينيها أكاد ألمح الألم فيها،

فجأة شعرت أن الكلمات جمدت بلساني فلم أستطع أن أتكلم،

لكن يجب أن أخبرها

أريد الطلاق

خرجت هاتان الكلمات من فمي بهدوء،

لم تبدو زوجتي متضايقة مما سمعته مني لكنها بادرتني بهدوء وسألتني

لماذا؟

نظرت إليها طويلا وتجاهلت سؤالها مما دفعها للغضب

بأن ألقت ملعقة الطعام وصرخت بوجهي أنت لست برجل

في هذه الليلة لم نتبادل الحديث أنا وهي ،

كانت زوجتي تنحب بالبكاء أني أعلم بأنها تريد أن تفهم ماذا حدث لزواجنا

لكنى بالكاد كنت أستطيع أن أعطيها سبب حقيقي يرضيها

في هذه اللحظة أحسست بأن زوجتي لم تعد تملك قلبي

فقلبي أصبح تملكه إمرأة أخرى هي " جيين"

أحسست بأنني لم أعد أحب زوجتي فقد كنا كالأغراب

إحساسي بها لم يكن يتعدى الشفقة عليها

في اليوم التالي وبإحساس عميق بالذنب يتملكني قدمت لزوجتي أوراق

الطلاق لكي توقع عليها

وفيها أقر بأني سوف أعطيها المنزل والسيارة و 30% من أسهم الشركة

التي أملكها

ألقت زوجتي لمحة على الأوراق ثم قامت بتمزيقها الى قطع صغيرة،

فالمرأة التي قضت 10 سنوات من عمرها معي أصبحت الآن غريبة عني،

أحسست بالأسف عليها ومحاولتها لهدر وقتها وجهدها

فما تفعله لن يغير من حقيقة اعترافي لها بحبي العميق ل "جيين"

وأخيراً انفجرت زوجتي أمامي ببكاء شديد الأمر الذي كان توقعته منها أن تفعله،

بالنسبة لي بكاؤها كان مصدر راحة فهو يدل على أن فكرة الطلاق التي

كانت تراودني أسابيع طويلة بدأت تصبح حقيقة ملموسة أمامي

في اليوم التالي عدت الى المنزل في وقت متأخر من الليل لأجدها منكبةً تكتب شيئاً،

لم أتناول ليلتها العشاء وذهبت على الفور للنوم

سرعان ما استغرقت بالنوم فقد كنت أشعر بالتعب جراء قضائي يوماً حافلاً بصحبة "جيين"

فتحت عيني في منتصف الليل لأجدها مازالت تكتب

في حقيقة الأمر لم أكترث لها كثيراً وأكملت نومي مرة أخرى

وفي الصباح جاءت وقدمت لي شروطها لقبول الطلاق،

لم تكن تريد أي شي مني سوى مهلة شهر فقط

لقد طلبت مني أنه في هذا الشهر يجب علينا أن نفعل ما في وسعنا حتى

نعيش حياة طبيعية بقدر الإمكان كأي زوجين

سبب طلبها هذا كان بسيطاً بأن ولدنا سيخضع لاختبارات في المدرسة

وهي لا تريد أن يأثر خبر الطلاق على أدائه بالمدرسة

لقد لاقى طلبها قبولاً لدي لكنها أخبرتني بأنها تريد منى أن أقوم بشي آخر

لها

لقد طلبت مني أن أتذكر كيف حملتها بين ذراعي في صباح أول يوم زواجنا

وطلبت أن أحملها لمدة شهر كل صباح من غرفة نومنا الى باب المنزل!!!

بصراحة الأمر اعتقدت لوهلة أنها قد فقدت عقلها!!!!

لكن حتى أجعل آخر أيام لنا معا تمر بسلاسة قبلت أن أنفذ طلبها الغريب

لقد أخبرت "جيين" يومها عن طلب زوجتي الغريب فضحكت ملئ

وقالت باستهزاء بأن ما تطلبه زوجتي شي سخيف

ومهما حاولت هي أن تفعل بدهاء لن يغير حقيقة الطلاق فهو واقع لا محالة

لم نكن أنا وزوجتي على اتصال جسدي منذ أن أعربت لها عن رغبتي

بالطلاق

فعندما حملتها بين ذراعيي في أول يوم أحسسنا أنا معها بالارتباك،

تفاجأ ولدنا بالمشهد فأصبح يصفق ويمشي خلفنا صارخا فرحاً "أبي يحمل

أمي بين ذراعيه"

