"لَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ ".

محب التوحيد

عضو نشط
التسجيل
9 فبراير 2005
المشاركات
1,933
عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

"إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ،

أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ،

وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ ".


رواه الترمذي في سننه(2882)، ورواه الامام المنذري في الترغيب والترهيب وقال : "إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما" (2/315)، وحسنه الامام ابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار (3/275)،وحسنه ايضاً ابن حجر في الفتوحات الربانية(3/285)،وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي(2882)، وصححه أيضاً الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(1467)،وصححه أيضاً الالباني في صحيح الجامع الصغير(1799).

يقول الإمام المباركفوري في " تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي":


( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا ): أَيْ أَجْرَى الْقَلَمَ عَلَى اللَّوْحِ وَأَثْبَتَ فِيهِ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ عَلَى وَفْقِ مَا تَعَلَّقَتْ بِهِ الْإِرَادَةُ.

( قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ ): كَنَّى بِهِ عَنْ طُولِ الْمُدَّةِ وَتَمَادِي مَا بَيْنَ التَّقْدِيرِ وَالْخَلْقِ مِنَ الزَّمَنِ فَلَا يُنَافِي عَدَمَ تَحَقُّقِ الْأَعْوَامِ قَبْلَ السَّمَاءِ ، وَالْمُرَادُ مُجَرَّدُ الْكَثْرَةِ وَعَدَمُ النِّهَايَةِ قَالَهُ الْمُنَاوِيُّ . وَقَالَ الطِّيبِيُّ : كِتَابَةُ مَقَادِيرِ الْخَلْقِ قَبْلَ خَلْقِهَا بِخَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ كَمَا وَرَدَ ، لَا تُنَافِي كِتَابَةَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ بِأَلْفَيْ عَامٍ ، لِجَوَازِ اخْتِلَافِ أَوْقَاتِ الْكِتَابَةِ فِي اللَّوْحِ وَلِجَوَازِ أَنْ لَا يُرَادَ بِهِ التَّحْدِيدُ بَلْ مُجَرَّدُ السَّبْقِ الدَّالِّ عَلَى الشَّرَفِ . انْتَهَى .
قَالَ بَعْضُهُمْ : وَلِجَوَازِ مُغَايَرَةِ الْكِتَابَيْنِ وَهُوَ الْأَظْهَرُ . انْتَهَى .

( أَنْزَلَ ): أَيِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

( مِنْهُ ): أَيْ مِنْ جُمْلَةِ مَا فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ.

( آيَتَيْنِ ): هُمَا آمَنَ الرَّسُولُ إِلَى آخِرِهِ.

( خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ): أَيْ جَعَلَهُمَا خَاتِمَتَهَا .

قَالَ الطِّيبِيُّ : وَلَعَلَّ الْخُلَاصَةَ أَنَّ الْكَوَائِنَ كُتِبَتْ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ بِخَمْسِينَ أَلْفِ عَامٍ . وَمِنْ جُمْلَتِهَا الْقُرْآنُ . ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ خَلْقًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَغَيْرِهِمْ ، فَأَظْهَرَ كِتَابَةَ الْقُرْآنِ عَلَيْهِمْ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ ، وَخُصَّ مِنْ ذَلِكَ هَاتَانِ الْآيَتَانِ وَأَنْزَلَهُمَا مَخْتُومًا بِهِمَا أُولَى الزَّهْرَاوَيْنِ.

( وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ): أَيْ فِي مَكَانٍ مِنْ بَيْتٍ وَغَيْرِهِ.

( ثَلَاثَ لَيَالٍ ): أَيْ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا .

( فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ ): فَضْلًا عَنْ أَنْ يَدْخُلَهَا ، فَعَبَّرَ بِنَفْيِ الْقُرْبِ لِيُفِيدَ نَفْيَ الدُّخُولِ بِالْأَوْلَى .
قَالَ الطِّيبِيُّ : لَا تُوجَدُ قِرَاءَةٌ يَعْقُبُهَا قُرْبَانٌ ، يَعْنِي أَنَّ الْفَاءَ لِلتَّعْقِيبِ عَطْفًا عَلَى النَّفْيِ ، وَالنَّفْيُ سُلِّطَ عَلَى الْمَجْمُوعِ ، وَقِيلَ : يَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ لِلْجَمْعِيَّةِ ، أَيْ لَا تَجْتَمِعُ الْقِرَاءَةُ وَقُرْبُ الشَّيْطَانِ . كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ .


انْتَهَى .

 

العاشق

عضو مميز
التسجيل
18 يناير 2009
المشاركات
14,324
الإقامة
هنا
جزاك لله خير​
 
أعلى