الاســــتا ذ
عضو محترف
تحليل: أحمد مفيد السامرائي
لم يكن أسبوعاً عادياً بالنسبة للأسواق المالية.. فاغلاق أسواق المال لمدة أربعة أيام متتالية لم يحدث سوى أثناء الحرب العالمية الأولى، وهو أمر لا يحصل باستمرار.
وجميعنا يعلم لماذا.. فالهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة كان لها الكثير من التفسيرات والنتائج والمؤكد إنها لن تصب في مصلحة الأسواق.
وهذه حالة.. لم تذكرها الكتب والمصادر من قبل، لذلك فالنقاط التالية هي مجرد احتمالات وتصورات لما يمكن ان يحدث:
اليوم الأول من التداولات سيشهد ارتفاعات وانخفاضات، أي تذبذب واضح في أداء المؤشرات، بسبب توجه أنظار جميع مستثمري العالم الذين يريدون معرفة مصير محافظهم المالية المجمدة طيلة الأسبوع الماضي، وسيراقبه جميع الاقتصاديين، وجميع مستثمري العملة، وجميع رجال الأعمال وأصحاب القرارين السياسي والاقتصادي.
لذلك سوف لا يعكس اليوم الأول أو الثاني الاتجاه التي ستسير عليه المؤشرات وأهمها بسبب المشاعر والتعاطف التي قد ترافق أداء المؤشرات.
أما في الأيام اللاحقة، فالصورة لن تكون أفضل عما إذا أغلقت الأسواق، وبالعكس، فكل الأخبار الثقيلة التي حملتها الأيام الماضية هي ضد مصلحة الأسواق والاقتصاد، إذاً احتمالية هبوط مؤشرات الأسواق بحدة هي المرجحة، وربما نجد ان البنك الفدرالي قد يضطر إلى تخفيض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة خلال الأيام القادمة، إذا أراد ان يحافظ على ما يمكن ان يحافظ عليه من استقرار في النظام المالي.
قطاع التأمين سيضطر إلى تسييل أجزاء من استثماراته:
هناك بالتأكيد قطاعات ستكون الأكثر تضرراً من غيرها.. فقطاع التأمين وإعادة التأمين والذي سيكون في مواجهة أكبر عملية دفع استحقاقات في تاريخه لحالة واحدة.. إلاّ إذا، استندت بعض الشركات الى تصريح الرئيس الأمريكي حول ربطه الحالة بأنها حالة حرب على أمريكا، وبما ان معظم بوليصات التأمين تذكر انها لا تغطي الخسائر في حالة الحرب، فإن قسما منها قد يجد منفذاً لعدم الدفع، ولكنها بالتأكيد سيكون ذلك عبارة عن نهاية أعمالها، فالاعتبارات ان مجلس الشيوخ هو الذي يقرر حالة الحرب، بالإضافة ان البوليصات لا تعفي التغطيات من أعمال ارهابية داخل الولايات المتحدة، وكذلك التعاطف الكبير الذي يبديه عالم المال مع المتضررين، ولذلك سيكون من غير المفيد على شركات التأمين ان تحاول استغلال قوانين ما بين السطور. وكان الرقم القياسي المدفوع يبلغ 1، 19مليار دولار، وذلك أعقاب اعصار يومي 16ـ 17أغسطس في فلوريدا من عام 1992م والذي بلغت سرعتها أكثر من 140كم/ساعة.
والذي خلف 60ضحية مع أكثر من 2مليون مشرد.. ولتعقبها دفع استحقاقات بلغت 1، 14مليار دولار نتيجة الهزة الأرضية التي ضربت مقاطعة سان فيرناندو في 17يناير من عام 1994م والتي بلغت قوتها 5، 6درجات على مقياس ريختر. والتي أدت إلى مصرع 57شخصاً ولإصابة ألف وخمسمائة شخص.
ولكننا اليوم بالتأكيد نتكلم عن موضوع أكبر، فبينما بلغت أكبر خسائر في الأرواح البشرية الأمريكية خلال حادثة واحدة، هي عند معركة (بارل هاربير) في عام 1941م حوالي 2500قتيل، والتي شنت فيها القوات اليابانية هجوماً على الاسطول الأمريكي، فإن احصائيات ضحايا مبنى التجارة والبنتاغون لغاية الآن وصلت إلى 5100شخص والعدد مرشح للارتفاع.