كلماته أحستني بشي من الألم ،

حملتها من غرفة النوم إلي باب المنزل مروراً بغرفة المعيشة مشيت عشرة

أمتار وهي بين ذراعي أحملها

أغمضت عينيها وقالت بصوت ناعم خافت لا تخبر ولدنا عن الطلاق الآن

أومأت لها بالموافقة وإحساس بالألم يمتلكني، إحساس كرهته،

خرجت زوجتي ووقفت في موقف الباص تنتظر وأنا قدت سيارتي إلى المكتب

في اليوم التالي تصرفنا أنا وهي بطبيعية أكثر وضعت رأسها على صدري،

استطعت أن اشتم عبقها، أدركت في هذه اللحظة أنني لم أمعن النظر جيداً

في هذه المرأة منذ زمن بعيد،

أدركت أنها لم تعد فتاة شابة على وجهها رسم الزمن خطوطاً ضعيفة،

غزا بعض اللون الرمادي شعرها،وقد أخذ زواجنا منها ما أخذ من شبابه،

لدقيقة تساءلت ماذا فعلت أنا بها ....

في اليوم الرابع عندما حملتها أحسست بإحساس الألفة والمودة يتملكني

اتجاهها، إنها المرأة التي أعطتني 10 سنوات من عمرها.

في اليوم الخامس والسادس شعرت بأن إحساسنا بالمودة والألفة أصبح

ينمو مرة أخرى، لم أخبر "جيين" عن ذلك

وأصبح حمل زوجتي صباح كل يوم يكون سهلاً أكثر وأكثر بمرور مهلة الشهر

التي طلبتها أرجعت ذلك إلى أن التمارين هي من جعلتني قوياً فسهل

حملها.

في صباح أحد الأيام جلست زوجتي تختار ماذا ستلبس لقد جربت عدد لا

بأس به من الفساتين لكنها لم تجد ما يناسبها فتنهدت بحسرة قائلة

" كل فساتيني أصبحت كبيرةً علي ولا تناسبني،

أدركت فجأة أنها أصبحت هزيلة مع مرور الوقت وهذا هو سبب سهولة

حملي لها.

فجأة استوعبت أنها تحملت الكثير من الألم والمرارة في قلبها ،

لاشعورياً وضعت يدي على رأسها بحنان، في هذه اللحظة دخل ولدنا وقال

" أبي لقد حان الموعد لتحمل أمي خارج الغرفة"

بالنسبة إليه رؤية والدة يحمل أمة أصبح جزئاً أساسياً من حياته اليومية،

طلبت زوجتي من ولدي أن يقترب منها وحضنته بقوة،

لقد أدرت وجهي عن هذا المنظر لخوفي بأنني سأغير رأيي في هذه اللحظة

الأخيرة،

ثم حملتها بيبن ذراعيي أخرجتها من غرفة النوم إلى الباب الخارجي مروراً

بغرفة المعيشة وهي تطوق عنقي بيديها بنعومة وطبيعية،

ضممت جسدها بقوة كان إحساسي بها كإحساسي بها في أول يوم زواج

لنا، لكن وزنها الذي أصبح خفيفاً جعلني حزيناً.

في آخر مره عندما حملتها بين ذراعيي لم استطع أن أخطو خطوة واحده،

ولدنا قد ذهب الى المدرسة ضممتها بقوة وقلت لم أكن أتصور أن حياتنا

كانت تفتقر إلى المودة والألفة إلا هذه اللحظة.

قدت السيارة وترجلت منها بخفة ولم أغلق الباب خلفي خوفاً مني من أن

أية تأخير قد يكون السبب في تغيير رأيي الذي عزمت عليه...

صعدت السلالم بسرعة ...فتحت "جيين" الباب وهي تبتسم وبادرتها قائلا:

" أنا آسف جيين لكني لم أعد أريد أن أطلق زوجتي"

نظرت جيين إلي مندهشة ومدت يدها لتلمس جبهتي وسألتني :

"هل أنت محموم؟" رفعت يدها عن جبيني وقلت لها:

" أنا حقاً آسف جيين لكني لم أعد أريد الطلاق

قد يكون الملل تسلل إلى زواجي لأنني وزوجتي لم نكن نقدر الأشياء

الصغيرة الحميمة التي كانت تجمعنا وليس لأننا لم نعد نحب بعضنا،

أدركت "جيين" صدق ما أقول وعلى قوة قراري عندها صفعت وجهي صفعة

قوية وأجهشت بالبكاء وأغلقت الباب في وجهي بقوة...

نزلت السلالم وقدت السيارة مبتعداً

توقفت عند محل بيع الزهور في الطريق واخترت حزمة من الورد جميلة

لزوجتي،

سألتني بائعة الزهور ماذا تكتب في البطاقة،

فابتسمت وكتبت

"سوف استمر أحملك وأضمك بين ذراعيي كل صباح إلى أن يفرقنا الموت"

في هذا اليوم وصلت إلى المنزل وحزمة ورد بين يدي وابتسامة تعلو وجهي

ركضت مسرعاً إلى زوجتي

الا أني وجدتها وقد فارقت الحياة في فراشها،

لقد كانت زوجتي تكافح مرض السرطان لأشهر طويلة دون أن تخبرني

وأنا كنت مشغولاً مع "جيين" ولم ألاحظ،

لقد علمت أنها ستموت قريباً وفضلت أن تجنبني أي ردة فعل سلبية من قبل

ولدنا لي وتأنيبه لي في حال مضينا في موضوع الطلاق،

على الأقل هي رأت أن أظل أكون الزوج المحب في عيون ولدنا.

