فضل
عضو مميز
يقول احدهم ..،
يُروى أنه كان هناك حصانان يحملان حمولتين ، فكان الحصان الأمامي
يمشي بهمة ونشاط ، أما الحصان الخلفي فكان كسولا جدا
بدأ الرجال يكدّسون حمولة الحصان الخلفي < الكسول > على ظهر
الحصان الأمامي < النشيط >
وبعد أن نقلوا الحمولة كلها ، وجد الحصان الخلفي أن الأمر جدّ جميل
وأنه قد فاز وربح بتكاسله ، وبلغت به النشوة أن قال للحصان الأمامي:
اكدح واعرق ! ولن يزيدك نشاطك إلا تعباَ ونصبا !
وعندما وصلوا إلى مبتغاهم ، قال صاحب الحصانين :
ولماذا أُطعم الحصانين بينما أنقل حمولتي على حصان واحد ؟
من الأفضل أن أعطي الطعام كله إلى الحصان النشيط ، وأذبح الحصان
الآخر، وسأستفيد من جلده على الأقل !
وهكذا فعلها ..
ظن هذا الحصان الذكي - وبعض الذكاء مهلكة ! - أن الحياة تؤخذ بالحيلة
وأن الأرباح تُقسّم على الجميع سواسية ، المجتهد منهم والكسول ..
والمدهش أن هذه القصة تتكرر كثيرا في الحياة ، يظن المرء في ظل وضع
فاسد أن الحياة يملكها أصحاب الحيل ، وأن الدَّهْماء هم الذين يضعون قوانين
اللعبة ..
كثير من التعساء لا يدركون أن للحياة قوانين لا تحيد ، حتى وإن غامت قليلا
لظروف ما ، تماما كما غامت أمام الحصان الكسول فغرّرت به ..
ولعل من حسن طالعنا أن القرآن أخبرنا أن هناك قانونا في الحياة يُدعى
قانون العمل : { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ }
بوضوح غير قابل للتشويش ، الله - جل اسمه - يعطينا خلاصة قانون هام
من قوانين الحياة ، وهو العمل ، والجد ، والاجتهاد. . وهو ما سيتم تقييمه
في الآخرة، فضلا عن الدنيا
هل حزنت مثلي عندما وجدت أن هناك من هم أقل منك وفازوا
وأغبى منك وربحوا ، وأصغر منك ونالوا من الحياة قسطا أكبر مما نلته ؟!
لا تحزن ..
فالله لا يظلم مثقال ذرة ، اعمل واكدح وقدّم ما تستحق عليه المكافأة في
آخر الطريق ، ولا تتذمّر ، فربما قدّم هذا الشخص أو ذاك ما يستحق أن ينال
ما تراه فيه من نعمة ، أو ربما يُساق دون أن يدري إلى خاتمته
فتراه وقد ذُبح وسُلخ كصاحبنا الحصان ..!
قال تعالى : < وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ >