____ ولـــــد اعــديّـــمـــــــــــه ____

دخيل الله

عضو نشط
التسجيل
17 يونيو 2006
المشاركات
450
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذي قصة من تراث اهل الجزيرة احببت ان اوردها من باب المنفعه والترويح عن النفس واخص فيها رواد المؤشرنت.

يروى ان احد احد الشيوخ اراد الزواج فخطب امرآة ذات حسب ونسب اسمها اعديّمه،وقد كان معجب باخوانها اشد الاعجاب لما لهم

من حظوظ بالكرم والشجاعة وكل طيب تمدحه العرب، غير ان جماعته عابوا عليه هذا الزواج ونصحوه بالعدول عنه

لمحبتهم لشيخهم حيث ان المرأة لها من اسمها نصيب، فكانت ضعيفة عقل لا تحسن التصرف وغير ذات مطمع من الرجال،

ولا تنفعه ولا تليق بمقامه ويخشى من ذريتها ان تكون مثلها ، لكن الشيخ اصر على الزواج وفي خاطره الذرية الطيبة

والنسب الطيب ،وبحكم طبيعته وشخصيته ومعرفته جازف وتزوجها لاعجابه باهلها.


وتمر السنين ويرزقه الله بولد منها ويعلق عليه الآمال......


وحدث في يوم انه لفى عليه ضيف كريم،فأضافه وذبح له ما تيسر من وليمة للعشاء.....

وقلّط الضيف والمعازيم وولد اعديمه الصغير معهم على الصحن من باب الاكرام والاعتزاز

من الوالد لولده لعل يحقق المأمول بحسن التربيه وعلوم الرجال.....

غير انه حدث ما لم يتمناه الوالد..

ما ان شبع الولد، حتى قام عن الصحن قبل الضيف.....فتحرج الضيف وكف يده عن الاكل على ما هو معروف

من عاداتهم وآدابهم بالطعام وحتى لا يحرج مضيفه فقام هو الآخر كأن لم يحدث شي وانه شبع وقاموا من بعده المعازيم.


ومن عادات اهل البادية الكرام ان المعزب يبيت في المجلس مع ضيوفه، فلاحظ الشيخ بنباهته خفة نوم الضيف وكثرة تقلبه،

فتيقن ان ضيفه لم يشبع مما ضيق صدره من الثنتين، قيام ولده و عدم شبع الضيف.


فاراد ان يكرم ضيفه بشي افضل.....

وأمر خادمه من وقته ان يذبح حاشي قبل الفجر ويأخذ معاليق الحاشي ويأتي بها لحمسها واشتوائها......

وهذا في وقتهم افخر شي من الضيافه يقدمه لعله يرضي ضيفه عما حصل.


ونفذ الخادم ما امره به الشيخ ونحر الحاشي وسلخ شي منه ... وتركه لشغله بشي آخر....

عندها تسلل ولد اعديمه كما الذئب وجز المعاليق وهرب بها.

فلما عاد الخادم ليكمل عمله لم يجد المعاليق......

فركض للشيخ يسابق الريح ليخبره بنادرة النوادر وأعجوبة الأعاجيب.... "يا شيخ، الحاشي ما به معاليق"...

صعق الشيخ من الخبر... واستدرك الامر : " ابك تلقاها في بطن اعديّمه...... ما فيه الا ولدها"

وبالفعل صدق ظن الشيخ عندما اطل في بيته ووجد اعديّمه تستطعم المعاليق مع ولدها متربعيين..............






قيل...... عن هذا الولد المحرج ان اسمه ذيب،
وان والده رثاه وهو حي لشدة اعجابه فيه،
لمّا حقق الله ما تمناه الشيخ من هذا الزواج بعد ان كبر الولد واكتمل عقله ..............
ولما بدر منه من افعال تدل على طيبه وطيب خواله ،وعلى ماقيل الولد وان طاب طيبه من خواله،
وايضا لتكرار ما عهدوه.... بأن الطيّب ما يعيش.


ولم اسمع بمثل هذا، غير قصة الشيخ شالح بن هدلان وولده الفارس ذيب بن شالح المشهور ببره لوالده
الذي رثاه بالقصيدة المشهوره.

ما ذكر به حي بكى حى يا ذيب.......

لعله هو، ولا اجزم.

والله اعلم.
--------------

قصيدة رثاء شالح في ولده وهو حي يرزق


[YOUTUBE]<object width="480" height="385"><param name="movie" value="http://www.youtube.com/v/abRnmHDuZNI?fs=1&amp;hl=en_US&amp;rel=0"></param><param name="allowFullScreen" value="true"></param><param name="allowscriptaccess" value="always"></param><embed src="http://www.youtube.com/v/abRnmHDuZNI?fs=1&amp;hl=en_US&amp;rel=0" type="application/x-shockwave-flash" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="true" width="480" height="385"></embed></object>[/YOUTUBE]
http://www.youtube.com/watch_popup?v=abRnmHDuZNI&vq=medium#t=137


ماذكر به حـــي بكي حي ياذيب
واليوم انا بابكيك لو كــنت حيا

وياذيب يبكونك هل الفطر الشيب
ان لايعتهم مـــثل خــــيل المحيا

وتبكيك قطــعان عليها الكواليب
وشيال حــــمل الي يبون الكفيا

وتبكيك وضــح علقوها دباديب
ان رددت مـــن يمـه الخـــوف عيا

ويبكيك من صكت عليه المغاليب
ان صاح باعلى الصوت ياهل الحميا

ننزل بك الحزم المـطرف ليا هيب
ان رددوهــــــــن ناقلين العصيا

انا اشهد انك بيننا منقع الطيب
والطــيب عــسر مـطلبه ما تهيا


وقصيدة اخرى بعد مقتل الذيب قال فيها:



يا ربعنا ياللي علـى الفطر الشيب
عـزالله إنه ضاع منكم ووداعه

رحتوا على الطوعات مثل العياسيب
وجيتوا وخليتو لقلبي بضاعه

خــليتوا النادر بدار الأجــانــــيب
وضاقت بي الأفاق عقب اتساعه

تكـــدرن لـــي صافيات المشاريب
وبالعون شفت الذل عقب الشجاعه

ياذيب انا بوصــيك لا تاكـل الذيب
كم ليلة عشاك عقـب المجاعه

كــم ليلة عشاك حــرش العراقـــيب
وكم شيخ قوم كزته لك ذراعه

كفــه بعدوانه شنيــع المـــضاريب
ويسقي عدوه بالوغى سم ساعه

ويضحــك ليا صكت عليه المغاليب
ويلكد على جمـع العدو باندفاعه

وبيته لجــيرانه يشيد على الطـيب
وللضيف يبني في طويل الرفاعه

جرحي عطيب ولا بقى لي مقاضيب
وافخت حبل الوصل عقب انقطاعه

كني بعـد فقده بحامـي اللواهيب
وكني غريب الدار مالي جماعــه

مـــن عقب ذيب الخيل عرج مهاليب
ياهل الرمك ما عاد فيهن طماعه

قالو تطيب وقلت : وشلون ابا طيب
وطلبت مــن عند الكريم الشفاعـه


وله قصائد اخرى.

اخوكم دخيل الله
 
أعلى