الحرص على الاجتهاد في العشر الاواخر

ابوضي

عضو نشط
التسجيل
28 مارس 2010
المشاركات
111
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة بسم الله والصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد بن عبدالله وعلى الة وصحبة ومن والاة مزايا وخصائص هذه العشر:
اعلم أخي: أن لهذه العشر مزية على باقي أيام الشهر ومن مزاياها وخصائصها ما يلي:
أولاً: اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم فيها فوق ما كان يجتهد في غيرها من أيام الشهر
كما روت عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره" [رواه مسلم].
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر يحيي ليله ويوقظ أهله ويشد مئزره، قالت عائشة: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيى الليل، وأيقظ أهله، وجدَّ وشد المئزر" [رواه مسلم]، فمن حرصة عليه السلام في الاجتهاد أنه كان يشد المئزر- يعني أنه يعتزل النساء- اشتغالاً بالعبادة وتفرغاً لها.قال الإمام ابن حجر- رحمه الله- (وفي الحديث الحرص على مداومة القيام في العشر الأخير، إشارة على الحث على تجويد الخاتمة) أ.هـ.
أخي الحبيب : كن متأسياً بحبيبك محمّد صلى الله عليه وسلم في حرصه على خير تلك الأيام الفاضلة. قال سفيان الثوري- رحمه الله-: (أحب إليَّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك) أ.هـ فلا ينبغي للمؤمن العاقل أن يفوت هذه الفرصة الثمينة على نفسه وأهله، فما هي إلا ليالي معدودة ربما يدرك العبد فيها نفحة من نفحات المولى فتكون سعادة له في الدنيا والآخرة
 

ابوضي

عضو نشط
التسجيل
28 مارس 2010
المشاركات
111
ثانياً: ومن مزايا هذه العشر وخصائصها (الاعتكاف).
أخي : الاعتكاف من سنن الهدى التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها، وواظب عليها حتى قبضه الله تعالى.
وهذا من حرصه صلى الله عليه وسلم على اغتنام هذه العشر المباركات؛ ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله تعالى عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده".
قال ابن رجب- رحمه الله- (وإنما كان يعتكف النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر التي يطلب فيها ليلة القدر قطعاً لأشغاله وتفريغاً للياليه وتخلياً لمناجاة ربه، وذكره ودعائه. وكان يحتجر حصيراً يتخلى فيها عن الناس فلا يخالطهم ولا يشتغل بهم) أ.هـ.
أخي الحبيب: إن أحلى ما في الاعتكاف أنك تخلو بربك تعالى فتتلذذ بمناجاته ودعائه فتحيا حياة جديدة بعيدة عن أكدار الدنيا ومشاغلها.
قال ابن القيم- رحمه الله-: وشرع لهم- أي النبي صلى الله عليه وسلم لأمته- الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى، وجمعيته عليه، والخلوة به، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والاشتغال به وحده سبحانه بحيث يصير ذكره وحبه والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته فيستولي عليه بدلها، ويصير الهم كله به، والخطرات كلها بذكره، والتفكر في تحصيل مراضيه، وما يقرب منه فيصير أنسه بالله بدلاً عن أنسه بالخلق، فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له ولا ما يفرح به سواه، فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم أ.هـ.
وقال ابن رجب- رحمه الله- فمعنى الاعتكاف وحقيقته قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق وكلما قويت المعرفة بالله والمحبة له والأنس به أورثت صاحبها الانقطاع إلى الله تعالى بالكلية) أ.هـ.
واعلم أخي : أن للاعتكاف فوائد منها:
1- ما يجده المعتكف من لذة العبادة والذكر والصلاة والدعاء..
2- تزكية النفس وتطهيرها من أدرانها، قال تعالى: (قدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاها). [الشمس: 9- 10]. 3-
تحري ليلة القدر، وهي أغلى ما في العشر الأواخر، فإن المعتكف من أكثر الناس حظاً من نفحات تلك الليلة المباركة. فيصادفها قائماً...عابداً...ذاكراً...منيباً...مخبتاً...خاشعا ً...
 

ابوضي

عضو نشط
التسجيل
28 مارس 2010
المشاركات
111
ثالثاً: ومن مزايا وخصائص هذه العشر (ليلة القدر).

هى ليلة القدر التى شرفت على كل الشهور وسائر الأعوام
من قامها يمحو الإلــــه بفضله عنه الذنـوب وسائـر الآثــــام
فيها تجلى الله جل جلالــه وقضى القضاء وسـائـر الأحــكــــــام
فادعوه واطلب فضله تعط المنى وتجـاب بالإنعــــــام والإكرام
فالله يرزقنـا القبـول بفضلـه ويجــــود بالغـفــران للـصــــــوام
ويذيقنـا فيهـا حـلاوة عفـوه ويـمـيـتـنـا حقـا على الإســــــــــلام