فآلالاف الضحايا هم من موظفي الشركات العاملة في مبنى التجارة العالمية، ومعظم الشركات العاملة هي من الشركات الكبيرة والمعروفة والتي تعطي تغطيات تأمينية ضخمة على موظفيها، وقد يصل معدل الموظف المتوسط الدرجة إلى نصف مليون دولار ويصل إلى 10ملايين للمديرين الكبار، ولا ننسى التغطيات التأمينية على الأبنية والتأمينات التجارية وتأمينات على الطائرات والركاب الذين كانوا عليها وكذلك لا ننسى موظفي وزارة الدفاع والذين يتمتعون بتغطية مرتفعة. وبينما كانت كلفة انفجار مبنى التجارة العالمية السابق قد تكلف بحدود نصف مليار دولار، فإن هذه المرة.. فإن 12مليون متر مربع مساحة مكتبية قد اختفت وبداخلها الآلاف من الأشخاص والوثائق والمعدات، فالمبلغ يتوقع ان ترتفع إلى ما لا يقل عن 30مليار دولار، وستتـــــحملها شركات التأمين وإعادة التأمين حول العالم، وبالرغم من هذا التوزيع الجغرافي لتقليل المخاطر، فإن معظم هذه الشركات ستضطر إلى تسبيل أجـــزاء من استثماراتها في السندات والأسهم.
أعباء جديدة على الاقتصاد الأمريكي
ومما يزيد من احتمالية الهبوط، اسهام هذه الأحداث على وضع أعباء جديدة على الاقتصاد الأمريكي والذي كانت هناك جهود كبيرة لرفع أدائه من معدل نمو لم يتجاوز 7،0% خلال الربع الثاني، ومع قيام المصرف الفدرالي المركزي بضخ 100مليار دولار إلى النظام المصرفي خلال 48ساعة بالإضافة إلى 42مليارا تحولت إلى البنوك الأوروبية لتقوم بأعمال التحويل المباشر، ومع تخصيص 40مليار دولار من المساعدات العاجلة.. بالإضافة إلى زعزعة ثقة المستهلكين والتخوف من تأثر قطاعات الفنادق وشركات الطيران والتي توقع ان تتكبد فيها خسائر 4، 4مليار دولار مع نهاية العام الحالي وهي الأكبر في تاريخ الطيران. فإن هناك تزايدا في احتمالية مرور الاقتصاد بحالة ركود اقتصادي ولو بشكل مؤقت.
وربما سيقوم المستثمرون وخاصة من خارج الولايات المتحدة بسحب وتسبيل أجزاء من استثماراتهم، خاصة إذا ما استمرت أخبار التهديد واحتمالية قيام الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري على أطراف وجهات تعتقد لديها دور في الحادث.
ومع قرب موسم إعلان البيانات المالية للربع الثالث وموسم التحذيرات، فإن هذه الأحداث لن تساعد سوى في تعتيم الصورة المستقبلية لأداء الشركات على المدى القريب على الأقل.
وبالرغم من تناولنا حالة الهبوط، فلنأخذ الآن الاحتمال الثاني، وهو ارتفاع المؤشرات، بالرغم من قلة هذا الاحتمال في الوقت الحالي، لكن قد يحصل نتيجة الحالة النفسية وقيام شركات ومؤسسات المال الأمريكية بعمل واتفاق جماعي غير رسمي لإعادة الثقة للمستثمرين من خلال المحافظة على معدلات البيع قدر المستطاع وحث المؤسسات الكبيرة والعملاء الكبار والتي تتداول صفقاتهم بأحجام كبيرة على عدم القيام بعمليات بيع خلال هذه الفترة، إلى ان تعود الأسواق إلى طبيعتها. خاصة ان بعض المؤسسات المالية لم تنه إعادة أعمالها، فمثلاً مع اختفاء قسم التجزئة للمؤسسة المالية العالمية (مورغان ستانلي) بين انقاض المبنى، إلاّ أنها استطاعت الحفاظ على 3700موظف كانوا في طوابق المؤسسة والتي تشغل 22طابقاً في المبنى التجاري، وخسرت 40موظفا فقط. وبالرغم من قيام شركة البرمجيات العملاقة (اوراكل) بإعلان نتائجها للربع الأول بالنسبة لسنتها المالية والمنتهية في 31اغسطس بأرباح 510ملايين دولار والذي يعكس ما مقداره 9سنتات للسهم مقابل ما كان متوقعاً قبل الأحداث بثمانية سنتات للسهم.. وبالرغم من هذه النتائج والتي جاءت مع عدم وجود تداول في الأسهم، فإن الشركة لم تعطي ايضاحات حول مستقبل القطاع والذي أصبح أكثر غموضاً. وخسرت (أوراكل) سبعة موظفين من منتسبي شركتها، أحدهم كان على متن إحدى الطائرات وستة كانوا يعملون لتلبية طلبات عملاء لهم داخل المبنى والسابع كان بقرب المبنى.
