فضل
عضو مميز
يقول احدهم ..

قبل يومين كنت واقفا عند إحدى الإشارات
منتظرا أن تعطيني الضوء الأخضر لأنطلق إلى وجهتي ..
وقتئذ ..
لفت انتباهي رجل عربي في منتصف العمر تقريبا يسير على الرصيف
مرَّ يساري وهو يرفع يديه وكأنه يتحدث مع أحد ، لكنه وعندما وقف عند
الإشارة والتفت إلى السيارات كي يتأكد من وقوفها تماما كي يعبر لم أجد
سماعة جوال في إذنيه !
في حديثه بدا وكأنه يناقش أمرا ما ، يرفع يديه ويتحدث بلهجة حادة
كنت الثاني بين السيارات الواقفة وأراه بوضوح كبير
عندما التفت إلي وشاهد استغرابي توقف عن حديثه الصاخب
وسكت وهو ينظر إلى الأمام ..
ومع أن الإشارة كانت حمراء بمعنى أنه كان يمكنه العبور إلى الرصيف الآخر
إلا أنه تريث ، ووقف وقفة جندي مثالي في تدريب عسكري ..
عندما أضاءت الإشارة اللون الأخضر سرت بسيارتي حتى حاذيته
فرمى إلي بنظراته الأخيرة وكأنه يقول لي : لا تظن أن بي جنونا .. فهموم
الحياة عصرتني .. هكذا تخيلت عقله يقول لي ..
مشيت وتركته .. وذاكرتي تختزن صورا له وهو يتحدث بعصبية مع نفسه
هذا المنظر تكرر ثانية ، ولكنه مع عامل آسيوي
كان يسير وأنا خلفه ، وكنت من الذي لا يحدثون صوتا أثناء السير
لذا لم يشعر بي فلاحظت أنه يتحدث بلغته ، وكأنه الوحيد في هذا الحوار !
إذ لم يكن في أذنيه سماعة جوال أيضا ..
عموما لا أرمي من يتحدث مع نفسه بالجنون ، لأن الإنسان يحتاج أن يرتب
أفكاره وأعماله مع نفسه ، لكن أن يكون الصوت عاليا فتلك المشكلة
لأن ذلك يدعو غيرك للنظر إليك باستغراب ..
والآن .. هل أنت ممن يتكلم مع نفسه بصوت مرتفع ؟