أخي : لقد أكرم الله تعالى هذه الأمة وأنعم عليها بلية القدر، فكان العمل فيها خير من العمل في ألف شهر.
قال تعالى: (إنَّا أنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدِْر* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [القدر: 1- 3].
قال الإمام النخعي- رحمه الله- العمل فيها خير من العمل في ألف شهر) هذه الليلة التي هي أمل المؤمنين الصادقين...وغاية عباد الله الصالحين...فهل أنت من الحريصين عليها الغانمين.
أخي : سميت هذه الليلة بليلة القدر لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة لقوله تعالى: (فيها يُفْرَقُ كّلُّ أمرٍ حكيمٍ) [الدخان: 4]، هو التقدير السنوي، وهو التقدير الخاص. وقيل سميت ليلة القدر لعظم قدرها وشرفها ومنزلتها.
اعلم رحمك الله: أن لهذه الليلة فضائل ومزايا منها:
1- أن الله تعالى أنزل فيها القرآن الذي به هداية البشر وسعادتهم.
قال تعالى: (إنَّا أنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [القدر: 1].
2- تعظيم الله عزّ وجلّ بقوله: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدِْر) [القدر: 2].
3- إن هذه الليلة خير من ألف شهر، أي خير مما يزيد على ثلاث وثمانين سنة.
4- تنزل الملائكة فيها، والملائكة لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة، قال تعالى: (تَنزَّلُ الملائِكَةُ والرُّوحُ فِيها) [القدر: 4]. 5-
أنها سلام لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب، بما يقوم به العبد من طاعة الله عزّ وجلّ. وقال تعالى: (سَلامٌ هِيَ حتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر: 5].
قال الحسن البصري- رحمه الله-: (إذا كان ليلة القدر لم تزل الملائكة تخفق بأجنحتها بالسلام من الله والرحمة من لدن صلاة المغرب إلى طلوع الفجر) أ.هـ.
6- أن من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدَّم من ذنبه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه" [رواه البخاري].
أخي : ليلة لها هذه المزايا والخصائص حري بنا أن نحرص على استغلالها، والمحروم من حرم خير هذه الليلة.
قال صلى الله عليه وسلم: "من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم" [رواه ابن ماجة. أنظر صحيح الترغيب والترهيب].
أخي : هذه الليلة العظيمة المباركة يُستحب تحريها في رمضان، وفي العشر الأواخر منه خاصة، وفي الأوتار منها بالذات.
فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوها في العشر الأواخر في الوتر" وفي حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر في تاسعه تبقى، في سابعه تبقى، في خامسه تبقى" [رواه البخاري].
وهي في السبع الأواخر أرجى، ولذلك جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام، في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم قد توطنت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر" [متفق عليه].
واعلم أن ليلة القدر متنقلة في ليالي العشر وليست هي في ليلة معينة طوال السنين.
أخي المبارك: كان السلف الصالح يستعدون لهذه الليالي العشر ويستقبلونها كما يستقبلون الأعياد.
قال ابن جرير- رحمه الله: (كانوا يستحبون أن يغتسلوا في كل ليلة من ليالي العشر).
وكان النخعي يغتسل في ليالي العشر، وكان لتميم الداري- رضي الله عنه- حلة اشتراها بألف درهم! كان يلبسها في الليلة التي يُرجى فيها ليلة القدر فزين أخي ظاهرك بالاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب، وطيب باطنك بالتوبة والإنابة والرجوع إلى الله تعالى وتطهير النفس من أدناس الذنوب وأضرارها. فإن زينة الظاهر مع خراب الباطن لا تغني شيئاً، قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوارِي سَوْءاتِكُمْ ورِيشاً ولبَاسُ التَّقْوى ذَلِكَ خيْرٌ) [الأعراف: 26].
إخواني : أكثروا في هذه الأيام من الذكر وقراءة القرآن والصلاة وإطعام الطعام والبكاء والخضوع والانكسار بين يدي أرحم الراحمين وأكثروا فيها من الدعوات وليكن من دعائكم فيها "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" [حديث صحيح].
إخواني : إحذروا في هذه الليالي من مضيعات الأوقات، إحذروا الخروج إلى الأسواق أو الاشتغال بالفضائيات والشاشات الملهيات والنساء الكاسيات العاريات والأغاني الماجنات وبكل ما يصرفكم عن هذه الليالي الفاضلات.
إخواني : أيامكم قلائل، وأنتم لا شك راحلون كما رحل الأوائل، ومآلكم إلى اللحود فهي المنازل، فيا من يوقن أنه لا شك راحل، قم يا أخي في الدجى قيام مشفق سائل وأجب منادي (هل من سائل؟ لعلك تحظى بالقبول وتفوز بالمسؤول).
فالمبادرة المبادرة إلى اغتنام العمل فيما بقي من الشهر فعسى أن يستدرك به ما فات من ضياع العمر.

إخواني : قال ابن جب- رحمه الله- (المعمول على القبول لا على الاجتهاد، والاعتبار بين القلوب لا بعمل الأبدان. رب قائم حظه من قيامه السهر، كم من قائم محروم، وكم من نائم مرحوم وقلبه ذاكر، وهذا قام وقلبه فاجر).
 

عقد ألماس

عضو نشط
التسجيل
9 أكتوبر 2005
المشاركات
648
الإقامة
الكويت
جزاك الله خير عالمشاركة الطيبة المباركة
ونسأل الله حسن الخاتمة وبارك الله فيك
 

NoOoOoR

عضو نشط
التسجيل
18 أغسطس 2008
المشاركات
10,667
الإقامة
الكــويـــت....:))
جزاك الله خير والله يجعله في ميزان اعمالك
 

AL-3raab_ku

عضو نشط
التسجيل
3 يناير 2009
المشاركات
1,235
جزاك الله خير
 
أعلى