وكانت أسواق الإصدارات الأولية الأمريكية قد لاقت عزوفاً عنها من قبل المستثمرين في الآونة الأخيرة مما دفع الشركات للاحجام عن طرح أسهمها فيه ما لم تكن بحاجة ماسة للتمويل أو تكون شركات ربحية، وكان آخر موعد لهذه الأسواق مع الشركات قبل شهر تقريباً وبالتحديد في 13أغسطس الماضي حين طرحت شركة (ماكس دي كابيتال) 12مليون سهم بمعدل 16دولاراً للسهم الواحد تحت إدارة المؤسستين الماليتين (مورجان ستانلي) و(سلمون سميث بارني) لتجمع مبلغ 192مليون دولار.
وحسب تقويم الإصدارات الأولية، فإن هناك ثلاثة إصدارات، متوقع ان تنسحب مع قرب طرحها، وهي ضمن ثلاثة قطاعات مختلفة من العناية بالصحة والتكنولوجيا والترفيه، فشركة (يونيفيرسال هوسبيتال سيرفسز) تنوي طرح 5ملايين سهم بمعدل 17ـ 19دولاراً للسهم الواحد، أما شركة (لوجيك فيجن) فتنوي طرح 5، 4ملايين سهماً بمعدل 9ـ 11دولاراً للسهم الواحد، في حين ان شركة قطاع الترفيه (بام انترتينمنت) تنوي طرح 5، 3ملايين سهم بمعدل 12ـ 14دولاراً للسهم الواحد.
إذاً.. كل ما نستطيع استخلاصه من الاحتمالات التي تم ذكرها، هي حالة غير طبيعية في وقت غير طبيعي.. وستمر عدة أيام من المضاربات الحادة، مرفقة من أخبار وأحداث متوترة، قبل ان يحدث اتجاه عام للأسواق، ولحين ذلك الوقت، أتمنى للجميع حظاً موفقاً، واستشارة محليليهم الماليين وخاصة أصحاب المحافظ المالية الكبيرة، ودراسة عملة الدولار للمرحــلة المقبلة وتأثيرها على قيم محافظهم
المصدر :جريدة الرياض
لم يكن أسبوعاً عادياً بالنسبة للأسواق المالية.. فاغلاق أسواق المال لمدة أربعة أيام متتالية لم يحدث سوى أثناء الحرب العالمية الأولى، وهو أمر لا يحصل باستمرار.
وجميعنا يعلم لماذا.. فالهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة كان لها الكثير من التفسيرات والنتائج والمؤكد إنها لن تصب في مصلحة الأسواق.
وهذه حالة.. لم تذكرها الكتب والمصادر من قبل، لذلك فالنقاط التالية هي مجرد احتمالات وتصورات لما يمكن ان يحدث:
اليوم الأول من التداولات سيشهد ارتفاعات وانخفاضات، أي تذبذب واضح في أداء المؤشرات، بسبب توجه أنظار جميع مستثمري العالم الذين يريدون معرفة مصير محافظهم المالية المجمدة طيلة الأسبوع الماضي، وسيراقبه جميع الاقتصاديين، وجميع مستثمري العملة، وجميع رجال الأعمال وأصحاب القرارين السياسي والاقتصادي.
لذلك سوف لا يعكس اليوم الأول أو الثاني الاتجاه التي ستسير عليه المؤشرات وأهمها بسبب المشاعر والتعاطف التي قد ترافق أداء المؤشرات.
أما في الأيام اللاحقة، فالصورة لن تكون أفضل عما إذا أغلقت الأسواق، وبالعكس، فكل الأخبار الثقيلة التي حملتها الأيام الماضية هي ضد مصلحة الأسواق والاقتصاد، إذاً احتمالية هبوط مؤشرات الأسواق بحدة هي المرجحة، وربما نجد ان البنك الفدرالي قد يضطر إلى تخفيض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة خلال الأيام القادمة، إذا أراد ان يحافظ على ما يمكن ان يحافظ عليه من استقرار في النظام المالي.