لا المنزل الفخم ولا السيارة ولا الممتلكات أو المال في

البنوك هي مهمة،

المهم هو التفاصيل الصغيرة الحميمة في حياتكم هي أهم شي في

علاقاتكم ،

هذه الأشياء الصغيرة هي مصدر السعادة،

فاوجدوا الوقت لشركاء حياتكم أصدقاءكم عائلتكم

واستمروا في عمل هذه الأشياء الصغيرة لبناء المودة والألفة والحميمية

وهي أيضا مهمة بين الأصدقاء , فاذا وجدتم أن أصدقائكم بدأوا بالابتعاد

عنكم,

فربما تعيد الحرارة لصداقتكم كلمة لطيفة أو هدية صغيرة أو ايميل يذيب برودة الابتعاد عن بعض



هاااااااا عجبتكم القصه؟ قولوا اييييييييييييييي
 

يوسف_007

عضو نشط
التسجيل
4 أبريل 2007
المشاركات
9,297
مساء الخير هيفا

قصه حلوه مع إني ماقريتها بس أعرف ذوقك

بس الله يهداك قصه حزة الغروب وين السكون
 

هيفا

عضو مميز
التسجيل
12 أكتوبر 2010
المشاركات
4,760
مساء الخير هيفا

قصه حلوه مع إني ماقريتها بس أعرف ذوقك

بس الله يهداك قصه حزة الغروب وين السكون

مساء الورد :)

اقراها قبل النوم :rolleyes:

بس من طولها بتنام قبل النهايه ادري فيك :confused:


ولا اقولك اقرا النهايه وفك عمرك :D
 

بو شيشه

عضو نشط
التسجيل
12 أبريل 2010
المشاركات
2,005
الإقامة
السره
القصة جميله جدا كجمال كاتبتها:)
كل شي منج عسل و بصراحه انا احسد اهل الشامية عليج....هنيالهم هنيالهم
 

سرور

عضو نشط
التسجيل
11 أغسطس 2009
المشاركات
6,911
الظاهر هذيل اعمارهم فوق الستين

شكرا على القصة
 

قلم حر

عضو مميز
التسجيل
29 مايو 2004
المشاركات
26,415
الإقامة
الكويت بلد الاصدقاء
اقولج قمة الروعة
وسويت لها كوبي وبست بملف موجود عندي بالجهاز اسمه(متعلقات ملكة الشامية):)
بعد ساعة بروح ريتز عندكم:)

اشلون اعرفك :confused:
 

يوسف_007

عضو نشط
التسجيل
4 أبريل 2007
المشاركات
9,297
قلم فعل دور الرقابه واقطع المشاهد الممنوعه في القصه

انا الحين بالشاميه عند الجمعيه


ها ها ها ها ها
 

بو شيشه

عضو نشط
التسجيل
12 أبريل 2010
المشاركات
2,005
الإقامة
السره
افا ما تبيني اعرفك ... مو مشكله :rolleyes:

اشلون اعرف رفيجك :cool:

ياخوك انت لا تقولي شتلبس
اهم شي لا تلبس غترة او كاب وانا بإذن الله راح انقشها واعرفك:)
انا رايح البس وطالع وان شاء الله الطاولة اللي عند الجام تكون فاضية لانها طاولتي المفضلة:)
 

كوهجي

عضو نشط
التسجيل
8 يناير 2010
المشاركات
2,637
الإقامة
وطن النهار
الله يعطيج العافيه أختي هيفا :)

قصه مختاره بعنايه ...

وتحمل مضمون جميل ...

أعجبني موقف الزوجه الدال على رجاحة عقلها وحكمتها

بانتظار قصص أخرى :)
 

navy gator

عضو نشط
التسجيل
22 نوفمبر 2010
المشاركات
1,119
قصه روعه يا هيفاء ، مع اني ما قريتها ... طويله الله يهداك

لكن أنا استنتجت من لمحه سريعه على القصه إنه قلم حر ، محتاج يروح إيران ، للزراعه
 

كوهجي

عضو نشط
التسجيل
8 يناير 2010
المشاركات
2,637
الإقامة
وطن النهار
قصه روعه يا هيفاء ، مع اني ما قريتها ... طويله الله يهداك

لكن أنا استنتجت من لمحه سريعه على القصه إنه قلم حر ، محتاج يروح إيران ، للزراعه

ههههه

الظاهر قاري القصه من تحت لفوق :p

او قاري الترجمه !
 
أعلى