محب التوحيد
عضو نشط
- التسجيل
- 9 فبراير 2005
- المشاركات
- 1,933
عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ "وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ"،
قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ:
أُنْزِلَتْ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ لَوْ عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ فَنَتَّخِذَهُ فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :
" أَفْضَلُهُ لِسَانٌ ذَاكِرٌ، وَقَلْبٌ شَاكِرٌ، وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ ".
رواه الترمذي في سننه(3094)،وقال الإمام المنذري في الترغيب والترهيب :"إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما" (2/328)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3094).
يقول العلامة المباركفوري في " تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي":
قَوْلُهُ : ( فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ أُنْزِلَتْ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ): أَيْ هَذِهِ الْآيَةُ ، وَعَرَفْنَا حُكْمَهُمَا وَمَذَمَّتَهُمَا .
( لَوْ عَلِمْنَا ): لَوْ لِلتَّمَنِّي.
( أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ ): مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ وَالْجُمْلَةُ سَدَّتْ مَسَدَّ الْمَفْعُولَيْنِ لِـ " عَلِمْنَا " تَعْلِيقًا .
( فَنَتَّخِذَهُ ): مَنْصُوبٌ بِإِضْمَارِ أَنْ بَعْدَ الْفَاءِ جَوَابًا لِلتَّمَنِّي ، قِيلَ السُّؤَالُ وَإِنْ كَانَ عَنْ تَعْيِينِ الْمَالِ ظَاهِرًا لَكِنَّهُمْ أَرَادَوا مَا يُنْتَفَعُ بِهِ عِنْدَ تَرَاكُمِ الْحَوَائِجِ ، فَلِذَلِكَ أَجَابَ عَنْهُ بِمَا أَجَابَ ، فَفِيهِ شَائِبَةٌ عَنِ الْجَوَابِ عَنْ أُسْلُوبِ الْحَكِيمِ.
( فَقَالَ أَفْضَلُهُ ): أَيْ أَفْضَلُ الْمَالِ أَوْ أَفْضَلُ مَا يَتَّخِذُهُ الْإِنْسَانُ قِنْيَةً .
( لِسَانٌ ذَاكِرٌ ): أَيْ بِتَمْجِيدِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَقْدِيسِهِ وَتَسْبِيحِهِ وَتَهْلِيلِهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ بِجَمِيعِ مَحَامِدِهِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ .
( وَقَلْبٌ شَاكِرٌ ): أَيْ عَلَى إِنْعَامِهِ وَإِحْسَانِهِ.
( وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ ): أَيْ عَلَى دِينِهِ بِأَنْ تُذَكِّرَهُ الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ وَغَيْرَهُمَا مِنَ الْعِبَادَاتِ وَتَمْنَعَهُ مِنَ الزِّنَا وَسَائِرِ الْمُحَرَّمَاتِ .