قطاع التأمين سيضطر إلى تسييل أجزاء من استثماراته:
هناك بالتأكيد قطاعات ستكون الأكثر تضرراً من غيرها.. فقطاع التأمين وإعادة التأمين والذي سيكون في مواجهة أكبر عملية دفع استحقاقات في تاريخه لحالة واحدة.. إلاّ إذا، استندت بعض الشركات الى تصريح الرئيس الأمريكي حول ربطه الحالة بأنها حالة حرب على أمريكا، وبما ان معظم بوليصات التأمين تذكر انها لا تغطي الخسائر في حالة الحرب، فإن قسما منها قد يجد منفذاً لعدم الدفع، ولكنها بالتأكيد سيكون ذلك عبارة عن نهاية أعمالها، فالاعتبارات ان مجلس الشيوخ هو الذي يقرر حالة الحرب، بالإضافة ان البوليصات لا تعفي التغطيات من أعمال ارهابية داخل الولايات المتحدة، وكذلك التعاطف الكبير الذي يبديه عالم المال مع المتضررين، ولذلك سيكون من غير المفيد على شركات التأمين ان تحاول استغلال قوانين ما بين السطور. وكان الرقم القياسي المدفوع يبلغ 1، 19مليار دولار، وذلك أعقاب اعصار يومي 16ـ 17أغسطس في فلوريدا من عام 1992م والذي بلغت سرعتها أكثر من 140كم/ساعة.
والذي خلف 60ضحية مع أكثر من 2مليون مشرد.. ولتعقبها دفع استحقاقات بلغت 1، 14مليار دولار نتيجة الهزة الأرضية التي ضربت مقاطعة سان فيرناندو في 17يناير من عام 1994م والتي بلغت قوتها 5، 6درجات على مقياس ريختر. والتي أدت إلى مصرع 57شخصاً ولإصابة ألف وخمسمائة شخص.
ولكننا اليوم بالتأكيد نتكلم عن موضوع أكبر، فبينما بلغت أكبر خسائر في الأرواح البشرية الأمريكية خلال حادثة واحدة، هي عند معركة (بارل هاربير) في عام 1941م حوالي 2500قتيل، والتي شنت فيها القوات اليابانية هجوماً على الاسطول الأمريكي، فإن احصائيات ضحايا مبنى التجارة والبنتاغون لغاية الآن وصلت إلى 5100شخص والعدد مرشح للارتفاع.
فآلالاف الضحايا هم من موظفي الشركات العاملة في مبنى التجارة العالمية، ومعظم الشركات العاملة هي من الشركات الكبيرة والمعروفة والتي تعطي تغطيات تأمينية ضخمة على موظفيها، وقد يصل معدل الموظف المتوسط الدرجة إلى نصف مليون دولار ويصل إلى 10ملايين للمديرين الكبار، ولا ننسى التغطيات التأمينية على الأبنية والتأمينات التجارية وتأمينات على الطائرات والركاب الذين كانوا عليها وكذلك لا ننسى موظفي وزارة الدفاع والذين يتمتعون بتغطية مرتفعة. وبينما كانت كلفة انفجار مبنى التجارة العالمية السابق قد تكلف بحدود نصف مليار دولار، فإن هذه المرة.. فإن 12مليون متر مربع مساحة مكتبية قد اختفت وبداخلها الآلاف من الأشخاص والوثائق والمعدات، فالمبلغ يتوقع ان ترتفع إلى ما لا يقل عن 30مليار دولار، وستتـــــحملها شركات التأمين وإعادة التأمين حول العالم، وبالرغم من هذا التوزيع الجغرافي لتقليل المخاطر، فإن معظم هذه الشركات ستضطر إلى تسبيل أجـــزاء من استثماراتها في السندات والأسهم.
أعباء جديدة على الاقتصاد الأمريكي
ومما يزيد من احتمالية الهبوط، اسهام هذه الأحداث على وضع أعباء جديدة على الاقتصاد الأمريكي والذي كانت هناك جهود كبيرة لرفع أدائه من معدل نمو لم يتجاوز 7،0% خلال الربع الثاني، ومع قيام المصرف الفدرالي المركزي بضخ 100مليار دولار إلى النظام المصرفي خلال 48ساعة بالإضافة إلى 42مليارا تحولت إلى البنوك الأوروبية لتقوم بأعمال التحويل المباشر، ومع تخصيص 40مليار دولار من المساعدات العاجلة.. بالإضافة إلى زعزعة ثقة المستهلكين والتخوف من تأثر قطاعات الفنادق وشركات الطيران والتي توقع ان تتكبد فيها خسائر 4، 4مليار دولار مع نهاية العام الحالي وهي الأكبر في تاريخ الطيران. فإن هناك تزايدا في احتمالية مرور الاقتصاد بحالة ركود اقتصادي ولو بشكل مؤقت.
وربما سيقوم المستثمرون وخاصة من خارج الولايات المتحدة بسحب وتسبيل أجزاء من استثماراتهم، خاصة إذا ما استمرت أخبار التهديد واحتمالية قيام الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري على أطراف وجهات تعتقد لديها دور في الحادث.
ومع قرب موسم إعلان البيانات المالية للربع الثالث وموسم التحذيرات، فإن هذه الأحداث لن تساعد سوى في تعتيم الصورة المستقبلية لأداء الشركات على المدى القريب على الأقل.
وبالرغم من تناولنا حالة الهبوط، فلنأخذ الآن الاحتمال الثاني، وهو ارتفاع المؤشرات، بالرغم من قلة هذا الاحتمال في الوقت الحالي، لكن قد يحصل نتيجة الحالة النفسية وقيام شركات ومؤسسات المال الأمريكية بعمل واتفاق جماعي غير رسمي لإعادة الثقة للمستثمرين من خلال المحافظة على معدلات البيع قدر المستطاع وحث المؤسسات الكبيرة والعملاء الكبار والتي تتداول صفقاتهم بأحجام كبيرة على عدم القيام بعمليات بيع خلال هذه الفترة، إلى ان تعود الأسواق إلى طبيعتها. خاصة ان بعض المؤسسات المالية لم تنه إعادة أعمالها، فمثلاً مع اختفاء قسم التجزئة للمؤسسة المالية العالمية (مورغان ستانلي) بين انقاض المبنى، إلاّ أنها استطاعت الحفاظ على 3700موظف كانوا في طوابق المؤسسة والتي تشغل 22طابقاً في المبنى التجاري، وخسرت 40موظفا فقط. وبالرغم من قيام شركة البرمجيات العملاقة (اوراكل) بإعلان نتائجها للربع الأول بالنسبة لسنتها المالية والمنتهية في 31اغسطس بأرباح 510ملايين دولار والذي يعكس ما مقداره 9سنتات للسهم مقابل ما كان متوقعاً قبل الأحداث بثمانية سنتات للسهم.. وبالرغم من هذه النتائج والتي جاءت مع عدم وجود تداول في الأسهم، فإن الشركة لم تعطي ايضاحات حول مستقبل القطاع والذي أصبح أكثر غموضاً. وخسرت (أوراكل) سبعة موظفين من منتسبي شركتها، أحدهم كان على متن إحدى الطائرات وستة كانوا يعملون لتلبية طلبات عملاء لهم داخل المبنى والسابع كان بقرب المبنى.
وكانت أسواق الإصدارات الأولية الأمريكية قد لاقت عزوفاً عنها من قبل المستثمرين في الآونة الأخيرة مما دفع الشركات للاحجام عن طرح أسهمها فيه ما لم تكن بحاجة ماسة للتمويل أو تكون شركات ربحية، وكان آخر موعد لهذه الأسواق مع الشركات قبل شهر تقريباً وبالتحديد في 13أغسطس الماضي حين طرحت شركة (ماكس دي كابيتال) 12مليون سهم بمعدل 16دولاراً للسهم الواحد تحت إدارة المؤسستين الماليتين (مورجان ستانلي) و(سلمون سميث بارني) لتجمع مبلغ 192مليون دولار.
وحسب تقويم الإصدارات الأولية، فإن هناك ثلاثة إصدارات، متوقع ان تنسحب مع قرب طرحها، وهي ضمن ثلاثة قطاعات مختلفة من العناية بالصحة والتكنولوجيا والترفيه، فشركة (يونيفيرسال هوسبيتال سيرفسز) تنوي طرح 5ملايين سهم بمعدل 17ـ 19دولاراً للسهم الواحد، أما شركة (لوجيك فيجن) فتنوي طرح 5، 4ملايين سهماً بمعدل 9ـ 11دولاراً للسهم الواحد، في حين ان شركة قطاع الترفيه (بام انترتينمنت) تنوي طرح 5، 3ملايين سهم بمعدل 12ـ 14دولاراً للسهم الواحد.
إذاً.. كل ما نستطيع استخلاصه من الاحتمالات التي تم ذكرها، هي حالة غير طبيعية في وقت غير طبيعي.. وستمر عدة أيام من المضاربات الحادة، مرفقة من أخبار وأحداث متوترة، قبل ان يحدث اتجاه عام للأسواق، ولحين ذلك الوقت، أتمنى للجميع حظاً موفقاً، واستشارة محليليهم الماليين وخاصة أصحاب المحافظ المالية الكبيرة، ودراسة عملة الدولار للمرحــلة المقبلة وتأثيرها على قيم محافظهم
المصدر :جريدة الرياض